محتويات
أرسطو
يُعدّ أرسطو فيلسوفًا وعالمًا يونانيًا قديمًا، ولد عام 322 وتوفي عام 384 قبل الميلاد، ويعد من أعظم المفكرين في السياسة وعلم النفس والأخلاق، التحق بمدرسة أفلاطون وهو يبلغ من العمر 17 عامًا، ثم بدأ بتدريس الإسكندر الأكبر في عام 338 قبل الميلاد، وبحلول عام 335 قبل الميلاد أسس أرسطو مدرسته الخاصة في أثينا، إذ أمضى معظم حياته في الدراسة والتدريس والكتابة، إذ أن أعماله كانت تتمحور عن السياسة، والميتافيزيقيا، والشعر، والتحليلات، وكتَب أرسطو ما يقارب 200 عمل معظمها كانت على شكل مذكرات ومسودات مخطوطة تمسّ المنطق والبلاغة والسياسة والأخلاق والعلوم وعلم النفس، تتألف هذه الأعمال من حوارات وسجلات وملاحظات عملية وأعمال منهجية، وبحسب ما تداول عن كيفية تناقل أعمال أرسطو، فقد اعتنى ثيوفراستوس طالب أرسطو على جمع وكتابة أعماله وتمريرها إلى طالبه نيلوس، الّذي بدوره خزّن هذه الكتابات في قبو تحت الأرض لحمايتها من الرطوبة حتى ينقلها إلى روما، واستخدمها العلماء فيما بعد، ومن بين جميع أعمال أرسطو يوجد 31 عملًا يتداول الآن فقط.[١]
فلسفة أرسطو
اعتَبر أرسطو علم النفس جزءًا من الفلسفة الطبيعية، كما كتب الكثير عن "فلسفة العقل" الّتي تَبرز بكثرة في كتاباته الأخلاقية وأطروحته المنهجية عن طبيعة الروح، إضافةً إلى عدد من الدراسات الثانوية حول موضوعات الإدراك الحسّي والذاكر والأحلام والنوم، كما ركّز على الروح، إذ عرّفها أنها جوهر العلاقة مع التركيب العضوي لدى الإنسان، ليس في البشر فحسب، بل في جميع الكائنات الموجودة على سطح الأرض كالنباتات والحيوانات والوحوش أيضًا، إذ تحتوي هذه المخلوقات على مبادئ جوهرية للحياة.[٢]
يقول أرسطو أنّ الروح هي حقيقة الجسم الّذي يمتلك الحياة، إذ يعني بالحياة أنها القدرة على الاكتفاء الذاتي والنمو والتكاثر، إذ اعتَبر الإنسان مادة حيّة مركّبة من المادة والشكل، وأنّ الروح هي شكل الجسم الطبيعي أو الجسم العضوي، والجسم العضوي هو الجسم الّذي له أعضاء تقوم بوظائف محددة، وصنّف أرسطو الكائنات الحية في تسلسل هرمي، إذ أن النباتات لها روح نباتية وغذائية تتكون من قوى النمو والتكاثر والتغذية، بجانب الحيوانات الّتي تتمع بقدرات الإدراك والتحرّك والروح الحسّاسة، إذ أن الحيوانات الّتي لها إحساس يكون لديها رغبات، أمّا بالنسبة للبشر فهم يمتلكون قوة العقل والفكر والّتي أطلق عليها الروح العقلانية، والجدير بالذكر أن فلسفة أرسطو تلك أثرت على الفلسفات اللاحقة، كما أثرت على العلم لما يقرب من 2000 عام بسبب الطريقة الّتي عرّف وشرح بها الروح.[٢]
