الزواج
يعد الزواج الوسيلة الصحيحة لاجتماع رجل بامرأة وفقًا لجميع الديانات السماوية الثلاث التي تجد في ذلك الطريقة الأسلم لضمان بدء النواة الأولى في المجتمع ألا وهي الأسرة، ولقد حثت العديد من الآيات القرآنية على الزواج ومن ذلك قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ}،[١] ويكفل الزواج لكلا الطرفين مجموعة من الحقوق والواجبات التي على الطرف الآخر أن يؤديها، كما أن هناك مجموعة من الشروط الأساسية التي لا يصح الزواج دونها من أهمها أن يكون كلاهما عاقلًا بالغًا راشدًا، إضافة إلى التكافؤ الاجتماعي والعلمي والثقافي وموافقة ولي أمر الفتاة، وكل ذلك حفاظًا على الأسس والمعايير التي ستبدأ بها اللبنة الأولى من حياتهما، وللزواج فوائد عديدة منها إشباع الغريزة الجنسية، وتكثير سواد المسلمين في المجتمع، والاستقرار الروحي والجسدي، ومساندة كلا الزوجين للآخر لتحقيق أحلامه وطموحاته ومساعدته على التقدم وتحقيق دوره الفاعل والمنوط به في الحياة، وللزواج عادات وتقاليد تتماشى مع الدين الإسلامي وتتفق معه ومن أبرزها ليلة الحناء والمباركة والفرح والبهجة بذلك اليوم السعيد.[٢]
طرق للزواج بسرعة
يرغب العديد من الشبان (ذكورًا وإناثًا) بالدخول إلى القفص الذهبي والزواج، وذلك لما يرون به من إتمام لنصف دينهم وسيرهم على سنة الأنبياء والمرسلين وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، ولعل صعوبة الزواج اليوم أصبحت مسألة لا تخفى على أحد بسبب زيادة أعباء الحياة المادية ومتطلبات الزفاف وتكاليفه من المهر والأثاث والبيت وغيرها، إلا أننا سنقدم مجموعة من الطرق لتسريع الزواج:
- الطرق الدينية: تعد هذه الطريقة الأهم على الإطلاق وهي تعني أن يوقن الشخص أن الزواج رزق ونصيب من الله عز وجل، وأن لكل شخص رزق سيأخذه ولو بعد حين مهما مرت الأيام، ويكون ذلك بالتوكل على الله عز وجل والإكثار من:[٣]
- الأدعية ومنها قول: (اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت، وإذا سُئلت أعطيت، أن تهب لي زوجًا/ زوجة صالحًا ويكون قرة عين لي في ديني ودنياي وآخرتي وجميع أمري، وأن توفقني وإياه إلى ما تحب وترضى).
- الإكثار من الأذكار وتعني ذكر الله عز وجل وأبزرها الاستغفار بقول: (أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم وأتوب إليه)
- الطرق العملية: وهي مجموعة من الوسائل المنطقية التي تتفق مع العقل والدين ولا تتعارض مع أي منهما، ومنها:[٤]
- التقدم العلمي والثقافي في الحياة فذلك يوسع من مدارك الإنسان وآفاقه، ويجعله قادرًا على رؤية الحياة بشكل أفضل وتحديد خياراته وشريكه بالحياة بفترة زمنية أقل.
- التوافق المادي والتقدير إذ يقع على كلا الطرفين الشاب والفتاة إدراك صعوبة الحياة والتنازل عن الكثير من الكماليات والقشريات المبالغ فيها والتي تقلل من إتمام الزواج.
- الاشتراك بالجمعيات الخيرية التي تقدم فرصة كبيرة للتوفير والالتزام لدى الشبان من أجل الحصول على المال المخصص لتكاليف الزفاف.
- توعية المجتمع والعديد من العائلات إلى ضرورة تصحيح النظرة العامة للزواج والنظر إليه بمثابة سكينة ومودة وعدم النظر إليه كإشهار مادي بحت، وتقليل سقف المهور.
الحكمة في مشروعية الزواج
إن بقاء الإنسان وحفظ جنسه لا يتحقق إلا باجتماع الذكور والإناث، فتلك فطرة الله التي فطر الخلق عليها والتي تعمّر بها الدنيا، فلكلا الزوجين حقوق على بعضهما البعض، وسهّل الله تعالى على الزوجين فهم طبيعة العلاقة الزوجية؛ إذ أنزل التشريع الإلهي فيما يعود عليهما بالخير والنفع، إذ بيّن أحكام الزواج والحقوق والواجبات، وكفل حق الزوجين، وبيّن أصول العلاقة بينهما، وأوضح طريق السكينة والراحة،[٥] وشرع الله سبحانه وتعالى الزواج أو النكاح لحكم كثيرة، منها:[٦]
- تحصين الفروج، إذ خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ومعه غرائزه، فشرع الله سبحانه الزواج لإشباع هذه الرغبات، وتفريغها بالطريقة الصحيحة وللمنع من ارتكاب الفواحش والمعاصي.
- السكينة والمودة والأُنس بين الزوجين، وحصولهما على الاستقرار والراحة النفسية، كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.[٧]
- حفظ الانساب وترابط القرابة والأرحام مع بعضها البعض.
- الحفاظ على الأخلاق الأسلامية من الوقوع في الخوض في العلاقات المشبوهة أو الزنى، فقد حذّر الله عز وجل من الوقوع بهذه الفاحشة في قوله: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}.[٨]
- الحفاظ على النسل البشري، وتكثير عدد المسلمين لنشر الدين الإسلامي.
المراجع
- ↑ سورة النحل، آية: 72.
- ↑ "الزواج "، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-29. بتصرّف.
- ↑ "الاستغفار للزواج السريع وطريقه الزواج عن طريق الإستغفار"، موسوعة ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-29. بتصرّف.
- ↑ "طريقة للزواج في يوم "، ملخص ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-29. بتصرّف.
- ↑ "حكمة مشروعية الزواج"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2020.
- ↑ "الحكمة في مشروعية النكاح"، al-eman، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الروم، آية: 21.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 32.