مظاهر الفقر

مظاهر الفقر
مظاهر الفقر

الفقر

يُعد الفقر الحالة أو الوضع الذي يحتاج إليه الفرد أو المجتمع إلى الموارد الماليّة أو الموارد الأساسية الضروريّة للتمتع بأدنى مستوى من الحياة والرفاهيّة، أي أن يكون مستوى الدخل منخفضًا جدًا، إذ لا يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسيّة، وهي علة تنتشر في جسد العالم، وإحدى المشكلات الفتاكة التي تصيب الفرد، وهو مرض خبيث لجسد العالم ويصل إلى حدّ قتلها، ويضرب ويفتك ويشرد كل الكائنات البشرية على وجه الكرة الأرضية، وعلى الرغم من كل الحلول والمؤشرات والتقديرات التي وُضعت أو اقتُرِحت من قِبل الخبراء في العالم إلا أن الفقر مشكلة لا تزال تنتشر مع أن العالم يتمتع بالعديد من الخيرات التي تنتشر من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، وأصبحت مشكلة الفقر مشكلة كبيرة تسبب صعوبة الوصول إلى المدراس والرعاية الصحيّة والمياه الصالحة للشرب والكهرباء وغيرها من الخدمات.

وتُعرف مشكلة الفقر بأنها ضعف قدرة الإنسان في الحصول على ما يحتاج إليه الإنسان من أشياء مادية وأساسية لتكمل يومه وحاجته كالسكن والملبس والطعام والتعليم والرعاية الصحية، أو افتقاده لمجموعة من الأمور الأساسية غير المادية كحقّ الحرية وحقّ العدالة الاجتماعية وحق المشاركة، مما يؤدي إلى زيادة مستوى الأمراض وسوء السكن والظروف المعيشيّة وزيادة التوتر في المجتمعات وعدم المساواة، وغالبًا ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الجريمة في المجتمعات الفقيرة، ومضاعفة المعاناة في المجتمع، إذ تُعد مشكلة العصر.[١]


مظاهر الفقر

فيما يلي ذكر لأبرز مظاهر الفقر ومسبباته:

  • شُحّ المياة النظيفة والأغذيّة: في الحقيقة يوجد أكثر من 800 مليون شخص في العالم يُعاني من النقص في الجوع، وأكثر من ملياري شخص لا يحصل على المياه النظيفة في المنازل، وإذ لم يحصل الشخص على ما يكفيه من الغذاء، فإنه ببساطة لن تكون لديه الطاقة اللازمة لآداء العمل، وقد يؤدي الافتقار إلى الغذاء والمياه النظيفة إلى الأمراض.[٢]
  • الصراعات: يمكن أن تسبب الصراعات الفقر، كما أن العنف المطوّل يوقف البنيّة التحتيّة ويتسبب في فرار الناس من المناطق التي توجد بها الصراعات؛ مثل سوريا التي يعيش فيها الآن حوالي 70% من مجموع السكان تحت خط الفقر.
  • عدم المساواة: توجد العديد من أنواع عدم المساواة في العالم، مثل ألا تُسمع أصوات مجموعات من الأفراد أو بعض المجتمعات، وألا يكون لديهم رأي في القرارات المهمة، مع أن بعض الأشخاص ليس لديهم الأدوات التي هم في أمس الحاجة إليها للمضي قدمًا والتخلص من الفقر.
  • ضعف التعليم: إن معظم من يعانون من الفقر لم يتلقوا التعليم؛ وذلك لأنهم بحاجة إلى العمل أكثر من التعليم، وهذا ما يسبب الفقر.
  • الحروب: يصعب في الحروب الوصول إلى تلبية الاحتياجات الأساسيّة مثل؛ الصحة والتعليم ومياه الشرب والطعام، وبالتالي تنتشر السرقة، وتؤدي الحروب إلى انخفاض في إنتاجية الدولة من إنتاجها الإجمالي، بسبب الاضطرابات السياسيّة والاجتماعيّة وعدم الاستقرار في الدولة، فقد تسببت الحروب لملايين الأشخاص بفقدان منازلهم ووظائفهم.[٣]
  • الكوارث الطبيعيّة: تسبب الكوارث الطبيعيّة ظاهرة الفقر بسبب الخسائر التي تسببها، فالبلدان المتخلفة والبلدان الناميّة تكون أقل استعدادًا لمواجهة عواقب الكوارث الطبيعيّة؛ مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف والزلازل من البلدان المتقدمة، فإن موارد الدول الناميّة التي تمتلكها تمنعها من وضع الخطط لمواجهة الكوارث، مما يتسبب بصعوبة إصلاح الضرر؛ مثل زلزال هايتي الذي بلغت قوتة 7.0 درجات، بعمق 8.1، مما أدى إلى وفاة أكثر من 200000 حالة، وأصبح 3 ملايين شخص بحاجة إلى المعونات الطارئة، ومليونا شخص بلا مأوى.[٣]


