كيفية عدم ترك الصلاة

كيفية عدم ترك الصلاة
كيفية عدم ترك الصلاة

الصلاة

إنّ للصّلاة أهميّة كبيرة ومنزلة عظيمة في الإسلام، إذ إنّها عماد الدين الذي لا يقوم إلا به، وهي أول ما يحاسب عليه العبد من عمله، فصلاح عمله وفساده مرتبط بصلاح صلاته وفسادها، وكذلك تُعدّ الصّلاة آخر وصية أوصى بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلّم، فعن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: كان من آخر وصية رسول الله، صلّى اللهُ عليه وسلّم: [الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم، حتى جعل صلّى الله عليه وسلم يجلجلها في صدره وما يفيض بها لسانه][١]، وقد مدح الله القائمين بها ومن أمر بها أهله، فقال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا* وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا}[٢]، وذم الله المضيعين لها والمتكاسلين عنها، إذ قال الله تبارك وتعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}[٣]، وقال - عز وجل -: {إِنَّ الْـمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً}[٤]، وتُعدّ الصّلاة أعظم أركان الإسلام ودعائمه بعد الشهادتين، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال: [بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت][٥][٦].


كيفية عدم ترك الصلاة والمحافظة عليها

يعاني العديد من الأشخاص من قلة التزامهم بالصلاة، بالرغم من محبتهم للالتزام بها إلا أنهم لا يقدرون، إليك بعض الخطوات والأمور التي يمكنك القيام بها لتلتزم بصلاتك:[٧]

  • حاول أن تثقف نفسك فيما يخص الصلوات وفضائلها.
  • تخلص من الذنوب والمعاصي التي تعودت عليها، فهي تثقل النفس والروح وتصيبها بالأمراض وتجعلها معرضة للكسل والتهاون، وكن على علم أن الإنسان إذا صلُح من الداخل، فسينعكس هذا على خارجه.
  • أصلح كل ما بينك وبين الله حتى يصلح بينك وبين العباد، وأدِّ كل أعمالك المتعلقة بعبادة الله تعالى بالصدق والإخلاص والحب، والتزم بحق الله سبحانه وتعالى، وجاهد نفسك في كل وقت واذهب للصلاة.
  • ألح في الدعاء وطلب العون من الله سبحانه وتعالى، فهذا يعد سلاحًا للانتصار على هون النفس، إذ إن الدعاء كان دأب المرسلين والأنبياء والصالحين، وكان إبراهيم عليه السلام يدعي، كما ذكر في الآية {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚرَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}[٨].
  • أكثر من الأعمال الصالحة في حياتك، إذ إن الحسنات يذهبن السيئات، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}[٩].
  • سارع وبادر في التوبة النصوح، والرجوع عن الذنوب والخطايا ومن ضمنها ترك الصلاة.
  • حاول أن تختار الصحبة الصالحة التي تعينك على بر الله سبحانه وتعالى وتقواه، واختر الصحبة التي تذكرك بتقصيرك وتنصحك وتدعوك لأعمال صالحة، إذ إن المسلم مع المسلم كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضًا.
  • بادر لأن تؤدي الصلاة أول وقتها، واستشعر عظمة الله سبحانه وتعالى وهو يؤذن، وتذكر أنه أكبر من كل شيء، وردد مع المؤذن وفكّر في كل ما تسمعه بخشوع، واستحضر بقلبك رهبة الوقوف أمام الله سبحانه وتعالى، فستشعر بالسكينة والهدوء والخشوع، ويكفي أن تكون من الأشخاص الذين قال الله تعالى بهم: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[١٠]، وأن تكون في زمرة الذين قال بهم الله {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ، أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ، الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[١١]، وقال تعالى: {وَالّذِينَ هُمْ عَلَىَ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ، أُوْلَـَئِكَ فِي جَنّاتٍ مّكْرَمُونَ}[١٢]


حكم ترك الصلاة

من ترك الصلاة جحودًا، ويرى أنها غير واجبة، فيعد كافرًا كفرًا أكبر بإجماع أهل العلم، وأيضًا هذا الحكم لمن جحد وجوب الزكاة والحج والصوم، أو أن يقول مثلًا أن الزنا حلال، أو أن يجحد تحريم الخمر ويقول حلال، فهؤلاء يكفرون وبإجماع المسلمين، أما من تركها كسلًا وعجزًا، فهنا اختلف أهل العلم، فمنهم من قال أن تاركها يعد كافرًا ولا يصلى عليه إن مات ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يرثه أقاربه، لقوله في الحديث [بَيْنَ العبدِ وبَيْنَ الكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ وبَيْنَ العبدِ وبَيْنَ الشِّرْكِ تَرْكُ الصَّلاةِ][١٣]، كما قال عليه السلام : [العهدُ الذي بيننا وبينهم الصَّلاةُ فمن تركها فقد كفر][١٤]، أما الآخرون من أهل العلم فقالوا أن المسلم بذلك لا يكفر كفرًا أكبر، بل كفرًا أصغر، لأنه موحد لله ويؤمن بأنه لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولم يجحد بها ويعلم أنها فريضة هي والحج والزكاة وغيرها من الفرائض.

