تعريف ظاهرة تشغيل الاطفال

تعريف ظاهرة تشغيل الاطفال
تعريف ظاهرة تشغيل الاطفال

ظاهرة تشغيل الأطفال

ظاهرة تشغيل الأطفال أو ما يُعرف بعمالة الأطفال هو أيّ عمل يحرم الطفل أو المراهق من طفولته وممارسة حياته الطبيعيّة ويحرمه من كرامته ويضرّ بنموه العقلي والجسدي، ويمكن تعريف عمالة الأطفال أيضًا بأنها أي عمل يضر بالطفل عقليًا واجتماعيًا وجسديًا وأخلاقيًا، ويحرم هذا العمل غالبًا الطفل من فرصة الذهاب إلى المدرسة والعيش حياة طبيعيّة مثل باقي أقرانه، وتتمثّل أسوأ أشكال عمالة الأطفال باستعبادهم وفصلهم عن عائلاتهم، وتعريضهم لمخاطر جسيمة، وتركهم لتدبير أمورهم لوحدهم في شوارع المدن الكبيرة وغالبًا ما يكون ذلك في سن صغيرة جدًا من عمر الطفل مما يُعرّضه للاستغلال من قبل الأشخاص الأكبر سنًا منه بالإضافة إلى احتمالية تعرّضه لأعمال غير مشروعة مثل تعاطي المخدرات والإتجار بها، ويعتمد تسمية ظاهرة عمالة الأطفال على عدّة أمور منها عمر الطفل، ونوع العمل، وعدد ساعاته، وظروف هذا العمل وطبيعته، وفيما إذا كان هذا العمل يتناسب مع الطبيعة الجسدية للطفل أم لا.

ولا يمكننا تصنيف جميع الأعمال التي يقوم بها الأطفال أو المراهقين على أنها عمالة أطفال يجب القضاء عليها، فمشاركة المراهقين في أعمال لا تؤثّر على صحتهم وعلى نموهم الجسدي والعقلي ولا تتعارض مع ذهابهم إلى المدرسة أو تحصيلهم العلمي لا يعدّ نوعًا من أنواع عمالة الطفل أو المراهقين، وتندرج هذه الأعمال تحت مساعدة الطفل لأهله بالأعمال المنزليّة، أو المساعدة في بعض الأعمال التجاريّة التي تخص العائلة، أو عمل المراهق خارج نطاق الدوام المدرسي أو في العطلات المدرسيّة بإرادته من أجل تحصيل مصروفه اليومي، كل هذه الأعمال ليست من عمالة الطفل، بل هي من الأعمال والأنشطة المفيدة والتي تساعد المراهق في تحقيق ذاته وتقوية شخصيته واعتماده على نفسه بل وتزوّده بالمهارات والخبرات الحياتيّة المتنوعة التي تساعده على أن يكون فردًا منتجًا وفاعلًا في مجتمعه وفي حياته القادمة.[١]


أشكال تشغيل الأطفال

تتخذ عمالة الأطفال أشكالاً مختلفة، وقد حدّدت منظمة العمل الدوليّة أشكال تشغيل وعمالة الأطفال في المادة رقم 3 من اتفاقية منظمة العمل رقم 182، وهذه الأشكال هي:[١][٢]

  • جميع أشكال العبوديّة أو الممارسات التي تشبه الرّق، مثل بيع الأطفال، والإتجار بهم، والعمل القسري أو الإجباري بما في ذلك التجنيد القسري للأطفال لاستخدامهم في الصراعات والنزاعات المسلّحة.
  • استخدام الطفل أو تشغيله أو عرضه لأغراض غير شرعية أو لإنتاج مواد أو عمل عروض إباحيّة.
  • استخدام الطفل أو عرضه من أجل القيام بأنشطة غير مشروعة، مثل إنتاج المخدرات أو الإتجار بها.
  • جميع الأعمال التي تضرّ بصحة الأطفال أو سلامتهم وتؤثر على أخلاقهم ونموهم الجسدى والنّفسي.
  • جميع الأعمال الخطيرة، وهي الأعمال التي تقتضي بطبيعتها تعرّض الطفل للخطر أو الإضرار بصحته وسلامته.
  • العمل تحت الأرض، أو العمل تحت الماء، أو العمل على ارتفاعات خطرة أو داخل أماكن ضيّقة وغير ملائمة صحيًا.
  • العمل الذي يُعرّض الطفل للاعتداء والاستغلال النفسي أو الجسدي أو الجنسي.
  • العمل مع الآلات والأدوات والمعدّات الخطيرة كالأعمال التي تتطلّب حمل الأثقال أو المناولة باليد.
  • العمل في بيئة غير صحيّة والتي قد تُعرّض الطفل لعوامل أو مواد خطيرة، مثل التعرّض لدرجات الحراة المرتفعة، أو مستويات الضوضاء العالية، أو الاهتزازات الضارة بصحة الطفل ونموه.
  • العمل في ظروف صعبة مثل العمل لساعات طويلة، أو العمل أثناء الليل، أو العمل في الشارع مثل الاستجداء، أو تقييد الطفل بالعمل وإجباره على إتمامه دون مراعاة وضعه وقدراته.
  • عمالة الأطفال هي عمل الطفل تحت السن القانوني الذي يسمح بتشغيله، فالعمل المسموح به للأطفال من عمر 15 هو العمل الخفيف غير الضار ويكون على عمر 14 في الدول النامية، والأطفال في عمر 13 إلى 15 سنة أو 12 إلى 14 سنة في البلدان النامية، يُسمح لهم بالعمل لساعات معينة من وقت لآخر فقط، وأما الأعمال الخطرة فلا يتم تشغيل الأطفال بها قبل أن يتموا 18 عامًا من عمرهم و16 عامًا في الدول النامية، وأي مخالفة لعمالة الأطفال وهم أقل من هذا العمر يعدّ تشغيل للأطفال واستغلال لهم ويجب إيقافه.


ما هي أسباب ظاهرة تشغيل الأطفال؟

يمكن تقسيم العوامل المسببة لظاهرة تشغيل الأطفال إلى عوامل اقتصاديّة، وسياسيّة، واجتماعيّة، وتعليميّة، وهذه هي العوامل الرئيسيّة لعمالة الأطفال، ويمكن تلخيصها بما يلي:[٣][٤]

الأسباب الاقتصاديّة

يُعد الفقر من أهم الأسباب الاقتصادية التي تدفع الأطفال للعمل من أجل الحصول على دخل لبقائهم وبقاء أسرهم على قيد الحياة، وقد يكون السبب عدم كفاية دخل الوالد لإعالة الأسرة الكبيرة وخاصة إذا كان لدى هذه الأسرة عدد كبير من الأطفال فمن الواضح أن الأسر التي يكثر عدد أفرادها يكون لديها عمالة أطفال أكثر من الأسر التي تُنجب عدد أطفال أقل، ووفقًا للباحثين في مجال عمالة الأطفال فإن السبب الرئيسي لهذه العمالة في المدن الكبرى هو الحياة الأسريّة المفككة والحرمان الاقتصادي، فالعديد من هذه العائلات لا تستطيع توفير متطلبات الحياة الكريمة لأطفالها، وتفشل في الكثير من الأحيان في توفير حتى التغذية لهم، لذلك تتركهم للبحث عن مصدر دخل خاص بهم.

الأسباب السياسيّة

يعدّ الفساد واحدًا من الأسباب السياسية التي تؤدي إلى عمالة الأطفال، فالفساد يفاقم من مشكلة الفقر ويقوّض عمل التنمية البشرية ويشجّع على الصراع ويبقيه لفترات طويلة، كما أنه سبب من أسباب انتهاك حقوق الإنسان وحقوق الطفل خصوصًا ويقوّض الديمقراطية، كما أن بعض أشكال الفساد تؤثر على الطفل بشكل مباشر وتؤثر على الخدمات التي يجب أن يحصل عليها كالتعليم والرعاية الصحية، و من ناحية أخرى تؤثر الحروب السياسية بين الدول أيضًا على زيادة عمالة الأطفال ونموها باستمرار، فالحروب الأهلية والصراعات تؤدي إلى مزيد من الفقر وإلى حرمان الأطفال من حقوقهم وبالتالي اضطرارهم إلى العمل لإعالة أنفسهم وأسرهم.

الأسباب الاجتماعيّة

يُعزَى السبب الاجتماعي لعمالة الأطفال إلى بعض المفاهيم الشعبيّة والعادات والتقاليد، فالعديد من الأسر تشجّع أطفالها على العمل في عمر صغير لاعتقادهم أن العمل يُقوّي من شخصية الطفل ويُنمّي مهاراته، والتقليد السائد بأن الطفل يسير على خُطى والده في تجارته وعمله لذلك تدفع الأسر أطفالها للعمل في سن مبكرة جدًا، وقد يكون السبب أيضًا الدّيون الكبيرة على كاهل بعض الأسر بسبب مشاركتهم في المناسبات الاجتماعية أو في بعض المناسبات الدينيّة والاعتماد على أطفالهم في سدّ هذه الديون.

وفيما يتعلّق بالأسباب الاجتماعيّة التي تؤدي إلى عمالة الفتيات، فتعتقد الكثير من الأسر بأن الفتاة هي أقل احتياجًا للتعليم من الفتى أو الشاب، مما يؤدي إلى إخراجهن من المدرسة في عمر مبكر وتشغيلهن في المنازل، أو بيعهن للعمل في المنازل أو في بعض أعمال التجارة الممنوعة كتجارة الجنس، وقد يكون سبب عمالة الأطفال هي الأسر نفسها، فالعديد من الأطفال يعملون كعمال غير مأجورين داخل مؤسسات عائليّة من مزارع، وورش عمل وغيرها من الأعمال التابعة للأسرة، وفي كثير من الأحيان تكون عمالة الأطفال بسبب إدمان رب الأسرة على الكحول والمخدرات وتدنّي المنحنى الأخلاقي في العائلة وبالتالي عدم وجود رقابة على الطفل مما يحفّزه على النزول إلى الشارع والعمل.

الأسباب التعليميّة

من الأسباب التعليميّة لعمالة الأطفال القصور والضعف في الأنظمة التعليميّة، وبسبب عدم وجود المدارس والمرافق التعليميّة التي تحتوي هؤلاء الأطفال وتُشجّعهم على التّعلّم، وحتى في حال وجود المدارس فإن بعض أولياء الأمور ينظرون إلى العمل بأنه أهم من التعلّم وأنه بديل عنه، وبالنسبة للعديد من الأسر فإن تكلفة التعليم لا يمكن تحمّلها حتى لو كانت مجانيّة لما يترتّب عليها من نفقات قرطاسية وملابس وغير ذلك الكثير؛ ولهذا يلجأ هؤلاء إلى تشغيل أطفالهم، وتتفاقم المشكلة عند الفتيات ويشيع في بعض المجتمعات إخراجهن من المدارس لتهيئتهن للزواج أو العمل، ومن باب أن الفتاة لن تحتاج للتعليم وبالتالي لا يستثمر الأهل في تعليمها.


نتائج ظاهرة تشغيل الأطفال

هناك عدد كبير من الآثار السلبية لعمالة الأطفال، ومن أهم هذه الآثار والنتائج ما يلي:[٢]

  • نتيجة صعوبة العمل وقساوة ظروفه فإن ذلك يتسبب للطفل بعدد من المشكلات مثل، الشيخوخة المبكرة، والقلق، والاكتئاب وغيرها من المشاكل الصحية الخطيرة.
  • نتيجة اختلاط الطفل بأشخاص أكبر سنًا منه في بيئة العمل فإن ذلك يؤثر على أخلاقه وقد يؤدي إلى انحرافه وسلوكه بعض السلوكيات غير السوية مثل تعاطي المخدرات و الإدمان على الكحول.
  • عدم تمتّع هؤلاء الأطفال بأي حماية لهم ولحقوقهم نتيجة انحدارهم من عائلات محرومة أو مفككة أو الأقليات.
  • يسيطر أرباب العمل على هؤلاء الأطفال بل ويجعلونهم غير مرئيين لوسائل الإعلام وللعالم الخارجي لفرض سيطرتهم المُطلقة عليهم.
  • يعمل هؤلاء الأطفال في ظروف مُهِيْنة وغير إنسانيّة دون وجود أدنى حقوق أساسيّة لهم تتناسب مع طبيعتهم كبشر.
  • حرمان الطفل من التعليم والحُكم عليه بالبقاء أميًا طوال حياته نتيجة عمله وتركه للدراسة.
  • لن يكون الطفل قادرًا على النمو والتفاعل بشكل طبيعي مثل بقية الأطفال الآخرين في حياته المهنيّة والاجتماعيّة نتيجة الظروف القاسية والظلم الذي تعرّض له.
  • عمالة الأطفال تُعرّض كرامة الطفل وأخلاقه للخطر، وخاصة عندما يتعلّق الأمر بالاستغلال والعنف الجنسي أو استغلاله في مجال المواد الإباحيّة.
  • الطفل العامل يكون أكثر عُرضة لسوء التغذية.
  • الأطفال العاملين هم أكثر عُرضة من غيرهم من الأطفال للعنف الجسدي والجنسي والعقلي.
  • قد يتم بَيع بعض الأطفال خاصة في دول إفريقيا والمحيط الهادئ للعمل في شبكات الدعارة وبيع الفتيات للعمل في المنازل، وقد يتم بيع الأطفال للمصانع لتغطية ديون الأسرة.


كيف يمكن علاج ظاهرة تشغيل الأطفال؟

هناك عدد من الطرق التي يمكننا من خلالها التخفيف من مشكلة عمالة الأطفال إذا تكاتفنا كأسر وحكومات وأصحاب عمل، ومن أهم طرق علاج هذه الظاهرة ما أوصت به منظمة حقوق الإنسان وهو ما يلي:[٥]

  • يجب على الحكومات والنقابات العماليّة وأصحاب العمل إعطاء الأولويّة لحماية الأطفال من العمالة، وجعل ذلك من أول وأهم الاستراتيجيات المتّبعة لديهم.
  • يجب على الدول التصديق على اتفاقيّة منظمة العمل الدوليّة رقم 182 بشأن أسوأ أشكال عمالة الأطفال، والتأكد من أن قوانين هذه الدول متوافقة مع الاتفاقيّة.
  • يجب أن تحظر القوانين الوطنيّة على جميع الأطفال دون سن 18 من استخدام الأدوات الخطيرة، أو نقل الأحمال الثقيلة، أو العمل لساعات طويلة.
  • يجب أن تحظر القوانين الدولية التحرّش الجنسي في مكان العمل وتجرّمه، وتحدد عقوبات أكثر صرامة وشدّة في حال كان الضحيّة طفلاً عاملاً.
  • زيادة مراقبة مفتشي العمل على أماكن العمل، واستهداف الأماكن التي تشغّل الأطفال وخاصة من خلال الرصد الاستباقي المفاجئ، وضمان التفتيش الجيد على الموقع.
  • يجب على أصحاب العمل تزويد جميع العمال وخاصة الأطفال بمعدات الحماية المناسبة، وتدريبهم على حماية أنفسهم من المخاطر التي قد يتعرضون لها في مكان العمل.
  • تعريف الأهالي والأطفال بحقوق الطفل، وأن انتهاك أي حق من هذه الحقوق يُعاقب عليه القانون.
  • ضمان حصول جميع الأطفال على التعليم الابتدائي المجاني والإلزامي.
  • محاولة دفع أي رسوم أو تكاليف مرتبطة بالتعليم، مثل رسوم الكتب، ورسوم الزي المدرسي والتي لا تستطيع بعض الأسر تحمّل تكاليفها فتلجأ إلى تشغيل أطفالها.
  • يجب على الدولة معاقبة مُنتهكي قوانين عمالة الأطفال وإيقاع أشد العقوبات بهم ليكونوا عِبرة لغيرهم.
  • على الدولة توفير الدعم الكافي للأطفال العاملين دون السن القانونيّة لضمان التحاقهم بالمدرسة بدلاً من العمل.
  • على الدولة زيادة الغرامات على منتهكي قوانين عمالة الأطفال، وتخصيص جزء من هذه الغرامات لإعادة تأهيل الأطفال العاملين لديهم.
  • وفيما يخص الأسر عليها القيام على الفور بتسليم أي معلومات تتعلّق بانتهاك قوانين عمالة الأطفال إلى السلطات المختصة لاتخاذ الإجراءات المناسبة.


القطاعات الأعلى نسبة في تشغيل الأطفال

القطاع الأعلى نسبة في تشغيل الأطفال هو القطاع الزراعي، فبحسب منظمة حقوق الإنسان فإن ما يقارب من 250 مليون طفل منخرطين في عمالة الأطفال، ويعمل ما نسبته 70% من هؤلاء الأطفال في القطاع الزراعي أي ما يقارب من 170 مليون طفل، وقطاع الزراعة بحسب منظمة حقوق الإنسان هو المكان الذي يوجد به أسوأ وأشهر عمل للأطفال، إذ يتعرّض الأطفال العاملين في مجال الزراعة لعدد من المخاطر الشديدة، وحسب إحصائيات منظمة العمل الدولية فإن عدد الأطفال اللذين يعملون في الزراعة يساوي عشر أضعاف الأطفال العاملين في المصانع مثل مصانع الملابس ومصانع النسيج، وعلى الرغم من الأعداد الكبيرة للأطفال العاملين في الزراعة فإنهم لا يحظون بأي اهتمام يُذكر من الجهات المعنية على خلاف الأطفال الذين يعملون في باقي القطاعات والذين يحظون بنسبة رقابة واهتمام أكبر.

ومن أهم المخاطر الذي يتعرّض لها الأطفال العاملين في المجال الزراعي التعرّض لمبيدات الآفات في الحقول الزراعيّة فيصابون بالحمى، والطفح الجلدي، والإسهال، وقد يؤدي ذلك لإصابتهم بالسرطان وخطر الموت، والتعرّض للإصابات بالمناجل والسكاكين والشفرات التي تُستخدم لقطع الثمار، ويتعرّض هؤلاء الأطفال للجفاف جراء العمل لساعات طويلة تحت أشعة الشمس، وقد لا يحصل هؤلاء الأطفال على الكثير من الماء أو قد يكون الماء ملوّثًا بالبكتيريا والمبيدات، كما أن الأطفال العاملين في الزراعة يعملون مقابل أجور منخفضة مقارنة مع العاملين البالغين في نفس المجال.[٥]

ومن أهم مجالات عمل الأطفال في القطاع الزراعي هو قطف حبوب البن وخاصة في دول كولومبيا، وتنزانيا، وكينيا، وأوغندا، والمكسيك، وهندوراس، وساحل العاج، بالإضافة إلى قطف القطن وتظهر عمالة الأطفال في هذا المجال خاصة في أوزبكستان، وتركمانستان، وساحل العاج، وبعد القطاع الزراعي يُمثل القطاع الصناعي أعلى نسبة عمالة للأطفال فبحسب منظمات العمل فإن 218 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة يعملون في المجالات الصناعيّة، فمجال صناعة الملابس يُعد بيئة خصبة أيضًا لعمالة الأطفال، فالعديد من الدول توظّف الأطفال في صناعة الملابس، مثل دولة تركيا التي تشغّل أطفال اللاجئين السوريين، ومن الأعمال الرائجة لعمالة الأطفال هو العمل في المناجم خاصة مناجم الذهب، والدول الأكثر رواجًا لعمالة الأطفال في المناجم هي دول آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبيّة، كما أن عمل الأطفال في التبغ واحدة من أخطر الأعمال عليهم فيعمل بعض الأطفال 10 ساعات في اليوم بالتبغ بالقرب من المواد الكيميائية الخطيرة وحمل الأوزان العالية.[٦]


قد يُهِمُّكَ: اليوم العالمي لمحاربة تشغيل الأطفال

اليوم العالمي لمحاربة تشغيل الأطفال، هو اليوم الذي أطلقته منظمة العمل الدوليّة عام 2002 لتركيز الانتباه على البعد العالمي لظاهرة عمالة الأطفال، والإجراءات والجهود اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، وأن لجميع الأطفال الحق في الحماية من العمل القسري وفي ظل الظروف غير الصحية، وأن الحد الأدنى لسن الالتحاق بالعمل يجب أن لا يقل عن سن التعليم الإلزامي، ففي يوم 12 من شهر يونيو من كل عام يجتمع الملايين من الأشخاص وأصحاب العمل والمنظمات العماليّة والمجتمع المدني والحكومات من جميع أنحاء العالم لتسليط الضوء على عمالة الأطفال، وما يمكن فعله تجاه هذه الظاهرة للقضاء عليها أو على أقل تقدير السيطرة عليها والحد من انتشارها، ومن أهم الأهداف التي تدعو إليها هذه المنظمات هو إلزام الدول بإنهاء عمل الأطفال، واتخاذ تدابير فوريّة للقضاء على السّخرة، وإنهاء العبوديّة والإتجار بالبشر، والقضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال بما في ذلك تجنيدهم واستغلالهم، وتهدف هذه الجهود إلى إنهاء عمالة الأطفال بكافة أشكالها وأنواعها بحلول العام 2025.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب "What is child labour", ilo, Retrieved 19/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Child Labour", humanium, Retrieved 19/12/2020. Edited.
  3. "Causes", ilo, Retrieved 19/12/2020. Edited.
  4. Lana Osment, "Child labour; the effect on child, causes and remedies to the revolving menace", shram, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Backgrounder: Child Labor in Agriculture", hrw, Retrieved 19/12/2020. Edited.
  6. "Industries that rely on child labor", dw, Retrieved 19/12/2020. Edited.
  7. "World Day Against Child Labour", un, Retrieved 19/12/2020. Edited.

فيديو ذو صلة :