ما معنى الثورة

الثورة

ترجع هذه الكلمة إلى فعل ثأر في اللغة العربية أي أظهر ردة فعل عنيفة من أجل تغيير شيٍ ما إلى الأفضل، أما تعريف الثورة الفلسفي، فقد اختلف الفلاسفة على وضع تعريفات الثورة أجمع عدد منهم على وصفها بأنها ردة فعل لفظية أو حركية يمارسها الإنسان البالغ من أجل إحداث تغيير في نظام حياته نتيجة تعرضه لأي نوع من أنواع الظلم الذي يسلب بدوره جزءًا من حقوقه سواء كانت حقوقًا فردية أم جماعية، وتعتمد الثورة على مجموعة من الناس يدعون بالثائرين الذين يضمون جميع فئات المجتمع وأغلبهم من المثقفين ورجال العلم والدين.[١]


مراحل الثورة

تتضمن الثورة أربع مراحل رئيسية ممثلة بالآتي:[٢]

  • المرحلة التحضيرية: يمكن تسميتها بالمرحلة الجنينية في هذه المرحلة يتعرض الناس إلى الظلم من قبل فئة معينة بالحكم الأمر الذي يؤدي إلى تصاعد مشاعر الكره وحاجتهم إلى التغيير هنا يبرز دور العديد من الحكومات في محاولاتهم المتعددة من أجل منع تطور حالة الشعب، فالدول الديمقراطية تسعى دائمًا إلى تلبية حاجة الشعب في هذه المرحلة للمحافظة على السلم، لكن الدول التي تعتمد على مبدأ القمع تكرس جهدها من خلال توجيه جميع الطرق الترهيبة من أجل إغلاق أفواه المواطنين.
  • مرحلة التصعيد: تنشأ من طبقة الشعب التي تعاني من الظلم والقهر في هذه المرحلة بالتظاهر والتجمع للوقوف في الساحات والميادين من أجل التعبيرعن مطالبهم بشكل علني وجماعي وتنشأ في هذه الساحات حركات جمهورية اتحادية وتنتخب المتظاهرين عادةً من يمثلها بهذه الحركات من أجل التواصل مع الحكومة والمؤسسات الإعلامية، وهنا يأتي الدور الرئيسي للحكومة إما بتصعيد الأزمات وإما بممارسة مطالبهم ووضع الحلول التي تناسب الطرفين.
  • مرحلة الأزمات: في هذه المرحلة تزداد وتيرة الاشتباك بين المتظاهرين والنظام الحاكم، وتبدأ أجهزة الدولة بالقمع والتنكيل بالمتظاهرين من أجل تفريقهم.
  • مرحلة الحسم: في هذه المرحلة إما أن يتراجع المتظاهرون نتيجة تعرضهم للقمع وإما أن يصمدوا ويحققوا مطالبهم ويبدأ نظام حكم جديد متجانس مع مطالبهم رافعًا عنهم الظلم، وفي هذه المرحلة تبدأ أجهزة الدولة والوزارات المختلفة بإستعادة نظامها وبناء خطط عمل وبرامج جديدة.


الفرق بين الثورة والانقلاب

على الرغم من ظن البعض أن الثورة والانقلاب يمثلان نفس المفهوم إلا أنه توجد العديد من الفروقات الجوهرية فيما بينهم، فالثورة تكون ضد فئة معينة نتيجة التعرض للظلم بعيدًا عن التفكير بتولي الحكم من قبل الثائرين وأهداف الثورة الرئيسية في جو ديموقراطي، واسترداد الحقوق المسلوبة ورفع الظلم عن المواطنين بعيدًا عن استخدام أي نوع من أنواع العنف ضد الطرف أو الفئة المقابلة، لكن مفهوم الانقلاب أساسه مجموعة من الأشخاص يريدون الإطاحة بالنظام السياسي الحاكم بهدف سلب الحكم إليهم دون إحداث أي تغيير بنظام البلد ومعيشتها ويستخدم الانقلابيون شتى أنواع العنف وأكثرها قوة دون الاعتماد على مبدأ السلام، وعادةً ما يكون الانقلاب ممثلًا بالفئة العسكرية للدولة من الضباط الكبار والجنود ووزراء الخارجية والدفاع معًا.[٣]


