فوائد التسامح على الفرد والمجتمع

تعريف التسامح

قال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [سورة فصلت: 34].

إن التسامح في اللغة أصله: سَمَحَ، وهو مفهوم أخلاقي اجتماعي ويعني العفو عند المقدرة، والترفع عن الصغائر، والسمو بالنفس إلى مرتبة أخلاقية عالية، وعدم رد الإساءة بمثلها، واحترام عقيدة وثقافة الآخرين، ويلعب التسامح دورًا كبيرًا في تحقيق وحدة المجتمعات وتماسكها، فهو ركيزة وأساس العدل والحريات الشخصية عامة، كما دعا إليه الرسل والأنبياء لما له من أثر كبير على المجتمع.

والتسامح في الإسلام يعني نسيان الإساءة والتخلي عن الرغبة في إيقاع الأذى بالآخرين لأي سبب قد حدث في الماضي، والتطلع إلى معرفة المزايا الجيدة عن الناس بدلًا من الأخطاء .^[١]

فوائد التسامح على الفرد والمجتمع

يوجد العديد من فوائد التسامح على الفرد والمجتمع، وأهمها:^[٢][٣]

• حب الناس للشخص المتسامح، وبالتالي القضاء على الكراهية والحقد بين الناس.
• القضاء على المشاكل، والالتفات إلى المصلحة العامة بدلًا من المصلحة الشخصية، وبالتالي النهوض بالمجتمع.
• قدرة الشخص المتسامح ضبط نفسه عن كثير من الصفات السيئة، مثل: الحقد والكره والانتقام من الآخرين.
• نيل المتسامح حب الله سبحانه وتعالى ورضاه.
• نيل المتسامح العزة يوم القيامة.
• تحقيق القدرة على التعايش بين والأفراد والشعوب، عن طريق تقبل الاختلاف بينهم والحفاظ على حقوق الآخرين .
• تبادل العلوم والثقافات وتفعيل الحوارات البناءة، دون التعدي على الآخرين واحترام ثقافتهم وآرائهم .
• تحقيق المساواة والعدل من خلال احترام الثقافات والعقائد، وبالتالي تحقيق التضامن والوحدة بين أفراد المجتمع.

أنواع التسامح

يوجد أربعة أنواع من التسامح، وهي:^[٣]

• التسامح العرقي: يعني تقبل الآخرين من جميع الأعراق باختلاف الأصل واللون .
• التسامح الديني: يعني التأقلم مع جميع أصحاب الديانات السماوية، والسماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية دون تعصب.
• التسامح السياسي: ضمان الحرية السياسية بشتى أنواعها الفردية والجماعية، وذلك تطبيقًا لمبدأ الديمقراطية .
• التسامح الثقافي والفكري: ويعني تقبل فكرة الآخرين والاستماع لهم والتزام الأدب في التحاور والخطاب معهم.

مظاهر التسامح في الإسلام

فيما يأتي مظاهر التسامح في الإسلام:^[١]

• كان الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ذات يوم في السوق حين سُرق، فقال له رفاقه: "تعالوا لندعوا على السارق"، فقال عبد الله: أنا صاحب المال، أنا أدعو وأنتم آمِّنوا، وبدأ بالدعاء قائلًا: " اللهم إن كنت تعلم أنّ الذي سَـرق نقودي محتاجًا إليها فـبارك لـه فيها وإن كان غير محتاج إليها فاجعله آخـر ذنب يذنبه".
• يظهر التسامح في الإسلام بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ كان المجتمع قائمًا على التعددية الدينية والثقافية، كما أن المسلمين لم يجبروا أحدًا على الدخول في الإسلام، فالحرية الدينية مكفولة، وهي مبدأ من مبادئ الدين الإسلامي، قال تعالى: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" [سورة البقرة: 256].
• ظهر التسامح في الإسلام مع غير المسلمين في عهود الأمان التي كانت تمنح لهم، كما ومُنحوا جميع حقوقهم وحرياتهم بمقتضى هذه العهود.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} "مفهوم التسامح"، al-sharq، اطّلع عليه بتاريخ 3/8/2019. بتصرّف.
2. ↑ "5 نقاط في أهمية التسامح في حياتنا"، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 3/8/2019. بتصرّف.
3. ^ ^{أ ب} "مفهوم التسامح وأهميته في المجتمع"، .almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 3/8/2019. بتصرّف.