علامات الترقيم

علامات الترقيم
علامات الترقيم

الترقيم

الترقيم هو إشارات اصطلاحية معينة ومتفق عليها وعلى مدلولاتها تظهر أثناء الكتابة، إذ توضع بين الكلمات أو الجمل، لتبين للقارئ مواضع الفصل والوقف والإبتداء، إضافة إلى تأثيرها على النبرات الصوتية والأغراض الكلامية، وهي بذلك تلعب دورًا كبيرًا في تسهيل عملية فهم النص المكتوب للقارئ تمامًا كما أراده الكاتب، ومن الجدير بالذكر أن الترقيم في اللغة العربية ظهر قبل حوالي مائة عام بعد أن نقلها العرب من اللغات الأخرى، وبدأ باستخدامها في الكتابة العربية[١].


علامات الترقيم

علامات الترقيم هي علامات أو إشارات توضع أثناء الكتابة بين الكلمات وفي أواخر الجمل بقصد تسهيل عملية القراءة والفهم، وتحسين جودة الإلقاء إضافة إلى تجميل الكتابة وجمال عرض القطع النصية المكتوبة، والترقيم كلمة مأخوذة من رقم وهو الكتاب إذا كتبه، أو من رقّم الكتاب بمعنى نقطه بغية توضيح حروفه، أو بمعنى نقشه وزخرفه، وأول علامة ترقيم عرفها العرب واستخدمها هي النقطة أو ما يقوم مقامها كعلامة للفصل بين الجمل، وكانت النقطة سابقًا ترسم على هيئة دائرة وبداخلها نقطة، وأحيانًا يرسم خط يخرج من الدائرة، ويقال أن هذه النقطة التي وضعت داخل الدائرة أو خارجها هي من صنع القرّاء بقصد تعيين المكان الذي وقفوا عليه في القراءة، ثم أصبحت تقليدًا بين النساخ لتحسين جماليات النص[٢].


أنواع علامات الترقيم

تتعدد علامات الترقيم ولكن يمكن حصرها في أربعة أنواع حسب وظيفتها الموجوة في الكتابة وهي كالآتي[١]:

  • علامات الوقف: وهي النقطة والفاصلة المنقوطة والفاصلة (. ؛ ،) تتيح هذه العلامات للقارئ الوقوف عندها إما وقفًا تامًا أو متوسطًا أو قصيرًا بغرض الراحة وأخذ نفس لإكمال القراءة.
  • علامات النبرات الصوتية: وهي النقطتان وعلامة الحذف وعلامة الاستفهام وعلامة التأثر، أو التعجب (: ... ؟ ! )، تحمل هذه العلامات معنى الوقف بالإضافة إلى كونها تحمل نبرات صوتية خاصة وانفعالات نفسية معينة أثناء القراءة.
  • علامات الحصر: وهي علامة التنصيص والشرطة والقوسان والقوسان المستطيلان (« » - ( ) [ ] ) تفيد هذه العلامات في تنظيم الكلام المكتوب وتعين على فهمه.
  • علامات الإشارات: هي إشارات مستخدمة في البرمجة وبعض الرموز في الرياضيات، ومنها الأقواس المثلثة وإشارة الضرب وإشارة العطف وإشارة القوة المرفوعة والإشارة المائلة المعاكسة ورموزا كالآتي: ( < > *& ^ \ ).


أهمية علامات الترقيم

لا شك أن لعلامات الترقيم أهمية كبيرة للنص المكتوب، ومن أبرز فوائدها ما يأتي[١]:

  • تسهل علامات الترقيم عملية الفهم لدى القارئ، وتفسر المقاصد المكنونة داخل الخطاب المكتوب أو النص، وتوضح التراكيب خلال القراءة.
  • تعرف القارئ مواطن الفصل بين الجمل وتقسيم العبارات وتبين أماكن الوقف التي يجب على القارئ الوقوف عندها، مما يضفي على القراءة بهذه الطريقة جودة في الإلقاء وحسن التعبير عن المعاني والأفكار المكتوبة.
  • تيسر عملية القراءة وتحفظ وقت القارئ من التردد في النظر أثناء القراءة لتفهم العبارات وترابطها، إذ أن وجود علامات ترقيم بين الجمل والعبارات يظهر المعنى المقصود منها مباشرة لدى القارئ، وعليه فإن الزمن الذي يحتاجه القارئ لقراءة وفهم النص المرقوم أقصر بكثير من الزمن الذي يحتاجه لقراءة ذات النص غير المرقوم.
  • علامات الترقيم هي روح الكاتب وأحاسيسه وانفعلاته ظاهرة في كتابته، فهي بمثابة الحركات اليدوية والانفعالات النفسية والنبرات الصوتية، التي تتضح في الكلام؛ فتزيد دقة النص في التعبير والدلالة، فهي تشبه إشارات المرور واللوحات الإرشادية في تنظيم حركة السير التي لولاها لعمت الفوضى في الطرق وضلّ كثير من العابرين.
  • تنظم علامات الترقيم الموضوع وتحسن عرضه وتبرز جماليات النص واللغة؛ مما يريح القارئ ويجذبه لمتابعة القراءة والاستمتاع بها.


أهم علامات الترقيم في اللغة العربية مع الأمثلة

إن كتابة نص دون استخدام علامات الترقيم ووضعها في مكانها المناسب لها بين الجمل والعبارات هو نص منقوص وغير مفهوم تمامًا، فغياب علامات الترقيم يعني غياب المعنى وافتقار النص المكتوب لحسن العرض والصورة، فتغيب معه مقاصد الكاتب الحقيقية وتتعثر الأفكار وتتداخل في بعضها البعض، ليضيع المعنى ولا يتم الفهم الصحيح للنص، ومن أهم علامات الترقيم وأكثرها استخدامًا وشيوعًا في النصوص العربية المكتوبة ما يأتي[٣]:

  • (،) الفاصلة: تفيد الوقف الخفيف أثناء القراءة، وتكتب ملاصقة للكلمة التي تسبقها مباشرةً دون فراغات، وتوضع في المواطن الآتية:
    • توضع بين العبارات التي تكمل نفس المعنى كما في قوله صلى الله عليه وسلم:(بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ) [الراوي:عبدالله بن عمر، خلاصة حكم المحدث:[صحيح]].
    • توضع بين الشيء وأنواعه أو أقسامه وبدلًا من واو العطف، مثال؛ للمادة ثلاث حالات: صلبة، سائلة، غازية.
  • (؛) الفاصلة المنقوطة: تعني وقف متوسط في الكلام فيقف القارئ عندها وقفة أطول قليلًا من وقفته عند الفاصلة وأقصر من وقفته عند النقطة، وتكتب ملاصقة للكلمة السابقه لها مباشرة دون ترك فراغات، وتوضع بين جملتين تكون الثانية سببًا في الأولى، مثال: لا تمازح سفيهًا؛ لأن السفيه يؤذيك.
  • (.) النقطة: تفيد الوقف الطويل وتوضع في نهاية الجملة التي تم معناها ولا تحمل في طياتها معنى الاستفهام أو التأثر والتعجب، مثال: إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
  • (:) النقطتان: توضع النقطتان بعد القول وما معناه، وقبل الكلام المقتبس، وبين الشيء وأنواعه، وبين الكلام المجمل، وقبل الأمثلة التي تساق لتوضيح قاعدة، أو حكم، وبعد الصيغ المختومة بألفاظ: التالية، الآتية، ونحوهم، مثل؛ قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا }[طه: 114]، من أبرز فوائد القراءة ما يأتي: الاطلاع على ثقافات الآخرين، وزيادة الحصيلة المعرفية واللغوية، وأفضل وسيلة لترفيه العقل وإعمال الفكر.
  • (؟) علامة الاستفهام: تكتب بعد الكلمة السابقة لها مباشرة دون ترك فراغات، وتوضع في نهاية الجمل الاستفهامية سواء ظهرت آداة استفهام في الجملة أم لا، مثل؛ متى يعود أحمد من السفر؟، أتُحب الرسول ولا تتبع سنته؟
  • (...) علامة الحذف: توضع للدلالة على حذف ما يستغنى عنه ولا يفيد النص وجوده، وهي ثلاث نقاط فقط لا غير تكتب ملاصقة للكلمة السابقة دون فراغات، مثال: قرأت في العلوم كلها: الطب، والفلكن والهندسة والرياضيات...
  • (!) علامة التعجب: تكتب ملاصقة للكلمة السابقة دون ترك فراغات، وتوضع في نهاية الجمل التي تحمل معاني التأثر والإعجاب والدهشة ونحوها،مثل؛ ما أجمل هذه الفتاة!، ما أقبح الكذب!


المراجع

  1. ^ أ ب ت عادل سالم (4-11-2009)، "علامات الترقيم في الكتابة العربية ومواضع استعمالها"، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 5-7-2019. بتصرّف.
  2. "بحث عن علامات الترقيم في اللغة العربية : تعريف ، تدريبات ، أمثلة واضحة"، أنا البحر، اطّلع عليه بتاريخ 5-7-2019. بتصرّف.
  3. د. أحمد الخاني (15-1-2017)، "علامات الترقيم في اللغة العربية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5-7-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :