مفهوم التعليم المستمر

• ذات صلة
• مفهوم التعلم والتعليم
• مفهوم التعليم والتعلم

مفهوم التعليم المستمر

لا ينتهي التعليم أبدً بمجرّد حصولك على شهادة معينة في تخصص معين، فالتعليم المستمر هو أمر يبحث عنه الكثير من الأشخاص ويُمارسونه، ويمكننا تعريف التعليم المستمر بأنه عودتك للدراسة من جديد لتتعلم شيئًا جديدًا، ففي هذه الحالة أنت تواصل تعليمك وتستمر به مدى الحياة، ويشمل مصطلح التعليم المستمر أنشطة التعلّم الرسميّة الإضافيّة التي لا تركّز على نتيجة شهاداتك الجامعيّة، ويُستخدم مصطلح التعليم المستمر في بعض الدول للدلالة على عمليّة تحديث المعرفة والمهارات والممارسات الحاليّة، ويمكن أن يكون التعليم المستمر إما عن طريق إعطاء الدورات التدريبيّة، أو عن طريق تقديمه باستخدام وسائط موجهة بشكل فردي أو جماعي أو دورات مختلطة عبر الإنترنت، والأساليب المُستخدمة في التعليم المستمر متنوعة ومختلفة عن تلك المُستخدمة في عمليّة التعليم العاديّة.

فيمكن أن تكون المدرسة عبارة عن فصل دراسي تقليدي أو مكان إعداد مركز للمؤتمرات، وقد تبدأ الدراسة قبل الفجر، أو بعد الانتهاء من العمل في المساء، ويمكن أن تستغرق بعض برامج التعليم المستمر شهورًا أو حتى سنوات أو ربما تكون ساعات قليلة فقط حتى تكتمل أو تستمر، وغالبًا ما يفيدك التعليم المستمر في حياتك العمليّة والعلميّة ويزيد من مهاراتك، ومن أكثر الأنواع الشائعة للتعليم المستمر:^[١]

• درجات ما بعد المرحلة الثانويّة مثل؛ مشارك، بكالوريوس أو خريج.
• شهادة احتراف التدريب أثناء العمل.
• التدريب العسكري.
• تدريب الشركات والجامعات.
• أخذ شهادة بأي لغة من اللغات الأخرى غير اللغة الأم.
• التنمية الشخصيّة والتعلّم الذاتي.
• التدريب على الخدمات التطوعيّة.
• الانضمام إلى جمعيات الصناعة والمؤتمرات.

ما أهداف التعليم المستمر؟

يهدف التعليم المستمر لتحقيق العديد من الغايات، تعرف عليها فيما يلي:^[٢]

• توفير نظام تعليمي متماسك لمختلف المراحل التعليمية، من التعليم الأساسي إلى التعليم العالي، وكل ذلك بهدف اكتساب أفراد المجتمع المهارات الأساسية اللازمة لحياتهم ولتطوّرهم الشخصي.
• تعزيز تطوير الكفاءات المنهجية في أماكن العمل ولدى الشركات والمؤسسات العامة والخاصة.
• زيادة الاستثمار العام والخاص من خلال التدريب المستمر وتطوير كفاءات الموظفين والعمال، وتنمية مهاراتهم التي تعود بالنفع عليهم وعلى المؤسسة التي يعملون لأجلها.
• تهدف برامج التعليم المستمر إلى الوصول لمرحلة جديدة من التعليم تستند على مهارات الأفراد وكفاءاتهم.
• تعليم الكبار بعد انتهائهم من مراحل التعليم الأساسية مفيد في خلق فرص جديدة لهم، ورفع مستوياتهم ومهاراتهم الحياتية، وتسهيل استخدامهم للموارد المتاحة.

فوائد التعليم المستمر في بيئة العمل

هناك العديد من الفوائد التي يجنيها الموظفون والشركات في حالة تطبيق استراتيجيات التعليم المستمر، ومن أهم هذه الفوائد ما يلي:^[٣]

• الاحتفاظ بالموظفين: يساعد التعليم المستمر على الاحتفاظ بالموظفين، وتقليل النفقات الناتجة عن تغييرهم بين الفينة والأخرى لمواكبة أهداف الشركة والتطورات الحاصلة فيها.
• تعزيز مهنة الموظف: ففي ظل الفقدان الكبير للوظائف في وقتنا الحالي فإن التعليم المستمر يُعزز مهنة الموظف بعدّة طرق، فالدورات والشهادات الإضافيّة تفيد الموظفين، وهي بمثابة استثمار لأصحاب العمل والشركات.
• تحسين الأداء: فالتعليم المستمر يساعد الموظف على تحسين مهاراته من خلال إدخاله لتقنيات جديدة وتكنولوجية حديثة على بيئة العمل، وهذا لا ينطبق على الموظف فحسب بل استمرارك في التعليم طيلة حياتك سيحسّن من أدائك في أي مجال تريده وتركّز عليه.
• خلق ثقافة جديدة: فدخول الأشخاص إلى برامج تدريبيّة متنوّعة هو بمثابة استثمار مفيد لهم على المدى الطويل، والمساعدة على تحفيز نمو الأعمال من خلال جوانب متعددة.

بمَ يمتاز التعليم المستمر؟

هناك عدد من المزايا والخصائص للتعليم المستمر والتي تعود عليك بالنفع، وأهمها:^[٤]

• يمكن الحصول على مجالات وتخصصات وشهادات لا حصر لها جرّاء هذا النوع من التعليم.
• سوق عمل متطوّر، فيبلي التعليم المستمر معايير 50 مهنة منها؛ التدريس، والتمريض، والمحاسبة، والخدمات الاجتماعيّة، بالإضافة إلى الشهادات المهنيّة التي تدعم تخصصك وتحسّن من سيرتك الذاتيّة.
• التعليم المستمر هو بمثابة الدافع إلى إكمال المناهج الدراسيّة، ويوفّر إشباعًا لكسب أوراق اعتماد جديدة.
• اتجاهات التعليم المستمر مؤثرة ومتطوّرة، فالتعليم المستمر يمتاز بوجود المتحدّثين المشهورين، والدّورات الجذابة، وقد تم إحراز العديد من التّطورات في هذا المجال من أجل جذب فئة الجمهور المُستهدفة، وإقناعهم ليعودوا إلى التعليم مرّة أخرى.
• تقديم المحتوى، فقد تصبح خبيرًا في مجال تقديم المحتوى، لأن اتجاهات تقديم المحتوى هي السائدة في وقتنا الحالي، بل وأصبحت من ضرورات التعلّم الإلكتروني للأشخاص الذي يحبون البقاء في الصدارة، فتتعلّم كيفيّة إعطاء دورات بطريقة سهلة وممتعة في نفس الوقت.
• التعلّم عن طريق الهاتف المحمول، فمن أفضل مزايا التعليم المستمر أنه بإمكانك أخذ الدورات عن طريق الهاتف النقال دون الحاجة إلى الخروج من المنزل مما يوفّر عليك المزيد من الوقت والجهد، ويزيد من شعورك بالحماس والإلهام لإتمام تعليمك والحصول على المزيد من المهارات والنشاطات.
• حلقات ويب، فغالبية التعليم الإلكتروني يكون على شكل حلقات عن بُعد، فتستفيد من العناصر التفاعليّة لطرح الأسئلة الميدانيّة وإجراء استطلاعات الرأي وجمع التعليقات، مما يساعد في الحصول على التعليم دون الحاجة إلى السفر أو قطع مسافات طويلة.
• توفّر المحتوى عند الطلب، فقد تتفاجأ بحدوث طارئ وأنت تتابع محاضرتك وقد تضطر لتركها، لذلك فالتعليم المستمر يُمكّنك من مشاهدة ما فاتك من أيّ مكان وباستخدام أي جهاز، فيُمكنك مشاهدة المحتوى بالوقت الذي تراه مناسبًا.
• التعلّم المُصّغّر، يُشير هذا المفهوم إلى المحتوى الذي تتلقّاه ولكن بجرعات صغيرة، مما يدعم فهم المعرفة والاحتفاظ بها.

إليك أبرز استراتيجيات التعليم المستمر

هناك عدد من الاستراتيجات التي يمكنك اتباعها للاستمرار في التعليم حتى لو كنت لا تريد الانخراط في دورات تدريبية أو برامج تعليمية:^[٥]

• إتقان مهارة واحدة في كل مرّة: فمن أهم استراتيجيات التعلّم المستمر هو تعلّم مهارة واحدة في كل مرّة، ثم البناء على هذه المهارة، ثم كرر تدريباتك لحين إتقانك للمهارة التي تريدها.
• استمع إلى الكتب الصوتيّة والبودكاست: فيمكنك مواصلة تعليمك عن طريق الاستماع إلى الكتب الإلكترونيّة والبودكاست ومقاطع الفيديو في أي مكان كنت سواء في المكتب أو في البيت أو في الجيم.
• اقرأ كل يوم: فيمكنك تخصيص وقت يومي للمطالعة والتعلّم سواء أكان ذلك في مجالات الأدب أو الصناعة أو التجارة، وبما لا يزيد عن نصف ساعة يوميًا إذا كنت من الأشخاص المشغولين دومًا.
• ابحث عن الأنشطة التي توسّع مداركك: فعليك أن لا تنهي يومك إلا بتعلّم شيء جديد، كقراءة مقال، أو السفر، أو تجربة أمر جديد، فهذا كلّه سيوسّع مداركك ويسهّل عليك فهم الأشخاص من حولك ومواكبة التطوّرات الحاصلة.
• اقرأ كتب الأشخاص الناجحين: فيمكنك مطالعة الكتب الخاصة بالأشخاص الناجحين والذين تعتبرهم قدوة لك، فأنت قد لا تواجه نفس التحديات التي يواجهونها، ولكنك قد تستفيد من قصصهم في حياتك اليوميّة وتطوير ذاتك ومهاراتك.
• افعل شيئًا جديدًا: فمن أجل أن تبقى مستمرًا في التعليم عليك فعل شيء جديد كل يوم، حتى لو كان هذا الشيء بسيطًا في رأيك، فهو سيُساعدك على نمو وتطوير شخصيتك.
• شاهد الأفلام الوثائقيّة: فمشاهدة الأفلام الوثائقيّة هي طريقة جيّدة لاستيعاب المعلومات الجديدة، والعثور على شغف جديد، مما يزيد من عزيمتك للتعرّف أكثر والقراءة والتواصل مع الآخرين عبر الإنترنت من خلال المنتديات والمواقع المفيدة.

قد يُهِمُّكَ: معيقات التعليم المستمر

هناك عدد من المعوّقات التي تقف في وجه التعليم المستمر، ومن أهمها ما يلي:^[٦]

• هناك ضعف في الحضور إلى دورات ومهارات التعليم المستمر.
• لا يجد المشاركون في التعليم المستمر المتعة الكافية أو عوامل الجذب التي تحفزهم على إعادة التجربة.
• عدم وجود التنظيم، فبحسب الأشخاص المتعلمين فإنه لا يوجد تنظيم لهذا النوع من التعليم من قِبل القائمين عليه، حتى أنه لا يوجد فرق بين الأشخاص الحاضرين وغير الحاضرين.
• صعوبة في مواكبة أحدث المستجدات والتّطورات.
• ضِيق الوقت، فهذه من المشاكل الرئيسيّة التي قد يعانيها الأشخاص الراغبين في التعليم المستمر، بسبب كثرة الالتزامات الأسرية والشخصيّة وأعباء العمل وغيرها من أمور الحياة اليوميّة.
• قلّة الحوافز، وعدم المساواة.
• عدم القدرة على الاحتفاظ بالدورات التي تُعطى عن طريق الإنترنت.

المراجع

1. ↑ "What is Continuing Education?", collegetransfer, Retrieved 17/1/2021. Edited.
2. ↑ "Objectives for lifelong learning", eng.uvm.dk, Retrieved 18/1/2021. Edited.
3. ↑ Jenny Burrows , "The Benefits of Employee Continuing Education Programs for Businesses and How to Start Your Own", trainingmag, Retrieved 17/1/2021. Edited.
4. ↑ "The Ultimate Guide to Continuing Education", beaconlive, Retrieved 17/1/2021. Edited.
5. ↑ Scott Gerber, "Self Improvement: 9 Practical Strategies for Continuous Learning", thriveglobal, Retrieved 18/1/2021. Edited.
6. ↑ "Obstacles to continuing education", British Journal of General Practice, Page 1. Edited.