كيف يتم زواج المسيار

كيف يتم زواج المسيار
كيف يتم زواج المسيار

كيف يتم زواج المسيار؟

انتشر مؤخرًا ما يسمى بزواج المسيار، وتختلف التسميات باختلاف المناطق التي ينتشر فيها، ولكن يمكن تعريفه بأنه زواج شرعي مستوفي الأركان والشروط المصاحبة للعقد الشرعي في الزواج العادي ويوثق أيضًا في المحكمة، لكن لا تأخذ المرأة فيه كامل حقوقها وتتنازل عن بعضٍ منها كالنفقة أو السكن أو مبيت الرجل عندها، أو قد تتنازل عن أكثر من حق مثل النفقة والمبيت معًا أو غيرها، وقد تبقى عند بيت أهلها أو بيتها إن كان لها بيت دون الذهاب إلى بيت زوجها.[١]


ما حكم زواج المسيار؟

قال الشيح ابن باز رحمه الله: "لا حرج في ذلك إذا استوفى العقد الشروط المعتبرة شرعًا، وهي وجود ولي الأمر ورضا الزوجين، وحضور شاهدين عدلين على إجراء العقد، وسلامة الزوجين من الموانع؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : [حَقُّ ما أوْفَيْتُمْ مِنَ الشُّرُوطِ أنْ تُوفُوا به ما اسْتَحْلَلْتُمْ به الفُرُوجَ][٢]؛ وقوله صلى الله عليه وسلم : [المسلمون على شروطهم][٣]، فإذا اتفق الزوجان على أن المرأة تبقى عند أهلها، أو على أن القسم يكون لها نهارًا لا ليلًا، أو في أيامٍ معينة، أو ليالٍ معينة، فلا بأس بذلك، بشرط إعلان النكاح، وعدم إخفائه".[١]

ويُعد زواج المسيار من الأفعال المُنكرة بالنّسبة للعديد من شيوخ الإسلام، ومن الواجب اشتماله على جميع الحقوق والشروط، كما يجب إشهاره وإعلانه بين الأهل والجيران والنّاس، لكن في حال كان مُعلنًا مستوفٍ لشروطه وتام، فلا بأس به، وعلى سبيل المثال، يستفسر بعض الرّجال على أن بعض النساء تطلب البقاء في منزل أهلها وتمنحه الخيار في أن يأتيها متى شاء، وفي هذه الحالة لا بأس في ذلك، لأنّها أسقطت حقّها،[٤]وقد اختلف بعض العلماء في الآراء، فكانت كالتالي:[٥]

  • الرأي الأوّل: لم يقل أحد من أهل العلم بعدم صحته أو بطلانه، لكنّهم منعوا منه لِما يترتّب عليه من مفاسد تتعلق بالمرأة؛ وذلك لأنّه مُهين لها، ومن تعلقه بالمجتمع بسبب استغلال هذا العقد من قبل أهل السوء، وادّعاء أنّ عشيقها هو زوجها، كما سيكون تضييعًا للأبناء دون أب.
  • الرأي الثاني: أنّ بعض من قال بإباحته رجع إلى التوقف عن القول بإباحته، ومن أبرز من قال بإباحته هو الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ، بالإضافة إلى الشيخ العثيمين، والشيخ الألبانيّ.
  • الرأي الثالث: أنّ من قال بإباحة هذا الزواج لم يقل بتوقيته بزمن مُحدد مشابهة للمتعة، ولم يقل بجوازه من غير ولي، فالزّواج من غير ولي باطل وغير صحيح، ولم يقل بجواز انعقاده من غير شهود أو إعلان، بل لا بدَّ من أحدهما.


ما أسباب اللجوء لزواج المسيار؟

عادةً ما يكون المسيار للزوجة الثانية أو الثالثة، ولذلك هناك أسبابٌ عديدة منها ما يعود للمرأة والرّجل، وهي:[٥]

  • تأخّر سن الزواج لعدة أسباب تتعلق به، أو بالوضع الاجتماعي على العموم بسبب عزوف الشباب عن الزواج العادي لما يترتّب عليه من تكاليف باهظة، أو لاحتياج المرأة إلى البقاء في بيت أهلها للعناية بهم إن لم يوجد مَن يحل مكانها، أو لحاجتها إلى البقاء مع أطفالها من زواجٍ سابق وعدم قدرتها على أخذهم إلى بيت زوجها الجديد.
  • أما الأسباب التي تتعلق بالرجل فمنها رغبته بالتعدد دون إعلام زوجته الأولى بذلك، وخوفًا مما يترتب على ذلك من خسارة لها، أو من مشاكل محتملة، أو بسبب سفره الدائم والبقاء خارج البلاد لمدة طويلة، أو لأسباب مختلفة غيرها، لذا يعتمد هذا الزواج على ظرف كلا الزوجين، ويعقد هذا الزواج بشكل مكتمل الأركان مقارنة بالزواج العادي الذي يشمل رضا الزوجين والموافقة ووجود ولي الأمر والشاهدين والعقد لكن مع تنازل الزوجة عن بعضٍ من حقوقها الشرعية كما ذُكِر بكامل حريتها واختيارها.
  • يمكن أن يكون ارتفاع تكاليف الزواج وغلاء المهور من الأسباب التي تشجّع على زواج المسيار، فالرجل لن يتكفّل بالنفقة على زوجته وتأمين مسكنها في هذا النوع من الزواج.[٦]


سلبيات زواج المسيار

يحمل هذا الزواج بعض الآثار السلبية المترتبة عليه، وقد وضعنا لك أهم السلبيّات الناتجة عن زواج المسيار:[٧]

  • غياب بعض حقوق الزوجة، خاصّة تلك المُتعلّقة بترك الأولاد وعدم رؤيتهم، عدا عن حرمانها من بعض الأقارب والأهل، فالزوجات اللواتي يُعانين من تلك المظالم يقلنَ: " المسيار هو الدّمار لا البهار".
  • ضياع حقوق الأطفال القادمين من زواج المسيار، ومن المُمكن أن يُتنازل عن حقوقهم بمُجرّد تنازل الزوجة عن حقوقها أمام زواج المسيار.
  • قد يكون المسيار بابًا لانتشار الخيانات الزوجيّة، فيدّعي بعض الرّجال بأنّهم يدخلون هذه البيوت مسيارًا وليس شيئًا آخر، لكن التوثيق والشرعيّة المُترتبات على زواج المسيار تحدّ من هذه الشُبهات.


قد يُهِمُّكَ: ما الفرق بين زواج المسيار وزواج المتعة؟

لا شكّ أنك تسمع بما يُسمّى بزواج المُتعة، إذ ظهر مع ظهور زواج المسيار وغيره، فما الفرق بين زواج المسيار وزواج المُتعة؟ تعرّف على الفرق فيما يلي:[٨]

  • زواج المسيار؛ هو أن يعقد الرجل زواجه على امرأة عقدًا شرعيًا مستوفي الأركان والشروط، إلا أن المرأة تتنازل عن السكن والنفقة كما ذكرنا سابقًا، أما زواج المتعة هو أن يتزوج الرجل المرأة مُدة مؤقّته، وينتهي الزواج بانتهائها من غير طلاق، وليس فيه وجوب نفقة ولا سُكنى، ولا توارث يجري بين المرأة والرّجل إن مات أحدهما قبل انتهاء مدة النكاح، وهو حرام شرعًا.
  • يُعد زواج المُتعة مؤقتًا بزمن، ولا ينفك بالطلاق كزواج المسيار.
  • لا يترتب على زواج المُتعة أيّة واجبات وأحكام شرعيّة، أمّا المسيار الحلال ففيه جميع الشروط ما عدا السُكنى والنفقة والمبيت.
  • لا يُشترَط الوليّ والشهود في زواج المُتعة، ولكنهما مطلوبان في زواج المسيار الصحيح.
  • يتمتّع المتزوج زواج متعة بعدد كبير من النساء، أمّا زواج المسيار فله بالعدد الشرعي فقط، وهنّ أربع زوجات.


المراجع

  1. ^ أ ب "زواج المسيار ، تعريفه ، وحكمه"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:5151 ، صحيح.
  3. رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:6714 ، صحيح.
  4. "حكم زواج المسيار"، ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 20/1/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "زواج المسيار ، تعريفه ، وحكمه"، الإسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 20/1/2021. بتصرّف.
  6. "زواج المسيار والزواج العرفي"، الألوكة، 21/1/2021. بتصرّف.
  7. "زواج المسيار تحت المجهر"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 20/1/2021. بتصرّف.
  8. "الفرق بين: زواج المسيار .. وزواج المتعة .. والزواج العرفي "، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/1/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :