تفسير حلم سورة مريم

تفسير حلم سورة مريم
تفسير حلم سورة مريم

تفسير الأحلام

تفسير الأحلام هو علم شرعي يعتمد على استنتاج معاني الرؤى في المنامات، وتُستنبط أحكامه من القرآن الكريم والسنة النبوية، وهو علم غير معترف به كدراسة، ولا يدرس في الجامعات أو المعاهد؛ وذلك لأن تفسير الرؤى غير قابل للتعليم، إذ أنها تعد موهبة ربانية يضعها الله تعالى في بعض خلقه، ويعتمد على الذكاء والفراسة والنَّظر في حال الرَّائي، فهو أقرب إلى الإلهام، ومن أشهر أصحاب الموهبة الربانية هذه هو النبي يوسف عليه السلام، وظهر ذلك بقصته الشهيرة في السورة التي سميت باسمه في القرآن الكريم، فكانت الدليل على صحة هذا العلم، والهدف منه الحصول على تفسيرات مفيدة في الدنيا والآخرة للفرد أو للجماعات، والأحلام التي تكون من الله لها دلالات ورسائل تبشر وتنذر أصحابها وتدلهم على الطريق السليم، يقول الله تعالى في القرآن الكريم في سورة الأنفال مخاطبًا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}[١]، وأحيانًا كان الرسول الكريم يمتنع عن تفسير الرؤيا؛ لأن له الوحي من الله، ويختلف تفسير الرؤيا الواحدة من شخص لآخر، وقد أوحى الله تعالى إلى نبيه إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام بواسطة الحلم {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}[٢].

ويلجأ البعض إلى البحث عن تفسيرات لأحلامهم عند أشخاص ليسوا على اطلاع بأسس تفسير الأحلام، ولا يعلمون إلا ما قد سمعوا وقرؤوا عنه، وهذا تصرف خاطئ وخطير أحيانًا، فالحلم بما فسر به، فإن فسر بعاقبة سيئة فستحدث، وإن فسر بعاقبة خير فهو كذلك، لذلك يجب الحذر من إخبار الآخرين عن الأحلام السيئة والاكتفاء بقول (لعله خير)، كذلك الأمر للأحلام الجيدة، خاصة عند الخوف من حسد وكيد كما حدث لنبي الله يوسف وإخوته، إذ كانت ردة فعل أبيه أن قال له: {يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}[٣]، لذلك يجب الانتباه إلى ضرورة البحث عن التفسير من مصادر موثوقة، وأخذ الجيد منها والتوكل على الله في كل أمر، فلن يحدث شيء إلا بإرادته.[٤]


تفسير الحلم بسورة مريم

تعد سورة مريم من السور المكية إلا بضع آيات منها مدنية، وهي من السور المباركة، فرؤيتها في المنام قراءةً أو سماعًا فيه الخير والبركة والبشرى في الدارين، وقد فسرها العديد من المفسرين منهم ما يأتي:[٥]

  • تفسير الإمام النابلسي لسورة مريم في المنام: يرى أن ورود سورة مريم في المنام فيه فرج قريب من الله تعالى لصاحب الرؤيا، ويكون مع الأنبياء الوارد ذكرهم في السورة بإذن الله تعالى، ويصف صاحب الرؤيا بأنه ممن يحيي السنن النبوية ويلتزم بها، فإن لم يكن كذلك فتلك رسالة من الله بأن يلتزم بها، كما يرزقه الله حب الصالحين وينال رزقًا قريبًا، وإن تاه فإن الله سيهديه.
  • تفسير الإمام ابن سيرين لسورة مريم في المنام: فسر ابن سيرين أنه من رأي في منامه سورة مريم فإنه سوف يتعرض لتكذيب وافتراء لكن الله سيبرئه وينجيه، كما أنه قد يظل الطريق ولكن سيهديه الله إلى الطريق السليم، وتبشر سورة مريم عند رؤيتها في المنام بالفرج بعد الضيق، وبالرزق، والتوبة بعد الضلال، ومن قرأ سورة مريم في منامه أو شيئًا منها أو قُرئت عليه أفاد جعفر الصادق وعائشة رضي اللّه تعالى عنهما أن الله سيفرج عنه، وقيل أيضًا أنه يكون مع الأنبياء الذين ذكرهم اللّه سبحانه وتعالى فيها في زمرة محمد صلى اللّه عليه وسلم، وقيل عنه أنه يحيي سنن الأنبياء عليهم السلام، وقيل أيضًا ينال مالًا بشدة ويتيه ثم يهتدي، ويرزقه اللّه تعالى محبة الصالحين.
  • تفسير حلم سورة مريم في المنام في الألفية: ورد في الألفية عن عائشة رضي الله عنها أنه من تلى سورة مريم فإن الله تعالى يفرج عنه، وقيل أيضًا أنه من تلى سورة مريم سيكون مع الأنبياء عليهم السلام، وقيل أيضًا أنه من قرأ سورة مريم في المنام يحيي سنن الأنبياء عليهم السلام، وقيل يتيه ثم يهتدي، ويرزقه الله تعالى محبة الصالحين.


علامات الرؤيا

للرؤيا العديد من العلامات، منها ما يلي:[٦]

  • أن تتحمل الرؤيا تحذير أو بشرى، بشرط أن يستيقظ الرائي بعد رؤيته وفي قلبه اطمئنان وراحة.
  • أن تكون الرؤيا متسقة ومتصلة بالأحداث، ويمكن معرفة بدايتها ونهايتها.
  • أن يكون صاحب الرؤيا صادق لا يكذب.
  • أن يستيقظ الشخص متذكرًا تفاصيل الرؤيا وأحداثها.
  • أن لا تحمل الرؤيا أحداث ومشاهد عن موضوعات شخصية للرائي تشغل باله وتؤرقه.
  • أن لا يكون الرائي محمومًا أو مريضًا؛ لأن ذلك يكون مجرد آثار للمرض أو أوهام.
  • ان لا تأتي الرؤيا بأفكار غير منطقية أو بأحداث مستحيلة ولا تخضع للعقل.


أقسام الرؤيا

من أقسام الرؤيا ما يلي:[٧]

  • رؤيا حسنة صالحة: وهي رؤية الفرد لما يحب، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤيا الصالحة الحسنة، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذا رأى أحدُكم رؤيا يُحبُّها، فإنما هيَ من اللهِ، فليحمدِ اللهَ عليها وليحدّثْ بها، وإذا رأى غيرَ ذلك مما يكرهُ، فإنما هي من الشيطانِ، فليستعذْ من شرِّها، ولا يذكرْها لأحدٍ، فإنها لا تضرُّه][٨].
  • رؤيا مكروهة: وتكون هذه الرؤيا من الشيطان كي يزعج صاحبها، لذلك يجب على العبد المسلم الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ومن شرّ الرؤيا التي رآها.


المراجع

  1. سورة الأنفال، آية: 43.
  2. سورة الصافات، آية: 102.
  3. سورة يوسف، آية: 5.
  4. "علم تفسير الأحلام ومبادئ تعبير الرؤيا"، حلوها، اطّلع عليه بتاريخ 10-10-2019. بتصرّف.
  5. "تفسير رؤية سورة مريم فى المنام"، لحظات، اطّلع عليه بتاريخ 10-10-2019. بتصرّف.
  6. "كيف تعرف الفرق بين الحلم والرؤيا"، تسعة، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
  7. "هل كل رؤيا تفسر تتحقق"، الموسوعة العربية الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
  8. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 6985 ، صحيح.

فيديو ذو صلة :