مفهوم البحث التربوي

مفهوم البحث التربوي
مفهوم البحث التربوي

مفهوم البحث التربوي

يُعرف البحث التربوي بأنه المجال المختص بالدراسة العلمية المتعلقة بمختلف عمليات التعليم والتعلم والتفاعلات والسمات البشرية والمؤسسات والمنظمات التي تتشكل من خلالها النتائج التعليمية، كما أن مفهوم البحث التربوي يشمل المنح الدراسية الساعية إلى وصف وفهم وشرح منهجية التعلم من البداية إلى أعلى الدرجات في حياة الإنسان، ويسعى أيضًا لبيان مدى تأثير الأنظمة الرسمية وغير الرسمية للتعليم على كافة أشكال التعلم الأخرى، بالإضافة إلى أن البحث التربوي يشمل مجموعة كاملة ومتنوعة من الأساليب الصارمة والمناسبة لكافة الأسئلة التي تُطرح من قِبَل الأفراد والطلاب، الأمر الذي يطوّر أدوات وأساليب تعليمية جديدة.[١]


ما أهداف البحث التربوي؟

وُجِدَ البحث التربوي لعدة أهداف تدعم الأسس التعليمية وتعززها لدى الأفراد، ومن أبرز هذه الأهداف:[٢]

  • الاستكشاف: يساعدك البحث العلمي على وصف طبيعة وخصائص الأشياء التي لم تكن مألوفة لك في السابق، بالإضافة إلى استخدامه من أجل فهم مكونات وبيانات بعض الظواهر أو المواقف في البيئة المحيطة بك لتحقيق فرضيات مبدئية متعلقة بها والسعي لتطويرها، خاصةً في أولى المراحل لعملية البحث؛ لأن الهدف الرئيسي للباحثين يكمن في توليد الأفكار حول الظواهر قبل تقديم البحث النهائي.
  • الوصف: يتيح لك الوصف إمكانية التعبير عن الخصائص الظاهرة لشيءٍ ما، وهو أحد أهم الأنشطة الرئيسية في عملية البحث، وتكمن عمليته ببساطة في مراقبة الظاهرة وتسجيل ما تراه من تفاصيل.
  • التفسير: تمكنك خاصية التفسير من الإجابة على أسئلتك المتعلقة بكيف ولماذا يحدث أي حدثٍ ما وما علاقته مع الظاهرة.
  • التنبؤ: باستطاعتك التنبؤ حول ظاهرةٍ ما عند استخدامك معلومات معينة معروفة مسبقًا، لتكوين فكرة معينة أو تحديد ما سيحدث في وقتٍ لاحق، بالإضافة إلى إمكانية إجراء التنبؤات من الدراسات البحثية التي تركز بشكل مكثف وأساسي على التفسير، وبمعنى آخر، يحدد الباحثون معلومات حول السبب والنتيجة لظاهرةٍ ما ومن ثم استخدام هذه المعلومات لتكوين التنبؤات والتوقعات.
  • التأثير: يتوجب عليك تطبيق البحث لتحقيق نتائج معينة، أي أن هذا الهدف يسعى إلى تطبيق المعرفة البحثية بدلًا من توليدها، كالأبحاث السابقة التي طُبّقت للسيطرة على جوانب مختلفة من العالم.


خصائص البحث التربوي

يسعى البحث التربوي لاكتساب أفضل المناهج للعملية التعليمية بغية تحسين كفاءتها وحل مختلف المشاكل التربوية المتعلقة بها، ولأهميته فقد وجدت له عدة خصائص تحدد كيفية تحقيق أهدافه، والتي سنوضحها لك من خلال النقاط التالية:[٣]

  • يجد البحث التربوي الحلول المختلفة للمشاكل التي تواجهها المؤسسة التعليمية.
  • يؤكد مصداقية المبادئ والنظريات المؤثرة على العديد من التطبيقات العلمية والمساهمة في تطورها.
  • يساعد على إيجاد البيانات والمعلومات الجديدة والمتنوعة من مصادر موثوقة لاستخدامها في الأبحاث.
  • يتخذ العديد من الإجراءات الصارمة أثناء إعداده وتصميمه وفق ترتيب وتحليل معين.
  • يطبق جميع الاختبارات وفق التحليلات والمعلومات الموضوعية والمنطقية الواضحة وبدون أي تمييز.
  • يتطلب وجود خبرة عند الباحثين لإدراك المشاكل في البحث ومعرفة كيفية معالجتها والاستعانة بالمراجع الموثوقة.
  • يضمن الحصول على إجابة للأسئلة المتعلقة بالمشكلات التي لم تُحل سابقًا بمصداقية وجودة ووفرة بالمعلومات والأساليب.
  • يشمل العديد من المجالات المهمة في كافة أنواع العلوم والآداب والأمور الاجتماعية وبذلك باستطاعة الباحث التحكم في سياق الموضوع حسب اهتماماته.


تعرف عليها: أنواع الأبحاث التربوية

يتميز البحث التربوي بتعدد أنواعه المتخصصة بتحقيق أهداف معينة لكل بحث، والتي سنوضحها لك من خلال النقاط التالية:[٤]

  • البحث الترابطي: يسعى هذا النوع من الأبحاث إلى التأكد من العلاقة بين المتغيرات المتعددة؛ وذلك من خلال اختبارها أو إجراء استطلاع أو استبيان حولها، والحصول على إجابات رقمية للتأكد من ترابطها مع بعضها البعض، ومن الأمثلة المشهورة لهذا النوع اختبار الرياضيات.
  • البحوث التربوية التجريبية: يتميز هذا النوع بقدرة الباحث على معالجة المتغيرات المستقلة؛ عن طريق وجود مجموعات مصممة للتجارب، وبعد التدقيق فيها يتأهل بعضها لتحليل الأبحاث، بالإضافة إلى إمكانية تعيين الباحث لمجموعات محددة من الأفراد لكل فئة من المواضيع من أجل تحليلها.
  • البحث الكمي: يركز هذا النوع على التحليل الإحصائي والقياسي والعددي للبيانات التي جُمعت من خلال الاستطلاعات والاستبيانات؛ عن طريق معالجة المعلومات الإحصائية المتوفرة مسبقًا بناءً على التقنيات الحسابية، وهي تهدف بشكل أساسي إلى تحديد العلاقة بين مختلف العناصر داخل المجتمع إما من خلال وصفها أو تجريبها، وبالتالي ستظهر الدراسة الوصفية الارتباط بين المتغيرات، أما الدراسة التجريبية ستظهر أسباب حدوثها.
  • البحث النوعي: يتمثل هذا النوع بفهم الأسباب والدوافع، واستكشاف الأمور المتعلقة بمشكلةٍ ما، والمساعدة على تطوير الأفكار أو الفرضيات للبحث الكمي مستقبلًا، ويُستخدم هذا النوع من أنواع الأبحاث من خلال الحصول على البيانات ومن ثم تحويلها إلى إحصائيات مهمة قابلة للاستخدام، ويتميز هذا النوع أنه منظم جدًا، ومن أمثلتها استطلاعات الرأي عبر الإنترنت.
  • البحوث التربوية المختلطة: يتمثل هذا النوع بدمج البيانات النوعية والكمية والنماذج والعمليات والمنهجيات في تحليل الدراسة أو مجموعة من الدراسات المرتبطة مع بعضها البعض، ويستخدم لأسباب خاصة كتحسين الأبحاث التي بحاجة إلى استخدام أساليب ومنهجيات وبيانات ووجهات نظر متعددة بغية الحصول على إجابات أشمل للأسئلة المطروحة في الموضوع.


منهجية البحث التربوي

يعد المنهج الأساسي للبحث التربوي هو المنهج العلمي، فهو يعتمد على الطرق العلمية لطرح الأسئلة المحددة والمتعلقة بالموضوع، والبحث والتحليل للعناصر بهدف العثور على المعلومات المطلوبة بشكل منهجي لإتمام عملية التدريس والتعلم، وأيضًا من خلال تحليله للبيانات تستطيع العثور على إجابات للأسئلة المختلفة التي تدور في ذهنك حول موضوع معين، وكتابة النظريات ومن ثم إثباتها أو رفضها عن طريق التحقق من بياناتها، الأمر الذي يؤدي في كلا الحالتين إلى إنشاء نظريات جديدة، والنوعان الرئيسيان والمعتمدان من البيانات المستخدمة في الطرق العلمية هما؛ النوعي والكمي، وأي نوع غيرهما غير معتمد في منهجية البحث التربوي.[٥]


قد يُهِمُّكَ: التحديات التي تواجه الأبحاث التربوية

تعرض البحث التربوي للكثير من التحديات منها الطبيعة السياسية للتعليم وإشكاليات تعريف البحث التربوي على أنه علم، والفصل بين البحث التربوي وممارسة التعليم، وفيما يلي سنوضح لك هذا التحديات بشيء من التفصيل:[٦]

  • الطبيعة السياسية للتعليم: يُعرف التعليم العام بأنه البناء الاجتماعي المُنظم من قِبَل الحكومة، والتي يصعب دراسة وتحليل الكثير من بنودها لاحقًا بسبب خضوعها لمتطلبات ومعايير وضعتها الحكومة، ولإتمام الأبحاث يجب أن تكون معلوماتها مطابقة للسياسات التعليمية والخطط السياسية وألّا تتعارض معها، ويمكننا القول بأن تغير الحكومات وسياساتها المؤثرة على المناهج التعليمية تعد من التحديات المؤثرة على الأبحاث التربوية.
  • عدم تعريف البحث التربوي على أنه علم: ظهرت هذه المشكلة بسبب عدم وجود التجانس في مختلف الأبحاث التي يشملها البحث التربوي من قِبَل الباحثين والمعلمين والمختصين في حقول التعليم المتنوعة خلال الفترات السابقة؛ مما أدى إلى عدم فعالية المعلومات العلمية بسبب عدم تطابق مصادرها وطرق البحث عنها وبالتالي فقد ظهرت العديد من الشكوك حول مصداقية تلك الأبحاث.
  • التفكك بين البحث التربوي وممارسة التعليم: عدم تأثير البحث التربوي بشكل فعال في تطوير ممارسة التعليم خاصةً في المدارس العامة، مما جعلها لاحقًا غير مجدية لكثير من العاملين في العمليات التعليمية.


المراجع

  1. "What is Education Research?", aera, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  2. 4-3-2017, "Objectives of Educational Research", edugyan, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  3. /Research Methodology, "Educational Research ", University Of Kashmir, Page 1. Edited.
  4. "5 Different Types of Educational Research", differenttypes, 10-12-2020, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  5. "Methodology Options for Educational Research", k12academics, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  6. Omar A. Ponce, Nellie Pagan Maldonado (1/6/2017), "Educational research in the 21st century: challenges and opportunities for scientific effectiveness", international journal of educational research and innovation, Page 30. Edited.

فيديو ذو صلة :