محتويات
بداية الدولة العباسية
كانت بداية الدولة العباسية ثوريةً وعنيفةً، وقد استمر التخطيط للدعوة العباسية لمدة تقارب الثلاثة عقود، وكان التخطيط سريًّا، وكانت الدعوة مستعدةً للقضاء على الدولة الأموية، ويرجع أصل العباسيين إلى البيت الهاشمي وينسبون إلى العباس بن عبد المطلب عمّ النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت حركة الدعوة العباسية غالبًا بقيادة إبراهيم الإمام الذي نشر الدعوة في سريّة تامة في مختلف أرجاء المشرق الإسلامي، وبعد مدة من سرية الدعوة تحولت إلى ثورة جارفة بقيادة أبي مسلم الخرساني الذي خاض معارك ضد الأمويين من بلاد خراسان إلى الشام، وقد تمكن العباسيون من قتل مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، فتولى أبو العباس السفاح مؤسس الدولة الحكم سنة 132 للهجرة، وخلفه أخوه أبو جعفر المنصور الذي وطّد أركان الخلافة وشيّد العاصمة بغداد عام 144 للهجرة، وقد كان بقية الخلفاء العباسيين من نسله.[١]
أسباب انهيار الدولة العباسية
نذكر فيما يأتي ذكر أسباب سقوط الدولة العابسية:[٢]
- سيطرة القادة والجنود الأتراك على الخلافة العباسية وعلى الخليفة نفسه، إذ جند العباسيون عددًا كبيرًا من الجنود الأتراك في جيشهم لحماية الدولة العباسية وتولى عدد منهم قيادة الجيش، ومع الوقت سيطر الأتراك على الخلافة العباسية، ثم تسربت القوة والحكم من يد الخليفة نفسه وأصبح الأتراك هم من يديرون الدولة ويسيطرون عليها، وبدأت المؤامرات والخطط من أجل إسقاط الخليفة وقتله.
- انشغال المجتمع بالترف والطغيان بدلًا من انشغالهم بالفتوحات التي كانت تتم على يد الخلفاء العباسيين الأقوياء في عصر القوة، وبدأ المجتمع يعيش حالة من الفساد، وانقسم إلى طبقتين؛ وتعيش الطبقة الأولى حالة من اللهو والبذخ في ضوء زيادة الماديات في ذلك الوقت فأقاموا حفلات الرقص واللهو وانشغلوا مع الجواري الحسان، ودعت الطبقة الثانية إلى الزهد والرجوع إلى الطريق الصحيح ومن هنا بدأت الانقسامات الداخلية في الدولة.
- ظهور الشعوبية وكثرة الأعراق مثل وجود مجموعات من الفرس والأتراك وغيرهم ويحملون بداخلهم كرهًا شديدًا للعرب ويطمحون للسيطرة على الخلافة، وقد ظهروا في الدولة العباسية وازداد عددهم بسبب خلفاء عصر الضعف الذين جلبوهم إلى الدولة لخدمتها، ولكنهم كانوا من أهم أسباب سقوط الدولة العباسية.
- ظهور الدويلات والممالك، فبعد الفتوحات الكثيرة التي أجراها الخلفاء العباسيون الأقوياء اتسعت رقعة الدولة العباسية، وأصبح من الصعب أن يدير الأراضي خليفة ضعيف منشغل باللهو والترف، لذلك ظهرت بعض الدويلات والمقاطعات الصغيرة التي شعرت بضعف الخليفة العباسي فانفصلت عنه، ثم تفككت الدولة العباسية وانهارت، وأصبحت مطمعًا للتتار وسقطت على أيديهم.
الخلافة العباسية
كان أبو العباس السفاح هو أول خليفة عباسي، ثم انتقلت الخلافة من بعده إلى أخيه أبو جعفر المنصور، وقد استمرت دولة العباسيين لخمسمئة سنة، ولم تكن الدولة الإسلامية متوحدةً في عهدهم، إذ أنشأ الأمويون دولةً جديدةً في الأندلس عندما تمكن عبد الرحمن بن هشام بن عبد الملك من الهروب إلى الأندلس وإقامة دولة أموية مستقلة عن العباسيين، كما أُنشئت دويلات أخرى كثيرة بعيدًا عن مركز الخلافة العباسية في شمال أفريقيا ثم في مصر، وزحف في منتصف القرن الهجري الرابع البويهيون إلى بغداد وفرضوا سلطتهم على الخلفاء العباسيين، وبلغ عدد الخلفاء العباسيون 37 خليفةً من أشهرهم بعد المنصور؛ المهدي، وهارون الرشيد، والمأمون، والمعتصم، وكان آخرهم المستعصم الذي قُتل على يد المغول عندما اجتاحوا بغداد عام 656 هـ، 1258م.
وقد أجمع المؤرخون على تقسيم العهد العباسي إلى عصرين هما؛ العصر العباسي الأول ويبدأ هذا العصر من بداية إنشاء الدولة العباسية على يد أبي العباس السفاح في سنة 749م وينتهي بقتل الخليفة المتوكل على يد ابنه سنة 847 م، وعلى الرغم من قوة الدولة العباسية في هذا العصر إلا أن عددًا من الخلفاء في هذه الفترة ماتوا قتلًا كما حدث مع المتوكل، أما العصر العباسي الثاني فيبدأ مع بداية الفوضى العسكرية عندما استطاع القادة العسكريون أن يوسعوا من نفوذهم داخل مؤسسة الحكم، ونشأت في هذا العصر دول عديدة في بغداد مثل؛ البويهيين والسلاجقة، وفي خارجها مثل؛ دول المغرب العربي العديدة، ويلاحظ أن عددًا كبيرًا من خلفاء العصر الثاني خرجوا من الحكم إما قتلًا أو خلعًا. [٣]
بناء مدينة بغداد
يعد بناء مدينة بغداد من أهم الأعمال التي أجراها الخليفة أبو جعفر المنصور وتركت آثارها في مستقبل دولة الخلافة العباسية، وقد بقي العباسيون قبل بنائها مدة 13 عامًا منذ توليهم الحكم دون عاصمة لملكهم حتى بنوا بغداد، كما كان عند المنصور العديد من الدوافع السياسية والعسكرية والاقتصادية والمناخية التي جعتله يبنيها، فمن الناحية السياسية لم يرغب العباسيون باتخاذ دمشق عاصمةً لهم؛ نظرًا لما تحمله من انتماء لبني أمية، إذ كانت دمشق عاصمتهم، وببناء بغداد أصبحت مؤسسةً جديدةً خالصةً للعباسيين، بالإضافة لموقعها القريب من بلاد الفرس، وقد جاء بناؤها متناسبًا مع رغبة العباسيين في الاحتفاظ بالسلطة والتخلص من الطالبيين، أما من الناحية العسكرية فقد كان مركز دمشق النائي نحو الغرب لا يناسب دولة تمتد أراضيها من البحر الأبيض المتوسط إلى نهر السند، كما يمتاز موقع بغداد بأنه يمثل صلة الوصل بين بلاد الشام وبلاد فارس، بالإضافة لأهميته الاقتصادية كمركز تجاري، إذ يقع على الطرق والممرات المائية والبرية والبحرية المتصلة ببقية أنحاء الدولة.[٤]
أبرز رجال العصر العباسي
كان هارون الرشيد من أبرز خلفاء العصر العباسي، وهو هارون الرشيد ابن المهدي القرشي الهاشمي، ويكنى بأبي جعفر، وأمه الخيزران، وتربى في بيئة شريفة ونشأ نشأة جهادية، وقد بويع بالخلافة وعمره 25 عامًا بعد وفاة أخيه الهادي، وقد كان والده المهدي قد عهد له بذلك بعد أخيه، ويعد الرشيد من أكثر الخلفاء العباسيين شهرةً، إذ تجاوزت شهرته الشّرق ووصلت إلى الغرب، وكان هارون الرشيد تقيًّا ورعًا ومحافظًا على التعاليم الشرعية، وكان متمسكًا بنصوص الكتاب والسنة، وعُرف عنه أنه كان يخرج للحج إن لم يوجد عزو، فكان بين حج وغزو في حياته كلها، وكان يحب الشعر والأدب والفقه، وقد تقرب منه الشعراء والأدباء والفقهاء، وشجع حركة التعريب، فتميز عصره بالتعمق في الحضارة والتقدم في العلم والفلسفة، ويعد عصر هارون الرشيد العصر الذهبي للدولة العباسية، إذ بلغت في عهده الدولة منزلةً لم تصل إليها من قبل، فأصبحت مركز التجارة العالمية، ووجهة الرجال في العلم والأدب، وتُجسد شخصيته تاريخ عصر أكثر مما تمثل تاريخ إنسان. [٤]
المراجع
- ↑ عمر أعراب (2017-4-25)، "أضواء على الخلافة العباسية"، tipyan، اطّلع عليه بتاريخ 2020-1-22. بتصرّف.
- ↑ "أسباب سقوط الدولة العباسية"، almrsal، 2018-10-1، اطّلع عليه بتاريخ 2020-1-22. بتصرّف.
- ↑ "تداول السلطة في الوطن العربي منذ ظهور الإسلام إلى الدولة العثمانية"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 2020-1-22. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد سهيل طقوش (2016-5-18)، " الدوله العباسيه(العصر الاول )"، edu، اطّلع عليه بتاريخ 2020-1-22. بتصرّف.