محتويات
النظافة
إن النظافة موجودة في الإنسان فطريًّا، كما أنها في حقيقتها مرآة للقيم الحضارية الموجودة في المجتمعات حول العالم سواء على المستوى الشخصي لأفراده، أو على المستوى الاجتماعي والقيم التي تربى عليها أفراد المجتمع، وعلى العكس من ذلك فإن مظاهر عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية أو المجتمعية سيُعطي انطباعًا غير محمود عن التركيبة النفسية والمسلكية عن الأشخاص وبالتالي مجتمعهم، ومن الجدير ذكره أن النظافة عمومًا هي أمر غير مرتبط برفاهية المجتمعات، فلا يشترط في تحقيقها أن يكون دخل المجتمع عالٍ، ولكن يشترط فيها أن تكون نشأتهم على قيم توجههم إلى المحافظة على النظافة.[١]
أثر النظافة على الفرد والمجتمع
من خلال التعمّق والبحث في دور النظافة وتأثيرها على الجماعات والفرد، نجد أنها تؤدي دورًا كبيرًا في حياة كلّ منهم، وسنذكر بالتفصيل تأثير النّظافة على حياة الفرد وعلى المجتمع كلٌ على حدة:[٢][٣]
أثر النظافة على الفرد
للنظافة أثرٌ مباشر وغير مباشر على حياة الأفراد، وفيما يلي بعض الآثار الحسنة التي تقدّمها النّظافة للفرد:
- المحافظة على الصّورة الخارجية الحسنة الجميلة أمام الناس: كلما كان الشخص مهتمًا بنظافته أكثر ظهر وبدا أمام الناس جذابًا وجميلًا حتى وإن لم يكن يرتدي الملابس الثمينة والجديدة، فالنظافة دائمًا تعني الجمال.
- المحافظة على صحة أفضل: يحمي الإنسان نفسه من الكثير من مسببات الأمراض سواء أكانت دقيقة أم مرئية، فكلما اهتم الإنسان بالنظافة الشخصية وبنظافة المكان الذي يسكن ويعيش فيه سيحافظ على صحّته مهما تقدّم به العمر.
- الجاذبية للآخرين: غالبًا ما يجذب الشخص النظيف الناس للتعامل معه؛ لأنهم سيشعرون بالأمان والرّاحة بالقرب منه، ولن يشعروا بالتقزز أو الاشمئزاز من شكله أو رائحته أو يتخوّفوا من حَمْله للميكروبات والأمراض.
أثر النظافة على المجتمع
تؤدي النظافة أيضًا دورًا كبيرًا في حياة المجتمعات بأكملها، وكما ذكرنا سابقًا أن للنظافة تأثير على حياة الفرد الشخصية، ومن أهم آثار النظافة الإيجابية على المجتمع نذكر ما يأتي:
- الوصول إلى الراحة النفسية لجميع أفراد المجتمع: فالنظافة تدل على رقيّ وتقدم المجتمع، فما يجهله الكثيرون أن للنظافة والترتيب والمنظر الحضاري دور كبير في إعطاء الشخص شعورًا داخليًا بالجمال والتّفاؤل والحب.
- إيصال المجتمعات لمرحلة التقدّم والرقي بين المجتمعات الأخرى: فالنظافة تعكس رقيّ البلد والمجتمعات، وتجعل المجتمع دائمًا في المقدّمة بين المجتمعات الأخرى من حيث الرواج السياحي والجمال والكثير من الأمور الأخرى.
- حماية المجتمع من انتشار الأمراض والأوبئة: فمن المعروف أن الأمراض السارية والأوبئة في مجملها تتسبب بها بعض الحشرات الصغيرة أو كائنات حية دقيقة، والتي يزداد انتشارها في حال إهمال النظافة في الأمكنة العامة، ويجب التذكير دومًا بأنّه على الرغم من أهمية وضرورة النظافة، وكونها جزءًا أساسيًا من حياة الفرد ولها تأثيرها المباشر عليه وعلى المجتمع، فمن الواجب أيضًا إيلاء نظافة العقل اهتمامًا أيضًا بتنظيفه وتخليصه من كافّة الأفكار السّلبية السيئة والضّارة على نفسيته والتي تُعكّر صفوه.
أهمية نظافة الفرد والمجتمع
تقترن النظافة من الناحية العلمية بصحة الإنسان، وإلا سيكون جسده معرضًا لاستقبال الأوبئة والأمراض بمختلف أشكالها، عدا عن التأثيرات النفسية التي تنعكس على الشخص النظيف من ثقته بنفسه وإمكانية نجاحه في حياته الشخصية والاجتماعية على حدّ سواء، وفيما يأتي توضيحًا لأهمية النظافة لكلّ من الفرد والمجتمع:[٤]
- نظافة الفرد: يعدّ إهمال الفرد لنظافته من أخطر القضايا التي يتجاهلها في حياته، لا سيما في النواحي الصحية، فالأمراض الجلدية تتعاظم إذا كان الجسد متسخًا، خاصة في فصل الصيف الذي يكثر فيه التعرق وانغلاق مسام الجلد، وبالتالي ظهور العديد من الأمراض الناتجة عن عدم الاهتمام بنظافته، كما يجب أن يحرص الفرد على نظافة أسنانه باستمرار؛ وذلك لتفادي تسوسها وربما دخول الميكروبات للجسم من خلالها، فقد أشارت الأبحاث إلى أن نسبة كبيرة من الميكروبات تدخل للجسم وربما تؤدي إلى مشاكل لا تحمد عقباها بسبب إهمال نظافة أي جزء من أجزاء الجسم، وخصوصًا المناطق المعرضة لمهاجمة الميكروبات؛ كالفم والأعضاء التناسلية، وفي حال تعرض الجسم إلى أيّ نوع من أنواع الجروح لا بد من تنظيفها بمواد مطهرة كجزء من نظافة الجسم في حالة إصابته بأي أذى.
- نظافة المجتمع: لا يمكن للمجتمع أن يكون نظيفًا إذا لم يكن مفهوم النظافة جزءًا من الثقافة التي تربى عليها، إذ تبدأ العملية من نظافة المواطن ومن ثم بيته وبالتالي مجتمعه والبيئة التي يعيش فيها وينتمي إليها، فلا يتأتّى أن يكون الأفراد في المجتمع نظيفون في بيوتهم وبلادهم تتصف بعدم النظافة، إلا في حالة واحدة وهي أنهم لا ينتمون لبلدهم ولا يحرصون على نقل الصورة الحضارية والثقافية عنه، أما الأضرار الناتجة عن عدم نظافة المجتمعات، وما تسببه من أضرار تطال كلّ شيء في حياة أفرادها فهي كثيرة ونتائجها غاية في الخطورة، وبالتالي لا يجب إغفال مواطني أيّ دولة نظافة دولتهم أو المدينة أو القرية أو الحيّ الذي يعيشون فيه، فنلاحظ الكمّ الكبير من التلوث البيئي الحاصل في مياه الشرب التي تختلط بمياه الصرف الصحي في الكثير من الدول، وتلوث الشواطئ المطلة على هذه الدول، بالإضافة إلى تراكم القمامة عدة أيام في الحاويات المخصصة لذلك، الأمر الذي يجعلها أشبه بالمكاره الصحية.
النظافة في الإسلام
تعد النظافة من أهم القيم التي يدعو إليها الدين الإسلامي، وقد ربطها الله سبحانه وتعالى بالإيمان، إذ جعلها الله صفة من صفات المؤمنين في قوله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}[٥]، وهي شرط أساسي في أقامة الصلاة، فقد فرض الله سبحانه وتعالى الوضوء المرتبط بغسل أجزاء من جسد الإنسان المسلم قبل صلاته، كما أمر الله تعالى المسلمين بتطهير ثيابهم في قوله تعالى مخاطبًا الرسول صلى الله عليه وسلم: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}[٦]، فالدين الإسلامي يرى أن النظافة هي نظافة مادية لها مدلولات معنوية؛ كالوضوء، والغسل من الجنابة، والتطيب بالمسواك، والاستحداد (حلق العانة).[٧]
التعود على سلوك النظافة
تبدأ العملية من خلال الأسرة، أيّ داخل المنازل وخصوصًا لفئة الاطفال، وتعويدهم على ممارسة سلوكات مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالنظافة من خلال مشاهدتهم لآبائهم يمارسون هذه السلوكات؛ كعدم إلقاء النفايات في الشوارع، والبحث عن سلّات المهملات وإلقائها فيها، وكذلك الاهتمام بنظافة الآباء لأنفسهم أمام أطفالهم، من ارتداء الملابس النظيفة، والمحافظة على نظافة أجسامهم، فالأم يُلقى على عاتقها دائمًا أن تهتم بنظافة البيت وممارسة هذه الأعمال أمام أبنائها، حتى يرتبط مفهوم النظافة بسلوكهم شيئًا فشيئًا، فالنظافة هي سلوك مكتسب ينتقل للطفل إما من بيته أو مجتمعة أو مكان دراسته وغيرها، ولكن الأولى أن ينتقل إليه من خلال بيته، ويجب على الآباء أن يرشدوا أبناءهم إلى كيفية النظافة وطرقها، وليس مجرد تعليمات غير مرتبطة بتوضيح الآلية التي من خلالها يُنظف الطفل نفسه أو غرفته أو ألعابه.[١]
المراجع
- ^ أ ب "تعبير عن أهمية النظافة لصحة الإنسان"، muhtwa، اطّلع عليه بتاريخ 9-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "أهمية النظافة للفرد والمجتمع"، mufahras، اطّلع عليه بتاريخ 24-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "اهمية النظافة الشخصية للفرد "، almrsal ، اطّلع عليه بتاريخ 24-07-2019. بتصرّف.
- ↑ نوال حسن (9-1-2017)، "موضوع تعبير عن النظافة وأهميتها للفرد والمجتمع متكامل بالافكار"، tatpiqat، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية: 108.
- ↑ سورة المدثر، آية: 4.
- ↑ "أهمية النظافة الشخصية للفرد"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.