محتويات
مدينة اللاذقية في سوريا
مدينة اللاذقية هي عاصمة محافظة اللاذقية السورية، وتقع المدينة على سواحل البحر الأبيض المتوسط، وقد كانت المدينة في السابق تسمى راميثا، وهي اسم المدينة في عهد المملكة الفينيقية القديمة، وقد أعيد بناؤها عام 190 قبل الميلاد من قبل سلوقس الأول وازدهرت لاحقًا باسمها الروماني لاوديسيا ماري، وعلى أراضيها وقعت عدة حروب بين البيزنطيين والعرب، وامتدت هذه الحروب من القرن السابع إلى القرن الحادي عشر الميلادي، وفي عام 1098 ميلاديًا استولت قوات الصليبيين على المدينة، وفي عصرهم ازدهرت المدينة في القرن الثاني عشر الميلادي، ولكن سيطر القائد صلاح الدين الأيوبي على المدينة في عام 1188 ميلاديًا، ومنذ القرن السادس عشر حتى الحرب العالمية الأولى بقيت المدينة تحت الحُكم العُثماني، وبعد الحرب العالمية وكباقي أراضي سوريا وقعت المدينة تحت سيطرة فرنسا، وما بين أعوام 1920-1942 كانت اللاذقية عاصمة إقليم العلويين، وأكثر ما يميز المدينة ميناؤها الضخم، وجامعتها العريقة، ومعالمها الأثرية الكثيرة من الأعمدة القديمة والأقواس الروماني وغيرهم الكثير.[١]
ديموغرافية مدينة اللاذقية واقتصادها
تقع اللاذقية على بعد ما يقارب 385 كيلو متر شمال غرب مدينة دمشق عاصمة سوريا، بالتحديد بين خط طول 35.790110 درجة، ودائرة عرض 35.531680 درجة، وعلى ارتفاع 29 مترًا فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ عدد سكان اللاذقية قرابة 340,181 نسمة، مما يجعلها أكبر مدينة في إقليم اللاذقية، وتعمل المدينة حسب المنطقة الزمنية المسماة (EEST).[٢]
تحوي مدينة اللاذقية الميناء الرئيسي في سوريا، وتربط اللاذقية بين طريق البر بحلب وطرابلس وبيروت، وهي من المناطق النائية الزراعية واسعة النطاق، وتصدر المدينة العديد من المواد، وتشمل صادراتها: القار، والإسفلت، والحبوب، والقطن، والفواكه، والبيض، والزيت النباتي، والفخار والتبغ، كما أن المدينة تشتهر بالصناعة وتعد صناعة حلج القطن، ومعالجة الزيوت النباتية، والدباغة وصيد الإسفنج من الصناعات المحلية الرئيسية، وفي المدينة جامعة عريقة هي جامعة اللاذقية والتي تأسست في عام 1971 ميلاديًا، وغير اسمها إلى جامعة تشرين (جامعة أكتوبر) في عام 1976 ميلاديًا.[٣]
تاريخ مدينة اللاذقية
تتمتع مدينة اللاذقية بتاريخ طويل وعريق، وقد بدأ الاستيطان فيها مُبكرًا، لكن أول حضارة ضخمة كانت على أراضيها هي الحضارة الرومانية، وقد احتل الإمبراطور بومبي الكبير المدينة إلى جانب معظم أراضي سوريا في القرن الأول قبل الميلاد، وكافأ الإمبراطور الروماني سبتميوس سيفيروس المدينة وسماها متروبوليس في القرن الثاني الميلادي، وأعفاها من ضريبة الإمبراطورية، وقوى تحصين المدينة وجعلها لعدة سنوات العاصمة الرومانية، وفي العهد الروماني بني طريق روماني من جنوب الأناضول باتجاه بيريتوس ودمشق، مما أدى إلى تحسن كبير في التجارة عبر ميناء لاوديسيا (اللاذقية)، واشتهرت المدينة بنبيذها المنتج حول تلال الميناء، وقد صُدّر إلى جميع الإمبراطوريات القديمة حول العالم، وبعد انقسام الإمبراطورية الرومانية أصبحت المدينة تابعة للإمبراطورية الرومانية الشرقية، وفي عام 494 ميلاديًا ألحق الزلزال الكبير أضرارًا كثيرة بالمدينة، ولكن أعيد بناء المدينة لاحقًا من قبل الإمبراطور جستنيان الأول وجعلها عاصمة مقاطعة ثيودورياس الرومانية الشرقية في عام 528 ميلاديًا حتى وقت الفتح الإسلامي في حوالي عام 637 ميلاديًا، وقد وقعت اللاذقية وأغلب أراضي سوريا وبلاد الشام في الحكم الإسلامي خلال الفتح الإسلامي لسوريا في القرن السابع، وغيّر اسم المدينة إلى اللاذقية، وبعد سنوات قليلة تحول حُكم المدينة من الخلافة الراشدة إلى الخلافة الأموية، ومن ثم تحول إلى الخلافة العباسية لمدة 9 قرون.[٤]
استولى الصليبيون على المدينة في عام 1103 م من قبل قوات تانكريد أوف هوتفيل، وهو من قدامى المحاربين في الحملة الصليبية الأولى، وفي حوالي عام 1332 م زار المُسافر المغربي ابن بطوطه اللاذقية وذكرها في كتب رحلاته حول العالم، وقد ضمتها الإمبراطورية العثمانية لأراضيها بعد ذلك، وفي عام 1888 م عندما أنشئت ولاية بيروت أصبحت اللاذقية مدينة تابعة للإقليم التركي، وأصبحت المدينة ذات أغلبية علوية، وفي عام 1920 م وقعت اللاذقية تحت الانتداب الفرنسي، والذي بموجبه أسست الدولة العلوية، وأصبحت الدولة عبارة عن إقليم واقع تحت الانتداب الفرنسي بعد الحرب العالمية الأولى، بالرغم من وجود بعض حركات الثورة في أراضي اللاذقية كثورة القائد الشيخ صالح علي في عام 1919 م، إلان أن تلك الثورات لم تغير شيئًا يُذكر، وفي عام 1922 م أصبحت الدولة العلوية جزءًا من اتحاد المدن السورية، ولكنها غادرت الاتحاد مرة أخرى في عام 1924 م، وفي عام 1930 م غيّر اسم الدولة العلوية إلى حكومة اللاذقية، وفي 3 ديسمبر 1936 أُعيد دمج الدولة العلوية في سوريا كتنازل من قبل الفرنسيين للكتلة القومية السورية، وفي عام 1942 م أُعيدت مناطق اللاذقية ومناطق الدروز إلى السيطرة السورية، وبحلول عام 1946 م غادر الفرنسيون سوريا بالكامل، وشكلت حكومة سورية مستقلة جديدة تضم جميع الأقاليم المنفصلة بما فيها اللاذقية.[٤]
السياحة في مدينة اللاذقية
تعد مدينة اللاذقية أحد أهم المواقع الصناعية المزدهرة في سوريا، وبجانب اقتصادها الغني فهي تمتاز بأراضيها السياحية، فقد قررت المدينة تحويل بعض الشواطئ فيها إلى منتجعات وأماكن رائعة للتسوق قبل عقود قليلة، وفي اللاذقية مناظر طبيعية على شواطئها لا يمكن تجاهلها وعدم رؤيتها من قبل الزوار، وكباقي بلدات ومدن سوريا المجاورة يوجد في اللاذقية عدد من المواقع التاريخية التي يرغب السائح أو الزائر في زيارتها، وأهم هذه المناطق ما يلي:[٥]
- أوغاريت اللاذقية: أقدم وأكبر ميناء في تاريخ العالم، ويقول بعض علماء الآثار أن المدينة ازدهرت منذ 2500 سنة قبل الميلاد بسبب هذا الميناء، والمنطقة احتفظت في القدم بمكتبات ومجمعات وأنظمة مياه وعدة قلاع كبيرة، ولكن للأسف دمرت أغلب هذه المواقع عندما غزا الفلسطينيون القدماء المدينة.
- قلعة صلاح الدين الأيوبي: بنيت قلعة صلاح الدين في أوائل عام 1100 م من قبل فرسان الهيكل خلال الحروب الصليبية، وتقع هذه القلعة على قمة تل يقع في وسط واديين شديدي الانحدار والخطورة، واستُخدمت هذه القلعة لحماية الصليبيين من الغزوات العربية، ولكن في عام 1188 م سقطت القلعة في أيدي صلاح الدين الأيوبي وسُميت هذه القلعة باسمه في النهاية.
- متحف اللاذقية: متحف اللاذقية هو ملاذ لكل باحث يرغب في دراسة اللغة القديمة والحضارة القديمة، ويوجد في المتحف بعض الألواح الحجرية الضخمة التي تعرض أبجدية اللغة السورية القديمة.
المراجع
- ↑ "Latakia", encyclopedia,27-9-2019، Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ " Where is Latakia, Syria?", worldatlas, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ " Latakia ", britannica,29-4-2009، Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Latakia,Syria History", triposo, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ "Latakia", famouswonders, Retrieved 28-10-2019. Edited.