محتويات
الفساد
هو استغلال المنصب بطريقة تحقق مكاسب شخصية للفرد مثل: الحصول على منصب أو مكانة في المجتمع أو المنفعة المادية، أو تحقيق مكاسب لجماعات مختلفة مثل: الحزب الذي ينتمي إليه الموظف أو الأقارب أو لذوي المناصب العليا في الدولة، ويقسم الفساد حسب حجمه إلى فساد كبير وفساد بسيط، فالفساد الكبير يكون من الأشخاص الذين يمتلكون سيادة على عدد كبير من الأفراد، مثل: رئيس الدولة والوزراء، والبسيط يكون من موظفين أو أفراد لا يمتلكون سيادة على عدد كبير من الأشخاص.[١]
أسباب الفساد
يرتبط الفساد بعدة أسباب أبرزها:[٢]
- عدم الالتزم بأخلاقيات المهنة، إذ إن لكل مهنة مجموعة من الأخلاقيات العالمية والمحلية، كالأخلاقيات المتعلقة بالرشوة والاختلاس، ويجب على الموظف في الوظيفة العامة والخاصة الإلمام بها وتأدية الوظيفة ضمن إطار حدودها.
- عدم الالتزام بالقوانين واللوحات التنظيمية، وأبرزها التعليمات المتعلقة بمواعيد المغادرة وبداية الدوام.
- ضعف في تطبيق القوانين واللوائح التنظيمية.
- كره الوظيفة، بالإضافة إلى وعدم الشعور بالانتماء تجاهها.
- الطمع المادي، فالطمع المادي يؤدي إلى قبول الموظف للرشوة.
- الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
- ضعف الوازع الديني.
- ضعف الجهاز الرقابي للدولة.
- عدم الشعور بالمسؤولية تجاه الوظيفة.
- ضعف في إصدار القوانين، من خلال التقليل من العقوبات المتعلقة بالفساد.
مظاهر الفساد
هناك مجموعة من مظاهر الفساد ممثلة بالتالي:
- الفساد البيئي: هذا النوع من الفساد يكون بممارسة الأفعال المختلفة التي تؤدي إلى تدهور البيئة وارتفاع مستوى الملوثات داخلها، وهناك مجموعة من الأمثلة على الفساد البيئي أبرزها:[٣]
- استغلال الموارد الطبيعية واستخدامها بكميات ضخمة دون التفكير بالأجيال القادمة بهدف تحقيق الربح من قبل المصانع المختلفة حول العالم.
- إلقاء النفايات الصلبة والسائلة إلى البحار والمحيطات بطريقة متعمدة ومباشرة، كتسرب النفط والبترول داخل المسطحات المائية.
- حرق الغابات واقتلاع الأشجار.
- الصيد الجائر للحيوانات الأمر الذي يؤدي إلى انقراض بعض أنواع الحيوانات.
- الفساد الاجتماعي: هو الفساد المرتبط بعدم تمسك المجتمع بمجموعة العادات والتقاليد السليمة التي يقوم عليها، مثل احترام الكبير والعطف على الصغير وإفشاء السلام.[٤]
- الفساد السياسي: هو الفساد المتعلق بأمور إدارة الدولة ودوائرها للحد الذي يعرقل ممارسة الديموقراطية في المجتمع ويقيد حريات الأفراد ويمسّ بحق عيش الأفراد بأمان وسلام وكرامة في المجتمع ويعد هذا أخطر أنواع الفساد.[٥]
- الفساد الإداري: ضعف في التزام الموظف العام والخاص في مجموعة القوانين والتعليمات الموجهة له، وهناك العديد من الأشكال المرتبطة بهذا النوع من الفساد أبرزها:[٦]
- عدم الالتزام بالمواعيد الرسمية للدوام وتعمد التأخر والمغادرة مبكرًا دون وجود عذر لذلك.
