تأسيس الدولة الأموية
أسس معاوية بن أبي سفيان الدولة الأموية، في العام الواحد والأربعين هجرة، بعد وفاة علي بن أبي طالب آخر الخلفاء الراشدين، وتنازل ابنه الحسن عن الخلافة، لصالح معاوية، وفي ذلك الوقت كانت قد فتحت بلاد الشام حديثًا، على يد معاوية، فاتخذها عاصمة له، بعد أن بايعه المسلمون بالكوفة، واستمرت الدولة الأموية بعد ذلك واحدًا وتسعين عامًا، سميت الدولة بهذا الاسم، لأن جذور مؤسسوها تعود إلى أمية بن عبد الشمس بن مرة، أحد سادة قريش، وتجارها العظماء، الذي اشتهر بقوته وشجاعته، وكانت جميع أفراد قريش تخاف منه، وتحترمه.[١]
أبرز خلفاء الدولة الأموية
على الرغم من المحاولات التي تسعى لتشويه صورة الدولة الأموية إلا أن الكثير من الخلفاء، تولى إدارتها وأنجزوا الكثير في بلاد المسلمين، أبرزهم:
- معاوية بن أبي سفيان: أول خلفاء الدولة الأموية، نشأ منذ صغره في بيت أبيه الذي كان أحد سادة قريش، الأمر الذي اكسبه قدرة التعامل مع جميع فئات المجتمع، باختلاف مستوياتهم، اشتهر معاوية في الحكمة والقدرة على إدارة الأمور، عندما تولى خلافة الدولة الإسلامية كانت تعاني من انتشار الفتن، فأخمدها رضي الله عنه، وبدأ ببناء الدولة الإسلامية من جديد، وسجل له التاريخ في فترة حكمه العديد من الإنجازات، أبرزها: إنشاء مراكز للبريد وتوزيعها على الطرقات وهو أول من شرع بذلك، وتشييد ديوان الختم الذي لم ترسل أي ورقة دون أن تصل إليه لختمها بالشمع الأحمر، ولبناء الأحصنة شيدت العديد من الأحصنة والقلاع في حكمه، وخاصة على المنطقة الواقعة بين الدولة الإسلامية والدولة البيزنطية من أجل ضمان حماية حدودها، وتوسيع الفتوحات باتجاه البيزنطيين، طور من الأسطول البحري للدولة وشيد أكثر من ألف سفينة جديدة خاصة بالمسلمين في عهده.[٢]
- عبد الله ابن الملك: تولى خلافة الدولة الأموية في العام الخامس والستين من الهجرة بعد وفاة والده، وقد كانت الدولة تعاني من الفوضى وانتشار الفتن والانقسامات الداخلية فيها، فبذل قصارى جهده في إخماد الفتنة، وتحقيق الأمن والأمان لدلولة الإسلامية، وفتح العديد من الدول في عهده أبرزها دول المغرب العربي، التي جعل منها الأسطول البحري الأول للدولة، اهتم بالأبنية والعمران فشيد قبة الصخرة في عهده وعدد من المتاحف والطرقات ببلاد الشام، أمر بتنقيط حروف القرآن ليسهل على الأعاجم قراءته، أمر بصنع كساء للكعبة، ثم نَشَطت حركة الترجمة وتعريب الكتب، وصك عملة خاصة بالدولة الأموية تدعى بالدينار الأموي، ومن الجدير بالذكر اعتماده على نشر الحكمة والموعظة بين المسلمين من خلال خطاباته، التي كانت تذكرهم دومًا بعبادة الله، وجزاء المسلمين بالآخرة.[٣]
- عمر بن عبد العزيز: تولى خلافة الدولة في العام المئة والواحد هجري، واستمر في الحكم مدة لا تزيد عن السنتين ونصف، وعلى الرغم من قصر هذه المدة إلا أنه استطاع إنجاز عدد كبير من المهام التي سجله التاريخ على أثرها كأفضل قائد إسلامي بالتاريخ، أبرزها: الأمر في تجميع الأحاديث داخل المجلدات والكتب الخاصة بهم من أجل ضمان عدم تعرضها للتحريف واستمرار بقائها لاستفادة المسلمين منها بعد وفاة الصحابة والخلفاء، أمر بالتزهد وشجع الناس على الكسب الحلال وفرض العقوبات الرادعة على من يأكل المال الحرام، أسس مجلس الشورى لاتخاد القرارات الحاسمة بالدولة، ألفه من عدد من العلماء والزاهدين والأئمة من المجتمع، نشط الزراعة ووسع الأراضي الزراعية في الدولة الإسلامية، وخاصة في بلاد الشام ومصر، عَيَنَ خدم للمرضى والمسنين، مقابل أجر من خزينة الدولة بطريقة مباشرة، وزع مال المسلمين بطريقة عادلة ففي عهده لم يبقَ مديون إلا وقد سد دينه، ولم يبقى مريض إلا وقد عالجه، ولم يبقى أعزب إلا وزوجه.[٤]
- الوليد بن عبد الملك: تولى الخلافة في العام السادس والثمانين من الهجرة، اهتم الوليد بتشييد المساجد وإعمارها بطريقة كبيرة، فأمر بتوسيع المسجد النبوي، وشيد مسجد دمشق بطريقة عمرانية جميلة، وأمر بزخرفة جدرانه بالعبارات الإسلامية، وتزيين أرضياته بالفيسفساء الملونة، وأمن طريق المسلمين إلى مكة، وأمر بتشييد عدد من الآبار والقنوات المائية على طريقه، فتح العديد من البلدان أبرزها بلاد ما رواء النهرين.[٥]
- مروان بن عبد الحكم: اتسم باهتمامه في العمارة فجعل من دمشق المدينة الأولى بالعالم، من حيث الجمال المعماري لها، واستطاع القضاء على الفتن التي انتشرت في أرجاء الدولة قبل توليهلحكم أبزرها فتنة عبد الله بن زبير.[٦]
أسباب سقوط الدولة الأموية
تعددت أسباب سقوط الدولة الأموية، أبرزها ممثلة بما يأتي:[٧]
- الانقسام بين الخلفاء الأمويين: ظهرت الكثير من الفتن في نهاية حكم الدولة الأموية التي لم يستطيع لخلفاء السيطرة عليها، وأصبح كل جزء من البلاد يحكمه خليفة خاص به.
- انتشار العنصرية: انتشرت العنصرية بين العرب والأعاجم داخل حدود الدولة، مما أسهم بانقلاب الأعاجم على الأمويين، ومحاولة إسقاطهم قدر الإمكان.
- ترف الخلفاء: انتشر في الحكم الأموي، الترف المفرط لدى عدد من الخلفاء الأمويين، وبدأ في ذلك الخليفة يزيد بن معاوية، الأمر الذي أدى إلى ضياع إدارة شؤون الدولة، والتركيز على جلسات اللهو.
- ضعف في القيادة: اتجه الخلفاء الأمويون إلى المكوث بالقصور، والسير بين الحرس، وعدم اعتماد مبدأ الاتصال المباشر مع الرعية، مما أدى إلى ضياع حقوق الكثير من الناس، وانتشار الظلم والقهر، واستغلال المناصب من قبل الموظفون الدولة الذي يتولون إدارة شؤون الدولة.
- تردي الوضع الاقتصادي: بسبب انتشار الفوضى، وعدم تنظيم بيت مال المسلمين، أصبح موظفون الدولة لا يقتضون أجورهم، لمدة طويلة، فأدى ذلك بدوره إلى نقهمهم على الخلافة، ووقوفهم في صفوف المتمردين ضدها.
المراجع
- ↑ "مختصر قصة الدولة الأموية"، قصة الإسلام، 19-4-2010، اطّلع عليه بتاريخ 11-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "أمير المؤمنين الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه"، باب. كوم، 17-1-2002، اطّلع عليه بتاريخ 11-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "معلومات عن عبد الملك بن مروان"، المرسال، 24-11-2018، اطّلع عليه بتاريخ 11-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "عمر بن عبد العزيز"، البيان، 22-1-2016، اطّلع عليه بتاريخ 11-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "الخلفية الأموي (الوليد بن عبد الملك )"، باب . كوم، 17-1-2012، اطّلع عليه بتاريخ 11-5-2019.
- ↑ "انجازات الدولة الأموية"، المرسال، 9-2-2019، اطّلع عليه بتاريخ 11-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "أسباب سقوط الدولة الأموية"، المرسال، 2-7-2017، اطّلع عليه بتاريخ 11-5-2019. بتصرّف.