مظاهر عدل الله

مظاهر عدل الله
مظاهر عدل الله

العدل

العدلُ من الأخلاق الإسلاميّة الرّفيعة، فهو وضع الأمور في مكانها الصّحيح، وبأوقاتها من غير تقديم ولا تأخير، ومن غير زيادةٍ أو نقصان، وهو أيضًا بذل الحقوق وإعطائها لأصحابها من غير ظلم، كما أنَّهُ أيضًا إعطاء الحقوق لمستحقيها بالعدل والإنصاف، فالعدل اسم من أسماء الله فقد وصَف وسمَّى سبحانه وتعالى به نفسه.


مظاهر عدل الله

يوجدُ عدّةُ مظاهرَ للعدل الإلهي، منها:

  • لا يعذب أحدًا إلّا بذنب .
  • لا يكلّف أحدًا فوق طاقته، وقد وُرِدَ في القرآن الكريم الكثير من الآيات الدّالة على ذلك.
  • لا يعذب أحدًا ولا يحاسبه إلّا بعد إقامة الحجة عليه.
  • العدل التكويني، وذلك بإعطاء كلَّ مخلوق ما يليق به.
  • العدل التّشريعي، ويظهر من خلال إرسال الله للأنبياء والرّسل، وتشريع الأنظمة الإسلاميّة والقوانين .
  • العدل الجزائي، فالنّاس سواءٌ أمام الحساب، وكلٌّ بحسب عمله، بغض النّظر عن دينه أو لونه أو عرقه.
  • العدل في مجال اختيار الإنسان لعمله، وعدم فرض الضّلال أو الهدى عليه، وقدر ردّ سبحانه على الكافرين الذين برروا اختيارهم الكفر والشرك بالله بأنّ الله قد فرض ذلك عليهم، وقد ردّ الله عليهم بأن يخرجوا مصادر علمهم ويأتوا بدليل على مزاعمهم، فقال تعالى: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ) ( الأنعام:148)
  • العدل الإلهي في وجود العقوبة الأُخرويّة.
  • العدل الإلهي برفع القلم والتّكليف عن حالات محدّدة، لقوله صلى الله عليه وسلّم:( رُفِع القلمُ عن ثلاثةٍ:عن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ وعن الغلامِ حتَّى يحتلِمَ وعن المجنونِ حتَّى يُفيقَ ) (1)
  • العدل الإلهيُّ يجعل التقوى أساس قبول العمل.


العدل الإلهي

  • لقد وصف سبحانه نفسه بالعدل وأثبت صفة العدل لنفسه، فمن ذلك: قوله تعالى:( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (آل عمران: 18)
  • وقد أمرنا ـ سبحانه وتعالى ـ بالعدل في حياتنا فقال: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90)
  • وكذلك ما جاءت به الرّسل الكرام وما ذكره القرآن الكريم أيضًا إنما هو من العدل الإلهي، فإذا كان الله هو العدل فما يصدر عنه من شرائع ومن خلال رسله الكرام هو عدل أيضًا.
  • ويوم القيامة يكون الحساب بناء على ذلك على أساس العدل الإلهي، قال تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء:47 ) .


آثار العدل في حياتنا

إنّ لوصف الله لنفسه بالعدل، وإرسال رسله الكرام وآخرهم محمد عليه الصّلاة والسلام بشرائع كان آخرها وخاتمتها الشريعة الإسلاميّة على أساس العدل فيه تحفيزٌ وحثٌّ لنا على أن نقيم حياتنا كلّها على أساس العدل، وفي ذلك آثار طيّبة وحكم جليلة، منها:

  • استجابة الدعاء.
  • قوة المجتمع المسلم واستقراره.
  • ريادة الأمّة الإسلاميّة، وقيامها بدورها الطليعي بين الأمم.
  • استحقاق النّصر والتمكين للأمّة الإسلاميّة.
  • طمأنينة النفس البشرية وسعادتها، فلا طمأنينة ولا سعادة للبشر كلّهم إلا على أساس العدل الإلهي والذي لا يمكن أن يكون إلّا في ظل شريعته السمحاء.
  • تماسك المجتمع المسلم واستقراره، وذلك كنتيجة لازمة لخلو المجتمع المسلم من الجريمة ودواعيها وما يسببها.

فيديو ذو صلة :