محتويات
عمالة الأطفال
لا بدّ أنّك سمعت عن عمالة الأطفال، فهناك ما يصل إلى 150 مليون طفل يعملون في شتى المجالات، أطفال لا يجدون وقتًا كافِ للذهاب إلى المدرسة للتعلم وتحسين آفاقهم المستقبلية، بينت الأبحاث أنّ ملايين الأطفال يعملون في أعمال خطرة وغير صحية.
عُرٍفَت عمالة الأطفال بأشكال عديدة، فمنهم من عدّها شكل من أشكال الرق؛ كالعمل القسري والإجباري؛ كتجنيد الأطفال لاستخدامهم في النزاعات المسلحة، وبيع الأطفال والاتجار بهم، أو استخدام الأطفال لأغراض إنتاج مواد إباحية أو عروض إباحية، أو استخدامهم للقيام بأنشطة غير مشروعة، مثل؛ إنتاج المخدرات والاتجار بها، أو أحد الأعمال التي قد تضر بصحة الأطفال أو سلامتهم أو أخلاقهم.
يعمل الأطفال بأشكال عديدة فمنهم من يعمل في المصانع الصغيرة أو في مواقع البناء أو وورش السيارات، ويعمل آخرون في المنازل أو يخرجون للتسول أو مكبات النفايات وقطع الحجارة، وتعدّ جميع هذه الأشكال من الأعمال ضارة بدنيًا ونفسيًا للأطفال، ولتعرف الأسباب التي أجبرت الأطفال على العمل، يُمكنك قراءة المقال التالي.[١]
أسباب عمالة الأطفال
لعمالة الأطفال عدة أسباب تدفع بعض المجتمعات أو الأسر لممارستها على أطفالهم، ومنها ما يأتي:
أسباب عمالة الأطفال الاقتصادية
يعدّ أيّ شخص تحت سن 18 عامًا طفلًا، وذلك حسب تعريف الأمم المتحدة، ويعرف عمل الأطفال بأنّه عمل لا يجب على الأطفال القيام به لأنّهم صغارٌ وليسوا كبارًا بما يكفي ليقوموا بأعمال لا تناسب أعمارهم أو قدراتهم، لأنّه خطير أو غير مناسب لهم، ويعتمد تحديد إذا كان عمل الأطفال عمالة أم لا على العديد من العوامل منها؛ عمر الطفل، وساعات العمل، ونوعه والظروف التي يُنفذ خلالها العمل.[٢]
لعلّ أهم الأسباب الاجتماعية لعمالة الأطفال؛ الفقر، فقد يعتمد الأطفال الفقراء وأسرهم على عمل الأطفال من أجل تحسين فرصهم في الحصول على الضروريات الأساسية، فهناك أكثر من ربع سكان العالم يعيشون في فقر مدقع، وذلك حسب إحصاءات الأمم المتحدة لعام 2005، ينتشر الفقر في أجزاء من أفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، ممّا يُجبر العديد من الأطفال على العمل.[٣]
ويُعدّ الفساد من أهم العوامل التي تُؤدي إلى تفشي ظاهرة عمالة الأطفال، وهناك أضرار كبيرة مرتبطة بالفساد، منها؛ انتهاك حقوق الإنسان، وتفاقم الفقر، وبالتالي حرمان الأطفال من حقوقهم الأساسية؛ كالتعليم والرعاية الصحية، ممّا يُجبر الأطفال على الهروب من الفقر بالعمل لتأمين حاجاتهم الأساسية.[٤]
أسباب عمالة الأطفال الاجتماعية
لعلك تتساءل عزيزي القارئ عن العوامل الاجتماعية التي تُجبر الأطفال على العمل في سن صغيرة، يُمكن اعتبار الفقر أحد أهم الأسباب لانتشار عمالة الأطفال، فإذا كانت الأسرة تعيش تحت خط الفقر، ولا يستطيع الآباء الفقراء تحمل تكاليف تعليم أطفالهم، فيُجبرون على إرسال أطفالهم قسراً إلى العمل بدلاً من إرسالهم إلى المدرسة.
وقد تكون عمالة الأطفال مترسخة بعمق في العادات، فلا يُدرك الكثير من الآباء أو الأطفال أنفسهم أنّها غير قانونية وضد مصالح الأطفال، وقد تلجأ العائلات الكبيرة لتشغيل الأطفال، لعدم كفاية دخل الوالدين ولدعم العائلة الكبيرة.
كما تلعب العادات والتقاليد المحلية دور مهم في عمل الأطفال؛ إذ يرون أنّ العمل جيدٌ لبناء الشخصية وتنمية المهارات لدى الأطفال، كما تُجبر العادات الأطفال على اتباع خطى آبائهم في تجارة معينة، وتعلم وممارسة هذه التجارة في سن مبكرة جدًا، ويرى البعض أنّ البنات لا يحتجن إلى التعليم، ممّا يُؤدي إلى إخراجهن من المدرسة في سن مبكرة، ووضعهن في المنزل للعمل، أو تشغيلهن في الأعمال المنزلية.[٥]
أسباب عمالة الأطفال التعليمية
يُعدّ الوصول إلى التعليم الإلزامي المجاني محدود في بعض البلدان، ممّا يجعله السبب الأهم في لجوء الأطفال للعمل في سن صغيرة، كان هناك حوالي 75 مليون طفلًا غير ملتحقين بالمدارس وذلك في عام 2006، ممّا يحد من الفرص المستقبلية للأطفال ومجتمعاتهم.
وحسب تقرير للأمم المتحدة لعام 2009، فإنّ عملية تحقيق التعليم الشامل لأطفال العالم سيكلف حوالي 10-30 مليار دولار أي بنسبة 0.7 ٪ - 2.0 ٪ من التكلفة السنوية للإنفاق العسكري العالمي[٣]، كما أنّ العديد من المجتمعات لا تمتلك مرافق مدرسية كافية، ويمكن لبعضها ألّا يتحمل التعليم حتى وإن كان مجاني، فهم يرون أنّ التعليم بديل للعمل، ويعتقدون بأنّ التعليم يُضيع فرصهم لزيادة دخل للأسرة، خاصةً لدى الأسر الفقيرة والعائلات الكبيرة.[٥]
أسباب عمالة الأطفال السياسية
تقوم بعض القطاعات بانتهاك قوانين أو مدونات التي تمنع عمل الأطفال؛ إذ تقوم بعض المصانع أو المؤسسات التي يعتمد عملها على تصنيع وتصدير المنتجات على طبقات متعددة من الإنتاج والاستعانة بمصادر خارجية بالتعاقد مع الأطفال لتشغيلهم، وإخفاء عمالة الأطفال عن قصد أو عن غير قصد[٣].
وتُشكل الحرب الأهلية عامل آخر يُسهم في عمل الأطفال؛ إذ إنّ الحرب تُدمر اقتصاد البلاد، وتُضيع موارده وتحرقها، بالتالي إجبار العائلات على العمل لتأمين لقمة العيش، كما تُهاجر العديد من الأسر الريفية إلى المناطق الحضرية بسبب الدفع الريفي وعوامل الجذب في المناطق الحضرية، تفتقر هذه العائلات للوصول إلى المتطلبات الأساسية، مثل؛ الطعام والمأوى، فليجأون للعمل، ويكونون أكثر عرضة للأعمال غير القانونية مثل؛ السرقة، وتهريب المخدرات، أو العمل في المطاعم والفنادق، أو في أعمال غير مشروعة.0[٤]
آثار عمالة الأطفال على الفرد والمجتمع
لا بدّ أن تعرف الآثار السلبية التي تنعكس على الفرد والمجتمع نتيجةً لعمالة الأطفال، ومن أهمها:[٦]
- تنعكس ظروف العمل القاسية وصعوبة المهام بالعديد من مشكلات الشيخوخة المبكرة، وسوء التغذية، والاكتئاب، والاعتماد على المخدرات.
- ممارسة سيطرة مطلقة على الأطفال الأيتام أو المختطفين من عائلاتهم أو المجبرين على العمل، ممّا يعني انتهاك المبادئ والحقوق الأساسية القائمة على الطبيعة البشرية.
- عدم قدرة الطفل الذي يعمل على الحصول على التعليم، وبالتالي سيُصبح بالغًا أميًا، ليس لديه إمكانية للنمو في حياته المهنية، والاجتماعية، والتعليمية.
- يُعرِّض عمل الأطفال كرامة الطفل وأخلاقه للانتهاك، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالاستغلال الجنسي، مثل؛ الدعارة، والمواد الإباحية.
- تُعرِّض الطفل لسوء التغذية، فهؤلاء الأطفال ضحايا للعنف البدني، والعقلي، والجنسي.
- تجريد الأطفال العاملين من طفولتهم، فهم يعملون في سن مبكرة، ويقومون بأعمال تفوق طاقاتهم.
- تعرض بعض الأطفال للعنف والإساءة الجسدية أو النفسية، إذا لم يُؤدّوا أعمالهم أداءً صحيحًا.
مَعْلُومَة
تقول منظمة العمل الدولية إنّ 218 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و 17 سنة يعملون، وقد بينت أنّ الزراعة هي المكان الذي توجد فيه أسوأ أشكال عمالة الأطفال، وأكثرها شيوعًا وتُشكل نسبة 70.9٪ ، ويُشغل الأطفال في مجال الخدمات وتشكل نسبة 11.9%، وتُشكل نسبة عمالة الأطفال في قطاع الصناعة 17.2%[٧].
توظف مزارع البن الأطفال لاختيار حبوب البن في كولومبيا، وتنزانيا، وكينيا، وأوغندا، والمكسيك، ونيكاراغوا، وجمهورية الدومينيكان وهندوراس، وبنما، والسلفادور، وغينيا، وساحل العاج، ويَقطف الأطفال القطن في جميع أنحاء العالم، بخاصة في البلدان التي تعتمد اقتصاداتها بشكل كبير على محصولها مثل؛ ساحل العاج.
وبينت وزارة العمل الأمريكية أنّ 15 دولةً تستخدم عمالة الأطفال لإنتاج الطوب لمشاريع البناء، وهي الأرجنتين، والبرازيل، والصين، والإكوادور، وكوريا الشمالية، وبيرو، ويُشغَل الأطفال في صناعة الملابس، إنّ اللاجئون السوريون وبالأخص الأطفال هم من ينتجون الأحذية في جنوب شرق تركيا، يُحصد قصب السكر من قبل الأطفال في بلدان مثل؛ الفلبين وكمبوديا.
تقول منظمة العمل الدولية إنّ صناعة التبغ واحدة من أكثر الصناعات خطورة بالنسبة للأطفال العاملين، بسبب ساعات العمل الطويلة والحرارة الشديدة، والتعرض للمواد الكيميائية الخطرة، ويعمل الأطفال في المناجم، وخاصة مناجم الذهب، ينتشر ذلك في بعض أجزاء أفريقيا، وآسيا، وأمريكا الجنوبية، إن الأطفال الذين يعملون في صناعة الذهب معرضون بشدة لخطر الإصابة بالزحار، والملاريا، والتهاب السحايا، والسل، أو الموت من جراء انفجارات في مهاوي المنجم.[٨]
المراجع
- ↑ "Child labour", terredeshommes,15-5-2020، Retrieved 15-5-2020. Edited.
- ↑ "Eliminating and Preventing Child Labour", ilo,16-5-2020، Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "The University of Iowa Labor Center", uiowa,16-5-2020، Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "Child labour; the effect on child, causes and remedies to the revolving menace", lu,16-5-2020، Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "child-labour", ilo,16-5-2020، Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ↑ "Child Labour", humanium,16-5-2020، Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ↑ "Global Estimates of Child Labour", ilo,28-5-2020، Retrieved 28-5-2020. Edited.
- ↑ " Industries that rely on child labor ", dw,28-5-2020، Retrieved 28-5-2020. Edited.