معنى كلمة التنمر
التنمر هو إساءة من شخص قوي إلى شخص ضعيف جسديًا أو شخصيًا، أو قد يكون من عدة أشخاص لشخص واحد لعدة غايات بهدف السيطرة عليه، يكون التنمر بتوجيه اعتداء جسدي أو لفظي أو قد يصل إلى تحرش جسدي في بعض الأوقات وهو أسلوب عدواني خطير، وانتشرت ظاهرة التنمر في الفترة الأخيرة في المدارس بهدف فرض سيطرة مجموعة من الأصدقاء على أطفال آخرين سواء بالضرب أو بتوجيه الإهانة له لغايات أخذ مقعده أو أغراضه الشخصية كالشطائر أو مستلزمات المدرسة من الأقلام وغيرها.[١]
أشكال التنمر
يعد التنمر من أسوأ العادات التي تؤثر في نفسية الطفل وجسده، ولا يقتصر الأثر على الأطفال وحسب بل يحدث التنمر في عدة أشكال وفي كل مكان تتواجد فيه بيئة مناسبة لوجود شخص متنمر سواء كان في المدارس أو أماكن اللعب أو حتى في العمل؛ فالشخص المتنمر يحتاج فقط إلى شخص ضعيف جسديًا أو ضعيف الشخصية ليمارس عليه أساليب التنمر التي قد تكون مؤذية جدًا قد تصل إلى الضرب المتكرر وإيذاء الأشخاص جسديًا وفي بعض الأوقات يُسبب التنمر حالات من الانتحار أو يؤدي إلى الانتقام وقد يصل إلى القتل، فقد سُجلّت حالات في بعض البلدان لمجموعة من المراهقين وجدوا في الهجوم المسلح وسيلة لدفاعهم عن أنفسهم تجاه المتنمرين.[٢]
للتنمر عدة أشكال منها التنمر اللفظي مثل توجيه الإساءة اللفظية والقصد منها إهانتهم بحضور عدد من الأشخاص مستعلين بذلك ضعفهم وعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم، أما التنمر الجسدي فيكون بإيذاء الأشخاص عن طريق التعدي عليهم وضربهم مع عدم القدرة على الدفاع عن انفسهم لعدم امتلاكهم القوة الكافية للدفاع، ومن أنواع التنمر الأُخرى التنمر الجنسي مثل الاعتداء على الأشخاص الضعفاء جنسيًا بقصد الإساءة لهم، أما التنمر العرقي والديني والاجتماعي فيكون بعزل الشخص المتنمر عليه بسبب دينه أو جنسه وعرقه وحالته الاجتماعية من مجموعة من الأشخاص في الغالب متشابهين في جنسهم أو دينهم بالاعتداء اللفظي أو إصدار الشائعات أو أذيتهم التي من الممكن أن تصل إلى الاعتداء بالضرب عليهم او القتل.[٢]
علاج التنمر
يظهر على الطفل حين يتعرض للتنمر في المدرسة عدة علامات تدل الأهل على أن طفلهم يتعرض للتنمر في المدرسة وعليه يجب التصرف السريع لتلافي مشكلات مستقبلية أكبر وأخطر، فكلما كان علاج المشكلة في بدايتها يكون التعامل معها أسهل لتجنب الآثار النفسية والجسدية المترتبة على التنمر، ومن أهم العلامات التي تدل على حدوث تنمر؛ عدم رغبة الطفل في الذهاب إلى المدرسة أو ممارسة النشاطات أو فقدانه للشهية وفقدانه للوزن وعدم الرغبة في متابعة دروسه في المنزل وقلة تركيزه في المدرسة، الأمر الذي يؤدي إلى تدني درجاته الدراسية بشكل واضح، أو من الممكن في بعض الأحيان ملاحظة انعزال الطفل ورغبته في قضاء الوقت وحيدًا أو ظهور علامات أو كدمات في أجزاء متفرقة في جسده، فيصبح مزاجه متقلبًا ويكتسب السلوك العصبي والغضب من أفراد أسرته ومن حوله من أصدقاء وقد نجد أدوات حادة في حقيبة الطفل المدرسية رغبةً منه في الدفاع عن نفسه من المتنمرين إذا خرج الأمر عن سيطرته؛ فمن الممكن أن تكون هذه الوسيلة الوحيدة للدفاع عن نفسه إذا لم يجد الاهتمام أو العناية من الأهل أو المرشدين في المدرسة فيجب الحذر الشديد وملاحظة أدق التفاصيل من قبل الأهل لأطفالهم.[٣]
لعلاج ظاهرة التنمر في المدارس يجب اتخاذ عدة إجراءات وقائية قبل مُعالجة المشكلة في الأساس:[٣]
- التوعية: من قِبل الأهل بتعزيز الوازع الديني للأطفال وتنبيههم إلى مساعدة الضعفاء والمساواة والتسامح والتعاون والتواضع وتربية الأبناء بعيدًا عن مظاهر العنف وتعزيز الطفل لتكون له شخصية قوية يستطيع من خلالها الدفاع عن نفسه في جميع الظروف.
- التواصل: مع الأبناء منذ الصِغر وتعويدهم على مناقشة الأمور المتعلقة بهم تجعلهم متفتحين أكثر للصواب والخطأ مع منحهم الفرصة المناسبة لإثبات شخصيتهم في المنزل ومع الأصدقاء وفي المدرسة ومع من حولهم ومراقبة الأجهزة الإلكترونية الخاصة بهم ضمن حدود مُعينة لتفادي المشكلات المستقبلية وملاحظة أي علامة غريبة أو رسالة تظهر على الأجهزة والأفضل شغل أوقات فراغ الاطفال بنشاطات حركية تبعدهم عن الأجهزة الإلكترونية وتُعزز التواصل بين الأطفال الآخرين، ومن المهم جدًا تعزيز الطفل بزيارات دورية للمدرسة للاطمئنان على الطفل والسؤال الدوري عن تصرفاته مع أقرانه في الفصل الدراسي والتواصل مع المعلمين لأخذ الملاحظات.
- الملاحظة: من خلال ملاحظة أي علامة من علامات التنمر بالاستماع للطفل وإيصال الملاحظات لإدارة المدرسة والمرشدين بهدوء لاتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة التنمر، كما يجب وضع قوانين صارمة في المدارس لمنع التنمر بكل أشكاله وإطلاق حملات توعية على مدار العام لإيقاف التنمر في المدارس ولدعم السلوكيات الحميدة بين أبناء المجتمع كافة.
المراجع
- ↑ "التنمر، أسبابه وأنواعه وطرق علاجه"، hellooha، 18-8-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب آلاء الورداني ، "ماهي ظاهرة التنمر وأشكالها وحلولها"، mosoah، اطّلع عليه بتاريخ 19-8-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب صالحة بنت أحمد (8-10-2018)، "التنمر .. تعريفه .. أشكاله وأنواعه وطرق العلاج "، makkah-now، اطّلع عليه بتاريخ 19-8-2019. بتصرّف.