محتويات
ما مفهوم الدولة في الإسلام؟
لا بدّ وأنك تعلم بأن الدين الإسلامي هو الدين الشامل لجميع مناح الحياة، وهذا يتضمن بالضرورة تشريع وإيضاح المفاهيم الأساسية التي تقوم عليها الدول الإسلامية عمومًا، فتجد أن مفهوم الدولة الإسلامية وأركانها ومقوماتها والعديد من المواضيع المتعلقة بها قد وُضّحَت بالعموم في الفقه الإسلامي، على خلاف قضايا أخرى؛ كالميراث وأحكام الطهارة وغيرها؛ وهذا يعود لتغيّر الظروف والسياسات على مر الأزمان، والاعتماد على عقل الإنسان في تحديد أسس الحياة مع الرجوع بالضرورة إلى الأصول الثابتة والراسخة في التشريع الإسلامي.[١]
ومن أهم مقومات الدولة الإسلامية ما سيوجز شرحه لاحقًا؛ فمثلًا من المعروف أن العدل أساس الملك؛ لكنك قد تجد الكثير عن أهمية تحقيق العدل كقيمة في الفقه الإسلامي؛ لكنك لا تجد الكيفية لتحقيقه، أو حتى ما هي تلك المؤسسات الخاصة بذلك، كذلك عندما تحتاج الدولة لتعيين حاكم عليها، فيعد هذا الأمر من أساسيات بناء أي دولة، فلا تجد في الشريعة ما يحدد فعله بالضبط لاختيار حاكم، وإنما تُرك الأمر للناس كي يكون شورى بينهم، وأمور أخرى عديدة؛ كتشريع القوانين، ومفهوم الحريات، والرقابة الشعبية، وكأن الدين الإسلامي يخاطب الناس لكي يجتهدوا في إنشاء دولتهم وإقامة الحكم عليهم مع الرجوع دائمًا إلى المبادئ الإسلامية الراسخة،[١]ومع أن الدين الإسلامي والشرع لم يحددا مفهوم الدولة حصرًا سوى أنها أرض وشعب وحكم، إلا أنه يمكن تعريف الدولة الإسلامية أو الدولة الدينية عمومًا على أنها الدولة التي يكون دين الشعب فيها هو المحرّك الأساسي لأنشطتها وهو المهيمن عليها.[٢]
ما أركان الدولة الإسلامية؟
تعد أركان الدولة الإسلامية أعمدة تلك الدولة، والتي إن اختل أحداها تخلخل البناء كاملًا، فعند تعريفك للدولة الإسلامية عليك أن تفسر ما هي أركانها فهي هويتها بالفعل، كما أن تلك الأركان هي ما يميز الدولة الإسلامية عن باقي الدول، ومن الجدير الذكر أن تلك الأركان لم تكن بالاجتهاد، وإنما نص عليها في القرآن والسنة النبوية الشريفة، ومن أهمها ما يلي:[٣]
- الحكم بشرع الله: إذ يعد هذا الركن هو الفارق عن أركان أي دولة أخرى، وهو ما يميز الدولة الإسلامية، فالحكم بما أنزله الله على البشرية يعد جزءًا من الإيمان والتوحيد، والتوحيد هي تلك الكلمة التي يدخل الإنسان من خلالها الإسلام، وهي نظام الحياة ومنهجها الذي يقوم على تحقيق وتطبيق منظومة القيم الإسلامية الخاصة بالحكم، مثل الشورى والعدل والحرية والمساواة والتعاون وغيرها من القيم التي تنظّم حياة الشعب، فالله جلّ في علاه هو المرجع الأول وهو أساس الحكم.
- الشعب: هذا هو الركن الثاني الأساسي للدولة، فالشعب هو تلك المجموعة من الأشخاص الذكور والإناث، والذين يجمعهم عامل لربما يكون الأوحد للعيش المشترك؛ وهو الدين، وهو ما تختلف به الدولة الإسلامية عن غيرها، فلربما كانت هناك دولة أخرى تتشارك شعبوها دوافع أخرى غير الدين أو تتشارك مقومات أخرى إلى جانبه؛ كاللغة، والتاريخ، والعرق، والأرض.
- الأرض: أو ما يطلق عليها بالدار أوالإقليم، فالركن الثالث للدولة هي تلك البقعة التي يستقر عليها الشعب، وفوقها يمارس حقوقه العامة، كما تتيح الأرض للدولة أن تفرض سلطتها.
أشهر الدول الإسلامية عبر التاريخ
لقد كانت الإمبراطورية الإسلامية من أكبر الإمبراطوريات في العالم أجمع، وظهرت العديد من الدول والمدن الكبيرة بحكوماتها ومراكزها التجارية الهامة، ومن أبرز تلك الدول ما يلي:[٤]
- المملكة العربية السعودية: وما أكسبها شهرتها وجود مكة المكرمة والمدينة المنورة فيها، ولأهمية هاتين المدينتين الدينية، اشتهرت الدولة آنذاك، فمكة المكرمة حيث ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهناك أسس الدولة الإسلامية، كما أنها قِبْلة المسلمين لوقتنا الحاضر، أما المدينة المنورة فكانت نشأة الخلافة الراشدة فيها، ولربما كانت تمثل عاصمة الدولة الإسلامية المتطورة حينها، كما أنها تحتوي على قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- سوريا: تعد سوريا وعاصمتها دمشق من أهم الدول الإسلامية وأشهرها، فقد كانت أول مدينة للإمبراطورية الرومانية الشرقية، والتي سقطت على أيدي العرب، وأصبحت بعد ذلك عاصمة للدولة الإسلامية، إذ كانت آنذاك تحت الحكم الأموي، وبقيت لمئة عام تقريبًا.
- العراق: تعد العراق وعاصمتها بغداد من أهم المدن الإسلامية عبر التاريخ، ففي عام 750 للميلاد سيطر العباسيون عليها وأرادوا أن تكون عاصمة الدولة الإسلامية الجديدة، واستمرت بعد ذلك لمدة 500 عام تقريبًا، وتميزت بقوتها السياسية والتي كانت على مستوى الشرق الأوسط أجمع.
- مصر: تعد مصر وعاصمتها القاهرة مكانًا هامًا للخلافة العباسية، فأعادت ترسيخ مكانتها الدينية فيها، وذلك بعد أن دخل المغول إلى بغداد واستولوا على خيراتها، وعلى مر مئات السنين أثبت القاهرة مكانتها المرموقة في العالم الإسلامي، فأصبحت مركزه آنذاك.
- القسطنطينية: والتي تُعرَف الآن باسطنبول؛ المدينة الشهيرة في تركيا، فقد ظهرت الدولة القسطنطينية في عام 1453، عندما استولت على القاهرة في عام 1517، واشتهرت بأنها واحدة من أكبر الدول الإسلامية، وأقواها على المستوى التجاري، فقد كانت تمثل مركزًا تجاريًا هامًا آنذاك.
قد يُهِمُّكَ: ما مفهوم الدولة في العصر الحديث؟
الدولة في العصر الحديث أو الدولة الحديثة هي الدولة التي دمجت كل المؤسسات الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية في مؤسسة واحدة بعدما كانت تمثل كل منها مؤسسة منفصلة، كما أن مفهوم سيادة الدولة من قبل النظم الساسية أو الاجتماعية قد اندثر، وهو ما كان الحال عليها في الدول الأوروبية في السابق، ولربما كان هناك العديد من المفاهيم المتنوعة حول الدولة الحديثة، فتجد البعض منهم يصفها بأنها وجدت في الأساس فقط كرد فعل ضد الاضطهاد والاستبداد والثورة التي حدثت في عصر النهضة، دفاعًا عن الإنسانية التي محقت في كثير من الأحيان من قبل الحكم الظالم المتجبر هناك، ووصفها آخرون بأنها تلك الأشخاص البرابرة المتجمعون، والمسؤولون عن الوقوف أمام التحضر والنهضة والانفتاح في مدن العصور الوسطى.[٥]
وقد ظهرت الدولة الحديثة للمرة الأولى في أوروبا في القرن السادس عشر، وخلال هذه الفترة اقترب انتهاء المجتمع الإقطاعي وتراجعت سلطة البابوية للكنيسة الرومانية، كل هذه الظروف هيّأت لتطوير نظام الدولة السياسي الحديث، ولا شكّ أنك اليوم تعيش في ظل الدولة الحديثة التي تعني باختصار وحدة سياسية تحددها حدود جغرافية معينة ويسكنها أشخاص يتشاركون ثقافة مشتركة تميّزهم عن غيرهم من الشعوب في الدول الحديثة الأخرى، ويتمتع كل فرد في الدولة الحديثة بحقوق وتترتب عليه واجبات أيضًا.[٦]
المراجع
- ^ أ ب "مفهوم الدولة في الإسلام"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "الدولة الإسلامية...بين الدينية والمدنية"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "الدولة في الإسلام ومعالمها (أركان الدولة في الإسلام)."، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "Early Islamic World Important Cities ", ducksters, Retrieved 4/2/2021. Edited.
- ↑ "The modern state is a contingent historical development, born in blood–not a permanent or inevitable feature of human society", libertarianism, Retrieved 4/2/2021. Edited.
- ↑ "Define modern state", study, Retrieved 4/2/2021. Edited.