أنواع الثورة

تتقسم الثورة إلى عدة أنواع، فيما يأتي أبرزها:[٣]

  • الثورة البرجوازية: يرجع ظهور هذا المفهوم إلى القرن السادس عشر عند اندلاع ثورة المواطنين الألمانيين ضد نظام الحكم من أجل زيارة فرص تمليك المواطنين ورفع مستواهم الإقتصادي وتأثيرهم بالقوى الإنتاجية للدولة.
  • الثورة الاشتراكية: يرتبط مسمى هذه الثورة بالشعب الروسي الذي ثار ضد نظام الحكم الرأس مالي من أجل القضاء على الملكية الفردية وتحويل التبادل الاقتصادي إلى علاقة تشاركية بين الأفراد والحكومة عادلة دون وجود طبقات مسيطرة على موارد المجتمع.
  • الثورة الاجتماعية: تنشأ عن طريق مجموعة عشوائية من الأفراد في البداية من أجل تغيير الظروف المعيشية للأفضل التي تتعلق عادةً بإسقاط أشخاص من الحكم، وفي نهاية هذه الثورة تظهر الكثير من المنظمات والحركات التحررية والجماعات المناهضة للشعب.
  • الثورة السياسة: تتنج عن جميع فئات المجتمع ممثلة برجال السياسة تكون هذه الثورة بهدف استبدال نظام حكم مستبد متجبر قائم على الظلم والقهر والقمع بنظام حكم آخرأكثر عدلًا، وقد يستخدم المتظاهرون في هذه الحالة بعض أنواع الأسلحة إذا لم يقدم النظام الحاكم استقالته عن الحكم.


أشهر الثورات عبر التاريخ

ظهرت عبر التاريخ الكثير من الثورات أبرزها ممثلة بما يأتي:[٤]

  • الثورة الفرنسية: وتسمى أيضًا بالثورة العلمانية، نظرًا لارتباطها الوثيق بظهور نظام الحكم العلماني بدل نظام الحكم الديني الملكي المسيحي المستبد الإقطاعي في أوروبا الذي كان أساسه تقسيم فئات المجتمع إلى عدد من الطبقات طبقة العمال والفلاحين وطبقة الجنود وطبقة العائلة الحاكمة في القرن الرابع عشر، وكانت الطبقة الحاكمة تفعل بما تريد دون التفكير بطبقات المجتمع الأخرى لدى ثأر المجتمع الفرنسي، فغُيِّر النظام إلى نظام حكم علماني ديموقراطي يحقق العدالة لجميع الأفراد.
  • الثورة الأمريكية: نتجت عبر مجموعة من المواطنين الأمريكين للمطالبة باستقلال الولايات المتحدة عن حكم دولة بريطانيا التي كانت تحتلها في ذلك الوقت، وقد استمرت هذه الثورة 13 سنة، وفي نهايتها حصلت أمريكا على نظام حكم ذاتي.
  • الثورة التركية: قادت هذه الثورة جمعية الفتاة التركية ضد قرار دستوري أصدرته دولة الخلافة العثمانية في ذلك الوقت، مما أدى إلى استبدال السلطان حميد الثاني بأخيه محمد الخامس بعد عام من الثورة.
  • الثورة الصينية: نشأت ضد الحكم الرأس مالي في بدايات القرن العشرين، وتصاعدت أحداثها إلى حرب أهلية نازفة بين النظام والشعب الصيني وبعد 48 عام من الدموية أحرز المتظاهرين مطالبهم فاستبدلت الحكومة الرأس مالية بحكومة صينية اشتراكية شعبية.


المراجع

  1. "ماهو تعريف الثورة ؟"، المرسال، 26-10-2016، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2019.
  2. "دورة حياة الثورات: 4 مراحل تمر بها الثورات الشعبية"، ساسة بوست، 26-9-2015، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2019.
  3. ^ أ ب "قراءات نظرية: الثورات السياسية ـ المفهوم والأبعاد"، المعهد المصري للدراسات، 17-4-2016، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2019.
  4. "أكثر 10 ثورات تاثيرًا في العالم"، ساسة بوست، 18-5-2014، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2019.

فيديو ذو صلة :