محتويات
الفقر
يعرف الفقْر في اللغة بأنه العوز والحاجة، وأما اصطلاحًا فيعرف بأنه انعدام قدرة الحفاظ على أدنى مستوى من المعيشة نتيجة غياب أدنى حد من الدخل أو الموارد اللازمة لتلبية الحاجات الأساسية من طعام وشراب وسكن، وهو إشارة إلى مستوى متدنٍ من الأوضاع المعيشية، إذ تتسم بالحرمان من ضرويات الحياة البشرية الكريمة، ويؤثر بالدرجة الأولى على فئات غير قادرة على الوصول إلى مصادر اقتصادية كالمرضى، والأيتام، والنساء، وهذا كله على مستوى الفرد الواحد في المجتمع، أما الفقر على مستوى الدولة فيعرف بأنه غياب مفاهيم التنمية كافة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وثقافيًا، ويكون مصحوبًا بالتضخم المتنامي، وضعف الاستثمار، وضعف التدريب، وانعدام التأهيل.[١][٢][٣]
أسباب الفقر
لآفة الفقر أسباب كغيرها من الآفات المنتشرة في وقتنا الحالي، وتنقسم هذه الأسباب لقسمين رئيسيين، وهما:[٤]
- الأسباب الخارجية: تتصل هذه الأسباب بالأحداث والتهديدات التي تتعرض لها الدولة من أي جهة خارجية، وفيما يأتي بعضها:
- اشتراك الدولة في صراعات ونزاعات لا نهائية، أخطر ما في ذلك الدخول في الحروب.
- العلاقات السياسة السيئة مع الدول الأخرى والتي لها دور في تفشّي ظاهرة الفقر.
- تعرّض دولة معينة للغزو والاستعمار من قِبَل دولة أخرى، ويترتب على ذلك النهب والسلب لخيرات تلك البلاد دون رحمة.
- الأسباب الداخلية: هذه الأسباب موصولة بالدولة ذاتها وبالنظام السياسي المتّبع فيها، وله عدة أسباب، منها:
- انتشار النظام الجائر في دولة معينة مما يؤدي إلى شعور المواطنين بعدم الاستقرار، أي أن النظام السياسي الداخلي يلعب دورًا هامًا في التخلص من مشكلة الفقر.
- تصاعد التوترات والصراعات في الدولة، وغياب الأمن القومي السائد فيها.
- الصراعات الأهلية بين أفراد الدولة الواحدة.
- النيل من ثروات البلاد من قِبَل بعض أفراد البلاد أنفسهم بأشكال الفساد المتعددة.
- غياب حسن التصرف بالموارد الطبيعية التي تمتلكها البلاد لقلة التكنولوجيا أو رأس المال، والذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم مشكلة الفقر.
آثار الفقر
للفقر تأثيرٌ واسع، إذ إنه لا يؤثر على فئةٍ دون أخرى، بل هو آفةٌ ممتدة إلى كافة أجزاء المجتمع، يسبب الشقاء لصاحبه، ويصل تأثيره إلى الجوانب النفسية والجسدية لأي شخص، فيهلك القوة الإبداعية والإنتاجية التي يتمتع بها ويجعل حياته دون هدف، وفي نتائج لبحوث اجتماعية وسكانية ذُكِرَ بأنه يوجد ارتفاع ملحوظ في إجمالي الانتحار والمرض والوفيات والجريمة والجنوح وعدم الالتحاق بالمدارس والتسرّب المدرسي وتفشي الجهل عند الفقراء.
ةتشير هذه النتائج أيضًا إلى تميّز الفقراء وذوي الحاجة بنماذج مخصصة لكل من المرض والوفاة والانحراف المجتمعي، إذ يموت أغلب الفقراء نتيجةً للأمراض الطفيلية والإنتانية والأمراض الناتجة عن سوء التغذية أو تدنيها، في حين هم أكثر الفئات احتماليةً للإصابة بمخاطر الحروب والكوارث والمجاعات، وللفقر أيضًا دور في تنمية المشاعر السيئة عند الفقراء من حسد وغيرة وشعورٍ بمرارة تقود للإنقاص من الذات في كثير من الأحيان.[٥]
حلول للقضاء على الفقر
هناك العديد من الاقتراحات والحلول المقنعة للقضاء على مشكلة الفقر في المجتمعات، ومنها:[٦]
- الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية، فالقرآن الكريم ليس كتاب هداية فحسب بل نهج حياة يعالج كل قضايا المجتمع، وفيه فريضة الزكاة التي هي ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة، والأصل أنها أمر بديهي وفرض عين على كل مسلم، فلا حاجة لإنكارها أو الجدال حولها، مع ضرورة إنشاء مؤسسة إسلامية عالمية كبيت مال المسلمين.
- سحب أموال الدول العربية في الخارج، فقد قدرت جامعة الدول العربية خسائر الدول العربية جراء الأزمة المالية العالمية بحوالي 2400 مليار دولارًا، وهذا ينطوي بالضرورة على فهم أن خطط الغرب إنما تصب في افتراس العرب وأموالهم.
- عمل حملات تبرع خيرية بهدف علاج ظاهرة الفقر، وقد نجحت دول عديدة في حملات الإغاثة خلال فترة الأزمات، وهذا نوع من أنواع التكافل الاجتماعي باعتبار أن المجتمع المسلم كالجسد الواحد.
- تضافر الجهود الرسمية والشعبية لتزويج الشباب غير القادر على الزواج من خلال تخصيص وقف عام لتيسير الزواج، وتقديم القروض الحسنة من الميسورين، والمساعدات العينية من رجال الأعمال وغيرهم، والعمل المجتمعي على نبذ ثقافة المغالاة في المهور، والأثاث والشبكة وما شابه من أمور ثانوية، بالإضافة إلى إقامة أعراس جماعية لخفض تكاليف الحفلات.
- دعم مشاريع البناء الإسكاني الخيرية كصدقة جارية مثلًا يعود ريعها للفقراء، أو لترميم منازلهم، مع حث ودعوة الشخصيات الاعتبارية لدعم مثل هذه المشاريع.
- البحث عن طرق جذب الزكاة لصرفها في مصارفها الشرعية، مع ضمان وصولها إلى مستحقيها.
- دراسة فكرة تحويل المسجد في الحي إلى مركز خيري متكامل يتكفل بالفقراء الموجودين في المنطقة.
- تحويل الفقراء إلى أفراد منتجين قادرين على الاعتماد على الذات بعيدًا عن التبعية والتواكل طالما أنهم قادرون على العمل، وهذا من مبدأ علمني كيف أصطاد ولا تعطيني سمكة، وذلك من خلال مشاريع التنمية الصغيرة، أو تسويق المنتجات البيتية، أو الحرف اليدوية أو ما شابه من خلال عمل معارض موسمية أو دائمة، والتنسيق مع العملاء ممن يحتاجون مثل هذه الكفاءات.
طرق قياس الفقر
يوجد طريقتان رئيسيتان لقياس الفقر في المجتمعات، وهما:[٢]
- الطريقة المطلقة: والتي تضع حدًا أدنى للدخل يجب على كل فرد تحصيله لتحقيق مستوى معقول من المعيشة، ويصنف كل مَن يقع دون هذا المستوى فقيرًا، وتجدر الإشارة إلى أن خط الفقر أو مستوى الفقر يختلف من مجتمع إلى آخر، بل يتغير داخل المجتمع نفسه تبعًا للتغيرات التي تطرأ على بنية المجتمع، وطاقته الإنتاجية، ومستواه التكنولوجي.
- الطريقة النسبية: والتي تتعامل مع الفقر على أنه أمر نسبي، إذ يرتبط خط الفقر بمعدل توزيع الدخل بين أفراد المجتمع، فكل مَن يشكل 20-25% من أفقر سكان المجتمع يصنف فقيرًا، وأما النسب الأخرى فلا تدخل في عداد الفقراء بغض النظر عن مستواها المعيشي، أو مقدار الدخل الذي تعتمد عليه.
أنواع الفقراء
يقسم المفكر الإسلامي الدكتور محمد شوقي الفنجري الفقراء في المجتمع إلى 3 طوائف على النحو التالي:[٧]
- الفقير الذي بإمكانه أن يعمل ويكسب ويكفي نفسه بنفسه؛ فهو يملك قدرة بدنية وعقلية، لكنه يفقتر إلى رأس المال أو أداة الصنعة، وهذا النوع يُعطى من الزكاة بقدر ما يسد حاجته فيمكّنه من العمل والكسب، ويغنيه عن سؤال الناس إلى الأبد، فلا يحتاج الزكاة مرة أخرى، لأن مشروعه سيدر عليه دخلًا كافيًا؛ فهو المسؤول الأول والأخير عن الإنتاج والربح والخسارة.
- الفقير الذي بإمكانه أن يعمل ويسد حاجته وحاجة آل بيته، لكنه فرّغ نفسه ووقته وجهده لعبادة الله جل وعلا، ومما لا شك فيه أن العبادة فريضة، لكن العمل عبادة أيضًا، وكل شيء بمقدار، فهذا النوع لا يُعطى من الزكاة دينارًا واحدًا، بخلاف الفقير المتفرغ للعلم إذا تعذر عليه الجمع بين العمل والدراسة فإنه يُعطى بقدر ما يساعده على أداء مهمته.
- الفقير العاجز غير القادر على الكسب بسبب مرض أقعده، أو كبر سن، أو بله، أو صغر سن كاليتيم، وهذا النوع يُصرف له من الزكاة راتب دوري منتظم إلى زوال سبب العجز، فمثلًا إذا تعافى المريض يقطع راتبه، وعندما يكبر الطفل اليتيم يقطع راتبه وهكذا.
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى الفقر في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "تعريف الفقر وطرق قياسه"، wafa، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
- ↑ " الفقر... ماهيته،أسبابه،علاجه،آثاره"، humanitygate، 11-6-2017، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "بحث عن الفقر و طرق علاجه"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "فقر"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019. بتصرّف.
- ↑ الهيثم زعفان، "خمسة وعشرون مقترحاً للحد من ظاهرة الفقر في العالم الإسلامي"، almoslim، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
- ↑ أحمد عاشور (6-8-2016)، "علاج مشكلة الفقر"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.