طرق الصدقة

طرق الصدقة
طرق الصدقة

طرق الصدقة

تُعرف الصدقة بأنها ما يُعطى للفقير من مال أو طعام أو لباس، وذلك في سبيل التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وابتغاء الثواب منه سبحانه،[١] تتعدد السبل والطرق المؤدية للصدقات، وهي لا تقتصر على المال النقدي، ومنها ما يأتي:[٢]

  • الأمر بالمعروف والخير، أي بالحكمة والموعظة الحسنة.
  • النهي عن المحرمات والمنكر بالحكمة والموعظة الحسنة.
  • الكلمة الطيبة والابتسامة في وجه الناس هي طريقٌ للصدقة.
  • عملك الخاص كي تعف نفسك به عن الحرام صدقة، وعملك كي تعين أسرتك صدقة.
  • إغاثة الملهوف، والسعي في حاجات الناس.
  • وإمساك النفس عن الشر تجاه النفس أو الآخرين.
  • الإصلاح والتوفيق بين الناس من متخاصمين ومتباغضين ومتشاحنين.
  • إعانة التائه وإرشاده على الطريق.
  • إماطة الأذى عن الطريق وهي أدنى شُعب الإيمان، وإقامة العدل بين الناس.
  • الخطى إلى الصلاة، فكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة.
  • الذكر كأن يقول العبد: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
  • نشر العلم وتعليمه ومساندة الضعفاء.
  • الصلاة صدقة عن الصحة والصيام أيضًا.


شروط قبول الصدقة

يتوجب توفّر بعض الشروط الخاصة لقبول الصدقة، وإلا فلا، وفيما يأتي ذكرها:[٢]

  • أن تكون الصّدقة خالصة لله تعالى سبحانه وتعالى، غير ممزوجة بالرّياء والنفاق وحب الشهرة، وإذا لم تكن خالصة لله تعالى وحده فهي حتمًا غير مقبولة، بل ويدخل صاحبها في دائرة الرياء والنفاق.
  • يُشتَرَطُ بالصدقة أن تكون لمن يستحقها، فهي مخصصة للفقراء والمساكين والمحتاجين وأبناء السبيل وطلبة العلم، ولا يُعقل أن تكون على غنيٍ أو ذي مالٍ أو غير صاحب حاجة.
  • أن تكون الصدقة من أغلى الأمور على قلوبنا، أي الإنفاق مما نحبه ولا تكون مما لا نحتاجه لضمان عِظَم الأجر عند الله تعالى.
  • أن تتسم بالخفاء قدر المستطاع، فعند رؤية من يحتاج فتصدق عليه فيما بينكما لضمان عدم إحراجه أو الدخول في نطاق الرياء وكلام الناس غير المجدي.


أفضل الصدقات

تتخذ الصدقة درجاتٍ مختلفة وفقًا لمجموعة من الأسباب، وتُفضّل بعض الصدقات على البعض الآخر، وفيما يأتي أفضل أنواع الصدقات:[٣]

  • الصدقة الخفية: وذلك لأنَّها تُعد أقرب وأكثر إخلاصًا من الصدقات العلنية، قال الله تعالى: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ}[٤].
  • الصدقةُ في الحال الجيد وفي حال الصحة والقوة، فهي تُعد أفضل من الوصاية بعد الممات أو في حالةٍ مرضية أو الاحتضار، جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ فَقالَ: [أَما وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأنَّهُ أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الفَقْرَ، وَتَأْمُلُ البَقَاءَ، وَلَا تُمْهِلَ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كانَ لِفُلَانٍ. [وفي رواية]: غيرَ أنَّهُ قالَ: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ][٥].
  • الصدقة التي تأتي عقب أداء الواجبات، قال الله تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ}[٦].
  • التصدق والبذل من قِبَل الإنسان رغم تزامن القلة والحاجة والفقر.
  • الإنفاق على الأولاد كما في قوله صلى الله عليه وسلم: [الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة][٧].
  • الصدقة على الأقارب وذوي القربى.
  • الصَّدقة على الجيران؛ فقد أوصى به الله سبحانه وتعالى فقال: {وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ}[٨].
  • الصدقة على الصديق والصاحب في سبيل الله؛ قال صلى الله عليه وسلم: [أفضلُ الدنانيرِ: دينارٌ يُنفقُه الرجلُ على عيالِه، و دينارٌ يُنفقُه الرجلُ على دابَّتِه في سبيلِ اللهِ، ودينارٌ يُنفقُه الرجلُ على أصحابِه في سبيلِ اللهِ عزَّ و جلَّ][٩].
  • النفقة على الجهاد في سبيل الله تعالى، سواء أكان جهادًا للمنافقين أو الكفار.
  • الصدقة الجارية، وهي الصدقة التي يستمر ثوابها بعد الممات، قال صلى الله عليه وسلم: [إذا مات الإنسان انقطع عمله إلاّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له][١٠].


أهمية الصدقة

للصدقة فضل كبير وفوائد عديدة من خلال ما ورد من آيات وأحاديث، وفيما يأتي بعض أبرز هذه الفضائل:[١١]

  • تكفر عن الفرد الذنوب وهي طريقة لطلب المغفرة من الله عن ذنب ارتكبه، وتمحو الخطيئة وتُذهب نارها.
  • هي وقاية من الناس.
  • يكون المتصدّق يوم القيامة في ظل صدقته.
  • تدفع الصدقة من البلاء بمختلف أنواعه.
  • تساعد في مداواة المرضى من العلل والأسقام، فقد وصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالتصدق عند المرض طلبًا للشفاء والعافية.
  • إن العبد لن يصل إلى حقيقة البر إلا بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}[١٢].
  • تداوي الصدقة الأمراض النفسية والقلبية، إذ إنها تصفي الفؤاد وتنقيه من البغضاء والحقد والحسد.
  • يعثر المتصدق على السلام مع نفسه والرضا عنها، كما أنه يشعر أنه وحدة إيجابية من وحدات المجتمع فيكثر من عمل الخير.
  • يرفع الله من درجات المتصدق وأعماله، إذ إن له منزلة كبيرة عند الله عز وجل في الدنيا والآخرة.
  • يبارك الله في مال المتصدق فيوسع له في رزقه، كما أنه ينمي أعماله ويجد التوفيق في كل خطوة يخطوها في حياته.


الصدقة الجارية

تتخذ الصدقة الجارية مجموعة من الطرق، وهي ما يبقى أثرها وأجرها دون انقطاع حتى بعد الممات، وفيما يأتي بعض الأشكال التي تتخذها الصدقة الجارية:[١١]

  • سقي الماء وحفر الآبار: قال عليه الصلاة والسلام: (أفضل الصدقة سقي الماء)[١٣].
  • إطعام الطعام : سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: (أي الإسلام خير؟ قال: تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)[١٤].
  • بناء المساجد : قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (مَن بَنَى مَسْجِدًا، قالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أنَّه قالَ، يَبْتَغِي به وجْهَ اللهِ، بَنَى اللَّهُ له مِثْلَهُ في الجَنَّةِ. وفي رِوَايَةِ هَارُونَ: بَنَى اللَّهُ له بَيْتًا في الجَنَّةِ)[١٥].
  • الإنفاق على نشر العلم : وتتعدد الأشكال لهذا النوع من أنواع الصدقات الجارية، فمنها توزيع المصاحف، وبناء البيوت لأبناء السبيل، والإنفاق على تعليم الأيتام والأرامل ونحوهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِمَّا يلحقُ المؤمنَ مِن عملِه و حسناتِه بعد موتِه، عِلمًا علَّمَه و نشرَه، أو ولدًا صالحًا تركَه، أو مُصحفًا ورَّثَه، أو مَسجِدًا بناهُ، أو بيتًا لابنِ السبيلِ بَناه، أو نهرًا أجراهُ، أو صدَقةً أخرجَها مِن مالِه، في صحَّتِه وحياتِه، تَلحقُه مِن بعدِ موتِهِ)[١٦].


المراجع

  1. محمد بن فنخور العبدلي، "الصدقة في الإسلام"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "للصدقة أنواع كثيرة غير النقود"، boldnews، 18-1-2018، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
  3. "الصدقة.. فضائلها وأنواعها"، islamway، 20-2-2005، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية: 271.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1032، صحيح.
  6. سورة البقرة، آية: 219.
  7. رواه السيوطي ، في الجامع الصغير، عن أبو مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 496 ، صحيح.
  8. سورة النساء، آية: 36.
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 1103، صحيح.
  10. رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 793، صحيح.
  11. ^ أ ب "صدقة"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
  12. سورة آل عمران، آية: 92.
  13. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن سعد بن عبادة، الصفحة أو الرقم: 1255، صحيح.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 12، صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 533، صحيح.
  16. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 275، حسن.

فيديو ذو صلة :