بحث عن اطفال الشوارع فى مصر

بحث عن اطفال الشوارع فى مصر
بحث عن اطفال الشوارع فى مصر

ظاهرة أطفال الشوارع في مصر

من المعروف أن ظاهرة أطفال الشوارع هي إحدى الظواهر السيئة في الكثير من دول العالم النامية؛ بما في ذلك جمهورية مصر العربية، وقد عرف القانون المصري الصادر عام 1996م أطفال الشوارع بأنهم؛ "الأطفال القصر الذين يقضون معظم وقتهم في الشارع دون أي إرشاد أو توجيه"، وهم غالبًا لا يملكون تواصلًا وثيقًا مع أُسرهم أو قد يكون هذا التواصل معدومًا بالكامل أحيانًا، وقد أُجريت العديد من البحوث والاستطلاعات لمعرفة الأسباب وراء هذه الظاهرة والحلول المناسبة لها، وقد أشارت نتائج بعض هذه الدراسات إلى تجمع هؤلاء الأطفال في العاصمة القاهرة ومدينة الجيزة وبضعة مدن مصرية أخرى.

وعلى الرغم من أن الإحصائيات حول أعدادهم ليست مؤكدة إلا أن الحديث عن وجود حوالي 200 ألف طفل يهيمون في الشوارع ويفعلون كل ما يمكنهم فعله للبقاء على قيد الحياة، وهذا يشمل الكثير من الممارسات والسلوكيات الخاطئة والإجرامية المخالفة للقانون في الكثير من الأحيان، بما في ذلك حيازة واستعمال المخدرات، وللأسف فإن المستشفيات في مصر تستقبل مجموعات كبيرة من الأطفال الذين يستنشقون الغراء لكونه زهيد الثمن ويسبب حالة نسبية من الغياب عن الواقع؛ وذلك لصعوبة حصولهم على التبغ أو المخدرات غالية الثمن أو التي تتطلب وصفة طبية.[١]


أسباب ظاهرة أطفال الشوارع في مصر

حجزت مصر لنفسها مكانًا متقدمًا ضمن قوائم البلدان الأكثر معاناة من ظاهرة أطفال الشوارع، والمشكلة أن هذه الظاهرة في زيادة ملحوظة في مصر نتيجة لفشل الخطوات اللازمة للتعامل معها، ومن بين أبرز الأسباب التي تقف وراء تفاقم مشكلة أطفال الشوارع في مصر ما يلي:[٢]

  • الهشاشة الاقتصادية: للعديد من العائلات المصرية والناجمة عن الفقر والبطالة وسوء الظروف المعيشية مما يدفع الأطفال للبحث عن وسيلة لتحصيل لقمة العيش.
  • التفكك الأسري: وصوره عديدة لا حصر لها؛ مثل وفاة أحد الوالدين أو كليهما، أو وجود أسرة كبيرة من الأخوة والأخوات، أو القدوة السيئة من الأخ الكبير الذي يدعو بقية أشقائه إلى النزول إلى الشارع مثله خاصة عندما تواجه الأسرة مشاكل لا تستطيع التعامل معها بسهولة، بل إن العديد من الأقران يؤمنون لإخوتهم الصغار الحماية والمأوى والطعام في الأيام الأولى لهم في الشارع لتشجيعهم على الاستمرار.
  • سوء المعاملة وقلة الاهتمام من قِبل الوالدين: والتعرض للأذى الجسدي؛ مثل الضرب المبرح أو الأذى المعنوي؛ كالإهانات اللفظية وتوجيه الشتائم واللوم المستمر على ارتكاب الأخطاء الصغيرة، الأمر الذي يدفع بالطفل إلى الهرب إلى الشارع.
  • عمالة الأطفال: إذ إن هنالك إقبالًا كبيرًا من أرباب بعض الأعمال على تشغيل الأطفال نظرًا للأجور الزهيدة التي يتلقونها وكونهم لقمة سائغة عليها الكثير من الواجبات والقليل من الحقوق، هذا طبعًا بالإضافة إلى أن بعض الأسر ترى بأطفالهم بابًا لتحصيل المال من أجل تحصيل متطلبات العيش الأساسية، ولمعرفة المزيد حول أسباب عمالة الأطفال اقرأ:أسباب عمالة الأطفال.


آثار ظاهرة أطفال الشوارع في مصر

يهتم المجتمع بكافة أطيافه بظاهرة أطفال الشوارع محاولًا القضاء عليها بسبب العواقب والآثار السلبية الناجمة عنها، ومن أبرزها:[٣]

  • يقع الكثير من أطفال الشوارع في مصر بحبائل مشكلة المخدرات، وسرعان ما يبدأ الكثيرون منهم بتعاطي المواد الممنوعة ويصبح من الصعب عليهم تركها فيما بعد.
  • يفقد هؤلاء الأطفال التواصل مع المؤسسات المجتمعية والصحية والتعليمية المعنية بالحفاظ على حياتهم وتسيير شؤونهم المستقبلية.
  • يُصبح العنف الشديد وسوء التغذية أمورًا ملازمة لحياة هؤلاء الأطفال، كما أن نظرة المجتمع إليهم تُصبح منحطة، وهنالك من يراهم مجرد مجرمين وغير أخلاقيين نتيجة لمنظر ملابسهم المهترئة، وهذا يدفع بالكثيرين إلى رفض تواجدهم بالقرب من حاراتهم أو منازلهم على الرغم من أن هؤلاء الأطفال قد يكونون يتضورون جوعًا وبحاجة ماسة للمأوى، خاصة أثناء الأحوال الجوية الصعبة.
  • يُصبح هؤلاء الأطفال عرضة للإصابة بالكثير من الأمراض النفسية والبدنية السيئة؛ كالأمراض الجلدية، وفقر الدم، والديدان المعوية، والتهابات الأذن، والقمل، وللأسف فإن البعض منهم يُصابون بمشاكل عصبية وتأخر في النمو نتيجة لسوء التغذية الخطير الذي أصابهم من قبل.
  • تنقطع السبل بهؤلاء الأطفال ويُصبحون مضطرين إلى العمل في جمع القمامة والخردة، أو التسول، أو تجارة المخدرات، وغيرها.


كيف يمكن حل مشكلة أطفال الشوارع في مصر؟

تقع مسؤولية حل مشكلة أطفال الشوارع في مصر على أطراف كثيرة، وجميعها حاولت ولا تزال تحاول تفعيل الحلول السليمة من أجل حماية الأطفال، ومن أبرز تلك الحلول نذكر:[٤]

  • توفير المأوى وإعادة التأهيل والتعليم لأطفال الشوارع من قِبل الحكومة، والدعوة إلى مجانية التعليم؛ إذ إن هنالك الكثير من الأسر التي تضطر لإخراج الأطفال بسبب عدم مقدرتهم على دفع الرسوم الدراسية.
  • تنظيم المؤتمرات والندوات التي يتحدث بها زمرة من الأشخاص التربويين والمؤهلين بناء على نتائج الدراسات الواقعية؛ فمن شأن تلك المحاضرات توعية المجتمع لأسباب المشكلة وأخطارها ومنعها من الوقوع.
  • استخدام الموارد الطبيعية في مصر بشكل أفضل؛ إذ لا صحة للقول السائد بأن مصر دولة فقيرة طبيعيًا، بل إنها تحتوي على الكثير من الثروات التي من شأنها سد حاجة المواطنين واجتثاث الكثير من المشاكل من جذورها.
  • تفعيل دور المنظمات غير الحكومية والاجتماعية والجمعيات الخيرية في توفير مأوى مناسب للأطفال الذين لا يمتلكون عائلة وحمايتهم من النزول إلى الشارع.
  • توفير الوظائف والأجور اللائقة والمعاشات التقاعدية للناس جميعًا؛ لأن البطالة والفقر من أهم الأسباب الرئيسية لظاهرة أطفال الشوارع.
  • إعداد برامج إعادة تأهيل لأطفال الشوارع تتضمن توفير الرعاية التعليمية والصحية والتدريب المهني والترفيه ليتمكنوا من الاندماج مجددًا مع العالم وينصهروا في نسيجه.
  • مشاركة فئات المجتمع كافة في حل مشكلة أطفال الشوارع من خلال التبرعات المادية لإقامة مراكز التأهيل، أو من ناحية معنوية وإبقاء الباب مفتوحًا أمامهم على مصراعيه.


قد يُهِمُّكَ: إحصائيات حول أطفال الشوارع في مصر

سنتناول فيما يلي ظاهرة أطفال الشوارع في مصر بالأرقام والحقائق، إذ سنتناول مجموعة من المعلومات المهمة بناءً على الدراسات:[٢]

  • 80% من أطفال الشوارع في مصر مهددين بالعنف وسوء المعاملة من قِبل أرباب العمل، وأعضاء المجتمع المعادين، وأقرانهم الآخرين أيضًا.
  • يشكو المنحى التعليمي لهؤلاء الأطفال من خطر حقيقي؛ إذ بلغت نسبة المتسربين من المدرسة حوالي 70%، بينما الـ 30% المتبقية لم يدخلوا المدرسة أصلًا.
  • في عام 1995، كان العدد المتوقع لأطفال الشوارع من الذكور والإناث معًا حوالي 93 ألف طفلة وطفل، لكن من الصعب التحقق من العدد الفعلي.
  • يعمل بعض أطفال الشوارع بمعدل (4- 18) ساعة في اليوم الواحد ويكسبون حوالي (3- 20) جنيه مصري فقط.
  • نطاق الأعمال في مصر واسع أمام الأطفال في الشارع، وقد يتضمن التسول، وغسيل السيارات، والعمل في المصانع والمحلات لوقت مؤقت وبشكل غير رسمي، وبيع المناديل الورقية في الشارع، وصيد الأسماك، وجمع البلاستيك والنفايات وإعادة تدويرها، وتلميع الأحذية، وحمل الأمتعة للناس مقابل مبلغ مادي، وبيع الصحف والجرائد، وغيرها.


المراجع

  1. "Egypt: Street children and substance abuse", unodc, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Street Children in Egypt", ukessays, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  3. Magda A. Mohamed, D.N.Sc., Manal F. Mohamed, D.N.Sc ,Mona A. Hassan, D.N.Sc, et al (2018), "Causes and Consequences of Street Life on Homeless Children: Choice or Compulsion? ", Med. J. Cairo Univ., Issue 3, Folder 86, Page 1345-1355. Edited.
  4. Rebecca Gothe , Public Perceptions of Street Children in Cairo, Page 49- 53. Edited.

فيديو ذو صلة :