الأخلاق
مفردها خلق، وهو الطبع والسجية والمروءة، ذكر الراغب أن أصل الخُلق والخَلق واحد، وقال إن الخُلق يكون بالسجية المدرَكة بالبصيرة، أما الخَلق فهو الشكل والصورة والهيئة المدرَكة بالبصر، تعددت تعريفات الخلق والمقصد واحد، قال الجرجاني عندما عرّف الخلق: هو هيئة النفس الراسخة، التي تصدر الأفعال بيسر وسهولة من غير حاجة للتفكير، فإن كانت الأفعال الصادرة عنها أفعالًا حسنة تكون الهيئة خُلقًا حسنا، وإن كانت الأفعال الصادرة عنها سيئة فتكون الهيئة خُلقًا سيئًا.
عرف ابن مسكوية الخلق فقال: هو حالة للنفس، داعيةً لها لأفعالها دون فكرٍ ولا رؤية، وتقسم هذه الحالة لقسمين اثنين، منها ما هو طبيعي أصله المزاج، كالغضب من أدنى شيء أو الضحك بإفراط من شيء بسيط، ومنها ما يكون قد استقر في النفس بالعادة والتدريب، وقد يكون النوع الثاني بدايةً من الفكر والرؤية، لكن ما لبث أن أصبح ملكة وخُلقًا.
كان للإسلام كذلك نظرة في موضوع الأخلاق، فقد عرّف بعض الباحثين هذا الخلق من منظور الإسلام على أنه مجموعة من القواعد والمبادئ الناظمة لسلوك الإنسان، يُحددها الوحي رغبةً في تنظيم الحياة بين الناس، وتوضيح وتحديد علاقة الانسان بغيره، وصولًا لغاية وجودة على هذا الكون.[١]
أثر الأخلاق السيئة على المجتمع
دعا الإسلام بوضوح للتحلي بمكارم الأخلاق، وهي أهم المبادئ السامية التي شدد عليها وعلى اكتسابها؛ لما يعود من فضلها على العباد من احترامٍ ومحبةٍ بينهم، فعندما يميل القلب عن طريقه ويضيع، ويتغلغل في ملذات وشهوات الحياة يسلك صاحبه طُرق الفساد بأنواعها ويُضيّع المبادئ والأخلاق الفاضلة دون مكان لها في قلبه.
تسوء الأخلاق بين أفراد المجتمع بالفساد، لعل أكثر ما ينشر هذه الظواهر المشينة هي الأسرة، فهي اللبنة الأساسية في بناء مجتمع صالح ذي أخلاق فضيلة، إذ يتلقى الناس في أُسرهم التربية الحسنة والتمييز بين أمور الخير والشر، فمن أحسن رعاية الأسرة وأحسن التدبير والرعاية لها أخرج منها من ينشر الخير بحسن خلقه، لكن قد تكون الأسرة السبب الرئيسي في سوء خُلق أبناء المجتمع، والتي يغيب عنها الوازع الديني فلا يكون فيهم من يُذكرهم بالله، فتسوء أخلاقهم، ويعاني من أخلاقهم من هم حولهم من أصدقاء وأقارب وجيران، ويلجأ أبناءهم لكل سيء في أفعالهم لا يراعون فيها حرمة لله.
قد ينتج عن سوء خلق الشباب عدد من التصرفات كالمشاكل واختيار رفقة السوء التي تؤدي بهم لمسالك الجرائم والمخدرات وشُرب الخمور وما إلى ذلك، فتغيب عقولهم وتكثر سلبياتهم ويشيع الفساد فيمن حولهم، ولا يسلم منهم الصغير والكبير بمختلف أشكال الأذى، ثم لا مرد لهم من أمرهم إلا إلى الله عز وجل.[٢]
محاربة الفساد الأخلاقي
فيما يأتي بعض الطرق المتّبعة لمحاربة الفساد الأخلاقي:[٣]
- التوجيه الصحيح والسليم من قِبَل مربي الأسرة لأفراد أسرته، ولا يقتصر دور الأسرة على التوجيه والإشارة، بل يتوجب على الراعي في أهل بيته أن يحاورهم بهدوء، بالإضافة لمراقبة من يرافقون من أصحاب، وما يتابعون من برامج من شأنها هدم منظومة الأخلاق الاسلامية.
- عدم إغفال دور المساجد والأمة مِمَن يتولون أمور المسلمين من نصح وتذكير بالله تعالى.
- تلاوة بعض الأحاديث النبوية عن الأخلاق ومكارمها على مسامع أفراد العائلة وما للعمل بها من فضل عند الله، والتخويف والترهيب من الأخلاق الذميمة وذكر عواقبها والعياذ بالله.
المراجع
- ↑ "موسوعة الأخلاق"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 18/7/2019. بتصرّف.
- ↑ "الفساد الأخلاقي وأثره على الفرد والمجتمع"، m3llm، اطّلع عليه بتاريخ 18/7/2019. بتصرّف.
- ↑ "الفساد الأخلاقي.. أسباب وعلاج"، albayan، اطّلع عليه بتاريخ 17/8/2019. بتصرّف.