الملك أخناتون

الفراعنة

ينقسم تاريخ مصر القديم إلى قسمين هما: العصر التاريخي الثاني وعصر ما قبل التاريخ؛ ففي عصر ما قبل التاريخ استوطن المصريون في حوض النيل حوالي عام 6000 ق.م.، إذ عملوا بالزراعة وتربية الحيوان، وتكونت دولتان في الصعيد والدلتا ثم اتحدت الدولتان سنة 3100 ق.م تحت حكم يرأسه الفرعون، أما في العصر التاريخي الثاني تبلورت مظاهر الدين والفن وظهرت الكتابة، وحكمت في تلك الفترة ثلاثون أسرة ملكية في ثلاث دول، وتعاقبت عليها فترات من القوة والضعف وتنقسم إلى[١]:

  • العصر العتيق: وهو عصر تأسست فيه الحضارة المصرية وحكمت فيه الأسرتان الأولى والثانية.
  • الدولة القديمة: وصل فيه الفراعنة إلى أوج مجدهم في الطب والهندسة والفلك، وفيه بنيت الأهرامات وحكمت فيه الأسر من الثالثة حتى السادسة بين عام (2690ـ 2180 ق.م).
  • الدولة الوسطى: اهتم ملوك الفراعنة بالسياسة الخارجية وسيطروا على النوبة السفلى، وحكمت فيه الأسر من 11ـ 14 حوالي ( 2060ـ 1710 ق.م )، وتبع ذلك فترة من التراجع وقعت فيه مصر تحت حكم الهكسوس وتشمل فترة الأسر من 15-17 حوالي ( 1710ـ 1560 ق.م ).
  • الدولة الحديثة أو عصر الإمبراطورية: حكمت فيه الأسر 18ـ 20 حوالي (1580ـ 1085 ق.م ) وامتدت الدولة من شمال سوريا وبلاد النهرين إلى السودان، ثم تراجعت الدولة في عصر الأسر 21ـ 25؛ إذ غزاها الآشوريون ثم استولى عليها الفرس طوال فترة حكم الأسر27 ـ 30 إلى أن طردهم الإسكندر الأكبر وأنهى حكم الفراعنة في مصر.


الملك أخناتون

أخناتون هو فرعون من الأسرة الثامن عشرة، واسمه أمنحوتب الرابع وتعني آمون يرضى، والده أمنحوتب الثالث ووالدته تيي، وهي تنحدر من أسرة شعبية بخلاف زوجات الفراعنة اللواتي كن من أسر مميزة، ومرضعته هي تي زوجة قائد المركبات، وتولى الحكم منذ عام 1369 ق.م، وحكم مع زوجته نفرتيتي لمدة سبعة عشرعامًا، وبدأ بالحكم باعتباره مشاركًا في السلطة مع أبيه في العاصمة طيبة، ثم انتقل برضى أبيه إلى مدينة جديدة تقع شمال طيبة وما لبثت أن أصبحت عاصمة زاهرة سميت أخيت آتون (تل العمارنة) ونقل إليها أخناتون زوجته وجواريه وكبار موظفيه وأفراد حاشيته وبناته الست اللواتي أنجبتهم الملكة نفرتيتي، وحين تولى الملك بعد وفاة والده ثار على دين آمون وعلى كهنته الفاسدين الذين كانوا يتاجرون بالسحر والرقى ويستخدمون نبوءات آمون للضغط على الأفكار باسم الدين؛ فكانوا طائفة مرتزقة تسيطر على حياة الأمة، أما أخناتون فقد كان في حياته الخاصة مثالًا للطهر والأمانة فثار على فسادهم وأعلن أن تلك الآلهة وكل طقوسهم الدينية وثنية منحطة وأن ليس للعالم إلا إله واحد هو الإله آتون وتعني كوكب عين الشمس، وسمى نفسه أخناتون وتعني عبد آتون.[٢]

ورأى أخناتون أن الألوهية أكبر ما تتجلى في الشمس مصدر الضوء؛ فرَمَز للإله آتون بقرص الشمس المجنح؛ فهو يمنح عند شروقه القوة للكائنات ويحييها وعند غروبه تفتر الحياة، وأقام أخناتون معبدًا لآتون بهدف تأسيس ديانة جديدة، وأدخل تعديلات على النظريات المتعلقة بالموت والشعائر الجنائزية، وتدل الشواهد الأثرية أن أخناتون أقام عددًا من المنشآت المعمارية أبرزها معبد الكرنك ومدينة أخيت آتون عاصمته الجديدة، وقد آمن أخناتون أن كل عقيدة وعبادة غير عبادة التوحيد ضلال وفحش؛ فأمر أن تمحى أسماء كل الآلهة إلا اسم آتون، وحرم كل دين غير دينه، وأغلق كل الهياكل القديمة، ولكن الشعب لم يستطع فهم عقيدة التوحيد فظلوا في بيوتهم وعزلتهم يعبدون آلهتهم القديمة، ومَكَرَ الكهنة من وراء الستار بالملك وتأهبوا، وخاصة بعد أن توقفت مئات الحرف المتعلقة بالهياكل، وحقد عليه الوزراء والقواد، وهو كذلك لم يقم بوظيفته الحربية التي توجب عليه صد الشعوب الأجنبية وإخضاعها، ولم يكن يميل لشن الغزوات على آسيا بالرغم من مطامعها التوسعية؛ فخسرت مصر إمبراطوريتها الواسعة وأقفرت الخزانة المصرية وعمت الفوضى واندلعت الثورة في الولايات التابعة لمصر وقامت ضده جميع القوى الداخلية والكهنة التي كانت تعاديه وتترقب سقوطه، وتوفي أخناتون في الثلاثين من عمره عام 1362 ق.م محطم القلب وقد أدرك عجزه عن الحكم وأينن أن شعبه لم يكن جديرًا به.[٢]


مومياء أخناتون

بعد أكثر من 120عامًا من البحث عن مومياء أخناتون توصل العلماء إليها من خلال تحليل الجينات والبصمة الوراثية لعائلة توت عنخ آمون، وتوصلوأ أن المومياء الموجودة في المقبرة 55 في وادي الملوك تعود لابن أمنحوتب الثالث وهو الملك أخناتون، وعثور العلماء على مومياء أخناتون في تلك المقبرة ينهي أسطورة علاقته مع النبي موسى؛ لأن النبي موسى تشير التوراة إلى وفاته في الأردن، وعثر أيضًا على مومياء الملكة (تي) أم أخناتون وهي من أقوى الملكات التي عرفتها مصر القديمة.[٣]


المراجع

  1. "العصر الفرعوني : الأسرات من 1 : 31"، sis.gov، اطّلع عليه بتاريخ 13-8-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "أخناتون"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 16-8-2019. بتصرّف.
  3. "مومياء إخناتون وأمه تي يحلان ألغاز حضارة تل العمارنة "، alwatanvoice، اطّلع عليه بتاريخ 16-8-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :