بحث عن دولة المماليك

دولة المماليك

المماليك هم مجموعة من الأشخاص الذين قدموا إلى الدولة الأيوبية بعد انهزام أقوامهم بالحروب التي دارت بينهم وبين المسلمين مثل: الروم والشراكسة والقادمين من الدول الأوروبية، أشرف المسلمون على تربية الصغار منهم منذ نعومة أظافرهم على أسسس الدين الإسلامي وتعليماته الرئيسية، وأتقنوا اللغة العربية وتحدثوا بها بطلاقة، واتخذت الدولة الأيوبية عددًا منهم من أجل الخدمة بالجيش واتجهوا لتدريبهم داخل معكسرات خاصة بهم تحت إشراف ضباط المسلمين، وعبر التاريخ احتلوا المراكز الأولى للقتال، ودربوا عددًا آخر من أجل خدمة السلاطين والأمراء، وجزء منهم تزوجوا من المسلمون، وأنجبوا منهم الأولاد والبنات، و نقموا على الحكام بسبب استبدادهم له واستغلالهم بطريقة مباشرة.[١]

عند هزيمة الدولة الايوبية أمام الصلبيين بالحملة السابعة عليها في الخامس من أيار عام 1250م، أخذ المماليك الحكم من الأيوبيين وعلى أثرها وبالتشاور فيما بينهم وضعوا شجرة الدر خليفةً لهم، كانت هذه من أبرز الحوادث في التاريخ الإسلام التي أخذت بها المرأة هذا المنصب وبايعوها، ولم تستمر شجرة الدر على عرش الحكم مدة طويلة بسبب رفض الكثير من القادة المشي تحت أوامرها وإشرافهم عليها.[١]


أبزر خلفاء دولة المماليك

استمر حكم الدولة المملوكية لأكثر من 250 عامًا، تولى عدد من السلاطين والأمراء زمام أمور الدولة، أبرز خلفائهم:[١]

  • شجرة الدر: هي عصمت الدين وهي إمرأة أرمنية، ترجع أصول عائلتها إلى بلاد الأناضول، بدأت قصتها بالدخول إلى الطبقة الحاكمة عند شرائها من قبل السلطان مالك نجم الدين الأيوبي من أحد أسواق الرق واتخذها خادمة خاصة له، وبعد عام من الخدمة لها عتق رقبتها من الخدمة وتزوجها على الطريقة الإسلامية، وفي أواخر حكم الدولة الأيوبية تولى زوجها الحكم فأصابه المرض ولم يستطيع إكمال المعارك التي اتجهت لمحاربة القلة الباقية من الصليبين في الدولة الإسلامية، وما كان منها إلا أن استلمت إدارة الدولة، وخصيصًا إدارة الجيوش الحربية، فانتصروا بفضل توجيهاتها وقضت على الصليبيين كليًا، عند تأسيس الدولة المملوكية بايعها المماليك كخليفة عليهم، لكن رفض أهل مصر ذلك بسبب الحياة الاجتماعية التي تعد إدارة المرأة للرجال إهانة بالإضافة إلى الأسس الإسلامية التي تعارض تواجد المرأة في الصفوف القيادية للدولة، فعند ثورة الشعب ضدها اتجهت إلى الزواج من عز الدين أيبك من أجل أن تدعم نفسها برجل قوي، يقف إلى جانبها لكنه سرعان ما طمع بالحكم واتخاذ الولاية، وما إن لاحظت ذلك حتى أمرت جيوشها بقتله داخل قصرها الخاص، وعندما انتشر الخبر بين الناس ثاروا عليها وزجوا بها بالسجن، فذهبت إليها زوجة عز الدين الأولى وأمرت جارياتها بقتلها وتوفت.[٢]
  • الأشرف قايتباي: تولى عرش الدولة المملوكية مدة 24 عامًا استطاع من خلالها إعمار وتشييد أكثر من خمسين مسجدًا ومدرسة وزاوية مستشتفى موزعة بين أرجاء الدولة أبزرها: إعمار قبة الصخرة من الداخل وإعادة زخرفتها، وتشييد المدرسة الأشرفية في محيط المسجد الأقصى وتزيينها بأجمل الزخارف، وقلعة قايتباي مصممة بجدران عالية وسميكة وبمداخل مقوسة وبمنارات عالية محيطة به، شيدها من أجل حماية نفسه وأسرته والدفاع عن نفسه من ارتفاعها العالي، إذا تعرض للهجوم من الدول العثمانية من البحر الأبيض المتوسط بعد تاريخها الطويل أصيب السلطان بمرض أدى إلى وفاته خلال بضعة أيام.[٣]
  • الظاهر بيبرس: عندما تولى الحكم كان القائد المسؤول عن منطقة فلسطين اتجه لغزو الصلبيبن والمغول، الذين احتلوها واستطاع هزيمتهم في معركة عين جالوت، مما أدى إلى سقوط فلسطين تحت حكم المماليك، وبعد فتحها شرع على إعمار ما هدمه المغول من أجزاء المسجد لأقصى وقبة الصخرة، وسعى لزخرفتها من الداخل بأجمل المنقوشات، وخصص لها ميزانية من أجل الاهتمام بشؤونها وإدارتها، شجع الظاهر بيبرس أثناء حكمه العلماء والفقهاء فبرز الكثير من الأئمة في عصره أبرزهم: موسى ابن غانم الأنصاري وشيدت في عصره العديد من المدارس والمكاتب الضخمة.[٤]
  • الناصر محمد ابن قلاوون: تولى الحكم بعد الانقلاب على ولاية أخيه أشرف، وظل على العرش مدة 44 عامًا، ازدهرت في عصره الدولة المملوكية من خلال إقدامه على نصرة المظلومين، وتعيين الأفراد المختصين في متابعة سير الدوائر الرسمية، من أجل منع الفساد بها، وضمان أخذ جميع المواطنين حقهم بطريقة متساوية، كما واهتم في شق الطرق وبناء المباني العامة والحدائق الجذابة، وعند وفاته تأثر المواطنون بطريقة كبيرة ونظموا له جنازة شارك بها الملايين منهم.[٥]
  • السطان طومان باي: آخر سلطان مملوكي تولى قيادة الدولة منذ بداية حكمه نظم الجيش وجهزه للغزوات والحروب، وأمر بصناعة عدد كبير من الأسلحة لمواجهة العدو الخارجي، وإكمال فتوحات الدولة المملوكية التي اقتصرت حدودها في نهايتها على دولة مصر فقط، اشتدت المعارك بينه وبين العثمانيين حتى واجههم مع الجنود في منطقة غزة الفلسطينية، وبسبب خيانة القادة العسكريين الذين تآمروا مع العثمانيين ضد المماليك انهزم المماليك في المعركة وحكم عليه العثمانيون بالإعدام شنقًا وتعليق رأسه بالزويلة وهذه كانت النهاية المؤلمة للدولة المملوكية.[٦]


أسباب سقوط الدولة المملوكية

تتمثل أسباب سقوط الدولة المملوكية ب:

  • خيانة القادة: تعرضت الدولة الأموية لخيانة السلاطين والأمراء والقادرة الجيوش، التي تمثلت في تآمرهم مع الدولة العثمانية ضد المماليك.[٧]
  • تردي الوضع الاقتصادي: بسبب اعتماد المماليك على التجارة بالدرجة الأولى وشق طريق الرجاء الصالح التي أدت إلى ضعف الطرق التجارية ين أرجاء بلادهم، وحاجتهم لخوض رحلة كبيرة من أجل التجارة أضعفت وضعهم الاقتصادي.[٧]
  • فرض الضرائب: سن المماليك عددًا كبيرًا من الضرائب برسوم مرتفعة على المواطنين، مما أثار في أنفسهم الرغبة بإسقاط الدولة.[٧]
  • التمييز العرقي: تنوعت ثقافات الناس بين صفوف المماليك، ونقمت الجماعات على بعضها مما أدى إلى انتشار الفوضى بين المواطنين.[٧]
  • الصراع على السلطة: انشغل الحكام والطبقة الملكية بالصراع على السلطة وأهملوا أمور المسلمين مما أدى إلى انتشار الظلم.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "قيام دولة المماليك في مصر والشام (في ذكرى وفاة أيبك: 24 من ربيع الأول 655هـ)"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.
  2. "شجر الدر .. جارية قادت دولة وأدارت حرباً وحققت نصراً"، تسعة، 25-3-2016، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.
  3. "أشهر عمائر السلطان الأشرف قايتباي"، قصة الإسلام، 18-6-2017، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.
  4. "أهم أعمال الظاهر بيبرس في القدس"، ميدان الجزيرة، 12-9-2016، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.
  5. "الملك الناصر محمد بن قلاوون"، قصة الإسلام، 28-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 18-4-2019. بتصرّف.
  6. "قصة السلطان طومان باي وتعليق رأسه على باب زويلة"، المرسال، 27-6-2018، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت ث ج "أسباب سقوط دولة المماليك"، المرسال، 13-7-2017، اطّلع عليه بتاريخ 18-4-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :