محتويات
نشأة الدولة العباسية
تُنسب الدولة العباسية لأبي العباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي لُقب فيما بعد بأبي العباس السفاح، إذ نشأت الدولة العباسية على أنقاض وضعف الدولة الأموية، فقد اجمعت الأمة على أنه لا بد من رجل يقود الأمة يعيد لها هيبتها وقوتها ويقيم العدل ويرفع الظلم عنهم، وكانوا يفضلون أن يكون من بني هاشم، فكتبوا ذلك لأحد علماء بني هاشم، وكانت إقامته في الشام بالقرب من عاصمة الخلافة الإسلامية آنذاك، فترة خلافة سليمان بن عبد الملك عام 99 هـ، وما كان لهذا العالم إلا أن أوصل هذا الخطاب لمحمد العباسي قبل أن يتوفى، ثم بدأ محمد العباسي بالاتصال في الناس والدعاة يدعوهم للخروج منتقدين الخلافة وأوضاعها وما آلت إليه، ويؤكدون بضرورة تولي الخلافة أحدُ من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد موت محمد العباسي عام 124هـ، حمل ابنه إبراهيم الدعوة لهذا التغيير من بعده، وأصبح له اتباع، وفي عام 129هـ كُلف أبو مسلم الخراساني بالجهر أمام العباسيين وجعل منطقة خراسان هي من يتزعم القيادة ضد الأمويين، إذ كانت الخلافة الأموية في عهد الخليفة مروان بن محمد، وفي عام 130هـ، تمكّن أبو مسلم من دخول مروان عاصمة خراسان وتوالت سيطرته على المدن والبلاد القريبة منها، وكان يأخذ البيعة من البلاد التي في طريقه للتوسع، فانتقل أبو العباس أخ إبراهيم بن محمد بن العباس، وتنفيذًا لوصيته له قبل وفاته إلى الكوفة، إذ بويع كخليفة للمسلمين في مسجد الكوفة في الثاني من ربيع الأول عام 132هـ، ومن هذا التاريخ بدأت فترة عصر الخلافة العباسية.[١]
نبذة تاريخية عن العصر العباسي الأول
صنف المؤرخون فترة الخلافة العباسية لثلاثة عصور أو عصرين وذلك حسب رؤية المؤرخ ومنهجه، واعتبروا أن الفترة الأولى هي أفضلهم بالنسبة للعباسيين من ناحية اتساع الحدود وقوة الدولة وتماسكها، إذ يعد هذا العصر هو العصر الذهبي للدولة العباسية، ويمتد من عام 132هـ وحتى العام 232 هـ، أي انه استمر لمدة مائة عام تقريبًا، وفيه تمتع الخلفاء بسلطة دينية عالية بالاضافة إلى سلطة إدارية في مسك زمام الأمور لجميع الولايات التابعة للدولة آنذاك، وتميزوا بحبهم للشعر والأدب والعلوم، ومن أبرز خلفاء هذا العصر هم ما يأتي:[٢]
اسم الخليفة | فترة الخلافة |
---|---|
أبو العباس عبد الله | 132-136 هـ |
المنصور | 136 - 158 هـ |
المهدي | 158- 169 هـ |
الهادي | 169 - 170 هـ |
الرشيد | 170- 193 هـ |
الأمين | 193 - 198 هـ |
المأمون | 198 - 218 هـ |
المعتصم | 218 - 227 هـ |
الواثق | 227 - 232 هـ |
نبذة تاريخية عن العصر العباسي الثاني
صنف بعض المؤرخين هذه الفترة لأربع مراحل رئيسية، والبعض الآخر اعتبر كل مرحلة تمثل عصرًا من عصور الدولة العباسية، وهذه المراحل أو العصور كالآتي:[٣]
اسم الخليفة | فترة خلافته |
---|---|
جعفر بن المعتصم - المتوكل على الله | 232 - 247هـ |
المنتصر بالله - محمد بن المتوكل | 247 - 248هـ |
أحمد بن المعتصم - المستعين بالله | 248 - 252هـ |
محمد أبو عبدالله بن المتوكل -المعتز بالله | 252 - 255هـ |
