كم تبعد أبيار علي عن المدينة

المدينة المنورة

تُلقب المدينة المنورة اليوم بطيبة الطيبة وهي ثاني أقدس مكان عند المسلمين بعد مكة المكرمة، فالمدينة المنورة تقع في المنطقة الغربية للملكة العربية السعودية، والمسافة بينهما وبين مكة المكرمة في حدود الـ 400 كم، إذ تقع في المنطقة الشمالية الشرقية من مكة المكرمة، وهي لا تقع على ساحل البحر الأحمر مباشرةً وإنما تبعد عنه حوالي الـ 150 كم، ويعد ميناء ينبع أقرب الموانئ السعودية على البحر الأحمر منها ويبعد عنها بحدود 220 كم، أما مساحة المدينة المنورة فتبلغ حوالي 589 كم²، ومساحة المنطقة العمرانية منها لا تتجاوز الـ 99 كم²، وتاريخيًا عُرفت المدينة باسم " يثرب"، وقد ذُكرت في القرآن الكريم بهذا المسمى، يقول الله تعالى : وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا [الأحزاب:13]، ومما رفع من مكانتها عند المسلمين كثاني أقدس مكان عند المسلمين هو وجود المسجد الذي بناه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو المكان الذي دُفن فيه، وفيه أيضًا دُفن أصحابه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب.[١]

وبالإضافة لعدد سكانها البالغ حوالي الـ 1.3 مليون نسمة يأتي إليها الزوار من شتى بقاع الأرض، لاسيما في مواسم الحج والعمرة، فلا يمكن لمن يأتي لمكة المكرمة بقصد أداء العمرة أو الحج أن لا يمر على المدينة المنورة، وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، والمسجد المقام عليه الذي تُشد إليه الرحال بالإضافة للمسجد الحرام في مكة، والمسجد الأقصى في القدس، إذ يقع هذا المسجد في وسط المدينة المنورة، ومن المعروف أنه أُقيم في المكان الذي بركت فيه ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وصوله للمدينة مهاجرًا من مكة المكرمة، وأخيرًا تضم المدينة مسجد قباء، وهو أول مسجد بُني في الإسلام، ومسجد القبلتين، ومقبرة البقيع التي تضم قبور أهل المدينة، وحوالي عشرة آلآف من الصحابة، وتضم المدينة أيضًا جبل أحد الذي جرت فيه معركة أحد. [١].


المسافة بين أبيار علي والمدينة المنورة

يبعد ميقات أبيار علي عن المسجد النبوي في المدينة المنورة حوالي الـ 14 كم فقط، أما اليوم ومع التوسع الذي حصل في المدينة المنورة فهو لا يبعد سوى 1.5 كم، وبالتالي فهو يبعد عن مكمة المكرمة حوالي 430 كم، وهو المكان الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه للحج متجهًا من المدينة لمكة المكرمة؛ أي إنه بداية الطريق من المدينة لمكة المكرمة، أما مسجده المُسمى بمسجد الميقات فالأرجح أنه بُني في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز عام 87هـ، وجُدد في العصر العباسي فترة عهد السلطان محمد الرابع، كما جدده العثمانيون عام 1099 هـ [٢].


سبب تسمية آبيار علي

يرحج الكثير من علماء التاريخ الإسلامي أن المنطقة سُميت حديثًا بأبيار علي نسبةً إلى سلطان دارفور "علي بن دينار"، بالرغم من أن البعض أشار إلى أن سبب التسمية تعود لسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فالسلطان علي بن دينار عند زيارته للمدينة حفر الآبار بعد أن وجد حال المنطقة لا يليق بهذا المكان، فزادت سبل راحة المسافرين في هذه المنطقة، إذ إن الرواية تقول بأن هذا السلطان أتى للمقيات في العام 1315هـ /1898م، فحفر الآبار وجدد المسجد، فالمنطقة تضم الآبار والمسجد الذي يتميز باللون الأبيض الناصع، وبمئذنة حلزونية بيضاء أيضًا، ومن الجدير ذكره وجود مكان آخر هو ميقات أهل مكة وهو مسجد التنعيم أو مسجد السيدة عائشة، وهو المكان الذي أحرمت منه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أما علي بن دينار فهو سلطان منطقة دارفور الواقعة في السودان، إذ كان هذا الإقليم من العام 1898م وحتى العام 1917م عبارة عن سلطنة سلطانها علي بن دينار، وقد كان كريمًا لدرجة أنه أقام في عاصمة دارفور "الفاشر" مصنعًا لصناعة كسوة الكعبة بعد تأخر مصر عن إرسالها، إذ استمر في صناعتها لمدة عشرين عامًا، ودارفور هو إقليم من السودان مساحته تساوي مساحة فرنسا ويبلغ عدد سكانه ستة ملايين نسمة تقريبًا، و99% من سكانه من المسلمين، ومن الجدير ذكره أن دارفور فيها أعلى نسبة مسلمين في العالم يحفظون كتاب الله عن ظهر قلب، الأمر الذي جعل الكثير من المسلمين يلقبونها بدفتي المصحف [٣].


المراجع

  1. ^ أ ب "المدينة المنورة"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 10-8-2019. بتصرّف.
  2. عوض السحيمي (5-4-2014)، "“أبيار علي”.. حي الميقات والعبرات"، al-madina، اطّلع عليه بتاريخ 25-9-2019. بتصرّف.
  3. "أبيار علي"، alittihad، 7-12-2016، اطّلع عليه بتاريخ 25-9-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :