مكونات الخلية العصبية

مكونات الخلية العصبية
مكونات الخلية العصبية

الخلية العصبية

يشتهر العصبون Neuron بكونه الخلية العصبية الأساسية التي تُشكل ما يُعرف بالجهاز العصبي، وهنالك بالطبع أوجه كثيرة من الشبه بين العصبون وبين خلايا الجسم الأخرى؛ فالعصبون يحتوي على نواة تحمل معلومات وراثية كما هو حال الخلايا الأخرى، كما أن هنالك غشاء يحيط بالعصبون وهنالك عُضيات أو أنظمة حيوية لدعم حياة العصبون داخل العصبون نفسه؛ كالميتوكوندريا والسيتوبلازم، لكن أيضًا هنالك أوجه كثيرة وعميقة من الاختلاف بينهما، خاصة فيما يتعلق بوظيفة العصبون المتمثلة في نقل المعلومات بين أنحاء الجسم المختلفة، كما أن العصبونات أو الخلايا العصبية تتوقف عن التكاثر بعد الولادة مباشرة ولا يُمكن للجسم تشكيل خلايا عصبية أو عصبونات جديدة عند موت أحدها، باستثناء العصبونات داخل بعض المناطق الدماغية[١]. ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن الأنسجة العصبية التابعة للجهاز العصبي لا تتألف فقط من العصبونات، وإنما تتألف أيضًا من نوع آخر من الخلايا يُدعى بالخلايا الدبقية Neuroglia، التي ليس لها علاقة بإرسال المعلومات أو الإشارات العصبية، لكنها تُقدم الدعم والحماية للعصبونات أو الخلايا العصبية، وهي -في المناسبة-ذات أعداد تفوق عدد العصبونات ولها القدرة على الانقسام، وستحاول الأسطر التالية شرح مكونات الخلايا العصبية الأساسية أو العصبونات وذكر أنواعها ومعلومات أخرى عنها[٢].


مكونات الخلية العصبية

يحتوي دماغ المولود الجديد على حوالي 100 مليار خلايا عصبية، وتتباين الخلايا العصبية أو العصبونات من ناحية الحجم، والشكل، والبنية أو المكونات، وهذا يتوقف على ماهية الوظائف أو الأدوار والأمكنة التي تتواجد فيها هذه العصبونات داخل الجسم، لكن على العموم تتألف العصبونات من ثلاثة مكونات أو أجزاء أساسية، هي[٣]:

  • جسم الخلية (Cell body): يحمل جسم أو جسد العصبون المعلومات الوراثية الأساسية، وهو عبارة عن صميم أو لُب الخلية المسؤول عن الحفاظ على شكل أو بنية العصبون وجلب الطاقة اللازمة لإتمام الأنشطة المنوطة بالعصبون للقيام بها، وكما هو حال الخلايا الأخرى، فإن جسم العصبون يحتوي على عضيات ونواة متخصصة، كما ان هنالك غشاء يحيط بجسم العصبون لحمايته وتسهيل تواصله مع الأشياء المحيطة به.
  • المحور (Axon): يتمتع العصبون الواحد بمحور عصبي واحد عادةً، ويتخذ المحور شكلًا شبيهًا بالذيل الطويل، وهو يرتبط مع جسم العصبون في منطقة أو وصلة تُدعى ببروز المحور Axon Hillock، ويُمكن لمجموعة من المحاور العصبية أن تنعزل ضمن مادة دهنية تُدعى بالمايلين Myelin، التي تُساعد المحاور العصبية على توليد السيالات أو الإشارات الكهربية.
  • التغصنات (Dendrites): تتفرع التغصنات أو الشجيرات أو الزوائد الشجيرية العصبية من أجسام الخلايا العصبية، وهي تُشكل ما يُشبه قرون الاستشعار القادرة على استقبال ومعالجة الإشارات القادمة من المحاور العصبية الخاصة بعصبونات أخرى، ويُمكن للعصبون الواحد أن يمتلك أكثر من بوتقة واحدة من التغصنات العصبية، ويعتمد عدد التغصنات الموجودة في العصبون على ماهية الدور الذي يقوم به العصبون أصلًا.


أنواع الخلايا العصبية

لم يتفق العلماء إلى الآن حول آلية واضحة لتصنيف الخلايا العصبية أو العصبونات الموجودة في الدماغ، لكنهم نجحوا في التوصل إلى وجود ثلاثة أنواع من العصبونات التابعة للحبل الشوكي، وبالإمكان شرح هذه الأنواع على النحو الآتي[٤]:

  • العصبونات الحسية (Sensory Neurons): تنشط هذه العصبونات عند تعرض الجسم لمثيرات خارجية أو بيئية، كما هو حاصل –مثلًا- عن لمس الأجسام الحارة، ويُمكن للمعلومات القادمة عبر هذه العصبونات أن تكون ذات طبيعة فيزيائية أو كيميائية، والمقصود بالمعلومات الفيزيائية هي تلك القادمة عبر أمورٍ محسوسة؛ كاللمس، أو الصوت، أو الضوء، بينما المقصود بالمعلومات الكيميائية هو المعلومات القادمة عبر حاستي التذوق والشم.
  • العصبونات الحركية (Motor Neurons): ترتبط هذه العصبونات بالعضلات، والغدد، والأعضاء الداخلية في الجسم، وهي تتحكم أساسًا بالحركات والأنسجة العضلية، بما في ذلك تلك الموجودة داخل الأعضاء المجوفة؛ كالمعدة مثلًا، ولقد نجح العلماء في تصنيف العصبونات الحركية إلى نوعين فرعيين، هما العصبونات العلوية الواصلة بين الدماغ والحبل الشوكي، والعصبونات السفلية الواصلة بين الحبل الشوكي والعضلات.
  • العصبونات المتوسطة (Interneurons): تتمحور وظيفة العصبونات المتوسطة حول ربط العصبونات الحسية بالعصبونات الحركية، وتمتلك هذه العصبونات القدرة على التواصل فيما بينها، وهذا يُكسبها قدرًا لا بأس به من التعقيد أيضًا.
  • العصبونات الدماغية: تمتاز أنواع العصبونات الدماغية بقدرٍ عالٍ من التعقيد، ويُصبح من الصعب التفرقة بينها بصورة واضحة، بعكس العصبونات الموجودة في الحبل الشوكي، لكن الدماغ يبقى حاضنًا لعصبونات حركية وأخرى حسية، ولقد حاول العلماء الاستعانة بالنواقل العصبية من أجل تصنيف العصبونات الدماغية، لكن هذا زاد من التعقيد أكثر، ويرجع سبب ذلك إلى تحلي بعض أنواع العصبونات بخواص كهربية وأشكال مختلفة ومتنوعة للغاية يصعب تصنيفها وفقًا لوظائفها فقط.


مكونات الجهاز العصبي

ينقسم الجهاز العصبي ككل إلى جهازين فرعيين، هما[٥]:

  • الجهاز العصبي المركزي (Central Nervous System): يتألف الجهاز العصبي المركزي باختصار من الدماغ والحبل الشوكي، ويتغلف كلاهما ببطانة رقيقة تُدعى بالسحايا Meninges، كما يمر بينهما سائل مهم للغاية هو السائل النخاعي Cerebrospinal Fluid.
  • الجهاز العصبي الطرفي (Peripheral Nervous System): ينقسم الجهاز العصبي المحيطي الموجود في باقي أنحاء الجسم إلى جهاز عصبي مستقل Autonomic Nervous System، الذي يسيطر بنفسه على عمل غدد الجسم، وجهاز عصبي جسدي Somatic Nervous System، الذي يُرسل بمعلومات حسية من العينين والجلد والعضلات باتجاه الجهاز العصبي المركزي.


مَعْلومَة

يرجع فضل الحديث عن مكونات الخلايا العصبية والجهاز العصبي للمرة الأولى إلى ملاحظات عالم إسباني يُدعى سانتياغو رامون إي كاخال، تحديدًا في عام 1889 ميلاديًا، ولقد تحدث هذا العالم أنذاك عن تشكل الجهاز العصبي من مكونات أحادية مستقلة لا ترتبط ببعضها البعض بصورة مباشرة[٦]، ولقد حاز سانتياغو على جائزة نوبل في الفسيولوجيا أو الطب عام 1906، ولقد استفاد سانتياغو من اكتشافات كاميلو غولجي في سبعينات القرن التاسع عشر، التي تمحورت حول إمكانية تلوين الخلايا العصبية بنترات الفضة؛ فهذا فتح الطريق لسانتياغو للكشف عن تراكيب أو مكونات الخلايا العصبية وكيفية تواصلها فيما بينها[٧].


المراجع

  1. Steven Gans, MD (16-7-2019), "Neurons and Their Role in the Nervous System"، Very Well Mind, Retrieved 11-6-2020. Edited.
  2. "Nerve Tissue", National Cancer Institute-SEER Training modules, Retrieved 11-6-2020. Edited.
  3. Seunggu Han, MD (20-7-2018), "What Are Neurons?"، Healthline, Retrieved 11-6-2020. Edited.
  4. "Types of neurons", University of Queensland, Retrieved 11-6-2020. Edited.
  5. "Nervous system", Better Health,8-2014، Retrieved 11-6-2020. Edited.
  6. "The nerve cell", Encyclopaedia Britannica, Retrieved 11-6-2020. Edited.
  7. " Santiago Ramón y Cajal – Biographical", Nobel Prize organisation, Retrieved 11-6-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :