مفهوم العبودية
يتمثل مفهوم العبودية باختصار بامتلاك الإنسان لإنسانٍ آخر، ويكون الإنسان المملوك أشبه بالممتلكات أو المال، كما أنه لا يتمتع بأي حقوق إنسانية، ولا يوجد إجماع بعد على مفهوم العبد أو مؤسسة العبودية، لكن هنالك اتفاق بين المؤرخين وعلماء الأنثروبولوجيا وعلماء الاجتماع وكل من يدرس العبودية حول وجود صفات معينة يجب أن تطّبق على الشخص ليصبح عبدًا وهي كما يلي:[١]
- العبد هو نوع من الممتلكات، أي أنه مملوك لشخص آخر، وقد يكون العبد ملكية ثابتة غير متحركة من موقع ما، أو يمكنه التحرك تبعًا لبعض المجتمعات.
- العبد موضوع ضمن القانون لكنه ليس من رعاته، وبالتالي لا يُحاسَب العبد على فعلته في القانون، وإن كان للعبد حقوق فيجب أن تكون أقل من حقوق مالكه.
- لا ينحدر العبد لأي من سلالات النسب، فعلى الأغلب ليس له أقارب، ويتحكم مالكه في نسله.
وهنالك تعريف آخر للعبودية غير شمولي وهو؛ العمالة المشروطة التي يمارسها فرد من خارج العائلة، ويُحرَم العبد ضمن هذا التعريف من حق الحرية، وحق الحركة، وحق اتخاذ القرارات الشخصية، ومن الجدير بالذكر أن ليست جميع أشكال العبودية إكراهية، فهنالك جزء بسيط منها يكون طوعيًا.
أنواع العبودية
يوجد نوعين رئيسين للعبودية، لكن ينحدر منهما عدة أشكال أخرى، وفيما يلي يمكنك الاطلاع على أشكال العبودية:[٢]
- الإتجار بالجنس: وهو أن يشارك الشخص البالغ في عمل جنسي تجاري نتيجة التهديد بالقوة أو الإكراه أو الاحتيال، ويكون المالك أو الجاني في هذه الحالة موفرًا لجميع معاني إتمام العملية بما فيها الحفاظ على جودة الشخص المملوك جنسيًا، ولهذا النوع من العبودية شكل فرعي هو الاتجار بجنس الأطفال، وهو أن يشارك شخص يقل عمره عن 18 سنة في عمل جنسي تجاري أيضًا نتيجة الإكراه أو الاحتيال أو التهديد بالقوة، ولهذا الأمر عادةً مخاطر سلبية شديدة على الأطفال المتعرضين للإكراه سواء على الصعيد الجسدي أو النفسي والعديد من المشكلات الخطيرة الأخرى التي قد تؤدي للموت أحيانًا.
- العمالة بالسخرة: وهي إخضاع شخص ما أو مجموعة من الأشخاص وإجبارهم على العمل تحت التهديد الجسدي أو التهديد بالقانون أو بالخداع، ولهذا النوع أشكال عديدة منها ما يلي:
- عبودية الديون، تظهر عبودية الديون عند استخدام العمالة القهرية أو الاتجار الجنسي كنوع من طرق سداد الديون، حتى وإن كانت الديون موروثة.
- العبودية المنزلية، وهي نوع من الإتجار بالبشر وإجبارهم على العمل في المنازل، ويكون هنا العبد غير قادر على ترك المنزل تحت أي ظرف من الظروف، على عكس الخدم الذين يعملون ثم يتركون مكان عملهم، وبالتالي فهم أحرار.
- عمالة الأطفال القسرية، قد يضطر بعض الأطفال إلى العمل، لكن هنالك منهم من يتعرض لظروف عمل شبيهة بالعبودية.
- التجنيد غير القانوني والقسري واستخدام الأطفال كجنود، وهو نوع من أنواع الإتجار بالبشر، وفيه يُجبَر الأطفال على الالتحاق بممارسات عسكرية تحت التهديد والقوة والاحتيال والإكراه، والبعض يُعدّون هذا النوع من أنواع العمل ويكثر هذا النوع أثناء الحروب والأزمات.
قد يُهِمُّكَ: كيف تعامل الإسلام مع العبودية؟
كانت العبودية أمرًا شائعًا جدًا قبل مجيء الإسلام، وقد استمرت حتى بعد الإسلام، لكن مع الاعتدال بها بسبب التعاليم الإسلامية السمحة، فقد حث الإسلام على أن الحرية حق من حقوق البشر كافةً، وبذلك حدد الإسلام ووضع بعض القيود على العبودية، وقد حث الدين الإسلامي على تحرير العبيد وتنظيم معاملتهم كما يلي:[٣]
- قلل الإسلام من الفئات التي يمكن استعبادها تحت أي ظرف من الظروف.
- عامل الإسلام العبيد على أنهم بشر أولًا.
- حرم الإسلام سوء التعامل مع العبيد، بل حث على التعامل معهم بكل لطف.
- حرم الإسلام استعباد المسلمين لبعضهم البعض.
- مكّن الإسلام من تحرير العبيد وجعله عملًا فاضلًا وفيه ثواب.
وبالرغم من ذلك، فقد استمرت ظاهرة العبودية من قبل بعض الأشخاص تحت ظل الإسلام وفي الأزمان اللاحقة، وكان العبيد أيضًا أكثر من يتعرضون للعقاب عند مخالفتهم للقانون.
المراجع
- ↑ Richard Hellie (24/8/2020), "Slavery", britannica, Retrieved 26/1/2021. Edited.
- ↑ "What is Modern Slavery?", US department of state, Retrieved 26/1/2021. Edited.
- ↑ "Slavery in Islam", bbc, 7/9/2009, Retrieved 26/1/2021. Edited.