آثار الفقر

للفقر مجموعة من الآثار السّلبيّة على المُجتمع، مثل:[٤]

  • الأمراض: يسبب الفقر الأمراض التي تنتقل من خلال المياه الملوثة وغياب مياه الصرف الصحي والرعايّة الصحيّة أو بسبب سوء التغذيّة، ومن أهم هذه الأمراض الملاريا والسل والإيدز أو فيروس نقص المناعة.
  • نقص التعليم: بسبب الظروف المعيشيّة التي يعانون منها الأطفال، تصبح لديهم صعوبة في الكلام والتطور المعرفي.
  • ارتفاع معدلات الجريمة: قلة فرص العمل تؤدي إلى الفقر، وبالتالي تؤدي إلى الجريمة.


طرق الحد من الفقر

توجد عدّة طُرق قد يُساهم اتّباعها في الحدّ من مُشكلة الفقر، مثل:[٥][٦]

  • تحسين إدارة الموارد المائيّة والموارد الطبيعيّة للقضاء على الفقر، لأن معظم فقراء الأرياف يعتمدون على الزراعة والموارد الطبيعيّة، لذلك يجب توفير تلك الموارد لتحسين مستوى المعيشة وحتى يكونوا قادرين على إدارة الموارد.
  • إشراك الفقراء في وضع الخطط وتنفيذها للقضاء على الفقر، لأن مشاركتهم تعكس البرامج التي هم بحاجة إليها أكثر.
  • تنفيذ البرامج الزراعيّة والاستثمار من خلالها، وبذلك فإنها تساعد في تطوير المناطق الريفيّة والبنية التحتيّة وإنتاج المحاصيل الزراعيّة.
  • وضع سياسات وبرامج النمو الاقتصادي في مجالات مختلفة مثل التغذيّة والصحة والتعليم والصرف الصحي، مما يؤدي إلى مساهمة الفقراء في المشاركة في النمو والتخلص من الفقر.
  • رفع الحد الأدنى للأجور، وهذا يساعد على التخلص من الفقر.
  • رعاية الأطفال في الأوقات المبكرة، ومساعدتهم للذهاب إلى المدارس.
  • إعطاء الإجازات المرضيّة المدفوعة الأجر.
  • زيادة فرص العمل، لذلك يجب خلق فرص عمل للتخلص والقضاء على الفقر.


الفقر في الدول العربيّة

الفقر هو من أكثر المشكلات التي نعاني منها في الدول العربية، وهي من أحد الأمور المؤلمة كذلك؛ فعلى الرغم من تواجد الثروات الكبيرة في الوطن العربي وما يحويه من خيرات كبيرة وعظيمة إلا أنه توجد العديد من الفئات التي ظلمت بشأن عملية توزيع الحصص والثروات، وهي طبقة كلّ اهتماماتها هي الوصول للقمة العيش لإطعام نفسها خشية الموت، ويبلغ خط الفقر الدولي البالغ 1,9 دولار يوميًا، وفي عام 2015 بلغت نسبة عدد الفقراء في الدول العربيّة حوالي 6,7% وهي ثالث أعلى مستوى بين المناطق الناميّة بعد إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب أسيا، فقد حاولت الدول العربيّة في منصف عام 1990 الحدّ من الفقر المدقع، وقد سجلت ثاني أقل معدل خفض للفقر بنسبة 42% بعد أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، وكان المتوسط العالمي للحدّ من الفقر 72% ولكنه نتيجة الصراعات وتحديدًا بعد 2013 أصبحت الدول العربيّة هي الوحيدة التي شهدت تزايدًا في الفقر المدقع.[٧]


المراجع

  1. "Poverty", investopedia,2019-8-11، Retrieved 2019-10-11. Edited.
  2. "THE TOP 9 CAUSES OF GLOBAL POVERTY", concernusa,2019-2-4، Retrieved 2019-10-30. Edited.
  3. ^ أ ب "6 Main Causes of Poverty in the World", richmondvale, Retrieved 2019-10-30. Edited.
  4. "TOP EFFECTS OF POVERTY", borgenproject, Retrieved 2019-10-12. Edited.
  5. "9 Ways to Reduce Poverty", raisingofamerica, Retrieved 2019-10-12. Edited.
  6. "10 Ways to Reduce Poverty in the World", borgenproject, Retrieved 2019-10-12. Edited.
  7. "Extreme poverty in Arab states: a growing cause for concern", theforum,2018-10-16، Retrieved 2019-10-17. Edited.

فيديو ذو صلة :

673 مشاهدة