أهم مؤلفات سقراط

نبذة عن الفيلسوف سقراط

سقراط الفليسوف اليوناني ولد في العام 470 ق.م بأثينا اليونانية، وما وصل عن بعض جوانب حياته الشخصية والعلمية كانت من خلال تلاميذه كأفلاطون وزينوفون، والتي لخصتها حوارات أفلاطون وزينوفون وبعض مسرحيات أريستوفان، وبالرغم من تحدثها عن حياة سقراط، إلا أنها لم تعطِ الصورة الكاملة عنها، وذلك كونها تهدف إلى أمور أخرى، إذ ركزت على الجانب الفلسفي في حياته أكثر منه الجانب الشخصي، وما وصل عنه في بعض الجوانب الشخصية في حياته أنه كان ابنًا لنحات صخور يصنع التماثيل، وأمه كانت قابلة، وبالتالي فهذا الفليسوف الأشهر على مستوى التاريخ البشري لم ينحدر من عائلة نبيلة، فالاعتقاد الأرجح أنه عمل نحاتًا كمهنة والده لعدة سنوات قبل دخوله في عالم الفلسفة التي كرس حياته لها فيما بعد، كما أن من عاصروه من الفلاسفة اختلفوا في الطريقة التي كان يقتات منها هذا الفيلسوف، إذ أشار زينوفون وأريستوفان إلى أنه كان يحصل على الأموال مقابل التدريس، ولكن أفلاطون نفى ذلك عنه تمامًا، واخيرًا وضع هذا الفليسوف اليوناني في طريقته المعروفة "بالطريقة السقراطية" الأسس الغربية للمنطق والفلسفة [١].


مؤلفات الفليسوف سقراط

الحياة التي عاشها هذا الفليسوف بما فيها من آراء وصفات والطريقة الشجاعة التي مات فيها جعلت منه شخصية مميزة في التاريخ، وهو من الفلاسفة الذين أفنوا حياتهم في البحث عن الخير والحقيقة، ومن الراجح أن سقراط لم يترك أي مؤلفات، وما نُقل عنه سواءً من أفكار فلسفية وتعاليم ومقولات او حتى عن حياته الشخصية كان حصرًا من خلال تلاميذه "زينوفون" المؤرخ المعروف، وأفلاطون الفليسوف، بالاضافة لبعض الكتابات التي تناولها كل من أريسطوفانيس وأرسطو، وما ورد عنه أنه كان بسيطًا في ملبسه ومعيشته، وقد تزوج من "زانْثِب" التي أنجبت له طفلين، وما عُرف عنه أنه كان يبث علمه للناس في الأماكن العامة، كالأسواق والشوارع والملاعب، وله أسلوبه التدريسي المعروف بطرح الأسئلة للمتلقين ويبين لهم بعد ذلك عدم كفاية ما قدموه من إجابات، وفي هذا الجانب اُتهم بإفساد الشباب والإساءة للتقاليد والدين، فقدم للمحاكمة بهذه التهمة، فقد كان كلامه لاذعًا على الحكام، ويصفهم بأنهم لا يعرفون أصول الحكم، فمن وجهة نظره أن الحكام هم الرجال الذي يعرفون كيفية الحكم، وليس من انتُخبوا، وكانت النتيجة هي حكمه بالإعدام [٢].


مقولات ومواقف سقراط

نُقل عن الفليسوف سقراط العديد من الأفكار والأساليب التدريسية والمواقف العديدة، وملخصها أنه كان شخصية فريدة من نوعها وشجاعة، وفيما يأتي أهمها على سبيل المثال لا الحصر[٣] :

  • الأسلوب السقراطي: إذ كان يسعى سقراط في أسلوب التدريس من خلال الاستقصاء الذاتي، فكان لا يعطي أي إجابات، وأسئلته مجردة ليجبر طلابه من التفكير الذاتي ويشككهم في أي معتقد يحملونه، فمقولته الشهيرة "أنا لا أعرف شيئًا" هي الأساس في أسلوبه السقراطي، فهو مقتنع دائمًا بأنه محدود المعرفة.
  • موقفه من الطغاة: نقل أفلاطون بأنه ثمة ثلاثين طاغيًا سعوا للنيل منه وإعدامه، وذلك في حادثة لإعدام وُصف بغير العادل "لليون السالاميسي" المعروف بمعارضته للطغاة، وكاد أن يعدم معه سقراط، والذي منع إعدامه هو الإطاحة بهؤلاء الطغاة.
  • موقفه ومقولته في حالة الاضطراب السياسي: في فترة من حياة سقراط شهدت أثينا العديد من المشاكل السياسية، لاسيما بعد تعرضها للحرب المسماة "البيلوبونيسية"، فقال مقولته الشهيرة "أنا لست أثينيًا ولا يونانيًا، بل أنا مواطن من العالم"، مما أدى للتساؤلات والانتقادات المستمرة له وزاد من أعدائه السياسيين، وقد فسرها البعض بأنه كان بآرائه هذه يصرح برفضة للديمقراطية في أثينا.
  • موقفه من رجال الدين: كشف سقراط بحسب ما نُقل عنه من تلاميذه زيف الوهم الذي يبثه رجال الدين، واعتقد أن الإله الحقيقي هو في الضمير وظاهرًا في السلوك وليس في الطقوس، وبالتالي شجع سقراط على العقل وليس على الجهل أو الخرافة، وهو ما يقوم به رجال الدين بحسب وصفه، فهاجمهم وسفه من أفكارهم، فكان سقراط يركز على فئة الشباب، وحفزهم على التفكير بدلًا من التلقي.


السخريّة السقراطيّة

للفليسوف سقراط أسلوب ساخر وتهكمي فلسفي ليدفع الآخرين لمراجعة معتقداتهم التي آمنوا بها دون أدلة، وبالتالي يشكك في يقينهم حول معارفهم التي تحولت لحقائق يقينية، ومما يعزز أسلوبه بأن جماعة "السفسطائيّين" الذين زعموا المعرفة والحكمة المطلقة، فسقراط يدعي بأنهم لا يعرفون أنهم لا يعرفون، ويعترف بعدم معرفته، ويسعى بزيادة معرفته، فكان سقراط يمارس هذا النهج في أثناء تجواله في الأسواق ويستخدم هذا الأسلوب المسمى "بالتوليدي" أي إجبار محاوريه على الاعتراف بمحدودية معرفتهم [٤].


حادثة وفاة سقراط

نقل المؤرخون بأن موت سقراط كان في سبيل بث الوعي والعقلانية لدى الشباب، الأمر الذي اعتبره النظام الحاكم بالإفساد والتخريب، فحُكم علية بالإعدام، ويشبه العديد من المفكرين في عصرنا الحالي بدفع الكثير ثمن حياتهم مقابل أفكار مثيرة وتحكيم العقل والابتعاد عن الجهل، وفي آخر لحظات حياته تقدم إليه الحارس عندما كان مسجونًا، فمد إليه زجاجة من سم "الشواكران" وقال له: إليك سيدي أنت تعلم ما يجب عليك فعله، فبكى الحارس وقال : لم أعرف في هذا المكان رجل أنبل منك، فرد عليه سقراط قائلًا : وأنا أتمنى لك حظًا سعيدًا، ثم أخذ سقراط السم ومات على الفور. [٥].


المراجع

  1. "من هو سقراط - Socrates؟"، arageek، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2019. بتصرّف.
  2. "سقراط"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2019. بتصرّف.
  3. "رَفَض الهرب وشرب السمّ بهدوء، أعدموه بتهمة «إفساد الشباب» ولكنه أصبح أبا الفلسفة الغربية.. ما لا تعرفه عن سقراط"، arabicpost، 15-2-2017، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2019. بتصرّف.
  4. "سقراط"، roayapedia، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2019. بتصرّف.
  5. "موت سقراط …. ومحنة الوعي"، kalemeh، 19-3-2019، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :