العوامل المؤثرة في التعلم

التعلم

يعد التعلم تغير قابل للقياس ودائم نسبيًا في السلوك البشري عن طريق اكتسابه الخبرة أو التعليم أو الدراسة، ويعد التنوع الفردي من أنواع التعلم الانتقائية، إلا أن التعلم الجماعي تعتمد نتائجه إلى حدّ كبير على المصدر الرئيسي للتعلم، ولا يمكن قياس التعلم بحد ذاته، إلا يمكن قياس نتائجه، فعلى حد تعبير كريس أرجيس عالم النفس في كلية هارفارد للأعمال، فإن التعلم هو اكتشاف الخطأ وتصحيحه، إذ أن الخطأ يعني عدم التطابق بين النوايا والأفعال،[١] وتعتمد آليات التعلم والتذكر على التغييرات الدائمة في الجهاز العصبي، ويُحتفظ بآثار التعلم عن طريق الاحتفاظ بها أولًا في الدماغ من خلال عملية قابلة للانعكاس، ثم يحدث تغير عصبي دائم في الدماغ للاحتفاظ بها لأطول فترة ممكنة، ويعتمد تخزين المعلومات على التغيرات في التركيب الفيزيائي أو الكيميائي للخلايا العصبية والتغيرات فيها.[٢]


العوامل المؤثرة في التعلم

توجد العديد من العوامل المؤثرة على عملية التعلم، ومن أبرزها ما يأتي:[٣]

  • التأثير الثقافي: تلعب الثقافة أهمية كبيرة في حياة الطالب وفي الفصل الدراسي بصورة عامة، وقد تشكل التأثيرات الثقافية طبيعة الأفراد من بداية حياتهم، كما يمكن أن تكون التأثيرات الثقافية للتعلم والذكاء مختلفة بناءً على الثقافة، إذ تؤكد بعض التقاليد على التعلم من خلال الملاحظة، كما تؤكد تقاليد أخرى على اتباع تعليمات المعلم، كما أن بعض الثقافات تبين أن انحراف الطالب عن النموذج المنظم للتعلم قد يجعل منه شخصًا مبدعًا، بينما تعرف ثقافات أخرى بأن الذكاء هو القدرة على اتباع التعليمات المختلفة بدقة، وبعيدًا عن تلك الاختلافات في الثقافات، فإن معظم الطلاب يتعلمون بصورة أفضل عندما يعيشون في بيئة تقدر التعليم وتشجع الطالب على السؤال واختيار المفاهيم التي تعلمها.[٣]
  • ديناميكية التعلم:تظهر العديد من الأبحاث أن الدماغ مستمر في التطور خلال فترة حياة الإنسان، إذ إن التعلم لا يتوقف، فالأدمغة تستمر في تعلم أشياء جديدة باستمرار، كما أظهرت تلك الأبحاث ان الدماغ يتطور بطرق مختلفة بناءً على التجارب التي يمر بها الإنسان، إذ إن أجزاء الدماغ التي تتعلق بتلك التجارب تتلقى المزيد من الدماء أكثر من الأجزاء التي تُمارس عمل قليل نسبيًا، كما أن العديد من الخلايا العصبية تتطور في أجزاء الدماغ التي تتعرض لتلك التجارب، كما أن عقل الإنسان الذي يقرأ كثيرًا مختلف عن عقل الشخص الذي يهتم بالرياضيات مثلًا، ومن الجدير بالذكر، فإن مرونة الدماغ تسمح بتغيرات مستمرة، فإذا بدأ الشخص القارئ بتعلم الرياضيات، فإن دماغه سيعيد من ترتيب نفسه ليتمكن من إتقان تلك المهارة الجديدة.[٣]
  • النماذج العقلية والاستراتيجيات المتبعة في التعلم: تلعب النماذج الذهنية دورًا مهمًا في تطوير المعرفة الخاصة به، وتعلم كيفية تطبيق تلك المعرفة على متطلبات العالم الواقعي، كما أن على المعلمين مسؤولية اتباع استراتيجيات معينة تمكن الطلاب من الاحتفاظ بالمعلومات، كما يجب عليهم التوضيح للطلاب آلية حلّ المشكلات المختلفة التي تواجههم أثناء الدراسة، وكيفية صنع روابط بين المعلومات، بالإضافة إلى تشجيع الطلاب على تلخيص المواد التي يتعلمونها وشرحها بأنفسهم، كما يمكن تشجيع المتعلمين على التمثيل العقلي للمعلومات من خلال قياسها وتطبيقها على سياقات مختلفة في الواقع، إذ أثبتت الدراسات أن الأشخاص يستخدمون نماذج عقلية مختلفة عن بعضهم البعض اعتمادًا على مدى خبرتهم ورؤيتهم لأنفسهم، فالأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم خبراء يميلون إلى امتلاك نماذج عقلية غير مرنة، وتحدّ من قابليتهم لتلقي معلومات جديدة، بينما الأشخاص المبتدئين يسعون إلى امتلاك نماذج عقلية تساعدهم على تعلم المزيد من المعلومات والمهارات الجديدة.[٣]
  • وجود الدافع للتعلم: يعد الدافع من الأمور المهمة للتعلم، إذ أن إرادة الإنسان للتعلم تزيد من قابليته لتلقي معلومات جديدة، إلا أنه ليس جوهريًا أو غير قابل للتغيير، إذ تظهر الأبحاث أن إعطاء الناس الفرصة لمشاركة أعمالهم مع الآخرين يخلق لديهم حافزًا اجتماعيًا يشجعهم على إنجاز أعمال أخرى، فعلى سبيل المثال؛ يزداد الدافع لدى الأشخاص الذين يكتبون القصص عندما يعلمون بأنهم سيشاركونها مع أقرانهم، ويمكن زيادة الحافز أو الدافع لدى الطلاب للتعلم من خلال مجموعة من الخطوات، ومن أبرزها ما يأتي:[٣]
    • تحديد أهداف وأهمية التعلم التعاوني مع الطلاب.
    • جعل عملية التعلم جذابة لدى الطلاب.
    • تعزيز إحساس السطرة والاستقلال عند الطلاب.
    • تقديم ملاحظات متعلقة بالتقدم في عملية التعلم باستمرار.
    • ضمان بيئة آمنة للتعلم.
  • التكنولوجيا: أدى تطور التكنولوجيا الكبير في العصر الحالي إلى إتاحة الخيارات للطلاب لآداء المهام الدراسية من خلال المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهواتف المحمولة، كما أن توفر التقنيات التفاعلية ساعد الطلاب على تلقي المعلومات والتعلم بأسلوب جديد، كالمكتبات الرقمية، والوسائط الاجتماعية التي تزود الطلاب بأفكار متنوعة، بالإضافة إلى برامج تحلل البيانات، وبرامج الواقع الافتراضي التي ساعدت الطلاب على إجراء التجارب المعملية التي لا يمكنهم إجراؤها في الفصل، مما سيؤدي إلى زيادة فعالية التعلم، وتحسين الآداء الأكاديمي.[٣]


أنواع أساليب التعلم

يحتاج المعلمون إلى مراعاة العديد من الأساليب المستخدمة في التعلم، إذ أن معرفة الكيفية التي يتعلم بها الطالب بصورة أفضل يساعد المعلم في التعليم بصورة أفضل، وفيما يأتي أبرز أساليب التعلم المستخدمة في الوقت الحاضر:[٤]

  • التعلم البصري: يستخدم هذا النوع من التعلم الصور والفيديوهات والعناصر المرئية الأخرى لشرح المفاهيم والمعلومات.
  • التعلم السمعي: يُستخدم في هذا النوع من التعلم الأصوات لتحفيز الطلاب الذين يستجيبون للأصوات على التعلم بطريقة أفضل.
  • التعلم اللفظي: يساعد التعلم باللفظي والتحدث وأنشطة الكتابة على تحفيز تلك النوعية من الطلاب لاستيعاب المعلومات أكثر فعالية.
  • التعلم الفيزيائي أو الحركي: يمكن في هذا النوع من التعلم استخدام الحركات الجسدية لتوصيل المعلومات للطلاب.
  • التعلم المنطقي: يصنع هذا النوع من المتعلمين القوائم وينظمون الجداول للعثور على الروابط بين المعلومات.
  • التعلم الاجتماعي: يهتم المتعلمون الاجتماعيون بالتواصل الاجتماعي مع الطلاب والمعلمين، والمشاركة في الأنشطة المنهجية المختلفة للوصول إلى المعلومات.
  • التعلم الفردي: يشعر المتعلمون الفرديون بالمزيد من الراحة عند الحصول على المعلومات بأنفسهم وتعزيزها بطرقهم الخاصة.


المراجع

  1. "learning", businessdictionary, Retrieved 25-7-2019. Edited.
  2. "Learning", britannica, Retrieved 25-7-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "5 Factors that Affect Learning [Study Results"], learningliftoff,28-1-2019، Retrieved 25-7-2019. Edited.
  4. "The 7 Different Types of Learning Styles", educationdegree, Retrieved 25-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :