محتويات
ما المقصود بفلسفة التربية؟
فلسفة التربية أو فلسفة التعليم كما اصطلح تسميتها، هي فرع من فروع الفلسفة التطبيقية أو العملية ذات الصلة بطبيعة التعليم وأهدافه والمشاكل الفلسفية الناشئة عن النظرية والممارسة التربويين، نظرًا لكونها موجودة في كل المجتمعات البشرية، وتتميز بأن مظاهرها الاجتماعية والفردية متنوعة للغاية ولها تأثير عميق ونطاق واسع على البحث؛ وذلك لأنها تشمل العديد من القضايا المهمة مثل الفلسفة الاجتماعية والسياسية والقضايا الأخلاقية والميتافيزيقا وفلسفة العقل وفلسفة المعرفة ومجالات الفلسفة الأخرى واللغة وغيرها، وهي تتطلع إلى الانضباط الأبوي المفروض على الفرد داخليًا، والممارسات التعليمية والسياقات الاجتماعية والمؤسسية والقانونية من الخارج.
وتهتم فلسفة التربية بالجانبين النظري التقليدي والعملي المختص بالممارسة الفعلية، إذ تشمل قضاياها الفلسفية مثل طبيعة المعارف التي تستحق التدريس تربويًا، والمساواة والعدالة التعليمية وغيرها، وكذلك القضايا المتعلقة بالسياسات التعليمية مثل الرغبة باتباع مناهج تدريس موحدة، والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والقانونية والأخلاقية وما إلى ذلك، ومن الجيد أن تعلم أن فلسفة التربية ليست علمًا وليد العصر بل إن له تاريخ طويل غربي ومميز يبدأ من الفلسفة اليونانية على يد سقراط مع السفسطائيين وصولًأ إلى يومنا هذا، ومن الجدير بالذكر أن مُثل الاستقصاء المنطقي في فلسفة التربية التي دعا لها سقراط والمؤمنون بنظرياته قد بلغت منذ فترة طويلة وجهة النظر القائلة بأن التعليم يجب أن يعزز في جميع الطلاب إلى أقصى حد ممكن.[١]
أهمية فلسفة التربية
تبرز أهمية فلسفة التربية من خلال أربعة محاور أساسية نشرحها فيما يلي مع توضيح وافٍ لكل منها:[٢]
- تساعد فلسفة التربية على فهم وتعديل العملية التعليمية؛ من خلال توضيح المتعارضات والمتناقضات في كل نظرية، مما يزيد من مقدرة البشر على طرح الأسئلة وتوضيح المفاهيم والافتراضات التي تدور في أذهانهم حولها، كما أنها تتصل بشكل مباشر بالمؤسسة التعليمية وتربية الأطفال في المنزل والتدرج مع مستوياتهم شيئًا فشيئًا.
- الإقرار بأن المعلم هو أحد أهم الجوانب في العملية التعليمية وهو المرشد والمدير والقائد التربوي فيها، وهو القادر على إدارة العمل وتنظيمه في البيئة التعليمية، كما أنه يتمتع بمقدرة على فهم مشاعر وعواطف الآخرين، ويبرز تأثيره على المتعلمين من خلال تحقيق الأهداف التربوية وتوفير مناخ مناسب ينعكس على النتائج الإيجابية للمتعلمين.
- المنهج الدراسي والذي يحتوي على كافة خبرات العملية التعليمية سواء في البيئة المدرسية أو خارجها، وهو يحوي مجموعة من الأبعاد أبرزها الأهداف وأساليب التدريس والمحتوى والتقييم، وتعمل جميعها من أجل بناء بيئة صحية تعليمية للمتعلم، وهي عامل أساسي من عوامل بناء المستقبل الناجح.
- المتعلم أو الطالب وهو مركز التعليم الذي يتطلع لتطبيق مجموعة من الاستراتيجيات الجديدة التي تساعد على الإبداع، كما لا يجب إغفال الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من فلسفة التربية بل يجب دمجهم في البيئة التعليمية وفهم وضعهم من خلال فرض إجراءات تتناسب مع حالتهم العقلية والنفسية.
تعرف عليها: خصائص فلسفة التربية
لا بد من وجود مجموعة من الخصائص التي تمكننا من الحكم على نجاح فلسفة التربية من عدمه، وفيما يلي سندرج لكَ قائمة بأهم تلك الخصائص:[٣]
- الحضور وهو ذو مستوى أعمق من الوعي إذ يسمح للأفكار والمشاعر والأفعال بأن تكون متطورة ومنسقة من الداخل، وهو جوهر العلاقة للتواصل بين الأفراد، ويعكس شكل الرعاية بالطلبة والاهتمام بهم والاستجابة لحاجاتهم الفكرية والتعليمية.
- تعزيز التعلم ويكون ذلك من خلال وضع مجموعة من المعايير العالية التي ترصد استعداد الطلبة لتلقي المزيد من المعارف والعلوم، ومقدرتهم على فهم المواد التعليمية لا حفظها وحسب، ويمكن ترجمة ذلك من خلال التطبيق الفعلي لما تعلموه على أرض الواقع.
- تبديل الأدوار بأن يصبح المربي أو المعلم هو المتعلم ويجعل من أولوياته تحديث أساليب التعليم وتطويرها؛ من خلال إعادة تصميم المناهج الدراسية لتتلاءم مع الواقع ومتطلباته، وتدريس الدورات التدريبية الجديدة ومنح الشهادات بعد الانتهاء منها.
- الحماس؛ إذ تبرز فلسفة التربية من خلال المقدرة على إيصال كل معلومة جديدة في جو من المرح والدعابة والعدالة في التعامل، وهو يتجاوز ذلك ليصبح شغفًا حقيقيًا بالتعلم يستمر حتى بعد الانتهاء من تواجد الطلبة في البيئة التعليمية، وذلك من أسمى أهداف التربية والتعليم.
قد يُهِمُّكَ: اتجاهات فلسفة التربية الحديثة
اسأل والديك عن التعليم الذي تلقياه في المدرسة هل يشبه التعليم الذي تلقيته؟، بالطبع لا، كما أنه سيكون مختلفًا عن التربية والتعليم التي سيتلقاها أولادك، ذلك لأن فلسفة التربية والتعليم متغيرة بتغير الزمان وفقًا للمتطلبات الجديدة التي يفرضها الواقع، وإليك مجموعة من الاتجاهات الحديثة لها:[٤]
- التنوع في أساليب التعلم من الألف إلى الياء من قِبل المتعلمين والمعلمين.
- الشبكات الاجتماعية لتدريس الطلبة وإيصال المعلومات الجديدة في أي موضوع، وهي صورة لمزج التعليم القديم بالحديث.
- التعلم الذاتي الذي أصبح مطبقًا في العديد من الدول إذ يتلقى الكثير من المتعلمين تعليمهم في البيوت من خلال قراءة المناهج وكتب المطالعة.
- الحالة الاجتماعية التي لا تهتم بكون المجموعة التعليمية كبيرة أو صغيرة وإنما بالتعامل مع التعليم كمنفعة هامة لأفراد المجتمع بأكمله.
- دراسة الاستراتيجيات التي ظهرت للمرة الأولى في اليابان والتي تقوم على تحسين أسلوب المعلمين بحسب نتائج الطلاب التعليمية.
- النضال البناء ويعني السماح للطلبة بمواجهة الدرس بتوجيه من المعلم بحيث لا يشعر الطالب بالخجل من الفشل مرات متكررة.
- المدرسة السحابية وهي أسلوب تعليمي موجه للطلاب الفقراء الذين لا يستطيعون ارتياد المدارس النظامية، بل يتعلمون عبر جهاز كمبيوتر مثبت على الجدار.
- التعلم القائم على حل المشكلات بحيث يعرض الأستاذ أمام الطلبة مشكلة واقعية ويمنحهم بعض الوقت لإيجاد حل ناجح لها، وقد بدأت للمرة الأولى في أستراليا.
المراجع
- ↑ "Philosophy of Education", plato.stanford, Retrieved 19/1/2021. Edited.
- ↑ "Importance of Educational Philosophy", preservearticles, Retrieved 19/1/2021. Edited.
- ↑ "Four Characteristics of Successful Teachers", facultyfocus, Retrieved 19/1/2021. Edited.
- ↑ "Modern Trends In Education: 50 Different Approaches To Learning", teachthought, Retrieved 19/1/2021. Edited.