التربية عند ابن خلدون

التربية عند ابن خلدون

مما لا شك فيه أن ابن خلدون هو عالم يحتل مكانة علمية متميزة في تراثنا العربي والإسلامي وحتى في الفكر العربي المعاصر، وينظر إليه على أنه صاحب رؤية حضارية خاصة، وخاصة فيما يتعلق بدراسة التاريخ البشري والمجتمع الإنساني، بالإضافة إلى عبقريته في الفكر الاقتصادي والتربوي والسياسي، وغيرها الكثير من الحقول المعرفية، ووصفت إنجازات ابن خلدون بأنها غير مسبوقة وأنها لم تكن معروفة قبل أن يكتشفها ابن خلدون، وتميز بثقافته الواسعة ومعرفته بالعديد من العلوم وإلمامه إلمامًا واسعًا بالعلوم الأخرى.[١]


المنهج التربوي عند ابن خلدون

تتجلى معالم المنهج التربوي عند ابن خلدون في الطريقة الناجحة التي أقرها وعمل بها في تعليم الناشئة، وفي تحديده للآداب والشروط الواجب توفرها في المعلم والمتعلم على حد سواء، فقد أكد صراحة أن التعلم والتعليم طبيعة في المجتمع الإنساني، وأن الله ميز الإنسان عن سائر المخلوقات بالفكر الذي ينير دربه ويرشده الى الطريق الصحيح، وتقوم عملية التعليم على ثلاثة مبادىء أساسية، وهي المعلم، والمتعلم والطريقة، وتتحقق هذه المبادىء بما يتوفر للموقف التعليمي من شروط.[٢]


الآراء التربوية عند ابن خلدون

يقر ابن خلدون أن العلوم تختلف من مكان إلى آخر، إذ تكثر عندما يكثر العمران وتكبر العلوم وتزدهر الحضارة، وتختلف العناية بالمواد الدراسية باختلاف الدول، أما عن الفلسفة فقد حذر ابن خلدون في أكثر من مرجع من كثر الفلسفة في أمور الدين، لأن الفلسفة في الدين تثير الشك وتزعزع الثقة ونحن بحاجة لأن نكون قريبين من الدين وخاصة في هذا العصر.

ينبه ابن خلدون أن في مرحلة طلب العلم مزيد من العلم ومزيد من التجربة ومن صقل الشخصية وهذا مهم جدًا، والتعليم ضروري وطبيعي في الشخص لحاجة الإنسان الفطرية إلى المعرفة المختلفة حتى لا ينحصر بالفهم والوعي فقط، بل بثقافته الخاصة، والتعليم في الصغر أسرع منالًا، ويبقى في عقل الإنسان فالعلم في الصغر كالنقش بالحجر، وهذا رأي العديد من المفكرين.

نصح ابن خلدون بالرحيل في طلب العلم وساهم أيضًا في إخراج العديد من المبدعين بسبب إعطاء المجال للتفكير بشكل حر، وقد كان العالم ابن خلدون معتدلًا في اهتمامه بالدين، واهتم بالفرد وكيانه بغض النظر عن جنسه، وعدّ التعليم حرفة وصناعة للعمل والرزق والعيش، وأعطى الفرد الحرية في اختيار ما يريد دون إلزامه بضوابط اجتماعية قد تكون غير صحيحة وقاسية أحيانًا، كما اهتم ابن خلدون بالدراسات النفسية خلال التعليم وبالفروق الفردية، وبالعديد من العلوم الأخرى.

وحذر ابن خلدون من التربية المتسلطة، ومن العواقب الناتجة عنها من الناحية العضوية النفسية الأولى، وتتمثل في ضيق في الانبساط والكسل الدائم، ومن الناحية الخلقية، وتتمثل في الكذب والخبث والمكر والخديعة، والحصيلة من الأمرين، اكتساب الرذائل والخلق الذميم وفقدان الإنسانية بكافة معانيها من حيث الإجتماع والتمدن، ورحم الله ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع، وأول من أرسى قواعد الحضارة العمرانية.[٣]


المراجع

  1. فاتح زيوان (2006-5-12)، "المنهــج التربـوي عنـد ابن خــلدون"، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-18. بتصرّف.
  2. جورج أبو الدنيين (2008-9-2)، "الفكر التربوي وابن خلدون "، دنيا الوطن، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-18. بتصرّف.
  3. أبو يعرب المرزوقي (2015-6-1)، "الإصلاح التربوي عند ابن خلدون وابن تيمية "، الوعي العربي بقضايا الامة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-18. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :