مفهوم الحب في الاسلام

مفهوم الحب في الاسلام
مفهوم الحب في الاسلام

الحب في الإسلام

حثّ الدين الإسلاميّ على جعل الحب منهج من المناهج الأساسية في العلاقات بين الناس، إذ أوصى في كلّ المقامات والخطابات على تقوية أواصر المحبّة وتزكية المودّة بين الجميع؛ لأنّ الحب من أكثر الأمور التي تساعد في تقوية التواصل والانسجام بين المسلمين، بالإضافة لتعزيز تحقيق التكافل والتعاون في العلاقات الإنسانيّة المختلفة، فهو يدعم وجود الروابط بين الجميع، وينهي جلّ علامات أمراض القلوب؛

مثل: الكراهية والبغض والغل والحسد، إذ يقول الله تعالى على لسان المؤمنين الصادقين: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10].


حبّ المسلم لله

يظهر حب الإنسان لله في إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم بما أنزله الله تعالى عليه من الوحي بأوامره ونواهيه، وفي ذلك قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله} [آل عمران: 31]، أي إنّ اتّباع أوامر الخالق المنزلة عبر نبيّه المرسل تستوجب نصر الله تعالى وتأييده في الدنيا قبل الآخرة.


حبّ الله تعالى للمسلم

يبادل الله تعالى عبده المؤمن المحبّة والمودّة جزاء إيمانه به، ومن ينصر الله بالالتزام بأوامره المختلفة فإنّ الله يحبّه وينصره، إذ وردت الكثير من المواضع في القرآن على محبة الله لعباده المؤمنين، فقد قال الله تعالى عن ذلك في صفات من يحب ومنهم المطهرين والمتقين في كتابه العزيز: {فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76]، و{وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108]، و{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 45].


الحب بين الرجل والمرأة في الإسلام

يظن الكثير من الناس أن الدين الإسلامي يعتبر أن وجود الحب بين الرجل والمرأة ذنباً لا يغتفر، بل مجرد التفكير فيه إثم مبين، ورغم هذه الأفكار الملغوطة والمنتشرة بين الناس فإن الحقيقة غير ذلك، إذ إن الإسلام لم يحرم وجود علاقة عاطفية بين الشاب والفتاة ولكن مع وجود ضوابط وشروط، لأن الهدف من وجود مثل هذه المشاعر بين كلا الجنسين في الحقيقة هو الزواج حتى يرتبط كل منهما بالآخر في علاقة ود أبدية، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك: (لم نرَ يُرَ للمتحابَّينِ مثلُ النِّكاحِ) [صحيح ابن ماجه | خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومعنى ذلك واضح فهو أقر وجود الحب ولم ينكره ولكنه حدد النهاية التي يجب أن يصل إليها مثل وجود هذه الأحاسيس الغالية بطريقة شرعية وسليمة مادامت هذه العاطفة نبيلة ولا يفكر طرفيها بالإثم وارتكاب الخطيئة، كما أنه عليه الصلاة والسلام أشار لأن الاتفاق والإنسجام قد يحصل بين أي اثنين في هذه الحياة ودون إذن منهما فهي مسألة روحية بحتة، إذ ورد عنه الحديث التالي: (الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) [صحيح مسلم].

فيديو ذو صلة :