مفهوم جودة التعليم

مفهوم جودة التعليم
مفهوم جودة التعليم

مفهوم الجودة في التعليم

التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان التي كفِلها الدستور، ولكنه قبل ذلك مفتاح لتنمية وتطوير البلدان والدول، فعندما لا يذهب الأطفال إلى المدرسة فإن المستقبل سيكون مجهولاً حتمًا، ولكن حتى وإن ذهبوا إلى المدرسة، ففي أحيان كثيرة لا يوجد ضمانات كافية بأنهم سيتلقّون تعليمًا جيدًا أو مهارات تعليميّة يتطلبها القرن الواحد والعشرين وتتماشى مع متطلبات عصرنا.[١]

فالتعليم الجيّد هو أساس العمليّة التعليميّة، وهناك عدة تعريفات ومفاهيم لجودة التعليم فهو مصطلح شامل وواسع يكون فيه المتعلمون وبيئات التعليم بصحة جيّدة، ويتلقّون محتوى ملائمًا، ويتمحور التعليم فيه حول الطالب، ويضمن تحقيق تجربة تعليميّة ناجحة ومفيدة له، ويمكننا تعريف جودة التعليم أيضًا بأنها التعليم المُصمم لتزويد المُتلقي بالمهارات والإمكانات لتحقيق النجاح في خططه المستقبليّة، ويكون عنصرًا فاعلاً في مجتمعه، والتعليم الجيّد هو نوع من المخرجات التي تلبي متطلبات المُعلمين والمُتعلمين وأولياء الأمور والمجتمع ككل، وهو أيضًا التعليم الذي يعتمد على مناهج عالية الجودة، ويكون مصممًا لنقل المهارات والمعارف التي تمكّن الطلاب من اكتساب الكفاءات الأكاديميّة من أجل البقاء الاجتماعي والاقتصادي، ومن خلاله يتمكّن الأفراد من تطوير سماتهم ومهاراتهم لتحقيق إمكاناتهم، ولاشكّ أن التكنولوجيا تلعب دورًا كبيرًا اليوم في تحسين جودة التعليم.[٢]


أهمية جودة التعليم

لا شكّ أن لجودة التعليم أهميّة كبيرة وتزداد أهميتها كلما تقدمنا في التطور والتقنيات، ففي العالم من حولك حوالي 124 مليون طفل خارج المدرسة و250 طفل لا يتعلّمون المهارات الأساسية بسبب سوء التعليم وانخفاض جودته، كما أن الفتيات والأطفال ذوي الإعاقة والأطفال الذين يعيشون في الدول والمناطق الفقيرة والنائية محرومون من حقهم في التعليم الجيد، ومع كل ما سبق يمكننا تلخيص أهمية جودة التعليم فيما يلي:[٣]

  • التعليم الجيّد هو أداة لتحسين البشريّة وتطوير الحضارة الإنسانيّة.
  • التعليم الجيّد هو الركيزة الأساسيّة التي تجمع الأمة بأكملها، وتقود الدولة نحو النجاح والنمو والتطوّر.
  • التعليم الجيّد هو سبب رئيسي للتنمية المجتمعيّة والشخصيّة للأفراد.
  • يمكّننا التعليم الجيّد من تطوير مواهبنا، وإطلاق إبداعاتنا، وتحقيق أهدافنا الشخصيّة التي نسعى لتحقيقها.
  • يمكّن التعليم الجيّد الطلاب من تطوير مهاراتهم لتحقيق إمكانياتهم كبشر فاعلين وأعضاء في المجتمع، ويوفّر العدالة بينهم بغض النظر عن أعراقهم أو أديانهم أو أوضاعهم الاقتصادية أو الاجتماعية.
  • التعليم الجيّد يعني النظر في التغييرات المرغوبة التي تريد المؤسسات التعليميّة تحقيقها في كل طالب، ومساعدة الطالب في العمل على هذه الأهداف.
  • يُمكّننا التعليم الجيّد من العيش حياة كريمة وناجحة، ويُعزز ذكاءنا ومهاراتنا ومعرفتنا ويجلب لنا التغييرات الإيجابيّة التي نبحث عنها ونسعى لها.
  • التعليم الجيد يوسّع رؤيتنا ويخلق لدينا الوعي، فنحن بحاجة إلى معلم جيّد، ومهندس جيد، وطبيب جيّد، وهذا كله يعتمد على جودة تعليم.
  • التعليم الجيّد يُساعدنا على تطوير حياة منضبطة، ويوفّر لنا فرصًا أفضل لكسب المال.
  • التعليم الجيّد هو أهم شرط لازدهار وتطوير ونمو أي بلد.
  • يواكب التعليم الجيّد احتياجات المجتمع الحديث، وهو مرآة لأهدافه وقِيمه وأولوياته.
  • يحدد التعليم الجيد التطوّر المعرفي للمتعلمين باعتباره الهدف الرئيسي والواضح لجميع أنظمة التعليم، فيعزز قِيم ومواقف المواطنة في رعاية وتنمية الطاقات والإبداعات.
  • يعتمد مستقبل البلد بأكمله على جودة التعليم التي يتم توفيرها في كل مدرسة، فهو سبب في الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي للمجتمع، والسبب الرئيسي في توفّر الأيدي العاملة الماهرة.


تعرف عليها: معايير جودة التعليم

تعتمد جودة التعليم على عدد من المعايير المهمة وهذه المعايير هي:[٤]

  • عدم التمييز والإنصاف: فالمساواة وعدم التمييز في التعليم يعني أن الظروف الشخصيّة والاجتماعيّة مثل الجنس والدين واللون والعرق والخلفية العائلية لا تشكّل عائقًا أمام تحقيق الإمكانات التعليميّة، وأن جميع المُتعلمين يصلون إلى الحد الأدنى من المهارات، بالإضافة إلى المساواة بين الجنسين.
  • السياق والملائمة: يجب أن تستند حلول أنظمة التعليم إلى الاحتياجات الحقيقيّة للمجتمع.
  • التعليم الصديق للطفل: فالتعليم الجيّد يضع الطفل في المقام الأول ويساعده في الوصول إلى إمكاناته الكاملة، فالتعليم الجيد يتطلّب مشاركة نشطة من قِبل الأطفال.
  • الاستدامة: فعمليات التغيير التربوي تحتاج إلى وقت لتحقيقها، ولهذا نحن بحاجة لاستمرارية في الخطط وتنفيذها على المدى الطويل، ومن خلال تعزيز قدرات السلطات التعليميّة المحليّة يمكننا إضفاء طابع مؤسسي على هذه العمليات.
  • النهج المتوازن: فالتعليم الجيّد يهدف إلى تطوير مجموعة من القدرات المتوازنة التي يحتاجها الأطفال ليُصبحوا منتجين اقتصاديًا، ويتمكّنوا من تطوير سُبل عيش مستدامة، ويُساهموا في مجتمعات سلميّة وديمقراطيّة، ويُعززون رفاهيتهم.
  • الاهتمام نتائج التعليم: بعد الانتهاء من كل مستوى تعليمي يجب أن يكون الأطفال قد طوّروا الحد الأدنى من مهاراتهم، فالتعليم الجيد يتطلّب نهجًا موجهًا نحو النتائج.


آليات تحقيق جودة التعليم

يمكننا تحقيق جودة التعليم عن طريق عدد من الآليات المهمة، وهذه الآليات هي:[٥]

  • إجراء تقييمات مفيدة: إخضاع المُعلمين للتقييمات هي الجانب الأكثر أهميّة لتحقيق جودة التعليم وتحسينه، فيجب على مدير المدرسة مراقبة الفصل الدراسي للمعلم لتحديد نقاط ضعفه وقوّته، وإنشاء خطط فرديّة لذلك المعلم لتحسين قدراته وبالتالي تحسين جودة التعليم.
  • تقديم اقتراحات بنّاءة: يجب على مدير المدرسة تقديم قائمة بنقاط قوّة المعلم وضعفه، وتقديم اقتراحات مفصّلة لتحسين مهارات المعلم وقدراته، ويمكن القيام بذلك بشكل رسمي وعدم الاقتصار على ما هو موجود في التقييم، فقد يُقدّم مدير المدرسة ملاحظات بنّاءة تهدف إلى حل ومعالجة المشاكل التي يعاني منها المعلم.
  • توفير تنمية مهنيّة هادفة: فالانخراط في التعليم المهني يؤدي إلى تحسين جودة التعليم، فيمكن أن يؤدي الإشراك في التطوير المهني إلى تعزيز التغييرات الديناميكيّة للمعلم، ويمكن أن يؤدي إلى تقديم أفكار مبتكرة ويُعطي منظورًا جديدًا يُغطي أي ضعف يعاني منه المعلم، فالنمو والتحسين المستمر أمر ضروري لجميع المعلمين.
  • توفير موارد كافية: يجب أن يكون قادة المدارس قادرين على تزويد معلميهم بالموارد التي يحتاجون لها، قد تكون مشكلة التمويل أمرًا صعبًا في عصرنا الحالي ومع ذلك هناك العديد من الأدوات الأخرى المتاحة مثل الإنترنت، فالمعلمون يجب أن يستخدموا التقنيات التكنولوجيّة الحديثة للحصول على المعلومات والموارد التي يحتاجونها.
  • إنشاء اتصال مفتوح ومستمر: يجب أن يكون لدى جميع مدراء المدارس سياسة الباب المفتوح وأن يكونوا على اتصال مباشر بالمعلمين والطلاب على حدٍ سواء، ويجب تشجيع معلميهم على مناقشة مخاوفهم ومطالبهم من خلال الحوار وبناء العلاقات التفاعليّة.
  • المشاركة والتعاون: فالمعلمين المخضرمين يمكنهم مساعدة المعلمين الذين يفتقرون للخبرة اللازمة، وهذا يساعد في بناء جو من الثقة والتعاون والتشارك بين الهيئة التدريسية مما يحقق جودة التعليم ويرتقي به.
  • إجراء التغييرات الإيجابيّة: فتحسين التعليم يرتبط بإجراء عدد من التحسينات مثل الحد من الزواج المُبكر للأطفال، وخفض معدلات الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة، وزيادة الأجور، وزيادة النمو الاقتصادي، والحد من الأمراض المُعدية بين الأطفال.[٦]
  • التعليم الإلزامي: يجب أن يكون التعليم إلزاميًا ومجانيًا لمدّة 12 عامًا للأطفال.[٦]
  • إجراء بعض الحلول الناجعة: من أهم هذه الحلول التي تزيد من جودة التعليم وفعاليته، المِنح الدراسيّة للفتيات، وبناء المدارس في المناطق النائيّة، وصيانة المرافق وزيادتها بحيث تتلائم مع احتياجات الطلاب وطموحاتهم، بالإضافة إلى إعطاء حوافز للمعلمين وخاصة العاملين الذين يعيشون في ظروف صعبة أو في مناطق نائية وبعيدة عن مناطق سُكناهم.[٦]
  • حث الطلاب على إكمال تعليمهم: فالتعليم الأساسي لا يكفي ويجب توفير الفرص الملائمة والإمكانيات للشباب لإكمال دراساتهم العليا ليتعلموا التفكير المنطقي والنقدي والإبداعي ومهارة القيادة وحل المشكلات وغيرها من المهارات التي تعود بالنفع على قطاع التعليم وعلى المجتمع ككل.[٦]


قد يُهِمُّكَ: سمات التعليم الجيّد

هناك عدد من السمات الخاصة بالتعليم الجيّد، وهذه السمات هي:[٣]

  • التعليم الجيّد هو حق من حقوق الإنسان ومصلحة عامة يجب على الحكومات والسلطات العامة ضمان توفير خدمات تعليميّة عالية الجودة ومجانيّة لجميع الأفراد في الدولة من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ.
  • يوفّر التعليم الجيّد العدالة والمساواة في المجتمع.
  • التعليم الجيّد لا يُنير الأشخاص فقط، بل يُمكّنهم من المساهمة إلى أقصى درجة ممكنة في التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة للوطن.
  • التعليم الجيّد هو التعليم الذي يركّز على التنمية الاجتماعيّة والعاطفيّة، والجسديّة، والمعرفيّة، والعقليّة للمُتعلمين بغض النظر عن جنس هؤلاء المُتعلمين ودينهم ولونهم وحالتهم الاجتماعيّة والاقتصاديّة أو مكان سكنهم، فالتعليم الجيّد هو التعليم الذي يُهيئ الطفل للحياة وليس فقط لنتائح التعليم.
  • يوفّر التعليم الجيّد الموارد ويوجّه السياسات لضمان دخول كل طفل المدرسة بصحة جيّدة ويتعلّم أسلوب حياة صحي ويُمارسه في بيئة آمنة من كافة النواحي العاطفيّة والجسديّة للطالب.
  • التعليم الجيّد يوفّر النتائج المطلوبة من عملية التعليم للأفراد والمجتمعات لتزدهر، إذ يسمح للمدارس بالتوافق والتكامل مع مجتمعاتهم والوصول إلى الخدمات عبر القطاعات المصممة لتطوير التعليم للطلاب.
  • يتم دعم التعليم الجيّد من خلال ثلاث ركائز أساسيّة وهي، ضمان الوصول إلى مُعلمين جيدين، وتوفير استخدام أدوات التعلّم ذات الجودة العالية، وإنشاء بيئات تعليميّة جيّدة وآمنة.


المراجع

  1. "The importance of quality education in times of pandemic", profuturo, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  2. "What is Quality Education", igi-global, Retrieved 27/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب Gazi Md. Abdur Rashid, "Why we need quality education", theindependentbd, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  4. "Our Vision on Quality Education", vvob, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  5. Derrick Meador, "How School Leaders Can Help Improve Teacher Quality", thoughtco, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث Irina Georgieva Bokova, "How can we achieve a quality education for all?", weforum, Retrieved 27/12/2020. Edited.

فيديو ذو صلة :