محمد بن الواثق بن المعتصم -المهتدي بالله | 255 - 256هـ |
أحمد بن المتوكل بن المعتصم -المعتمد على الله | 256 - 279هـ |
أحمد بن الموفق طلحة بن المتوكل -المعتضد بالله | 279 - 289هـ |
أبو محمد علي بن المعتضد- المكتفي بالله | 289 - 295هـ |
أبو الفضل جعفر بن محمد -المقتدر بالله | 295 - 320هـ |
أبو منصور محمد بن المعتضد - القاهر بالله | 320 - 322هـ |
أبو العباس محمد بن المقتدر بن المعتضد- الراضى بالله | 322 - 329هـ |
أبو إسحاق إبراهيم بن المقتدر - المتقى لله | 329 - 333هـ |
أبو القاسم عبد الله بن المكتفى- المستكفى بالله | 333 - 334هـ |
- عصر نفوذ البويهيين: بدأت ملامح الضعف تظهر في هذه الفترة التي امتدت من عام 334 هـ وحتى العام 447 هـ، وبدت سيطرة البويهيون على الخليفة بوضوح، وإدارة شؤون الدولة، ففي عهد الخليفة معز الدولة جرّدوه من اختصاصاته، وأصبح له كاتب لإدارة أملاكه فقط.
- عصر نفوذ السلاجقة: امتدت الفترة ما بين 447 - 656 هـ، إذ وصلت في نهاية هذه الفترة حالة شديدة من التفسخ والانحدار، وأعلنت الكثير من الولايات استقلالها عن الدولة العباسية، فقامت دولة بني بويه في بلاد فارس، والدولة الإخشيدية في مصر وسوريا، وفرض الفاطميون سيادتهم على بلاد المغرب، وأصبح للأمويين دولة قوية في إسبانيا، وفي العراق سيطر أحد أمرائها الذي يدعى البريدي على البصرة، وفي نهاية هذه الفترة بدأت سيطرة السلاجقة بالضعف على البلاد ليتمكن الأتراك من سيطرتهم على آسيا الصغرى، وبدأ ظهور الدولة العثمانية أو التركية.
ازدهار الشعر والأدب والعلوم في العصور العباسية
العصر العباسي الأول شهد تطورًا في العديد من المجالات، لا سيما في مجال الفلسفة والطب والرياضيات والفلك، وشهد أيضًا تغيّرًا في الأدب والشعر والنثر، فقد اهتم الخلفاء في هذا العصر بالعلوم والفنون والأدب، وبرزت العديد من الأماكن التابعة لدولة الخلافة في الأدب، كدمشق وحلب والكوفة وقرطبة، إذ كان الخلفاء آنذاك يتهافتون على جلب العلماء والشعراء ويتنافسون على رعايتهم، وهي الفترة التي عاش فيها أعظم علماء المسلمين كالبخاري وغيره، ومن الطبيعي أنه كلما زاد تفسخ الدولة وعدم سيطرتها على ولاياتها كما في العصر العباسي الثاني وتحديدًا في نهاياته، انخفض مستوى العلم والعلماء، ولكن هذا لا يمنع من وجود عوامل ازهار لبعض الجوانب العلمية أو الأدبية، ولكن ليس كما كانت في العصر الأول للدولة العباسية.[٤]
المراجع
- ↑ "تاريخ الدولة العباسية"، wikiversity، اطّلع عليه بتاريخ 19-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "العصر العباسي الأول (132 هـ 749م إلى سنة 232 هـ 847م،)"، elsyasi، 20-1-2012، اطّلع عليه بتاريخ 19-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "العصر العباسى الثانى"، islambeacon، اطّلع عليه بتاريخ 19-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "الفرق بين العصر العباسي الاول والثاني في الادب"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 19-5-2019. بتصرّف.