موقع اللاذقية
هي مدينةٌ سوريّةٌ تقع على الساحل الشّرقيّ للبحر الأبيض المتوسط وعلى مسافة 385 كمترًا من الشّمال الغربيِّ للعاصمة السّوريّة دمشق، وتُعدُّ اللاذقيةُ المنفذَ الأوّل والأكثر أهميةً لسّوريا على البحر الأبيض المتوسط ممّا منحها مكانةً تجاريّةً واقتصاديةً وسياحيةً كبيرةً، وتُعدُّ اللاذقيةُ المدينة السورية الخامسة من حيث عدد السكان بعد دمشق وحلب وحمص وحماة، لذلك فهي من المدن التي لها تأثيرٌ قويٌّ ومركزيٌّ على الدولة السورية من جميع النواحي.
مناخ اللاذقية
يقعُ مناخ ُاللاذقية ضمن المنطقة الشّرقيّة لحوض البحر الأبيض المتوسط، ومناخها مشابه لمناخ هذه المناطق، فمن حيث موقعها فهي تقع على خط العرض الشّمالي 36 درجةً، وهذا يعني أنّها بعيدةٌ عن مناطق الأرد والقطبين ممّا يجعلها تمتازٌ بدرجة حرارة عاليّة ودافئة خلال فصلي الصّيف والشتاء، كما أنّ وجود البحر فيها يُلطف من حرارة الصّيف ويُقلّل من برودة الشتاء، كذلك فإنّ الجهةَ الشّرقيةَ لها محاطة بسلسة من الجبال تمنعُ من تأثرها من مناخ سوريا العام، أما الأمطار في اللاذقية فهي تكون غزيرةً ولكن فترة الشّتاء قصيرةٌ فيها بعكس فصل الصّيف الذي يمتدُ إلى ما يقارب الخمسة شهور من السّنة.
المواقع الأثرية والسياحية في اللاذقية
اللاذقية مدينةٌ غنيّةٌ جدًا بالمواقع الأثرية التي خلفتها الحضارات على أرضها عقب التاريخ، ومن أهمّ هذه المواقع ما يلي:
- مدينة أوغاريت الأثريّة: وتُسمى أيضًا بتل رأس الشّمرة وذلك بسبب انتشار نبات يُسمى الشّمرة، رائحته عطرة فواحة في ذلك المكان، وأطلق عليها هذا الاسم منذ أكثر من أربعة آلاف سنة، بينما اسم أوغاريت فهو بابليُّ الأصل؛ ويعني الحقل وقد اشتق من كلمة أوغارو، وبُنيت هذه المدينة في القرن الثاني قبل الميلاد وتبلغ مساحتها 360 دونمًا معظمها أراضي خضراء ومزروعة بالحمضيات والزيتون.
- قلعة صلاح الدّين الأيوبي: عُرفت هذه القلعة قديمًا باسم قلعة صهيون وهي تعني حسب اللغة السّريانيّة الصّخرة العاليّة أو البرج في أعلى الجبل، وقد بُنيت هذه القلعة المنيعة في عهد الغزوات الصّليبيّة على صخرة شاهقة ملساء الحواف، ومن عظيم بناء هذه القلعة أنّه لا يوجد لها إلا ممرًا واحدًا فوق الخندق الطّبيعي لها والمحفور في الصّخور، وسُميت هذه القلعة بهذا الاسم؛ لأنّ القائدَ العظيم صلاح الدين الأيوبي هو الشخص الوحيد الذي استطاع السيطرة عليها.
- المتحف الوطني: أو كما يُسمى خان الدّخان؛ وهو عبارة عن بناء تاريخي بجانب البحر، أنشىء في القرن السّابع عشر في عهد العثمانيين على أرض تبلغ مساحتها 2.8 دونمًا، وكان في القديم يُستخدم كالفندق في وقتنا الحالي، ولكن مع كثرة الحركة التّجارية وازدهارها استخدم لاحقًا لتخزين المواد التّموينيّة خاصةً الدّخان، أما حاليًا فهو يُعدُّ متحفًا وطنيًا مكونًا من ستِّ قاعات لعرض الآثار التّاريخة للمحافظة.
- صلنفة: وهي موقع سياحي رائع يبعد عن اللاذقية خمسون كيلو مترًا إلى الشّرق منها، إذ تقع إلى الشرق منها غابات ومحميّات الشوح الطبيعية.
- كسب: تقع إلى الشّمال من اللاذقية وتبعد عنها حوالي 65 كمترًا، وتتميّزُ بمناخها المعتد وهوائها النّقي ممّا جعلها وجهةً للاستجمام خلال فصل الصّيف وذلك بسبب انتشار غابات الصّنوبر والسّنديان الضّخمة.