عرّف أرسطو الروح بأنها المحور الرئيسي للوجود، إذ أن الجسم والروح ليسا مختلفين عن بعضهما البعض، لكن الروح تتميز لعملياتها وتختلف قوة نموها عن قوة النمو الجسم المادي؛ لأن النمو والشعور هما نشاطان مختلفان، ويختلف حسّ النظر عن الإحساس بالسمع؛ ليس لأن العيون تختلف عن الأذنين، بل لأن الألوان تختلف عن الأصوات، وصنّف أرسطو الحواس إلى نوعين وهما: الأشياء المناسبة لحواس معينة كالألوان والصوت والرائحة والتذوّق، وأشياء يمكن إدراكها بأكثر من إحساس واحد كالحركة والشكل والحجم، إذ يمكن للإنسان أن يشعر بالحركة عن طريق مشاهدة الشيء المتحرك أو الشعور به، وعرّف الحركة بأنها حاسة شائعة على الرغم من عدم وجود جهاز خاص لاكتشاف الأحاسيس الشائعة، فعلى سبيل المثال عندما يواجه الإنسان حصانًا يجري فإنه سيشعر به ويشتمّه ويراه، إذ أن هذه الحركة هي الّتي توحد الأحاسيس وتصوّرها في كائن واحد، على الرغم من معرفة أرسطو المسبقة أن إدراك هذا الحصان هي وظيفة العقل وليست الأحساسيس.[٢]
إنجازات أرسطو
لُقّب أرسطو بأب الفلسفة الغربية، واعتبر من أعظم المفكرين في التاريخ، إذ ساهم في مجالات مختلفة بما في ذلك العلوم الفيزيائية، وعلم الفلك، وعلم التشريح، وعلم الأجنّة، والجيولوجيا، والجغرافيا، وعلم الأرصاد الجوية، وعلم الحيوان والفيزياء، إضافةً إلى مجال الفلسفة، كما كتب أرسطو عن الأخلاق، والحكومة، والسياسة، والميتافيزيقيا، والإقتصاد، والبلاغة، وعلم النفس واللاهوت، والجدير بالذكر أن أرسطو درس الفنون الجميلة الأمر الّذي ساعده في تقديم مساهمات هامة بالأدب، والشعر، والدراما، وعلم الخطابة، وغيرها من المجالات، وتعد أعمال أرسطو من أكثر الأعمال تأثيرًا في العالم، ومن إنجازاته أيضًا:[٣]
- المنطق: يعد أرسطو أول من أجرى دراسة رسمية للمنطق، إذ تُجمع الأعمال المنطقية لأرسطو في ستة نصوص تعرف باسم الأورجانون، يقدّم فيها عشر كلمات يجب على المرء أن يستفسر لاكتساب المعرفة حول موضوع ما، وهذه الكلمات هي: المادة، والكمية، والجودة، والعلاقة، والمكان، والوقت ، والحالة، والعمل، والموقف، والشغف، كما استخدم الرياضيات والعلوم في مجال المنطق.
- علم الأحياء: يعد أرسطو أول من درس علم الأحياء بانتظام، ومن هنا يمكن اعتباره أول عالم أحياء في الغرب، إذ جمع البيانات بطريقة منهجية، كما اكتشف الأنماط واستدلّ على التفسيرات المحتملة، جمع حوالي 500 نوع من الطيور والأسماك والثديات، إضافةً إلى وصفه التشريح الداخلي لأكثر من 100 حيوان، وهو أول عالم صنف الحيوانات بناءً على أماكن عيشها مثل الأرض والمياه والجو.
- علم النفس: ركّز أرسطو في دراسته لعلم النفس على الجانب الروحي، إذ تَرجم مصطلح الروح كقوة حياة، واعتبر أن للحيوانات والنباتات أرواح كالبشر، إذ أن النباتات لها روح نباتية تقوم بالتكاثر والتغذية، وأن الحيوانات تتمتّع بروح حسّاسة تجمع ما بين الإدراك والحركة، إضافةً إلى البشر الّذين يمتلكون روحًا عقلانية تشمل قوى العقل والفكر.
المراجع
- ↑ "Aristotle Biography", biography, Retrieved 27-7-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Aristotle", britannica, Retrieved 27-7-2019. Edited.
- ↑ "ARISTOTLE | 10 MAJOR CONTRIBUTIONS AND ACCOMPLISHMENTS", learnodo-newtonic, Retrieved 27-7-2019. Edited.