تفسير الأحلام
يرى النائم أثناء نومه العديد من الأحلام الغريبة والعجيبة، بعضها قد يكون متصلاً مع الواقع والحياة الروتينية وبعضها الآخر قد يبدو غريبًا ويشغل البال لفترة طويلة، وعلى الإنسان أن يتبعَ الوجهات الصائبة لتفسير أحلامه بدل اللجوء إلى الدجالين والسحرة والذين يدعون معرفة التفسير.
عُرف الأنبياء والرسل بمقدرتهم على تفسير الأحلام، وهي هبة ربانيّة من الله عز وجل ويحتوي القرآن الكريم على بعض الأمثلة عن ذلك كما هو يوسف عليه الصلاة والسلام إذ فسر أحلام الغلمان في السّجن وكانت تلك الوسيلة التي مكنته من الخروج لاحقًا عندما فسّر حلم ملك مصر، وقد درس عدد من العلماء والفقهاء كيفّية تفسير الأحلام ورأوا أنّها تتعلق بالعديد من العوامل الأخرى كحياة الإنسان الشخصية وما يشغل باله، وبعض الدلالات والإشارات التي وردت في القرآن الكريم وأحاديث الرّسول صلى الله عليه وسلم، ومن كبار مفسري الأحلام المعروفين كمحمد ابن سيرين الذي له كتاب خاص بذلك العلم، والعلامة القادري والنابلسي ابن شاهين وغيرهم.
تفسير الفار في المنام
من الأحلام التي قد يراها النائم في نومه رؤية حيوان الفار، ويوجدُ العديد من التفاسير لذلك الحلم، والتي سنوضحها كلٌ على حدة فيما يلي:
- إذا رأى النائم فأرًا صغيرَ الحجم فذلك يدلُّ على إشارة سيئة كأن يكون صديق سوء يتربص بالشّخص، أو أنّ الشّخص مقبل على أمر غير محمود العاقبة، أو أنّه مقبل على مواجهة معصية أو شهوات وعليه أن يتحلى بالقوة والإيمان ليتخطى تلك الفترة.
- إذا رأى الشخص فأرًا أسود اللون أو مائلاً إلى الرمادي فتلك إشارة إلى أن مكيدة تُنصب حوله وعليه أخذ الحيطة والحذر اللازمان للتنبه لما يحدث، وقد تكون تلك المكيدة في العمل أو الدّراسة أو على الصّعيد الاجتماعي.
- إذا رأى النائم فأرًا أبيض اللون فتلك إشارة إلى أن الشخص سيعاني من نقص في المال عما قريب، وقد يعني ذلك خصومات في أجره الشهري، أو أمر طارىء يستحق منه الدفع وإخلال الميزانية، وقد فسر البعض الآخر الفأر الأبيض على أنّه طول العمر.
- إذا رأى النائم في حلمه فأرًا أصفر اللون فتلك دلالة على الإصابة بمرض خطير وشديد، وقد لا تتعلق الرؤية بالنائم وحسب فقد تعني أن أحد أهله أو أصدقائه هو من سيصاب بذلك المرض.
- إذا رأى النائم فأرًا نائمًا على مقربة منه أو على سريره فتلك إشارة للاطمئنان والسكينة القلبية؛ لأنّ العلماء فسروا الفأر في تلك الحالة بعقل الإنسان وقلبه.
- إذا رأى النائم أنّه يقتل فأرًا فتلك دلالة على كثرة الأعداء والخصوم الموجودين في حياة الشخص، أو على كثرة المصاعب والأهوال التي سيكون مقبلاً عليها.
- إذا رأى النائم كأن فأرًا في بيته فذلك دليل على الشر وعدم الخير، واستنبط العلماء ذلك لكون الفئران تُحدِث بالبيوت الخراب والدمار، أما إذا رأى النائم الفئران وهي تلعب وتمرح في البيت فتلك دلالة خير لأنّ اللعب لا يكون إلا بعد الشبع والراحة.
- إذا رأى النائم فأرًا كبير الحجم فذلك يعني أنه ظَلَمَ شخصًا ما وأنه يفكر بذلك الظلم وضميره يأنبه، وتلك إشارة خير محمودة تدل على صدق النية وصفاء القلب، وعلى الشخص المسارعة برد المظالم إلى أهلها والاعتذار والتوبة النصوح.
أنواع الأحلام
تختلف روايات الأحلام في تماسكها ومنطقية أحداثها، ولهذا لم يقتصر الاهتمام بها على طلبة العلوم الدينيّة والشيوخ وإنما اهتمّ بها علماء النّفس وكرّسوا وقتهم لإجراء العديد من الأبحاث الطّبية ودراسة الإشارات العصبية التي يرسلها الدّماغ وغيرها، وعلى الرّغم من الحصول على بعض المعلومات عن ذلك إلا أنّ ما يجول في عقل الإنسان أثناء النوم لا يزال مبهمًا، إلا أنّ الأمر الموثوق هو أنّ الأحلام تنقسم إلى ثلاثة أقسام أساسية، هي:
- الرؤيا ولا تكون إلا أمرًا حقًا ولا كذب فيها بتاتًا، كما أنّها خيرٌ على الدوام ومن المستحيل أن تعود على صاحبها بالشّر، ويجب أن يحمد الإنسان الله عز وجل عليها، ومن الأمثلة عليها أن يرى النائم الرسول صلى الله عليه وسلم.
- الشيطان وهي أحلام مؤلمةٌ وتسبب الإزعاج والاضطراب للنائم على الدّوام بحيث يستيقظ من نومه مفزوعًا وخائفًا، وما هي إلا وسوسات الشيطان للإنسان، وينبغي التّعوذ بالله منها وعدم إخبار أحد بها عند الاستيقاظ لكي لا تقع.
- أضغاث الأحلام وهي مجرد رغبات أو مخاوف مكبوتة ويفكر فيها الإنسان باستمرار فتنعكس على أحلامه، وقد تكون غير مفهومة أو مترابطة الأحداث، ولا معنى لها ولا تشكل أي خطر أو تهديد.