تأسيس الدولة العباسية وأسباب سقوطها
سميت العباسية نسبة إلى العباس، عم الرسول صلى الله عليه وسلم، نشأت على يد أبي العباس بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس بن عبد المطلب بعد معركة حامية الوطيس مع الدولة الأموية، التي كانت تدير شؤون المسلمين في ذلك الوقت، وانتهت بهزيمة الأمويين وتولي العباسيين للخلافة الإسلامية، واستمر حكم الدولة العباسية حوالي 524 عامًا.[١]
وتعددت أسباب سقوط الدولة العباسية ومن أبرزها :[٢]
- كثرة الغزوات: باتجاه الروم والبيزنطيين من أجل توسيع رقعة الدولة الإسلامية، أدى ذلك إلى تقصير الخلفاء للإدارة الداخلية لشؤون الدولة، وتركيز سياستهم نحو الخارج مما أثار غضب الناس على الحكم.
- حقد القادة الفرس: كان أغلب أصحاب المناصب العليا بالدولة العباسية من الفرس حتى استولى المعصتم بالله على الحكم، فبدأ باستبعادهم وهذا ما أثار الحقد في أنفسهم، وأدى إلى اتجاههم لإثارة الفتنة بين الناس ضد الدولة العباسية.
- الخلافات على السلطة: بين صفوف أبناء الخلفاء التي أدت إلى ظهور عدد من الأحزاب والشيع داخل الدولة العباسية.
- تردي الوضع الاقتصادي: نتيجة انشغال القادة العباسيين في اللهو والترف، غير مهتمين فيما يدور بالبلاد مما أدى إلى ثورة الناس عليهم، ومهاجمة التتار لهم، والاستيلاء على المناطق الإسلامية.
- تقسيم البلاد: ظهرت عدد من البلدان والدويلات الصغيرة داخل حدود الدولة العباسية نتيجة الانقسامات الداخلية ابرزها الدولة الفاطمية.
- انتشار عدد من الديانات: ظهرت العديد من الديانات نتيجة ضعف الدولة العباسية والحكم الإسلامي مثل الديانة المجوسية، مما أدى إلى تفرق المسلمين عن بعضهم البعض إلى عدد من الديانات، وأصبح أفراد الديانات الجديدة يطمحون لأخذ السلطة، وإقامة الدول الخاصة به، بعيدًا عن الحكم الجائر للدولة العباسية.
- الضعف في القادة: يظهر ذلك في تولي العدد من الشخصيات الضعيفة والمتسلطة إدارة البلاد التي نشرت بدورها الظلم بين الناس، وزادت من الفتن، مما أدى إلى إثارة نفوس الناس ضد العباسيين.
خلفاء الدولة العباسية
تولى عدد كبير من الخلفاء إدارة شؤون الدولة العباسية أبرزهم:
- أبو جعفر بن عباس: إبن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، أخذ منصب الخلافة بعد وفاة الخليفة الأول للدولة العباسية أبو العباس، اتصف بفصاحته، وقدرته العالية، على الحكم بين الأمور بسبب نشأته بين مجموعة من علماء الفقه، وأثناء حكم وضع الركائز القوية للدولة العباسية، من خلال اتجاهه إلى تكثيف الحملات ضد مؤيدي الدولة الأموية، وابتعاده عن كل ما يفسد نفسه، مثل: النساء وشرب الخمر، ومن أهم إنجازته أثناء فترة حكمه التي استمرت 22 عامًا، تشييده لمدينة بغداد، وإحطاتها بسور متين يمتلك أربعة أبواب من أربعة اتجاهات مختلفة، واتخذ منها عاصمة للبلاد، واهتم الخليفة أبو جعفر في العلم، عن طريق إنشاء عدد من المكتبات والمدارس، وتشجيع العلماء من أجل اكتشاف المزيد من الاختراعات التي تساعد البشرية، وأهمها: الاسطرلاب الذي استخدمه البشر آنذاك في تحديد موقع النجوم بالسماء، وشيد بيت الحكمة المركز العلمي لعدد كبير من الكتب والاختراعات في ذلك الوقت، ووسع الرقعة الاقتصادية للدولة الإسلامية من خلال تنشيط الزراعة، وتشجيع الصناعات والابتكارات الجديدة، وبذل جهده في فتح العديد من الطرق التجارية للمسلمين من أجل تصدير بضائعهم إلى الخارج.[٣]
- المأمون: بعد وفاة أبيههارون الرشيد تولى أخوه الأمين الخلافة من بعده، وكان المأمون يقطن في خراسان آنذاك، فأحس بالغيرة والنقم على أخيه، وبدأ بحملة عصيان مدني من مكانه ضد الأمين مما أدى إلى بروز فتنة في الدولة العباسية، على أعقابها بدأت حرب الأهلية بين الأخوين استمرت إلى ما يقارب الخمسة أعوام وانتهت بقتل الأمين، وتولي المأمون العرش، وفي بداية حكمه تحيز للفرس ولم ينتقل للعيش في مركز الإدارة العباسية في بغداد، وأعطى الوزير فضل ابن سهل وأخيه الحسن ابن سهل أمر تنظيم البلاد من العاصمة، وبعد غضب أهل العراق من هذا التصرف، انتقل إلى بغداد من أجل نيل رضى أهل العراق الذين كانوا أساسًا في قيام الخلافة العباسية منذ القدم، وفي عهده اتجه لتوسيع الفتوحات الإسلامية باتجاه الدولة البيزنطية فوصل إلى حصن اللؤلؤة، وجعل منه ثكنة عسكرية للجيوش الإسلامية، ولم يهمل المأمون الروم، فاتجه لمحاربتهم واستولى على العديد من الأحصنة والمدن الخاصة بهم، لكن في عام 217 هجريًا، هزمه الروم فاضطر لعقد الصلىح معهم من أجل حماية دولته، بسبب ضعف إدارة الدولة من قبل المأمون، وظهور الفتنة بين الطوائف المسلمة داخل الدولة، نوشأت عدد من الثورات ضد الحكم أبرزها:[٤]
- ثورة مصر: استمر العصيان المدني بمصر بسبب تأييد أغلبيتهم للأمين، فاتجهوا إلى تقسيم أموال الدولة الإسلامية عليهم دون أن يرسلوها إلى بغداد، مما أثار غصب الأمين فأرسل إليهم جيشًا قضى على جميع من شارك بالثورة، واستعاد الهدوء بالدولة، وهناك ثورة بابك الخرمي التي لم يستطع المأمون القضاء عليها واستمرت حتى وفاته عام 218 هجريًا.
- المهدي: هو أبو عبد الله بن محمد المهدي ثالث الخلفاء العباسيين، اتسم بالحكمة والاتجاه إلى نصرة المستضعفين، وقدرته على إدارتهم بطريقة تحقق مصلحته، فعلى سبيل المثال: أطلق سراح المنصور وأصبح الذراع اليمنى له في إدارة البلاد، وإخماد الفتن، ومن أهم الإنجازات في عصره هزيمته للروم عام 166 هجريًا التي شرع الروم على إثرها لمبايعته، ودفع الجزية مقابل الحصول على الحماية والأمان من الدولة العباسية، وبعد عشر سنوات من الحكم توفي المهدي عقب تناوله للسم الموجود في طعامه.[٥]
المراجع
- ↑ "بحث حول الدولة العباسية نشأتها وإزدهارها وأسباب سقوطها"، info بحوث، 4-2-2018، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019.
- ↑ "أسباب سقوط الدولة العباسية"، مرتحل، 12-1-2019، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف
- ↑ "اهم اعمال ابو جعفر المنصور"، المرسال، 1-1-2018، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "المأمون سابع خلفاء بني العباس"، قصة بالاسلام، 19-6-2017، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "خلافة محمد المهدي وموسى الهادي"، قصة بالأسلام، 14-4-2014، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.