محتويات
المساواة بين الرجل والمرأة
إنّ المساواة بين الرجل والمرأة لا تكون سوى بالتمكين، والرؤية، والمشاركة، والمسؤولية بين الطرفين في جميع مجالات الحياة العامة والخاصة، والوصول إلى الموارد وتوزيعها بينهما بالتساوي، فالمساواة تهدف إلى تغيير البنية الأساسية التي تقوم على حفظ منهجية الحياة غير المتكافئة بين النساء والرجال، لذلك يجب العمل عليها لتطبيق الديمقراطية، واحترام سيادة القانون، والقدرة التنافسية للطرفين، الأمر الذي يؤدي إلى تطوير شامل في مختلف القطاعات الشخصية والعملية التي تخدم المجتمع من جوانبه كافة.
وبالرّغم من وضع هذه القضية تحت المجهر، وتسليط الضوء عليها في أرجاء العالم كافة، إلّا أنّه لا يزال هناك العديد من مظاهر التفرقة في العمل، والبيت، والأسرة، والتعليم، وغيرها الكثير من الحقوق الأخرى في كل مكان يخص الإنسانية.[١]
مظاهر المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام
يعمل الإسلام على تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، فقد أوصى الرسول الكريم بتكريم المرأة، وحفظ كرامتها، ومساواتها مع الرجل في التكاليف الشرعية، فمن أقواله صلى الله عليه وسلم: [نعم إنما النِّساءُ شقائقُ الرِّجالِ][٢]، ويُوضِح الحديث أنّ النساء متساويات مع الرجال في الحقوق والمعاملة، بمعاملتها بسلام وتفاهم، وليس بالصراع والأسلوب الحاد.
لذلك فإنّ الدين الإسلامي يدعو إلى الدعم المتبادل، والمساواة بين الطرفين في تلك النواحي، يُحدد كلاهما الصواب والخطأ، ويعملان على القيام به أو النهي عنه، لذلك دورهما متوازن في المجتمع، ولا يقتصر على فرد واحد، ويستطيع كلاهما المشاركة في الأنشطة المختلفة للمجالس الاستشارية، والرقابية، والتعبير عن الآراء من خلال وسائل الإعلام، أو المؤسسات الاجتماعية والحيوية، وأيضًا أوجب حق التعليم للطرفين على حد سواء وفي المجالات كافة، وبذلك فإنّ الإسلام قام بتأكيد دور المرأة المهم في إصلاح المجتمع، وإمكانية تطويره، وتعزيزه، وإنهاضه.[٣]
مظاهر المساواة بين الرجل والمرأة في العمل
تتحقق المساواة بين الطرفين بالعمل، عندما يتمتع الجهتين بالمكافآت والموارد والفرص نفسها بالتساوي بغض النظر عن كون الموظف امرأة أو رجل، في كل القطاعات وجميع الكوادر، لكنّ هذه المساواة لا تزال تًعاني من بعض الفراغات، فلم تُحقق جميع الفرص المتكافأة في العمل، وما زال هناك عدد من النساء دخلها وتقدير عملها وتقدمها أقلّ من الرجال، ومن بعض مظاهر المساواة في العمل ما يأتي:[٤]
- يجب أن يوفر مكان العمل أجرًا متساوٍ لكلا الطرفين، إذا كانا في المنصب نفسه أو في عمل له نفس القيمة، وأن تكون المقارنة والمناقشة في الأجور متاحة للطرفين.
- يجب إزالة العوائق المؤدية إلى خفض نسبة المشاركة الكاملة والمتساوية للمرأة في القوى العاملة، وتشجيع المرأة على التطور، وتمكينها لتكون أكثر إنتاجية في العمل.
- يجب إشراك المرأة في كل القطاعات والصناعات، وجميع المهن، وفي الأدوار القيادية والسياسية، وعدم تقليص دورها، والتمييز بينها وبين الرجل، وألّا يكون عملها فقط في نطاق الأسرة ورعايتها.
- يجب الإيمان بقدرة المرأة على الإنجاز، وتحقيق الإنتاجية الوطنية، وإدراك دورها في النمو الاقتصادي والتنظيم في الأمور الاجتماعية.
مظاهر المساواة بين الرجل والمرأة في المجتمع العربي
تُواجه مظاهر المساواة بين الرجل والمرأة في المجتمع العربي الكثير من التحديات والتأخر في الوصول إلى النتيجة المطلوبة فيها، بسبب الفجوات الحاصلة والتفاوت القائم بين الدول، وبسبب عدم الاستقرار وانعدام الأمن السياسي في المحيط والاقتصادي، ونظام الدور الذكوري القائم منذ عقود طويلة، والعقبات الثقافية والاجتماعية، كل هذه الأمور تُعدّ نقاط ضعف أساسية في البنية الخاصة بقضية المساواة بين الجنسين، ومن أكبر العوامل التي تُعاني من انعدام المساواة؛ التحصيل العلمي، وفرص العمل والمشاركة الاقتصادية، وحقوق الرعاية الصحية والعيش، والأدوار السياسية.
وبالرغم من ذلك فقد حقق المجتمع العربي نسبة في التكافؤ بين الجنسين بلغت حوالي 40٪، بينما قد قُدّرت الفجوة بين الجنسين عالميًا بنسبة 68٪، ويوجد العديد من الأمثلة على تحقيق التكافؤ والمساواة بين الرجل والمرأة في العديد من الدول العربية، مثل؛ دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، اللتان حثّتا على المشاركة الاقتصادية والرعاية الصحية للمرأة، بالرغم أنّ عدم المساواة في الأجور بين الجنسين لا تزال قائمة.
زادت دولة قطر من المشاركة السياسية للمرأة، فوصلت نسبة النساء في البرلمان القطري إلى حوالي 10٪، والمملكة العربية السعودية التي تُعدّ من الأمثلة الضعيفة على تحقيق المساواة، قامت بتخفيض عدم المساواة في الأجور، وزادت من فرص المرأة في سوق العمل، بالرغم من بقاء وصاية الذكورة قائمة ومتحكمة، ممّا يحدّ من حرية المرأة، بينما بقيت الأردن ولبنان في المنتصف فلم تُجريا تغيرات كبيرة إلّا أنّ لبنان تقدمت بشكل بسيط في دور المرأة السياسي في البرلمان؛ إلّا أنّ دولة عُمان لديها فجوة واضحة بين الجنسين، بسبب انخفاض مشاركة المرأة في الدور الاقتصادي للدولة.[٥]
الفروق بين الرجل والمرأة
يوجد العديد من الأبحاث التي قدمت أدلة تدعم أنّ التحيز أو التمييز بين الجنسين، يُؤدي إلى حدوث فجوة دائمة بينهما، كما أظهرت وجود فروقات بين الرجل والمرأة في نظرتهم للتقدم في أماكن عملهم، وبلوغهم مناصب عليا، وفيما يأتي بعض الفروقات بين الرجال والنساء من النواحي العملية:[٦]
- تواجه النساء تحديات أكبر في التشكيك في أفكارهن وقدراتهن على العمل؛ إذ وجدت العديد من الأبحاث أنّ الآخرين ينظرون إلى المرأة على أنّها أقلّ كفاءة من الرجل، وبأنّها تمتلك قدرات قيادية أقل.
- يعد الرجال أكثر عرضة من النساء على الانخراط في السلوكيات المهيمنة، والمفاوضات المحتدمة الموجودة في البيئات التنافسية، الأمر الذي يسهل من تقدمهم في الحياة المهنية.
- تميل النساء إلى الاعتقاد بأن لديهن وقت أقلّ لتحقيق عدد أكبر من الأهداف، مما يجعلهنّ يُواجهن مشكلة في تحديد الأهداف التي يجب عليهنّ السعي إليها أو التنازل عنها.
- يتوقع الرجال والنساء وجود العديد من النتائج الإيجابية فيما يتعلق بترقيتهم في أعمالهم، لكن توقعات النساء كانت بدرجة أقلّ من الرجال.
- تبالغ النساء في تقدير النتائج السلبية المرتبطة بالسلطة والمناصب المرتفعة، في حين أنّ الرجال يُقللون منها أو لا يلقون لها بالًا.
- تتوقع العديد من النساء أنّ توليهن لمناصب رفيعة المستوى، يتطلب منهنّ التنازل عن العديد من الأهداف في حياتهنّ، على عكس الرجال الذين يتوقعون بأنّها السبيل إلى تحقيق مبتغاهم.
المراجع
- ↑ "Equality between women and men", coe, Retrieved 22-5-2020. Edited.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5/219 ، صحيح.
- ↑ "Woman in Islam and her role in human development", applications, Retrieved 23-5-2020. Edited.
- ↑ "About workplace gender equality", wgea, Retrieved 23-5-2020. Edited.
- ↑ "Gender and Inequality in the Arab Region", globaldialogue, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ "6 Reasons For Gender Differences At The Top Of The Legal Profession", abovethelaw, Retrieved 4-6-2020. Edited.