الكتابة
توجد العديد من الأمور التي تمكن الإنسان من التعرف عليها بالفطرة، وغيرها مما تطلب تعلمه اكتساب المعارف، وتُعدّ الكتابة واحدةً منها، ويمكن تعريفها بحسب القاموس على أنها عملية استخدام الرموز والحروف لتكوين كلمات وجُمل يتسنى للإنسان من خلالها التعبير عن مكنون أفكاره ومشاعره وأحاسيسه أو متطلباته البسيطة الروتينية والاعتيادية في الحياة، وقد تولدت حاجة قديمة لدى الإنسان للرغبة بتوثيق حياته ووجوده وأسلوب عيشه، فلجأ في البداية إلى الرسم على جدران الكهوف والبيوت والأحجار، ومن ثم ابتكرت العديد من الحضارات رموزًا بسيطة أو معقدة خاصة بها لتدل على أشياء معينة، إلى أن بدأت اللغات بالظهور واحدةً تلو الأخرى مثل العربية واللاتينية والإسبانية والإنجليزية واليونانية وغيرها، وأصبح الإنسان على معرفة ودراية أكبر بالكتابة في يومنا هذا من خلال التمكن من أربع مهارات لغوية أساسية هي؛ الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، وأصبح من النادر أن يصادف الإنسان شخصًا عاجزًا عن الكتابة في الحياة مع تقدم العلوم والمعارف، بل إن العديد من الأشخاص لم يكتفوا بتعلم الكتابة فحسب بل جعلوها وظيفة ومصدرًا لكسب الرزق في الحياة[١].
أدوات الكتابة
لطالما لفت أمر الكتابة أنظار الكثيرين وصنفوه على أنه أكثر من مجرد عمل بسيط يتعلمه الإنسان منذ الطفولة فقط، ولعل أكبر دليل على ذلك وجود العديد من الأسماء اللامعة في عالم الكتابة والمميزة أيضًا؛ مثل ميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي والمتنبي والفرزدق في التاريخ العربي، وشكسبير وتولستوي وألبير كامو وفرانز كافكا وغيرهم على مستوى العالم أجمع، ولا بد للكاتب في يومنا هذا أن يجمع بين الأدوات التقليدية والعصرية كي يبدع في هذا المجال، وسنستعرض فيما يلي أهم وأبرز أدوات الكتابة:[٢][٣]
- القلم: وهو الشكل الحديث للريشة والمحبرة القديمة التي كان الإنسان يستخدمها قبل اختراع القلم، أما الآن فقد أصبحت الأقلام بأشكال وأحجام خطوط والوان مختلفة، ولما زالت الآداة الأهم بالنسبة للكثيرين على الرغم من اختراع أدوات عصرية مثل القلم الإلكتروني وغيره.
- دفتر الملحوظات: يستحسن أن يكون صغير الحجم وخفيف الوزن بحيث يسمح لصاحبه بحمله معه أينما ذهب، والسبب في ذلك أن الإلهام الذي ينتظره أي كاتب ليس مرهونًا بوقت معين، لهذا يجب الاستعداد على الدوام لتلك اللحظة، وتسجيل رؤوس أقلام عن الفكرة قبل نسيانها.
- المايكروسوفت وورد: وهو أحد البرامج الشهيرة التي أطلقتها مجموعة مايكروسوفت أوفيس العملاقة، والتي سهلت على الطلبة والموظفين الكثير من الوقت والجهد، ولهذا يجد فيها العديد من الكُتاب بديلًا جيدًا ومريحًا عن أسلوب الكتابة التقليدي من القلم والورقة، وبخاصة كونها تحتوي على خيارات متعددة من التنظيم والترتيب والحذف واللصق والنسخ وغيرها.
- تطبيقات الكتابة: وهي عبارة عن برامج بسيطة يمكن تحميلها بسهولة إلى الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية والحواسيب الشخصية، وتقوم فكرتها على تنظيم عملية الكتابة وجدولتها وتخزين المحتوى وإنشاء فقرة جزئية أو كلية والتذكير بها، وتوجد العديد من التطبيقات الشهيرة مثل تريلو.
- جوجل: وقد يبدو غريبًا للبعض إدراج محرك البحث الأشهر من ضمن أدوات الكتابة، إلا أن هذا الموقع يمثل منجمًا بالنسبة للعديد من الكُتاب الذين يبنون أفكارهم من خلال البيانات والمعلومات المؤكدة، إذ يتسنى لهم إنشاء نص بناءً على ما وفره لهم موقع جوجل.
- التحرير: وهي تعد من أهم الأدوات لأنها تساعد الكُتاب على تشذيب النصوص قبل إطلاقها للعلن وجعلها في أفضل صورة ممكنة، وتتضمن عملية التحرير الضبط النحوي للكلمات وفق قواعد اللغة المكتوبة، والضبط اللغوي، والتحقق من الكلمات والأفعال والحروف، وكذلك علامات الترقيم والرموز، والصور الفنية، والاقتباسات، وغيرها.
أشكال الكتابة
لا تقتصر الكتابة على أسلوب أو شكل واحد، وإنما يستطيع الكاتب اختيار مجال من ضمن مجالات متعددة والتطرق إليه في كتاباته، وسنتناول فيما يلي أبرز أشكال الكتابة المعروفة:[٤]
- الكتابة الإنسانية: هي الكتابة التي يهتم الكاتب من خلالها بالتواصل المباشر مع القارىء من خلال محاولة إقناعه بوجهة نظره حول فكرة معينة، ولهذا يرى الكثيرون أن الكتابة الإنسانية مرتبطة بالشرح والتفصيل وإرشاد المتلقي، وتشمل العديد من المجالات مثل كتب المناهج التعليمية التي يدرسها الطلبة في المدارس والجامعات، والقصص الإخبارية والكتابة التجارية أو العلمية أو الفنية.
- الكتابة الوصفية: وتتمحور حول شخصية بعينها، بحيث يأخذ الكاتب على عاتقه البحث حول تلك الشخصية وسرد تفاصيل خاصة بها سواء أكانت إيجابية أو سلبية، ويتميز هذا النوع بالارتكاز على الجانب الشعري وكثرة الصفات والتصويرات الفنية، ويشمل مجالات محددة وقليلة أبرزها كتابة المذكرات واليوميات الخاصة أو الكتابة الشعرية والخيالية.
- الكتابة المقنعة: ويتخذها الكاتب وسيلة لإيصال أفكاره للقارئ من خلال استخدام جميع الوسائل العلمية والحسية والعاطفية، وتتميز بأنها تحتوي مبررات وأسباب ونتائج لأحداث معينة بحيث تبدو كأنها تدرس قضية وتتخذ موقفًا منها ثم ترغب بإعلانه وإقناع الآخرين به، وتكثر بين الفئات السياسية في فن الخطابة، وفي مجال التسويق للمنتجات والبضائع والإعلانات، وكذلك المقالات في الصحف والجرائد.
- السرد: وتعد من أشهر أنواع الكتابة وأكثرها اهتمامًا من قِبَل القرّاء؛ وذلك لأنها تقوم على سرد القصص الخيالية أو الواقعية، وخلق مسرح للأحداث تتصارع داخله مجموعة من الشخوص في إحداثيات الزمان والمكان، وتتضمن الكتابة السردية الكثير من التحفيز والصراعات والأفكار والأحاسيس والمشاعر، ومن أبرز مجالاتها الرواية والقصة القصيرة.
أهمية الكتابة
تقدم الكتابة للإنسان العديد من الإيجابيات والسمات التي تمكنه من التقدم في حياته بصورة سليمة، وفيما يلي سنبين أهمية الكتابة:
- الجانب التعليمي: فعندما يتسلح الإنسان بالمفردات والأدوات الكتابية يتمكن من تسخير ذلك في تعزيز مهاراته البحثية والعلمية، والعثور على إجابات وافية للأسئلة الكثيرة المطروحة، وهو ما يساعده على المستوى الأكاديمي في رفع تحصيله العلمي.
- الجانب النفسي: تجعل الكتابة الإنسان أكثر مقدرة على التعبير عن نفسه ومكنونات أفكاره، وذلك يساعده على التصالح مع الذات والتواصل مع الآخرين دون خوف أو تردد.
- الجانب الوظيفي: يتخذ الكثيرون الكتابة مهنة للعيش، وعندما يتمكنون من الكتابة بطريقة صحيحة يشعرون بالإنجاز والاغتباط والانتصار؛ وذلك لأنهم وُفقوا في التعبير عن الأفكار وإخراجها على الورق بصورة صحيحة، مما أنتج قطعًا أدبية تمس الروح والأحاسيس.
- الجانب النقدي: تساعد الكتابة في توليد جانب نقدي لدى الإنسان لتعزيز حاسة السمع والبصر ومعالجة المعلومات المطروحة بطريقة صحيحة[٥].
المراجع
- ↑ "What is Writing?"، english club،Retrieved 11-10-2019. Edited.
- ↑ "5 Essential Writing Tools All Writers Need"، grammarly، Retrieved 11-10-2019. Edited.
- ↑ "8 WRITING TOOLS I USE EVERY DAY"، ann handley، Retrieved 11-10-2019. Edited.
- ↑ "Four Different Types of Writing Styles: Expository, Descriptive, Persuasive, and Narrative"، owlcation، Retrieved 11-10-2019. Edited.
- ↑ "The Importance of Writing"، full education، Retrieved 11-10-2019. Edited.