محتويات
مفهوم التربية الدولية
ظهر هذا المصطلح في الأوساط الأكاديمية والتعليمية بكثرة في الآونة الأخيرة، وهو يعني إتاحة الفرصة للطلاب والسماح لهم بالتفكير من منظور دولي أو عالمي عبر ربطهم بالمجتمعات وأنظمة المعتقدات المختلفة التي من شأنها مساعدتهم على فهم وتقبل الاختلافات الثقافية والتشابهات، ومفهوم التربية الدولية فضفاض للغاية، إذ إنه يشمل تحت مظلته العديد من المحاور والمعاني المرتبطة به مثل؛ القبول الدولي، وتنقل الطلبة، والتعليم الوطني، والشبكات الدولية، والعلاقات، والشراكات، والمناهج الدولية، والمسارات التعليمية.[١]
ويمكن تعريف التربية الدولية أو التعليم الدولي بأنه التعليم الذي يتجاوز الحدود الوطنية وذلك من خلال تبادل الطلاب، وهو جزء من الدراسة في الخارج ونهج شامل للتعليم يهدف إلى إعداد طلاب مشاركين ونشطين في عالم أكثر ارتباطًا، ويساعد هذا النوع من التربية على إعداد طلاب ماهرين قادرين على بناء الشعور بالهوية، ولديهم وعي ثقافي أعلى، وقادرين على تطوير قيم إنسانية عالمية خارج حدود دولهم، بالإضافة إلى أنه يشجعهم على الإبداع والاكتشاف وتحصيل المتعة مع التعلّم ويزوّدهم بالكثير من المهارات والمرونة اللازمة لحياتهم.[٢]
ما أهداف التربية الدولية؟
يتعدى مفهوم التربية الدولية الطلبة الراغبين بالانتقال للدراسة من مكان إلى آخر ليشمل فئة الباحثين أيضًا، والأشخاص الراغبين بتعلم الخدمة المجتمعية، ولعل انتشار التربية الدولية وانضمام الكثير من الفئات إليها يدلّ على اهتمام الطلبة فيها، ويعكس أهميتها التي سنتطرق إليها بشيء من التفصيل في السطور الآتية:[٣]
- تعزز التربية الدولية المعرفة ورأس المال الثقافي لدى الطلبة، وتمكّنهم من التعرف على أماكن وثقافات جديدة مما يثري التجربة التعليمية الإنسانية لديهم.
- تكسب التربية الدولية الطلبة جملة من المهارات المختلفة التي تظهر بوضوح خلال العملية التعليمية مثل البحث والتطوير والقدرة على التفكير والحوار البناء وسواها.
- تحسّن التربية الدولية حياة الأفراد مما ينعكس إيجابيًا عليهم وعلى مجتمعاتهم، وذلك يجعلهم مواطنين أكثر جاهزية للمساهمة ببناء بلادهم وتقدمها في كافة المجالات.
- تعود التربية الدولية بالمنفعة الكبيرة على الطالب على المستوى الفردي من خلال إمكانية متابعة تعليمهم في الدراسات العليا أو في مجالات البحث أو التدريس.
- تعزز التربية الدولية المشاركة القومية، فقد اتجهت العديد من الحكومات إلى القيام ببعثات أو منح أو آليات أخرى من أجل الاستثمار بالكفاءات التعليمية وانتظارها للعودة من أجل دفع الاقتصاد الدولي للأمام في الدولة.
- تعد التربية الدولية شكلًا من أشكال الدبلوماسية الثقافية، فهي تشبه حلقة تبادل لكافة المواضيع بين البلدين واكتساب الخبرات والتجارب وأخذ الجيد منها والمناسب وتطبيقه في البلد الأصلي.
- تحفّز التربية الدولية الكثير من أرباب العمل على حثّ موظفيهم على الالتحاق ببرنامج التربية الدولية؛ لأن العديد من الشركات تحتاج لقوة عاملة ذات مواهب وقدرات تنافسية مميزة يمكن الاعتماد عليها على مستوى العالم.
المبادئ التي تستند عليها التربية الدولية
تقوم العديد من المؤسسات التعليمية باتخاذ مجموعة من مبادىء التربية الدولية، والتي لا تقبل المساومة أو القسمة، ذلك أنها تمثل هوية التعليم وتعكس حرص المؤسسة عليه، تعرّف على هذه المبادئ فيما يلي:[٤]
- التدويل: وهو وسيلة حيوية لتحقيق المشاركة المدنية على مستوى العالم، إضافة إلى المسؤولية الاجتماعية والعدالة الاجتماعية، وهو مفيد للصالح العام.
- جودة التعليم: جودة التعليم عنصر أساسي في العملية التعليمية، والذي يفرض على المؤسسة الحصول على أفضل الخبرات لضمان أفضل المُخرجات التعليمية.
- تقدير الطلبة الدوليين: والاعتراف بمساهماتهم بما في ذلك إثراء الحياة المؤسسية والتجارب التعليمية لجميع الطلبة، وخلق فرص لشراكات وعلاقات مهنية طويلة الأمد.
- شمولية التدويل: بحيث يغطي كافة البرامج التعليمية من بحث وتطوير وتواصل مجتمعي والإجراءات المؤسسية بما فيها البرامج والمناهج وتصميمها، وتنقل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، وتطوير التدريس والتعليم، وسبل الابتكار والإبداع، وتعليم اللغة والتدريب، والاهتمام بالمشاريع والخدمات، والتواصل مع المجتمع والتنمية الاقتصادية المحلية.
- الاستدامة المالية: الحصول على التمويل المُستدام للعديد من المؤسسات مع الحرص على تخصيص الموارد الكافية، والإبقاء على المرونة في التعاملات المالية بحيث تُستحدث الميزانية بعد دراسة الوضع العام للمؤسسة.
- بناء القدرات عبر الحدود والثقافات: الأمر الذي يفيد كافة الأطراف في المؤسسة التعليمية، كما يجب أن تستخدم المؤسسات نهجًا جماعيًا وتشاركيًا مفيدًا.
- تصميم الأنشطة وتطويرها: تصمم الأنشطة وتُطوّر بحيث يُتاح المجال أمام الجميع للوصول لكافة الأنشطة بالقدر نفسه دون تحيز لطرف على حساب الآخر، فالتعليم للجميع.
قد يُهِمُّكَ: نشأة التربية الدولية
مع وصولك لهذا القدر من قراءة المقال فلا بد أن التربية الدولية قد استرعت انتباهك، ولعلكَ ترغب بمعرفة المزيد عنها وخصوصًا عن نشأتها، وذلك ما سنمدك به من خلال تتبع النقاط الآتية:[٥]
- نشأت المدارس الدولية التي تُقدم التربية الدولية لطلابها في أماكن مختلفة من العالم من أجل تلبية احتياجات أطفال الآباء الذين يعملون خارج بلدانهم الأصلية كخطوة أولى وبخاصة وكالات الأمم المتحدة.
- تأسست أول مؤسسة للتربية الدولية في مدينة جنيف عام 1924 من قِبل موظفي الأمم المتحدة وتعتبر المدرسة الأطول بقاءً وعمرًا بين كافة المدارس في ذات القطاع، وتمحورت أهدافها الرئيسية حول الأيديولوجية السليمة للتعليم الدولي وتعزيز الرغبة بالسلام لدى شعوب العالم والشعور بالأخوة والترابط لا حول المعرفة والفهم وحسب.
- افتُتحَت مدرسة معنية في التربية الدولية للمرحلة الابتدائية في الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة نيويورك عام 1947، وكانت تركز على منح الطفل تعليمًا جيدًا مع الحفاظ على لغته الأم وتاريخه وخلفيته الثقافية، دون إغفال أهمية التعليم الممتع عبر اللعب والمرح، في برنامج يهدف لإنشاء مواطنين صالحين في المستقبل أينما حلوا وذهبوا.
- نمت المدارس الدولية في أجزاء عديدة من العالم ونما معها قلق الآباء والتربويين من عدم ملاءمة المناهج الوطنية وتوفير تجربة تعليمية دولية حقيقية، مما فتح الباب أمام إقامة العديد من المؤتمرات والندوات والورش التي تشجع على التشاركية في وضع أسس ومبادىء التربية الدولية.
المراجع
- ↑ "What is ‘international education’?", aiec, Retrieved 2/2/2021. Edited.
- ↑ "international education", definitions, Retrieved 3/2/2021. Edited.
- ↑ "What is the importance of international education", american, Retrieved 2/2/2021. Edited.
- ↑ "Principles of Internationalization", international.uwo, Retrieved 2/2/2021. Edited.
- ↑ Ian Hill, The history of international education an International Baccalaureat, Page 2-3. Edited.