حديث من بكر وابتكر

حديث من بكر وابتكر
حديث من بكر وابتكر

حديث من بكّر وابتكر

الحديث النبوي الشريف هوكل ما نُسِبَ إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خُلُقيّة وخَلقِيّة أو سِيَرًا. ومن الأحاديث الصحيحة التي لا شك فيها حديث من بكّر وابتكر، وقد أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا" وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي.


تفسير حديث من بكّر وابتكر

  • قال بعض العلماء غسّل تعني غسل الرأس، فقد كان للعرب لَمَمٌ وشعورٌ وفي غسلها مؤنة، فأفرد غسل الرأس في لفظٍ خاص، واغتسل أي نظّفَ باقي جسده، وقال آخرون أنّ في قوله غسّل أي أصاب أهله قبل خروجه إلى صلاة الجمعة، ليعُفّ نفسه ويحفظَ بصرهُ في طريقه، والرجل إن جامع زوجته أحوجها إلى الغسل.
  • ثم بكر وابتكر المقصود بكلمة بكّر، أي ذهب إلى الصلاة في أوّل وقتها، فمن أسرع للشيء فقد بكّر اليه، وابتكر أي أدرك الخطبة في أوّل وقتها، وأوّل الشيء باكورته، وللفظين معنىً واحد مثل فَعَلَ وافتفعل، والتكرار للمبالغة والتوكيد.  
  • ومشى ولم يركب: وفي ذلك تأكيدٌ على حمل الشخص على المشي جميع الطريق، وعدم الركوب فالكثير اليوم يذهبون راكبين والأوْلى هو المشي لما فيه من الأجر العظيم.
  • ودنا واستمع وأنصت: أي اقترب من الإمام وفي ذلك حثٌ على تحصيل الصف الأوّل، فالذين يدنون من الإمام اليوم نادرون جدًا، وفي هذا أجرٌ عظيم أيضًا ولكن لا يكفي الدنو من الإمام، ولكن الشرط باكتمال الأجر أن يستمع ويحسن الإصغاء إلى الخطبة، فلا بد أن يجمع بين الأمرين فلو استمع من بعيد أو دنا ولم يستمع لم يحصّل ذلك الأجر العظيم.
  • لم يلغُ: إن المرء عندما يذهب إلى الصلاة لا يتحدث بأحاديث من أي نوع كانت، حتى لو أراد أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، والأولى الصمت والاستماع إلى الخطيب ولا يشتغل بما دونها قال العيني رحمه الله: "واللغو قد يكون بغير الكلام كمس الحصى وتقليبه بحيث يشغل سمعه وفكره وفي بعض الأحاديث: "ومن مس الحصى فقد لغا". عمدة القاري شرح صحيح البخاري (10/26).


أنواع الحديث النبوي الشريف

للحديث النبوي الشريف أنواع عدّة؛ ومنها:

  • الحديث الصحيح وهو قسمان الحديث الصحيح لذاته، والصحيح لغيره.
  • الحديث الحسن ينقسم إلى قسمين: الحسن لذاته والحسن لغيره.
  • الحديث الضعيف منه نوعان: ما كان ضعيفًا وضعفُه لا يمنع العمل به، والثاني ما كان ضعيفًا وضعفه يوجب تركه.
  • الحديث المعلّق: ما سقط من إسناده رجل فبذلك هو ضعيف لأن المُبهم منه مجهول الحديث.
  • المُعضَل: ما سقط من إسناده اثنان على التوالي.
  • الحديث المُرسَل: هو ما أضافه التابعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن هذا التابعي قد لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم. *حديث مرسل الصحابي: ما أخبره الصحابي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن لم يسمعه أو يشاهده بسبب كبر سنه أو غيابه، حكمه أنه صحيح و يحتج به.


فضلُ التبكير إلى صلاة الجمعة

يعدٌ حديث من بكّر وابتكر أعظم حديثٍ في فضائل الأعمال، وقد قال بعض الأئمة أنّهم لم يعلموا في الشريعة حديثًا صحيحًا مثل هذا الحديث يشتمل على كل هذا الثواب. إنّ التبكير للمسجد يوم الجمعة سنة، ودليلُ ذلك ما رواه الشيخان في الصحيحين أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الرائح إلى الجمعة في الساعة الأولى كالمقرب بدنة، وفي الساعة الثانية كالمقرب بقرة، وفي الساعة الثالثة كالمقرب كبشًا، وفي الرابعة كالمهدي دجاجة، والخامسة كالمهدي بيضة"، ففي التبكير للصلاة خيرٌ كثيرٌ وفوائدٌ عظيمة، فيصلي المسلم ما تيسر له من الركعات ويقرأُ القرآن وينشغلُ بعدها بالتسبيح والتهليل والاستغفار، والتبكير لا يكون فقط في صلاة الجمعة وإنّما على المسلم أن يبكِّر في الصلوات الخمس جميعًا؛ فلا يأتي فقط وقت الإقامة أو بعد الشروع في الصلاة. ومن فضائل التبكير ما يلي:

  • أنّ الملائكة تستغفر لمن يجلس منتظرًا الصلاة.
  • أنّ المصلي يدركُ الصفّ الأوّل وما فيه من الفضل والثواب الجزيل.
  • أنّ المصلي يدرِكُ تكبيرة الإحرام، لأنّها تعدُّ مفتاح الصلاة، ومن أفضل التكبيرات.
  • أنَّ المُصلّي يكونُ في المسجد عند الوقت الذي يكون ما بين الأذان والإقامة؛ فالدعاءُ فيه مستجاب.
  • أنّ المُصلّي يكونُ قريبًا من الإمام؛ وهذه من الفضائل العظيمة.
  • أنّ المصلّي يدركُ السُنن القبليّة.
  • أنَّ حضورَه يكونُ للمسجد بسكينةٍ ووقار، وليس مستعجلًا.

فيديو ذو صلة :