- الرشوة، أي قبول المال من الأفراد بهدف تحقيق مصلحة معينة.
- الواسطة وتدخل شخص لصالح فرد معين من أجل حصوله على مكان وظيفي غير مؤهل له.
- المحاباة بتفضيل حزب عن آخر، أو جهة معينة عن أخرى ينتمي إليها الموظف في تقديم خدمة معينة.
- عدم تأدية الواجب الموكل إلى الموظف على أتم وجه.
- الكسل في أداء الوظيفة، ويبرز ذلك عبر مجموعة من الأنشطة أبرزها المماطلة في الاستراحات وشرب القهوة.
- الفساد المالي: هو خروج الشخص أثناء تأديته وظيفته عن مجموعة الاستراتيجيات والتعليمات المتعلقة بتنظيم تداول الأموال وسيرها داخل المؤسسات المختلفة، وهناك العديد من أشكال الفساد المالي أبرزها:[٧]
- استغلال الموارد المتاحة لغرض شخصي كاستغلال آلة الطباعة من قبل الموظف لطباعة كتب وروايات خاصة به.
- الاختلاس.
- الرشوة وهي شكل من أشكال الفساد المالي والإداري معًا.
- غسيل الأموال، وهو شرعنة الأموال خاصة بالجهات غير القانونية وتسهيل تداولها داخل المجتمع.
- الفساد الأخلاقي: هو ممارسة الموظف لعدد من المواقف المخلة للمبادئ الأساسية للأخلاق ومن الجدير ذكره أن هذا النوع من الفساد لا يخص الموظف فقط بل يخص جميع أفراد المجتمع ومن أبرز أشكاله:[٨]
- الابتزاز الجنسي للأفراد من قبل الموظف بهدف الحصول على منفعة شخصية.
- ممارسة التحرش الجنسي.
- جرائم الاغتصاب.
- السرقة.
- الكذب.
- التلفظ بالألفاظ النابية وسب الذات الإلهية علنًا.
مؤشرات الفساد
هناك العديد من المؤشرات التي تدل على تفشي الفساد بالمجتمع أبرزها :[٩]
- ارتفاع المستوى المالي لبعض الأشخاص، بطريقة كبيرة ومفاجئة دون وجود أسباب واضحة لذلك.
- انتشار ظاهرة الابتزاز والجرائم الجنسية في المجتمع.
- صعوبة الحصول على الوظائف الرسمية، بالإضافة إلى تجرؤ الموطف بطلب الرشوة على العلن.
- ازدياد معدل البطالة، مما أدى إلى تردي الوضع الاقتصادي في المجتمع.
- عدم تطبيق مبدأ التكافؤ بالفرص، ويظهر ذلك عند التقديم للحصول على الوظائف والدعم المادي.
- تعقيد المعاملات في الدوائر الرسمية والخاصة، وذلك عن طريق اعتماد مبدأ التأجيل والتحويل من شخص إلى آخر.
- تزايد أعداد الأشخاص المنتظرين، وذلك من أجل الحصول على الخدمة التي تقدمها المؤسسة أو الشركة.
- انتشار الجرائم في المجتمع، مثل السرقة وغسيل الأموال وبروزهم بطريقة علنية.
مؤسسات ومنظمات مكافحة الفساد
هناك العديد من المنظمات والمؤسسات حول العالم تلعب دورًا رئيسيًا في مكافحة الفساد أبرزها:
- جمعية الأمم المتحدة: التي تعقد بطريقة دورية مؤتمر مكافحة الفساد العالمي، الذي يحدد جرائم الفساد التي تستوجب معاقبة من يرتكبها، في الدول الأعضاء بالجمعية، وأصدرت اتفاقية مكافحة الفساد التي باشرت بتنفيذها عام 2003 بعد ثلاثة أعوام من بدء التحضير للوثائق الخاصة بها التي تسعى لمحاربة الفساد السياسي بطريقة رئيسية.[١٠]
- جامعة الدول العربية: يظهر اهتمام جامعة الدول العربية بمكافحة الفساد من خلال إصدارها مجموعة من الاتفاقيات والقرارات المتعلقة بمحاربة الفساد في المجتمع العربي، أبرزها اتفاقية الديباجة التي تهدف بطريقة رئيسية إلى محاربة الإرهاب والتقليل من جرائم العنف، ونصت هذه الاتفاقية على مجموعة الجرائم التي تعدها الدول العربية فسادًا داخل حدودها وأصدرت من خلالها مجموعة العقوبات اللازمة لردعها، وتشرطت على كل دولة إقامة جهاز خاص بالدولة لمتابعة جرائم الفساد المختلفة.[١١]
- مؤسسة أمان: مؤسسة فلسطينية تسعى بطريقة رئيسية إلى مكافحة الفساد وتحقيق الشفافية في المجتمع وتوجه جهدها لمساندة المواطنين والدفاع عن حقوقهم من أجل ممارسة الديموقراطية في المجتمع وتحقيق مبدأ تكافؤ الحصول على الفرص، ومن الجدير ذكره أن هذه المؤسسة حصلت على عضوية في منظمة مكافحة الفساد العالمية التابعة للأمم المتحدة.[١٢]
طرق محاربة الفساد
هناك العديد من الطرق المتبعة في تقليل ومواجهة ظاهرة الفساد أبرزها :[١٣]
- تأسيس جهاز رقابي، قائم على مجموعة من التعليمات الواضحة ومتابعته دوريًا من قبل الجهات الرسمية للتأكد من سير العمل بطريقة سليمة كما هو مخطط له، وتكثيف الجولات الفجائية للدوائر والمؤسسات المختلفة.
- رفع مستوى الوعي لدى الأفراد، عن خطر انتشار الفساد.
- تفعيل دورالسلطة التنفيذية، في القضاء وردع الفساد بالمجتمع.
- رفع المستوى المعيشي للأفراد، من خلال رفع مستوى الأجور وخلق فرص تشغيلية للشباب.
- متابعة تقاريرالمُلكية الخاصة بالموظفين، بجميع مواقعهم من خلال مقارنة حصولهم على الأملاك دوريًا، فالدول المتقدمة تقارن الأملاك للموظفين سنويًا.
- سن قوانين رادعة للفساد، ومتابعة تنفيذها.
المراجع
- ↑ "ما هو الفساد وكيف يمكننا تعريفه؟"، الأنباء، 21-1-2016، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ↑ "أسباب الفساد وعوامله"، الغد، 16-9-2018، اطّلع عليه بتاريخ 9-5-2019.
- ↑ "الفساد البيئي في نهج السلوك البشري والتنمية المستدامة"، Ecomena، 11-8-2017، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ↑ "أخطرهم الفساد الاجتماعي المنتشر في العراق"، شبكة نبأ، 14-5-2015، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ↑ "عيسى: الصمت عن الفساد يجر نحو الظلم والاستبداد "، دنيا الوطن، 9-4-2019، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ↑ "الفساد الاداري اسبابه –انواعه- واشكاله – وآثاره/2"، كتابات، 20-2-2015، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ↑ "الفساد الإداري والمالي واثاره السلبية على مؤسسات الدولة العراقية وسبل معالجته"، الهيئة العامة للضرائب جمهورية العراق، 20-10-2011، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ↑ "الفساد الاخلاقي ..... اخطر أنواع الفساد !!"، الرأي، 8-4-2012، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ↑ "ظاهرة الفساد في المجتمع أشكالها ومظاهرها وطرق علاجها"، مجلتك، 27-5-2017، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ↑ "اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد"، هيئة الراقبة الإدارية والشفافية دولة قطر، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ↑ "الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ↑ "أمان والشفافية الدولية"، أمان، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ↑ "طرق مكافحة الفساد"، الإستثمارية، 7-12-2018، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.