أهمية العدل والمساواة
ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحث على العدل والمساواة؛ فهما من القيم الإسلامية العظيمة التي أمر الله عز وجل عباده بترسيخها وتطبيقها، ومن يريد الاستزادة منها ومعرفة الأخلاق الحميدة يجد في السيرة النبوية الشريفة مبتغاه ففيها من الخير الكثير، وقد سعى النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاهدًا لتحقيق هذه القيم العظيمة في المجتمع الإسلامي، فلم يفرِّق بين العربي والأعجمي إلا بالتقوى، وقد وطّد العدل وطبق المساواة عليه السلام بهدف اتباع هذا المنهج العظيم من قبل المسلمين ليكونوا على الحق، دون النظر إلى المال أو الجاه أو النسب، أو الجنس أو اللون، وتجلى هذا المنهج العظيم عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم أنّ لو فاطمة بنت محمدٍ سرقت لقطعت يدها، وبإقامة العدل والمساواة يتقدم المجتمع المسلم ويستعيد المجد القديم ويقود البشريّة وينشر الدين الإسلامي، ويعمر الأرض ويطور العلم، ممتثلًا في ذلك كله لأوامر الله تعالى، فدولة العدل تملؤها السكينة والأمان، فلا ظلم فيها ولا عدوان.[١]
الفرق بين العدل والمساواة
العدل والمساواة هما مصطلحان قد يبدوان ظاهريًا كلمتين مترادفتين في المعنى، ولكنّ هذان المصطلحين قد يتفقان أو يختلفان أو يكملان بعضهما البعض، ولكن الأمر الذي لا يختلف عليه أحد أنّ الكثير من الحضارات والأمم على مر الأزمان قد قامت على أساس العدل والمساواة، وفيما يأتي الفرق بينهما:[٢]
- العدل : العدل لغةً؛ هو ضد الجور، وهو ما استقام في النفوس، عَدَل يعدلُ فهو عادل، ويقال عدل في القضية فهو عادل، وبسط الوالي عدله، وفي الاصطلاح تعني جعل الأُمور في مواضعها ووفقا لأوقاتها ومقاديرها ووجوهها، من غير تقديم ولا تأخير.[٣]
- المساواة: قد يحمل لفظ المساواة معنيين مختلفين، فهو إمّا أن يكون حقًّا وخيرًا، وإمّا أن يحمل من الشر والباطل الكثير، ففي الخير والحق ما يعني أنّ جميع المسلمين سواسية أمام شرع الله عز وجل، من حيث الأحكام والتكاليف، ففي إقامة حدود الله لا فرق بين الفقير والشريف، ولا بين الرجل والمرأة، فكلاهما يُرجم أو يُقتل أو يُجلد، وفي الآخرة أيضًا وعد الله عز وجل الرجل والمرأة بالجنة والثواب، أمّا ما يريدونه من ينادون بالمساواة بين الرجل والمرأة، فهو باطل وشر لأنّ الإسلام قد نفى المساواة بين المسلمين ممن آمنوا بالله وأنفقوا أموالهم قبل الحديبية، ومن آمنوا بعد الحديبية وأنفقوا أموالهم بعده ونفى أيضًا المساواة بين المجاهدين والقاعدين بغير عذر، والذكر والأنثى ليسوا سواسية في كل الأمور، فالقوامة والطلاق بيد الرجل، والمرأة تحتاج لولي في الزواج أمّا الرجل فلا يحتاج، كما أنّ الجماعة والجهاد واجبتان على الرجال دون النساء، وقد وردت الوصية بالأم ثلاثة أضعاف الأب، فليس من المعقول جعل الناس سواسية في كل الأمور، كمساواتهم في الدين فيجمعون بين المشرك والموحد، والوثني والمسلم، والمساواة ما بين الجنسين.[٤]
المراجع
- ↑ حسين أحمد عبدالقادر (27/10/2015)، "العدل في الإسلام"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-7. بتصرّف.
- ↑ ريهام عبد الناصر (2017-11-21)، "الفرق بين العدل والمساواة"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-7. بتصرّف.
- ↑ المشرف العام علوي السقاف، "معنى العدل لغةً واصطلاحًا"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-8. بتصرّف.
- ↑ المشرف العام محمد المنجد، "مفهوم المساواة في "الإسلام""، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-8. بتصرّف.