محتويات
الشمع
يعد الشمع مادة دهنية سائلة تتجمد بدرجة حرارة الغرفة، تستخدم غالبًا كغطاء واقٍ أو عازل للأسطح المختلفة، وتستخدم أيضًا في صناعة الشموع والورق المشمع ومواد التلميع، ويذوب الشمع بالتسخين، ومنه تصنع شموع الإنارة، وهي مجسم من الشمع الصلب في منتصفها خيط يُسمى الفتيل، وهو الجزء المسؤول عن إعطاء اللهب الذي يوفر الضوء، وتتعدد أحجام وأشكال شموع الإنارة باختلاف القوالب والغرض من استخدامها.[١] أما تعريف الشمع لغويًا فهو حسب قاموس المعاني مادة هيدروكربونية صلبة من مشتقات البترول، أو استرات كحولية عالية مع الأحماض ذات قوام دهني وتتوسطها فتائل، تُتَّخذ من شمع النحل بعد تنقيته وتستعمل في أغراض الإضاءة وغيرها. أما الشمع المعدنيّ فهو مستخرج من تقطير النّفط أوالفحم الحجريّ، كما يُستخدم لفظ شَّمْعَةُ كوحدة لقياس شدة إضاءة المصباح الكهربائيَّ.[٢]
مكونات الشمع
للشمع مكونات عديدة تختلف باختلاف مصدر الشمع ونوعيته المطلوبة، إلا أنه توجد مكونات رئيسية مشتركة في صناعة الشمع عامة، ومنها:[٣]
- البارافين: ويستخلص من النفط ومشتقاته.
- مواد شمعية نباتية: كشمع النخيل وشمع العسل ونبات الصويا.
- الفتيل: ويصنع من ألياف نباتية ملتوية أو مجدولة، وتعد الألياف القطنية من أفضل المواد لصناعة الفتائل، وقد يُضاف للفتيل غلاف معدني رقيق من الزنك أو الرصاص أو القصدير أحيانًا لتقليل سرعة احتراق الفتيل.
خصائص الشمع
بغض النظر عما إذا كان مصدر الشموع حيوانيًا أو نباتيًا أوحتى صناعيًا كالنفط، فإن جميعها تشترك في عدة خصائص ومنها:[٤]
- اللدونة، الشمع مادة لدنة أي صلبة بدرجة حرارة الغرفة وسائلة عند تسخينها.
- مستقرة كيميائيًا، فالشمع مادة خاملة ذات تفاعل كيميائي منخفض.
- المواد الشمعية طاردة للمياه، ولذلك تستخدم في العزل والوقاية من المياه والرطوبة على الأسطح المختلفة.
- مواد ذات سُميّة منخفضة.
- لها رائحة مميزة وملمس ناعم.
أنواع الشمع
للشمع عدة أنواع، منها:[٥]
- شمع البارافين: وهو أكثر أنواع الشموع انتشارًا واستخدامًا؛ وذلك بسبب تدني كلفته الإنتاجية والشرائية، بالإضافة إلى إمكانية إعطاؤه ألوانًا جذابة، إذ يعد من أكثر أنواع الشموع قابلية للصبغ وإضافة الزيوت العطرية، ويصنع البارافين من المشتقات النفطية، ما يجعله موردًا غير متجدد، كما يعد شمعًا مضرًا بالبيئة.
- شمع العسل: يعد شمع النحل من أغلى أنواع الشموع؛ وذلك لاستدامته مقارنة بالأنواع الأخرى، فشمع العسل الطبيعي يستمر بالإضاءة لفترات أطول، إلى جانب استخدامه في العديد من المجالات الأخرى؛ كصنع المراهم والعطور الصلبة، كما يعد مادة خامًا لصناعات المنحوتات والتماثيل الشمعية.
- شمع النخيل: يصنع هذا النوع من الشمع من أشجار النخيل، وتكلفته مرتفعة نسبيًا، خصوصًا إذا ما قورن بشمع نباتي آخر وهو شمع الصويا، لذا من النادر أن يستخدم وحده، وغالبًا ما يُمزج مع شمع الصويا لإنتاج شموع نباتية ذات تكلفة معتدلة.
- شمع التوت: يتكون شمع التوت من طبقة شمعية توجد على السطح الخارجي لشجرة التوت، ويعد شمع التوت من أغلى أنواع الشموع نظرًا لكيفية صناعته، إذ يُغلى التوت ثم تُزال الطبقة الشمعية من على سطح الماء المغلي وتُعالج لتصنيع الشمع، ومن الجلي أن تلك العملية تستغرق وقتًا طويلًا، وتستهلك كميات كبيرة من التوت، كما أن شمع التوت هش للغاية ولا يمكن استخدامه منفردًا، لذا يُضاف إليه شمع العسل لتقويته.
الشمع عبر العصور
استخدامت العديد من المواد على مرّ القرون لصنع الشموع، فمن بدء الحضارات وحتى القرن التاسع عشر الميلادي، كان الشمع المستخدم مصنوعًا من مواد خام كالشحم الحيواني وشمع العسل وزيت العنبر ومصدره الحيتان، بالإضافة إلى مسحوق القرفة وطحين أنواع المكسرات، وفي منتصف القرن التاسع عشر كان هناك تطوران رئيسيان في صناعة الشموع، خصوصًا شمع الستيرين وشمع البارافين، وطُوّر شمع الإستيرين من حامض دهني مستخلص من الحيوانات، وأصبح هذا النوع من الشمع شائع الاستخدام في أوروبا، أمّا شمع البارافين فقد طُوّر باستخلاص المادة الشمعية المتشكلة على السطح أثناء عملية تكرير البترول وهو شائع الاستخدام في الولايات المتحدة، وخلال الـ 150 عامًا التالية حدثت تطورات أخرى في صناعة الشمع شملت الشموع الاصطناعية، والشموع المركبة كيميائيًا والشموع الخضرية؛ كشمع الصويا وزيت النخيل.[٤]
كيفية تحضير الشمع منزليًا
لتحقيق الاستفادة القصوى من صناعة الشمع ماديًا، يفضل أن يكون إنتاجه بكميات كبيرة، ورغم ذلك فمن الممكن صناعته منزليًا وتشكيله في قوالب بأشكال جديدة وفنية، مما قد يضفي عليه قيمة أكبر ويزيد من سعر البيع، ويمكن أن يكون مشروعًا منزليًا مربحًا في تلك الحالة، ولتحضير شمع الصويا على سبيل المثال يجب أن تتوافر المكونات التالية:[٦]
- شمع الصويا "المادة الخام".
- حزمة من الفتائل، وتفضل الفتائل القطنية لبطء عملية احتراقها ولكونها لا تثير روائح منفرّة.
- زيوت عطرية.
- وعاء واقي للحرارة لاستخدامه في صهر المكونات.
- قالب بالشكل المرغوب، ويمكن أن يحمل القالب الشكل النهائي أو أن يكون قالبًا أساسيًا كقالب كروي أو مكعب لاستخدام الشمع في النحت البارز فيما بعد.
- عيدان خشبية أو أقلام رصاص.
أما عملية التحضير فتستلزم اتباع الخطوات التالية:[٦]
- تقدير كمية الشمع اللازمة لملء القالب، ثم مضاعفتها، فضعف الكمية هو المطلوب إذابته.
- وضع الشمع الخام في الوعاء لإذابته، وتركه على النار لمدة من عشر دقائق إلى ربع ساعة مع تحريكه باستمرار.
- إضافة الزيوت العطرية، وتحدد كمية الزيت المطلوبة وفقًا لنوع الشمع المستخدم، وغالبًا ما تذكر الكمية الكافية من العطر على عبوة الشمع الخام، ويمزج الزيت مع الشمع المذاب بالتحريك.
- زراعة الفتيل أسفل القالب قبل سكب المزيج الشمعي، ويمكن ذلك عبر استخدام كمية صغيرة من الشمع أسفل القالب ، إذ ثبت فيها طرف الفتيل وتترك لتبرد قبل سكب بقية الكمية.
- سكب الشمع في القالب، مع المحافظة على مكان الفتيل والحرص على عدم شده، وترك الشمع ليبرد بضع دقائق.
- تأمين طرف الفتيل من الوقوع في الشمع السائل، وذلك بتثبيته بعيدًا باستخدام العيدان أو أقلام الرصاص بوضعه بينهما بحيث يبقى الفتيل ثابتًا في المنتصف بينما يتصلب الشمع.
- إضافة المزيد من الشمع في حال ملاحظة التشققات في الشمعة ووجود أي فراغات وثقوب.
- قطع الفتيل، وذلك بقص الزائد بحيث يصبح طول فتيل الشمعة أقل من نصف بوصة، وتلك هي الخطوة الأخيرة في عملية التصنيع.
المراجع
- ↑ "candle"، collinsdictionary، Retrieved 28-12-2019. Edited.
- ↑ "تعريف و معنى شمع في معجم المعاني الجامع"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019. بتصرّف.
- ↑ Monique Riley، "The Chemistry of Candles"، chemistryislife، Retrieved 28-12-2019. Edited.
- ^ أ ب Michelle Radcliff، "Candle Waxes"، lovetoknow، Retrieved 28-12-2019.
- ↑ "Type of Wax Comparison", senodos, Retrieved 30-12-2019. Edited.
- ^ أ ب Erica Daniels (31-7-2018)، "How to Make Candles in 8 Easy Steps"، proflowers، Retrieved 28-12-2019. Edited.