محتويات
المجرد والمزيد من الأفعال
ينقسم الفعل في اللغة العربية من حيث التجريد والزيادة إلى قسمين؛ فعل مجرد، وفعل مزيد، إليكَ تفسيرهما:
- الفعل المجرد: هو الفعل الذي تكون جميع حروفه أصلية، ولا يمكن حذف أي منها، مثل؛ كتب، وقال، وباع، ومعظم الأفعال المجردة ثلاثية الأصل، ولا يوجد في اللغة العربية فعل مجرد يقل عن ثلاثة أحرف، ويمكن أن يزيد عن أربعة، وينقسم الفعل المجرد إلى:[١]
- الفعل الثلاثي المجرد، وأوزانها:
- فَعَلَ: ويكون إمّا لازمًا، مثل: جَلَسَ التلميذ، أو متعديًا، مثل: نَصَحَ المعلّم التلميذ.
- فَعُلَ: ويكون لازمًا فقط، مثل: عَظُمَ الأمر.
- فَعِلَ: ويكون إما لازمًا، مثل: فَرِحَ الناجح، أو متعديًا، مثل: عَلِمَ فلانٌ الأمر.
- فُعِلَ: مثل دُهش الناظر، وكُسر الإبريق.
- الفعل الرباعي المجرد، ويأتي على وزن: فَعْلَلَ، مثل؛ دحرج، وقشعر، ولهذه الصيغة أوزان ملحقة، وهي:[٢]
- تَفْعَلَ، مثل؛ ترجم.
- سَفْعَلَ، مثل؛ سَنْبَسَ، بمعنى أسرع.
- فَأْعلَ، مثل؛ طَأْمَنَ.
- فَتْعَلَ، مثل؛ حَتْرَفَ، أي اتخذ حرفة.
- فَعْأَلَ، مثل؛ بَرْأَلَ في برأل الديك، أي نفش ريشه.
- فَعْفَلَ، مثل؛ زَهْزَقَ، أي ضحك بشدة.
- فَعْلَى، مثل؛ قلسى، أي ألبسه القلنسوة.
- فَعلَتَ، مثل؛ عَفْرَتَ.
- فَعْلسَ، مثل؛ خَلْبَسَ.
- الفعل الثلاثي المجرد، وأوزانها:
- الفعل المزيد: الفعل المزيد هو الفعل الذي تُلحق فيه حروف ليست من بنيته الأصلية، وينقسم إلى:[٣]
- الفعل الثلاثي المزيد بحرف، ويأتي على ثلاثة أوزان:
- أفْعَلَ، مثل أكرم، وأخرج.
- فعّلَ، مثل علّم، وهذّب، وأهم معانيها
- فاعل، مثل كاتب، وناضل.
- الفعل الثلاثي المزيد بحرفين، ويأتي على خمسة أوزان:
- انْفَعَلَ، مثل انخدع، وانكسر.
- افْتَعَل، مثل احتدم، والتطم.
- افعلَّ، مثل احمرّ، واصفرّ.
- تفعّل، مثل تعلَّم، وتكبَّر.
- تفاعل، مثل تباعد، وتشاجر.
- الفعل الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف، ويأتي على أربعة أوزان:
- استَفْعَلَ، مثل استغفر، واستنجد.
- افْعَوْعَلَ، مثل اغدودن، واعشوشب.
- أفعالّ، مثل احمارٌ، واخضارٌ.
- افعوّل، مثل اجلوَّذ، أي أسرع.
- المزيد الرباعي:
- المزيد بحرف واحد: ويأتي على وزن تَفَعْلَلَ، مثل تدحرج.
- المزيد بحرفين، وله وزنان:
- افْعَنلَلَ، مثل اعرنزم.
- افعَلَلّ، مثل اطمأنَّ، واقشعرَّ.
- الفعل الثلاثي المزيد بحرف، ويأتي على ثلاثة أوزان:
حروف الزيادة في الأفعال
حروف الزيادة هي الحروف التي تدخل على الكلمة المجردة وتضيف لها معاني خاصة للمعنى الأصلي الذي يحمله الجذر، وقد حاول القدماء جمع هذه الحروف في عبارات ليسهل حفظها على الدارسين، وعددها عشرة وهي: الألف، والهمزة، والتاء، والسين، واللام، والميم، والواو، والياء، فجمعها بعضهم في كلمة: سألتمونيها، وجمعها الآخر في كلمة: اليوم تنساه، وجمعها البعض في: أمان وتسهيل، وقد جمعها أبو عثمان المازني في كلمة: هَويتُ السّمان، ووضعها في بيت شعر، فقال:
هَويتُ السمان فشيبنني
- وما كنت قِدمًا هويتُ السمانا[٤]
دلالات أحرف الزيادة
فيما يأتي دلالات أبنية الأفعال المزيدة:[٥]
- أفْعَلَ: ولهذه الصيغة ستة معاني:
- الدخول في المكان أو الزمان: مثل أصبح الرجل، أي دخل في الصباح، أعرق الرجل، أي دخل العراق.
- التعدية: مثل أذهب محمد زيدًا، أذهب: متعدي بمعنى جعله يذهب، وتسمى الهمزة في أفعل همزة النقل؛ لأنها تنقل من حالة إلى حالة.
- المصادفة والوجود: مثل أكرمت الفرد، أسمنت الكبش، أثلجت الماء، بمعنى وجدت الفرس كريمًا، والكبش سمينًا، والماء مثلوجًا.
- السلب والإزالة: مثل أقسط الرجل، أي أزال عن نفسه القسط، أشفيت المريض؛ دعوت له بالشفاء.
- الصيرورة: أطْفَلَتِ المرأة، صارت عندها طفل.
- الحينونة والاستحقاق: مثل أحْصَد الزرع، أي استحق حصاده.
- الكثرة في الشيء: مثل أذْأبتِ الأرض؛ أي كثرت ذئابها، أفيلت؛ كثرت فيلتها.
- المطاوعة: مثل قشعت الريح السحاب، فأقشَعَ.
- التعريض: مثل أبعتُ الفرس؛ أي عرضته للبيع، أرهنته؛ عرضته للرهن.
- الإعانة: مثل أرعيت الراعي؛ أي أعنته على الرعي.
- الوصول إلى العدد: مثل أسدس؛ أي وصل إلى ستة، أربع؛ وصل إلى أربعة.
- فعّل: ولها معاني عدة:
- التكثير، للتعبير عن الكثرة في الفعل أو الفاعل أو المفعول به، كما في قوله تعالى: { وَغَلَّقَتِ الأبوابَ}[٦]،
- التعدية، فرِح محمد، فرّح عليّ محمدًا.
- الدعاء، سقيّته؛ أي دعوت له بالسقيا.
- السلب والإزالة، مثل جلّدت الشاة، أي أزلت جلدها، قشرت البرتقالة، أي أزلت قشرها.
- التوجه إلى الشيء، مثل شرّق؛ أي اتجه إلى الشرق، كوّف؛ أي اتجه إلى الكوفة.
- اختصار للمركب، مثل هلّل: أي قال لا إله إلا الله، سبّح؛ أي قال سبحان الله، أمّن؛ قال آمين، سوّف؛ أي قال سوف أفعل.
- الصيرورة، مثل حجر الطين؛ أي صار كالحجر، ورّق الشجر؛ أي صار ذا ورق.
- التصيير، مثل جمّع الجموع؛ أي جعلها تجتمع، دسّمت الطعام؛ أي جعلته دسمًا.
- النسبة، مثل فسّقته؛ أي نسبته إلى الفسق، كذبّته؛ أي نسبته إلى الكذب.
- فاعَلَ: وله عدة معاني:
- المشاركة: عاونته، ناقشته، خاصمته.
- الموالاة: والى أي جعل بعضه يلي بعض، مثل واليت الصوم، واصلت الكتابة.
- التصيير: عاقب المجرم؛ أي جعل له عقوبة.
- تفعّل: وله عدة معاني:
- المطاوعة: مثل حسّنه فتحسن، أدّبته فتأدب.
- التكلف: مثل تحلّم، تسمّع، تحمّس.
- الاتخاذ: مثل توسّد التراب، تجهّز للسفر.
- التجنب: مثل تحرّج؛ أي تجنّب الحرج، تأثّم؛ أي تجنب الإثم.
- المعاودة: مثل تجرعت الدواء.
- الصيرورة: تأهّل الرجل؛ أي صار ذا أهلية، تألّم؛ أي صار عنده ألم، تحجّر الطين؛ أي صار حجرًا.
- المبالغة: مثل تبيّن الحق؛ أي بان، تبسّم الرجل.
- تفاعَلَ: وله عدة معاني:
- التشارك: تقاتلا، تشاجرا، تفاخرا.
- الإيهام: تغابى، تمارض، تناوم.
- المطاوعة: باعدت الطفل عن النار فتباعد، ضاعفت الحساب فتضاعف.
- التدرج: تزايد المطر، تواردت الإبل، تنامت الدولة.
- المبالغة: توانَيَ في الأمر، تجاوز الغاية.
- انْفَعَلَ: يأتي مطاوعَا للفعل(فَعَلَ)، مثل كسرته فانكسر.
- افْتَعَلَ: وله عدة معاني:
- المطاوعة: نحو جمعته فاجتمع، مزجته فامتزج، اجتمع؛ أي جمع نفسه، امتزج؛ أي مزج نفسه.
- الاتخاذ: نحو اشتويت اللحم؛ أي اتخذت شواء، اعتدت الصبر؛ أي اتخذته عادة.
- التشارك: نحو اشترك الخبيثان، اختلف اللصان.
- المبالغة: نحو سمع واستمع، قرأ واقترأ، اقترأ؛ أي جعل نفسه تقرأ، أي أن صاحب الفعل افتعل تعمدًا وإرادة للفعل.
- افعلّ: تعتمد دلالاته على قوة اللون أو العيب الحسي الملازم، مثل احمرّ.
- اسْتّفْعَلَ: : وله عدة معاني:
- السؤال والطلب: نحو استغفرت الله؛ أي سألته المغفرة، استعجلت البائع؛ طلبت منه أن يعجل.
- الصيرورة: نحو استفحم الخشب؛ أي صار فحمًا، استحجر الطين؛ أي صار حجارة، استأسد الفأر؛ أي صار كالأسد.
- الاعتقاد: نحو استسمنته؛ أي اعتقدته سمينًا، استكرمته؛ اعتقدته كريمًا.
- الاتخاذ: نحو استأجره؛ اتخذه أجيرًا، استخلفه؛ اتخذه خليفة.
- المبالغة: نحو عجب مبالغته؛ استعجب، يئس مبالغته؛ استيأس.
- اختصار الحكاية: استعاذ؛ أي قال أعوذ بالله، أو بمعناها الأصلي، طلب العوذ، استرجع؛ أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون.
- افْعَوْعَلَ: وله عدة معاني:
- المبالغة والتأكيد: نحو اعشوشبت الأرض؛ أي كثر عشبها، اخشوشن الشيء؛ أي اشتدت خشونته، اعذوذب الماء، أي زادت عذوبته.
- الصيرورة: نحو احلولي العنب؛ أي صار حلوًا، احقوقف الشيء أي صار أحقف.
- افْعَوَّلَ: هو بناء مرتجل، أفعاله ليست لها مجردات مستخدمة، وهو يأتي للمبالغة، نحو اجلوّذَ، اعلوَّط.
- افْعَالَّ: يدل على مقاربة الاتصاف بلون أو صفة حسية عارضة، مثل: احمارّ، اخضارّ، اعماشّ، وقد يأتي وصفًا لازمًا، نحو: ادهامّ الزرع إذا اخضر مع سواد.
دلالات الفعل الرباعي وما ألحق به:
- الدلالة على المشابهة، نحو: عَلْقَمَ الطعام؛ أي صار كالعلقم.
- الأخذ من اسم الآلة فعلًا، مثل: تَلْفَنَ؛ أي استعمل التلفون.
- التصيير، نحو: لَبنَنَه؛ أي جعله لبنانيًا، سعوَدَه؛ أي جعله سعوديًا،
- جعله محتويًا على الاسم المأخوذ من الفعل، مثل؛ عصفرت الثوب؛ أي صبغته بالعصفر، فلفلت الطعام؛ أي جعلت فيه فلفلًا.
- الإصابة، نحو: برعمت الشجرة، ظهرت براعمها.
- اختصار الحكاية، مثل: بَسْمَلَ؛ أي قال بسم الله الرحمن الرحيم.
مَعْلُومَة
أهم ما يميز دلالات أبنية الأفعال في اللغة العربية أنها:[٧]
- تكون مرتبطة ارتباطًا شديدًا بالسياق، أي أنّه قد يكون للفعل أكثر من دلالة حسب سياقه، مثال: استأجرت البيت، استأجرت عاملًا.
- تكون متعلقة بالمعنى، ويتغير المعنى بتغير الفعل، فمثلًا فعل استعمر، له معنى مختلف قديمًا عن معناه في العصر الحاضر، وأيضًا فعل استخدم له معاني كثيرة.
- تكون الأفعال ليست متساوية في العدد في كل دلالة.
- قد يكون الفعل الواحد له أكثر من دلالة، مثل أسقاه أيّ دعا له بالسقيا، أسقاه الماء أيّ سقاه.
- يأتي على المبني الواحد أفعال متفقة في اللفظ، ولها دلالات مختلفة، وهو مشترك لفظي، مثل فجّر أيّ شقّ، فجّر أي دخل في الفجر.
المراجع
- ↑ محمد خير الحلواني (1987)، الواضح في علم الصرف (الطبعة الرابعة)، بيروت، دمشق: دار المأمون للتراث، صفحة 113،114،115.
- ↑ الاستاذ راجي الأسمر (1997)، المعجم المفصل في علم الصرف، بيروت-لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 323.
- ↑ محمد خير الحلواني (1987)، الواضح في علم الصرف (الطبعة الرابعة)، بيروت: دار المأمون للتراث، صفحة 117،118،128.
- ↑ محمد خير الحلواني (1987)، الواضح في علم الصرف (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار المأمون للتراث، صفحة 65.
- ↑ أبو أوس إبراهيم الشمسان (2004)، دروس في علم الصرف (الطبعة الثالثة)، الرياض-المملكة العربية السعودية: مكتبة الرشد، صفحة 105-114.
- ↑ سورة يوسف، آية: 23.
- ↑ أبو أوس إبراهيم الشمسان (2004)، دروس في علم الصرف (الطبعة الثالثة)، الرياض : مكتبة الرشد، صفحة 104، جزء الأول.