الفلسفة
يشيع استخدام مصطلح الفلسفة بين جميع الأوساط والفئات في العالم، وهي كلمة يونانية الأصل مشتقة من الكلمة فيلوصوفيا التي تعني حب الحكمة، ولقد كان اليونان يهتمون بالحكماء وأصحاب الخبرات ويستقون منهم النصائح والإرشادات التي تعينهم على العيش بطريقة صحيحة وتجنب تكرار الأخطاء، وهذا ما جعل الكثير من الفلاسفة الإغريق كأرسطو وأفلاطون وسقراط يعدون الألمع والأكثر شهرة في العالم، بالإضافة إلى رصيدهم العريق من الكتب والمؤلفات الفلسفية، ولقد أغنوا علم الفلسفة بما وضعوه من أسس ومعايير وخصائص تتعلق بالعلوم الفلسفية ومن ذلك تعلم فن التفكير، والبحث عن ما وراء الموجودات، والعملية التساؤلية في محاورة النفس والتعرف على الذات، ولقد كانت الفلسفة الحجر الأساسي لوضع الكثير من العلوم الطبيعية فبعد أن فهم الإنسان نفسه راح يغني عقله بكل ما هو مفيد[١].
مفهوم السؤال الفلسفي
يعد مفهوم (السؤال) أمرًا بسيطًا للغاية فهو عبارة عن الاستفهام عن فكرة أو شيء في المطلق والبحث في أسبابه ومحاولة فهمه، أما السؤال الفلسفي فهو السؤال الذي يساهم في إغناء المنتوج الحضاري والثقافي للوجود الإنساني بأسره، ويختص السؤال الفلسفي بالأسئلة الوجودية والكثير من الغيبيات، مثل: (ماذا سيحصل في نهاية الحياة؟) أو (ما هو الوهم؟) أو (هل الحقيقة موجودة؟) وغيرها الكثير، فالعقل الإنساني يصدق كل ما يراه أكثر مما يسمعه، وهذا ما يجعل قائمة الغيبيات بالنسبة له ضربًا من الخيال، وهنا يكمن دور العقيدة والدين وأهميتها؛ إذ إنها لا تتعارض مع الفلسفة أبدًا بل على العكس تكمل إحداهما الأخرى وتسمح للعقل لإطلاق العنان لما يريد ويشتهي من الأسئلة الفلسفية على أن يزيد ذلك من إيمان الإنسان لا أن يجعله يحيد عن دينه وشريعته[٢].
خصائص السؤال الفلسفي
يمكن التعرف على الأسئلة الفلسفية من خلال عدد من الخصائص والميزات، التي سنتطرق إليها بشيء من التفصيل فيما يلي:
- الطابع الجذري: ويعني ذلك أن السؤال الفلسفي ليس سوى أداة تُستخدم للوصول إلى لب الموضوع وأساسه، فهنالك العديد من الأفكار الغريبة التي تتولد في عقل الإنسان وتكون الطريقة الأمثل لفهمها والوصول للجذر عبر اختراق ظاهرها من خلال السؤال الفلسفي.
- الطابع الإشكالي: ويعني وجود قضية معينة يصعب على الإنسان فهمها فيطرح مجموعة من الأسئلة، فيتلقى عددًا من الإجابات الوافية والشافية عن مجمل تلك الأسئلة، إلا أن بعضها يبقى عصيًا على الإجابة وهو ما يسمى بالسؤال الفلسفي، ويؤكد الفلاسفة هنا على ما يسمى بفن طرح السؤال، بحيث تُسهل الطريقة على الآخر فهم المراد والإجابة عنه.
- الطابع العصري: تتسم غالبية الأسئلة الفلسفية خاصة في هذا العصر بروح الحداثة والتطور، فالمقارنة بين طبيعة الأسئلة القديمة والأسئلة في يومنا هذا سيلمس الفارق بينهما، وذلك انعكاس لما تمكن العلم من التوصل إليه عبر الانخراط والتماهي مع الفلسفة، بل إن الفلاسفة رأوا أن الشخص الذي يطرح الأسئلة القديمة ذاتها يعاني من حالة ذهنية مرضية متأخرة تجعله منعزلًا عن مجتمعه وبيئته، ومتأخرًا عن روح العصر في تفكيره وهو ما ينجم عنه عدد من السلوكيات غير المرغوبة[٣].
المراجع
- ↑ "ما هي الفلسفة؟"، عالم الفلسفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-3.
- ↑ "ما خصائص السؤال الفلسفي والسؤال العادي"، موسوعة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-3.
- ↑ "ماهي خصائص السؤال الفلسفي ؟"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-3.