لكن تعد الصلاة فريضة عُظمى مقارنة بتلك الفرائض، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما: [عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنه ذكر الصلاةَ يومًا بين أصحابِه فقال من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يوم القيامةِ ، ومن لم يحافظْ عليها لم يكنْ له نورٌ ولا برهانٌ ولا نجاةٌ ، وحشِر يومَ القيامةِ مع فرعونَ وهامانَ وقارونَ وأُبيِّ بنِ خلفٍ][١٥]، ويقول العلماء أن الرأي الأصح هو الأول، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: [ كنتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سفَرٍ، فأصبَحتُ يومًا قريبًا منه وهو يسيرُ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أخبِرْني بعمَلٍ يُدخِلُني الجنَّةَ، ويُباعِدُني من النارِ؟ قال: قد سأَلتَ عن عظيمٍ، وإنَّه ليَسيرٌ على مَن يسَّرَه اللهُ عليه، تعبُدُ اللهَ ولا تُشرِكُ به شيئًا، وتُقيمُ الصلاةَ، وتُؤتي الزكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتحُجُّ البيتَ. ثم قال: ألَا أدُلُّكَ على أبوابِ الخيرِ؟ الصومُ جُنَّةٌ، والصدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ، وصلاةُ الرجُلِ في جَوْفِ الليلِ، ثمَّ قرأ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ...}؛ حتى بلغ: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[١٦]، ثمَّ قال: ألَا أُخبِرُكَ برأسِ الأمرِ، وعَمودِهِ، وذِرْوةِ سَنامِهِ؟ قلتُ: بلى، يا رسولَ اللهِ، قال: رأسُ الأمرِ: الإسلامُ، وعَمودُهُ الصلاةُ، وذِرْوةُ سَنامِهِ الجِهادُ، ثمَّ قال: ألَا أُخبِرُكَ بِمِلاكِ ذلك كلِّه؟ قلتُ: بلى، يا نبيَّ اللهِ، قال: فأخَذَ بلسانِه، وقال: اكْفُفْ عليكَ هذا. فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، وإنَّا لمُؤاخَذونَ بما نتكلَّمُ به؟ فقال: ثَكِلتْكَ أُمُّكَ يا معاذُ، وهل يكُبُّ الناسَ في النارِ على وُجوهِهِم -أو قال: على مَناخِرِهم- إلَّا حصائدُ أَلْسِنتِهم؟!][١٧][١٨]


مَعْلومَة

وردت آيات كريمة كثيرة في القرآن الكريم تدل على وجوب الصلاة، نذكر منها:

  • {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}[١٩]
  • {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ}[٢٠]
  • {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}[٢١]
  • {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}[٢٢]
  • {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[٢٣]


المراجع

  1. رواه ابن جرير الطبري، في مسند علي، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 166، [صحيح].
  2. سورة مريم، آية: 54-55.
  3. سورة مريم، آية: 59.
  4. سورة النساء، آية: 142.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 2609، حسن صحيح.
  6. "منزلة الصلاة في الإسلام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020.بتصرّف.
  7. "كيف احافظ على صلاتي"، almoslim، 1-6-2020، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2020. بتصرّف.
  8. سورة إبراهيم، آية: 40.
  9. سورة طه، آية: 82.
  10. سورة الأنعام، آية: 162.
  11. سورة المؤمنون، آية: 9-11.
  12. سورة المعارج، آية: 34-35.
  13. رواه جابر بن عبدالله، في صحيح الترمذي، عن الألباني، الصفحة أو الرقم: 2619، صحيح.
  14. رواه ابن باز، في مجموع فتاوى ابن باز، عن [بريدة بن الحصيب الأسلمي]، الصفحة أو الرقم: 25/115 ، إسناده صحيح.
  15. رواه ابن باز ، في مجموع فتاوى ابن باز، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 29/164، : إسناده جيد.
  16. سورة السجدة، آية: 16-17.
  17. رواه شعيب الأرناووط، في تخريج شرح السنة، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 11، صحيح بطرقه.
  18. "هل تارك الصلاة يكفر كفرًا يخرجه عن ملة الإسلام أم لا؟"، binbaz، 1-6-2020، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2020. بتصرّف.
  19. سورة البقرة، آية: 45.
  20. سورة الرعد، آية: 22.
  21. سورة الأعراف، آية: 170.
  22. سورة البقرة، آية: 238.
  23. سورة المائدة، آية: 6.

فيديو ذو صلة :