ما مفهوم الحب

ما مفهوم الحب
ما مفهوم الحب

مفهوم الحب

يعد الحب من القضايا الإنسانية المثارة جدليًا، أدبيًا، وفلسفيًا وعلميًا، إذ اختلفت الدراسات والآراء لدى علم النفس، وعلم الاجتماع، وغيرها من العلوم حول ماهية الحب، فهو تجربة إنسانية معقدة، ذات طابع ومشاعر خاصة، تنشأ بين عنصرين قد يكونا متشابهين أو مختلفين ويخضع لظروف وعوامل مختلفة قد تساهم في زيادته أو نقصانه، ويوجد من يرى على أن الحب عبارة عن عارض مرضي يتكون لدى فارغي العقول ولا يوجد لديهم ما يشغلهم لتحقيقه من أهداف، أو أنه عبارة عن وهم ناتج من خيال الإنسان وبنات أفكاره.[١]

ويعرف الحب في اللغة بأنه مصدر الفعل الثلاثي (حبّ) ويعني الوداد، ومن الناحية الفقهية يعني الميل النسبي للنفس مع العقل، فإذا غلب العقل فأصبح عشق، وعند الفلاسفة يُعرف بأنه ميل الشخص للأشياء، وقد تكون شخوصًا أو مقتنيات عزيزة على النفس،[٢][٣]أما اصطلاحًا فالحب يعني الميل إلى شيء سار، فيه لذة أو ما تظنه النفس بأنه خير لها، ويقال بأنه تأرجح القلب بين الهمة والأنس، وبين المنع والعطاء، أو الانفعالي العاطفي (النفساني) وانجذاب المرء نحو ما يرى فيه كماله،[٣]أما التعميم العام لمفهوم الحب بين الناس فهو شعور حاصل بين شخصين ينتج منه ترابط وإخلاص مع سيادة الراحة، والاحترام، واللهفة والأحاسيس الصادقة كالصبر، والتضحية وتقبّل العيوب بعيدًا عن عدم الثقه في الحب والمجاملات الكاذبة، مما يؤدي إلى عدم قدرة أحدهما على الاستغناء عن بعضهما.[٤]


الحب في نظر الفلاسفة

اختلف عظماء الفلسفة وعلم النفس فيما بينهم حول الحب وطبيعته، وهل هو منطقي وموجود أم مجرد نظريات مستوحاة من المعرفة والعلم، وفيما يأتي بعض الفرضيات والنظريات الفلسفية حول الحب:[٥]

  • إيروس: يشير إلى جزئية الحب المتشكل نتيجة نشوء رغبة عاطفية شديدة تجاه أمر ما، غالبًا هي الجمال التجاوزي.
  • فيليا: دلالة على ولاء وتقدير الآخرين في العلاقات المختلفة، مثل الصداقة، والعائلة، وأصحاب الساسة ورؤساء العمل، فهذه العلاقات المتبادلة بين الشخوص المنتمين للطبقات المختلفة لا يحملون في قلوبهم أية أحقاد أو شرور، فهم معتدلون في عواطفهم وقنوعين بما لديهم وبما عليهم فعله.
  • اجابا: ويشير للعلاقة الممتدة بين الخالق والمخلوق فمحبة الله للإنسان تشمل البشر كلهم دون استثناء، وكما أن الحب من الأنواع المثالية والذي يخلق حين الوقوع فيه الولع الشديد.


أنواع الحب

طرح العديد من الباحثين الكثير من النظريات المتعلقة بقضية الحب، ومنها نظرية الحب الثلاثي المقترحة من قبل دكتور الاختصاص النفسي روبرت ستيرنبرج عام 1980م، إذ توضح نظريته أن الناس في يعيشون درجات متفاوتة من الحب نتيجة التباين والاختلاف النسبي بين عناصر ثلاثة، وهي العلاقة الحميمة ويتخللها مشاعر الترابط والتقارب، والعاطفة وفيها تسود المشاعر والرغبات وأخيرًا الالتزام أي استمرارية الود والتقرب للطرف الآخر مع التحرك سويًا لتحقيق الأهداف المشتركة، وعلى صعيد النظرية قامت مارني فيويرمان عضو الجمعية الأمريكية للعلاج الزواجي والأسري بالاستنتاج إلى أنه توجد عدة أنواع من الحب، وهي كالآتي:[٦]

  • الافتتان أو الإعجاب الشديد: وله علاقة بالشهوة والعاطفة.
  • الحب الفارغ: أي بمعنى انعدامية وجود العاطفة، ويكون محصلة الالتزامات المتتالية، ولربما يبدأ من العكس بمعنى أن يبدأ الزواج بحب فارغ لعدم معرفة الطرفين جيدًا لبعضهم البعض ومع الوقت والعشرة تبدأ المشاعر بالتكوّن.
  • الحب الرومانسي: يكون مرتكزًا على العاطفة الجسدية ويتوجب على أصحاب هذا النوع من العلاقات الالتزام طويل الأجل.
  • حب الرفقاء: يتميز بكونه حبًّا حميمًا خاليًا من العاطفة، ويكون بين أفراد الأسرة والأصدقاء المقربين جدًا.
  • الحب الساذج أو الأحمق: غالبًا ما يحدث بين المشاهير، ويتكون نتيجة تكوّن زوبعة عابرة من المشاعر، وتتكون العلاقة بسرعة، وبالتالي تكون سريعة الزوال والاختفاء.
  • الحب الفعال (المثالي) أو البارع: إذ تكون العلاقة بين الأشخاص قوية، ولا يرون أنفسهم مع أشخاص آخرين، إذ تغمرهم السعادة مع شركائهم ولديهم القدرة على تجاوز العقبات والتغلب على المشكلات التي تواجههم.


درجات الحب

اختلف العلماء حول عدد درجات الحب وماهيتها، فخبراء اللغة العربية يوحون إلى أن للحب أربع عشرة درجة مختلفة، وأما خبراء العلاقات الاجتماعية على أن له سبع درجات، وفيما يأتي ذكر لبعض درجاته:[٧]

  • التعارف، ويعد أصل العلاقات بين البشر منذ الأزل.
  • العشرة، نتيجة التراكمات المعرفية المتأصلة بالمحبة والملاطفة خلال التعامل.
  • المحبة، التي تخلق نتيجة العشرة والاحترام المتبادل.
  • المودة، وهي خليط من مشاعر الحب والرحمة، وتكون أساس استمرار عيش الشريكين معًا.
  • الهوى، وينشأ بفعل تشارك الشريكين في كل النشاطات اليومية، وتجمع بين مشاعر المحبة، والإخلاص والوفاء.
  • درجات أخرى، مثل: الصبابة، العشق، والوله والهيام.


العلاج بالحب

يشير المتخصصون في مجال العلاج النفسي والسلوكي على أن العلاج بالحب قد أدى لنتائج فعالة للشفاء أو التخفيف من أعراض العديد من الأمراض نتيجة تجارب مختلفة لأخطر المجرمين في السجون بهدف إعادة تأهيلهم وانتزاع الأحقاد والنزعة الإجرامية في ذواتهم، وبالتالي إعادة دمجهم مع المجتمع دون خوف أو قلق باعتبارهم أشخاص أسوياء،[٨]بالإضافة إلى أن هناك العديد من الأبحاث الطبية والدراسات المقترحة التي تبرهن على أن الحب مفيد للصحة وعلاج فعال للشفاء والوقاية من عدة أمراض بسبب ما يأتي:[٩]

  • الحب وهرمونات السعادة: يقول علماء النفس والأعصاب عند مشاركة الشخص المصاب صوره مع أحبائه فإن الدماغ يفرز هرمون الدوبامين (هرمون السعادة) وملاحظة تخفيف الألم لديهم بفعل زيادة مستويات هذا الهرمون، أما هرمون الأندورفين فيفرز حال الشعور بالحب، ويزيد إلى بلوغ النشوة، وعادةً ما يكون إفراز الهرمون ملازمًا للتفاؤل والحيوية مما يؤدي إلى تقليل نسبة الابتعاد عن العادات السيئة مثل التدخين وتناول الكحول أو المخدرات
  • العناق: يعدّ من أشكال الحب والذي بسببه تزيد مستويات هرمون الأوكسيتوسين وبالتالي التخفيف من أعراض الكآبة.
  • العلاقات: تشير الدراسات في جامعة كارديف أن العلاقات مثل الزواج وغيره تعود بفوائد جمة على الصحة سواء أكانت عقلية أو جسدية وبالتالي العيش لمدة أطول.


المراجع

  1. "ما هو الحب ؟"، truelovesite، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19. بتصرّف.
  2. "تعريف و معنى الحب في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19. بتصرّف.
  3. ^ أ ب Amira Amin، "6 نقاط توضح مفهوم الحب ومراحله"، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19. بتصرّف.
  4. أسماء محمد، "ما هو تعريف الحب"، mosoah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19. بتصرّف.
  5. rovy (2018-12-7)، "مفهوم الحب عند الفلاسفة"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19. بتصرّف.
  6. رفيدة الصفتي (2017-7-13)، "حتى لا تضيع عمرك للحب 7 أنواع.. بعضها لا يصلح للزواج.. تعرف عليه؟"، masralarabia، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19. بتصرّف.
  7. "بالشرح مراحل الحب السبعه"، rehabfm، 2016-11-25، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19. بتصرّف.
  8. "العلاج بالحب"، alarab، 2016-2-21، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19. بتصرّف.
  9. "3 دراسات علمية تبرهن أن الحب علاج للأمراض. هل الحب هو الدواء المعجزة ؟"، ifarasha، 2017-8-2، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :