صعوبة المشي في المنام

صعوبة المشي في المنام
صعوبة المشي في المنام

الأحلام

الأحلام مُفردها حلم، ويعد الحلم مرحلة أساسية من مراحل النوم، ومرحلة الأحلام هي المرحلة الثالثة والرابعة من هذه المراحل، إذ تتنوعُ الأحلامُ التي يراها النائم أثناء نومه وتختلف بشكل أو بآخر وذلك تبعًا للعديد من الأسباب النّفسيّة والبدنيّة والصّحيّة والدّينيّة الحالية التي يخوضها الإنسان ويعيشها، وتُعرفُ الأحلامُ على أنّها سلسلةٌ من التّهيؤات والتّخيلات التي يخترعها عقل الإنسان عندما ينام، ولا تبدأ الأحلام بالظّهور إلا في مرحلة النّوم العميق لا النّعاس، ويصل الإنسان النائم في أغلب الأحيان بعد 60-90 دقيقة إلى مرحلة الأحلام من بدء النوم، وقد اهتمّ بها العديد من الأطباء وعلماء النفس ووضعوا نظرياتٍ مختلفةٍ بهدف تفسيرها والتّوصل إلى حقيقتها، وأبرزهم: سيجموند فرويد وألفرد إدلر وكارل يونغ، كما أنّها ترتبطُ مباشرةً بالجانب الدّيني لدى الإنسان، ولهذا يُعدُّ علماءُ الدّين والفقهاء من أبرز المفسرين للمنامات وعلى رأسهم العلامة محمد ابن سيرين، والذي استندَ في تفسيره على الدّلالات القرآنيّة والأحاديث النّبوية الشريفة، ومن ذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنْ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ) [١]، واهتمت الحضارة السومرية بدراسة الأحلام وتفسيرها، واعتبر الإغريق الأحلام هبة من عند الله، تُرسَلْ لهدفٍ ما.[٢]


صعوبة المشي في المنام

توجدُ الكثيرُ من الأحلام التي يراها النائم ويعجز عن تفسيرها، ومن ذلك أن يرى نفسه يسيرُ في مكان معلومٍ أو مجهول ويحاول أن يمشي، إلا أنّه يشعر بوجود شيءٌ ما يمنعه من التّقدم والاستمرار للأمام أو يسحبه إلى الخلف، وفي ذلك نظريات فقهيّة عدّة تستند إلى تأويلات المشايخ وتفسيرهم، أهمّها أنّه خيرٌ يناله الرّائي وشرٌّ يلحق بأعدائه، إذ توجدُ أمنيةٌ يتمنى النائم تحقيقها على الدّوام ويدعو الله أن يجعلها حقيقةً بين يديه، إلا أنّها تتأخّرُ لأسباب لا يعلمها سوى الله، واجتهد العلماءَ فقالوا أنّها لربما عائدةً إلى معصية يقترفها الشّخص أو غفلة منه، وفي هذه الحالة فإنّ عليه مراجعةُ النّفس والتّوبة العاجلة والكف عن الإتيان بمثل تلك المعصية، وقد تكون حسدًا وبغضًا يكنه أحدٌ ما للنائم وينصح حينها بالرّقيّة الشّرعيّة وكثرة الأذكار، وأهمّها الاستغفار، والصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام بنية قضاء الحاجة وتفريج الكُرب، والسجود في الصلاة، ودعاء الله عز وجل بيقين الاستجابة، وقد تدل هذه الرؤية على عدم القيام بالرحلة التي يريدها صاحب الرؤية، أو عدم الخروج إلى السياحة التي يريد الخروج إليها، أما الشخص الذي يرى في المنام بأنه بقدم واحدة ولهذا السبب لا يستطيع أن يسير، فيدل هذا على فقدان صديق مقرب له، أو الانفصال عن الشراكة التي يوجد فيها، وأحيانًا يدل عدم المشي على الحمل الكبير، أما عند رؤية شخص لا يستطيع المشي في الحلم فهذا يدل على البقاء في موقف صعب أو يدل على ذنب سيرتكبه صاحب الرؤية.[٣]


تفسير المشي في المنام

رؤية الشخص النائم نفسه أو غيره يمشي في المنام لها تأويلات عدّة، وهي كما يأتي:[٤]

  • إذا رأى النائم أنّه يجدُ صعوبةً في المشي فذلك يدلُّ على الوقوع في مشكلة أو أزمة أو الفشل في أمرٍ معيّن.
  • إذا رأى النّائم أنّ شخصًا ما لا يستطيعُ المشي في الحياة لكنّه يمشي بسهولة في المنام، فتلك دلالةٌ على تحقيقة لأهدافه وطموحاته.
  • إذا رأى النائم أنه يمشي على طريق مستقيم فهذا يرمز إلى استقامة الرائي، أما إذا رأى النائم أنّه يمشي مُتعرِجًا ويواجه صعوبةً في المشي فذلك يعني أنّه يسيرُ على طريق خاطئ في حياته.
  • إذا رأى النائم أنّه يسيرُ على طريق غير معبّدٍ بصعوبة، فتلك دلالةٌ على المرض لا قدر الله، أو على عدم النّجاح بالدّراسة أو الزّواج.
  • إذا رأى النائم أنّه يسيرُ بقدمين حافيتين، فتلك إشارةٌ إلى أنّ مستقبله سيكون صعبًا غير ممهد وحافلاً بالمتاعب.
  • إذا رأى النائم نفسه في المنام يسير في طريق مظلمة، فهذا ينذر بمواجهته الكثير من الأزمات والمشاكل، أما عند رؤية نفسه يسير في طريق مضيء فهذا يعني الهداية والنجاح.
  • إذا رأى النائم نفسه في المنام أنه يمشي مع شخص لا يحبه فيدل هذا على أن صاحب الرؤية سيواجه ويعاني من صعوبات كثيرة نحو تحقيق أهدافه وغاياته ولكنها ستكون مشاكل عابرة إذا تمكن الشخص من التصرف نحوها بأتزان وذكاء والله أعلم.


أهمية الأحلام لوظائف المخ

قام فريق من هارفارد بدراسة حديثة انشرت في شهر أبريل من عام 2010 م، إذ بينت هذه الدراسة أهمية مرحلة الأحلام في ترسيخ المعلومات المكتسبة وأهميتها في وظائف المخ الذهنية، وتوصل العلماء إلى أن الخلود إلى النوم بعد تعلم شيء جديد سيساعد على ترسيخ المعلومات المكتسبة داخل الدماغ، وذلك بشرط أن يرى الشخص أحلامًا عند نومه، ودرس الباحثون تأثير القيلولة التي يصل من خلالها الشخص النائم إلى مرحلة الأحلام على قدرة استيعاب المعلومات الجديدة، وأن يحفظ المشاركين في الدراسة تفاصيل متاهة موجودة على جهاز الحاسوب، وعليهم أن يتذكروا الطريق إلى مخرجها بعد ساعات قليلة، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين ناموا وتذكروا أنهم رأوا حلمًا خلال فترة النوم قد عرفوا طريق الخروج من المتاهة أسرع من غيرهم، وأكد الباحثون أن الأحلام مهمة للمخ؛ لدراسة ومعالجة المعلومات التي يتلقاها، وقد يحاول الدماغ ربط المعلومات بغيرها؛ وذلك تسهيلًا لحفظها واستخدامها بتطبيقات أخرى في المستقبل، وأكد الباحثون أن الدماغ يحاول حفظ المعلومات المهمة؛ لأن الإنسان يجمع كمًّا هائلًا من المعلومات المختلفة كل يوم، ويفرزها المخ خلال الأحلام ويحفظ المهم منها، وتؤكد هذه الدراسة نتائج دراسات سابقة، إذ بينت أهمية الأحلام للمخ، وأظهرت دراسة أن آداء الطلاب الذين لم يستطيعوا الوصول لهذه المرحلة في الامتحانات كانوا أقل من غيرهم الذين وصلوا إلى مرحلة الأحلام.[٥]


المراجع

  1. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2263.
  2. "الاحلام ما بين الحقيقة و الخيال .. و ما هي أهميتها ؟ "، كل يوم معلومة طبية، اطّلع عليه بتاريخ 1-10-2019. بتصرّف.
  3. "عدم القدرة علي المشي في الحلم"، tafsirhulmak، اطّلع عليه بتاريخ 1-10-2019. بتصرّف.
  4. "تفسير رؤية المشى والسير فى المنام بالتفصيل"، محتوى، اطّلع عليه بتاريخ 1-10-2019. بتصرّف.
  5. "دراسة حديثة تؤكد أهمية مرحلة الأحلام لوظائف المخ الذهنية ولترسيخ المعلومات المكتسبة"، جريدة الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 1-10-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :